يشغل الفيس بوك اليوم الصدارة من بين العديد من مواقع التواصل الاجتماعي الاخرى، نظرا لاستخدامه من لدن شريحة واسعة من المجتمع، وبغض النظر عن انتماء مستخدميه لأي طائفة او عرق او عشيرة، ومن دون الاعتبار حتى بمستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، نجد ان هذه الطبقات تجتمع جميعا تحت مسمى مجاميع تضم مئات، بل آلاف، وقد تصل الى مئات الآلاف من الاشخاص، في صفحات متصفحي ومستخدمي الفيس بوك، ومن كلا الجنسين.

ولم يكتف الفيس بوك بالانتشار بهذا الافق فقط، بل اخذ بالتوسع باتجاهات اخرى ليكون واسعا ومخصصا في نفس الوقت، فابتدأ المنضمّون بإنشاء صفحات في مجالات محددة، مثلا اجتماعي او طبي او نفسي او طهو او تعليم، ثم تعمقت الخصوصية أكثر عندما ابتدأت حواء بفصل صفحاتها ومجاميعها عن آدم لتتركه بِحِيرة من امره؟

وعلى الرغم من ان الرجال كانت لهم صفحاتهم الخاصة ايضا، لكن لم تلاقي الشهرة والشعبية بينهم، كما لاقت الصفحات النسائية النجاح الباهر والواسع الافاق، حيث أخذت بالانتشار وبصورة سريعة جدا، وشمل هذا الانتشار نوعين: الاول تمثل بزيادة اعداد المُنضمين، والثاني زيادة اعداد تلك الصفحات، حيث وجدت اغلب النساء هذه الصفحات، اما مكان لعرض مواهبها المدفونة بين جدران المنزل، بينما وجدتها الاخرى متنفساً من زخم الحياة او لبث الشكوى وتفريغ الهموم، أو معالجة لصعاب الامور التي تعجز عن حلها بدون مشاركة، واخريات وجدتها مكانا للتعلم والاستفادة من الخبرات، والبعض وجدها مكانا للدردشة، كما اتخذنها بعض النساء مكان لإشباع فضولهن لمعرفة اغلب اخبار الناس او التجسس على حياتهم وما يقومون به.

وهنا وقف الرجل من النوع الفضولي في حيرة من امره، حيث أُغلقت اغلب الابواب في وجهه وتُرك وحيدا في اغلب الصفحات، بل وحذف من بعضها لتصبح خاصة بالنساء، مما اثير ازعاج البعض منهم، لذا وجد من انشاء صفحة باسم نسائي مستعار، طريقة ناجحة لكي يستطيع الانضمام الى تلك الصفحات النسوية، ليستطيع من خلال ذلك معرفة كل ما يهم المرأة وفي شتى المجالات.

وهذا ما يثير العجب أن أغلب الشباب اليوم يمتلك صفحة او اكثر على الفيسس بوك بإسم نسائي مستعار لكي يسهل دخولهم للكروبات النسائية، والاطلاع على مجريات حياة المرأة التي يمكن ان تكون اخت او زوجة او قريبة او غريبة، وسبب ذلك، ان اغلب النساء تمتلك حب الكلام والثرثرة والحديث عن مشاكل المنزل والاهل والتكلم حتى عن مجريات الحياة، فنجدها تضع كل هذا في صفحتها او على المجاميع، وبصورة يومية، بينما يميل الرجل الى السكوت مبتعدا عن الكشف عن تفاصيل حياته، لذا تكون صفحات النساء مفعمة بالحيوية والنشاط، بينما صفحات الرجال يغلب عليها الطابع الجاف والمعقد.

وهنا نقول أليس من حق المرأة ان تبتعد ولو قليلا عن الجو الرجولي لتعيش الحياة بطابع انثوي، تجد من خلاله انوثتها التي ابتدأت بالانحسار بعد ان اصبح المجتمع مختلط اكثر مما يلزم، ألا يحق لها ان تعيش مع نساء وتعتبرهم كأخواتها، وتشاركهم حياتها خاصةً اذا كانت وحيدة او بعيدة عن اهلها؟.

ولم تنتهي مشاكل صفحات الفيس بوك عند هذا الحد، بل انتشرت اكثر عندما اخذت بعض النسوة بترويج اسرارها او اسرار عائلتها او الاسرار الزوجية، ليبدأ من في قلوبهم مرض بنقل هذه الاسرار الى قريب او زوج او اهل متسببتا بالعديد من المشاكل... وهذا ما حدث لأحدى السيدات التي طُلقت بعد ان نشرت كلاما غير لائق عن زوجها، فنقلته احدى السيدات في المجموعة للزوج الذي ثار غاضبا وطلقها.

لذا ندعوك سيدتي أولا بالتفكير جيدا قبل نشر اي كلام، وقبل طرح أي موضوع داخل المجاميع، قد يكون فيه شيء من عدم الخصوصية او نشر منشورات غير لائقة مراعية بذلك اختلاف الاعمار بين اعضاء المجموعة واختلاف افكارهم ومعتقداتهم.. وربما يكون هناك دخيل من جنس آخر، ولترتقي صفحات الفيس بوك بكل ماهو نافع ومفيد، بعيدا عن اللغو والعشوائية ومضيعة الوقت التي تنعكس سلبا على اداء الواجب اتجاه الزوج والاطفال من جهة، وقد تتسبب في مشاكل مع المجتمع من جهة اخرى.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق


التعليقات

Azha
Iraq
أحسنتِ موضوع مميز2015-11-22
ام فامه
العراق
احسنتم فليتنا نستخدم هذه التقنيات لنستفيد لا لنقتل الوقت بها.بوركتي عزيزتي2016-02-23