ينبغي مراعاة الضوابط والقوانين مع عمر الطفل، اذ يجب ان يوضع في لاعتبار سن الطفل وقدراته عند وضع القواعد، وتختلف القواعد باختلاف عمر الطفل بالتأكيد، فلا يمكن إلزام ابنك البالغ من العمر 10 سنوات بالنوم في الموعد نفسه كما كان في عمر 4 سنوات فلكل مرحلة عمرية احتياجات وطبيعة سيكولوجية...

في التربية الحديثة لم يعد مفهوم التربية للطفل يشير الى توفير ما يحتاجه ليعيش حياة كريمة كالأكل والشرب والمنام وما الى ذلك من حاجات مادية مثلما يحتاج البشر، بل أصبحت بعض الآراء التربوية تقول ان اغلب ما يقوم من الآباء والمربين للأطفال هو رعاية وليس تربية.

 فالتربية يجب ان تشمل الجوانب النفسية والروحانية غير المادية للإنسان والطفل على وجه الخصوص، ومن المتطلبات التي يجب ان تعمل التربية عليها هي تربية الطفل على احترام الأنظمة والقوانين العامة وعدم تخطيها لأي سبب كان، فكيف نربي أطفالنا على ذلك؟

أهمية تربية الأبناء متأتية من كونها حجر الأساس لبناء الانسان في المستقبل، فما كان اساساه غير رصين حتماً ان بعض التصدعات والتشققات والانهيارات ستحصل في بنيته في مرحلة عمرية من مراحل عمره، لذا يجب ان يكون الأساس رصين موضوع وفق قواعد ومحددات علمية ولا مجال للتهاون او الاجتهاد فيه لكون ذلك يعقد مهمة التعديل فيما بعد.

جرب ان تعلم طفلك ان يضع كيس الشبس الفارغ بعد الانتهاء منه في سلة النفايات، وتصر على هذا السلوك فبعد تكرار الفعل ستتشكل عادة سلوكية فيتعود ان لا يرمي أي نفايات في المنزل او خارجه، والعكس هو ان يتعود على حالة العبثية والإهمال التي تؤدي به الى انتهاك كل الأنظمة وبالتالي يتعرض لمشاكلات كبيرة قانونية وأخرى نفسية ناتجة من فرض العقوبات عليه او انتقاده من المجتمع.

في طريقنا لتشكيل عادات الانضباط في الطفل يجب ان نقوم بما نريد زرعه في أطفالنا امامهم لأننا بنظرهم القدوة والمثل الأعلى، فلا يمكن أبداً أن تنجح العملية التربوية من غير قدوة وأمثلة تجسد المعاني النظرية لواقع ملموس، فإذا كان الآباء والأمهات يقومون بسلوكيات تخالف ما يحثون عليه أبناءهم فلا يمكن توقع نجاح العملية التربوية بل على العكس هم يخلقون نسخاً مطابقة لهم شكلاً ومضموناً.

عبر عدة سلوكيات نقوم بها نتمكن من تربيتهم على احترام النظم والقوانين، وما اهم هذه السلوكيات ما يأتي:

اول ما يجب ان يقوم به الوالدين او المربين وحتى المعلمين هو توضيح عواقب ومكاسب كل فعل يراد للطفل ان يبتعد عنه والفعل يراد له فعله، ويجب أن تكون القواعد والمكافآت والعواقب واضحة ومحددة في عبارات قصيرة وسهلة مما يساعد على ترسيخها وتطبيقها بأقل قدر من المقاومة، كما يجب أن تكون عمليةً وقابلة للتطبيق، وعكس ذلك يعني التعنت عليهم وعدم الالتزام بما يقولون ويأمرون.

كما يجب ان يفسر المربين لماذا وضعت قواعد للسلوك مفروضة وواجبه التطبيق ومع التفسير للطفل يتفهم أسباب المنع وبالتالي يتقبل، فالمنع بكلمات وجمل غير واضحة يهمل من الطفل على سبيل المثال القول له لا تؤذ اصدقائك، فهذا المعنى فضفاض لكن يجب التبسيط والشرح له ما هي السلوكيات التي تؤذيهم مثل الضرب وبالتالي تسهلت عليه مهمة ترك الأفعال المؤذية.

وينبغي مراعاة الضوابط والقوانين مع عمر الطفل، اذ يجب ان يوضع في لاعتبار سن الطفل وقدراته عند وضع القواعد، وتختلف القواعد باختلاف عمر الطفل بالتأكيد، فلا يمكن إلزام ابنك البالغ من العمر 10 سنوات بالنوم في الموعد نفسه كما كان في عمر 4 سنوات فلكل مرحلة عمرية احتياجات وطبيعة سيكولوجية تختلف عن المرحلة السابقة واللاحقة.

ورغم تطبيق القوانين بالنسبة للطفل ليس امراً سهلا ورغم انشغالنا الكبير والارهاق الذي يصيبنا لكن يجب ان نثبت الثبات على تطبيق القواعد أمر بالغ الأهمية لتعزيز أهميتها وقيمتها لدى أطفالك، لأن التراجع عنها يعطي صورة للطفل انها غير مهمة ويمكن عدم تطبيقها مما يجعل من إمكانية تطبيقها ضئيلة، وحين يحسن الوالدين والمربين هذه التفصيلات سيتمكنون من تعويد أبنائهم على احترام الأنظمة والعمل بموجبها.

اضف تعليق