لا وجود للمستحيل ولا مجال للضعف كونك الكائن الممنوع من الضعف، فقط توكلي على الله ثم نفسكِ ونفسكِ ونفسكِ وثقِ بقدراتكِ، فلا تنتظري من الآخرين أن يشعروا بتعبكِ، فلابد ان تخرجِ من عقلية الضحية إلى عقلية المسؤول، لأنك المسؤولة الأولى عن خياراتكِ وقراراتكِ، والصغير مصيره الكبر، والدراسة مصيرها التخرج، والعمل مصيره الانتهاء...
هل تتذكري اخر مرة واجهتِ فيها تحديًا، وهل كانت طريقة تعاملكِ معه سببًا في تغيير حياتكِ؟ في كل يوم قد تواجهنا صعوبات وتحديات ربما لا نستطيع مواجهتها أو تخطيها وتأخذ منا الكثير روحيًا ونفسيًا وجسديًا، فهي جزء مصيري وحتمي من الحياة، وتحدث معنا جميعًا، حتى الأشخاص الذين يبدو عليهم أنهم يحصلون على كل ما يريدونه بسهولة.
منذ ثمانية أشهر لم أنم أكثر من ثلاثة ساعات متقطعة في اليوم، فعيناي أشبه بعيون الباندا الآن، وصحتي النفسية والجسدية متعبة، ولا أحد يعلم الكم الهائل من الضغوطات التي أمر بها اثناء اليوم مع تراكم المسؤوليات البيتية وغيرها، نعم هذا ما يحدث عندما تكوني أمًا، فانا اليوم أم لطفلين أحدهم بعمر الست سنوات والآخر بعمر الخمسة أشهر، وامرأة عاملة، وطالبة دكتوراه في مرحلة الكتابة، وجامعتي في محافظة أخرى غير التي أسكن فيها، فصحتي أثناء الحمل وبعد الولادة لا تعود كما كانت قبل ذلك وبحاجة إلى المزيد من الوقت والراحة والاهتمام للتعافي، فالأمومة تأتي من ضريبة عاطفية ونفسية وجسدية، فتحتاج الأم الرعاية الكافية وغالبًا لا تشتكي وتتحمل أقصى ما يمكن، وكاذبات هن من يقولن لم نكره الأمومة في لحظة ما، فقد تحدث مواقف معينة تخرجك عن السيطرة وتقولي لماذا فعلت بنفسي هكذا، لكن في الحقيقة الأطفال هم هبة الله لنا، وأعظم انجاز هو تربيتهم تربية سليمة، صالحة، الأمومة هي الوظيفة بدوام كامل على مدار الساعة، وأغلب أمهات اليوم يعرفن أن المشكلة الرئيسة التي تواجههن بعد الولادة لاسيما القيصرية منها، الام متكررة، واضرار صحية، وكأبة ما بعد الولادة والصحة الجسدية والنفسية بالكامل لم تعد كما كانت.
فلا وجود للمستحيل ولا مجال للضعف كونك الكائن الممنوع من الضعف، فقط توكلي على الله ثم نفسكِ ونفسكِ ونفسكِ وثقِ بقدراتكِ، فلا تنتظري من الآخرين أن يشعروا بتعبكِ، فلابد ان تخرجِ من عقلية الضحية إلى عقلية المسؤول، لأنك المسؤولة الأولى عن خياراتكِ وقراراتكِ، والصغير مصيره الكبر، والدراسة مصيرها التخرج، والعمل مصيره الانتهاء، فلا داعي ان تكلفي الأمر، والوقت كفيل بحل كل هذه المصاعب، وثمرة النجاح تنسيك التعب، فهوني عليكِ هذه الأيام، وتذكري ليس كل أم امًا، فالامومة مقدسة لا ينالها الا من اختبره الله بطاقته وهو اهل لهذه المسؤولية وانتِ من اختاره الله لهذا الواجب المقدس، فكم نرى من امهات بالأسم فقط، وبالمقابل هناك أمهات مكافحات ترفع لهن القبعة احترامًا ويشار لهن بالجنة، تلك هي حياتنا، بالرغم من صعوبتها فهذا بالضبط ينطبق عليه ما تقوله جداتنا (التعب المنسي) بمجرد رؤيتك الصغير وابتسامته وتمام الخلق والعافية.
وفي الكثير من الأحيان وبسبب طبيعتنا البشرية، كلما سارت الأمور بعكس توقعاتنا أو ظهر تحديًا جديدًا في حياتنا، كانت ردة فعلنا عاطفية كالشعور بالضيق أو الانزعاج ونفاد الصبر بسبب ما حدث، ولم ننتبه حينها لفائدتها التي تصقل شخصياتنا، وتزيد ثقتنا بانفسنا ولا نستطيع في هذا الوقت ملاحظة باقِ نعم الله التي نعيشها، فضلًا عن كونها تزيد من ايماننا بالله.
وقد يتحول تركيزنا فقط في التفكير بكيفية التخلص من هذا الأمر وتجاوز هذا التحدي، لذا علينا التعامل مع هذه التحديات بهدوء وعدم السماح للمشاعر السلبية أن تسيطر على ردود أفعالنا، ولابد أن نمنع انفسنا من الاستسلام والهروب، وان مواجهة التحديات وإدارتها، تعد فناً، ويحتاج ادوات ومهارات تمكننا من التعامل معها، كما تحتاج إلى الوعي والنضج الحقيقي، والصبر والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة، وسر النجاح هو الثبات على الهدف، والقدرة على تحقيق الانجازات في مدة محددة، والايمان بالموهبة.
هذا الموضوع يحمل مشاعر مختلطة إذ تتداخل العاطفة بالعقل واليأس بالامل، والتضحية ونكران الذات بالانانية احيانًا.
اضف تعليق