تعد القراءة من أهم الوسائل التي تساعد على تغيير حياة الإنسان، ويمكنك الاستفادة منها بمجموعة مختلفة من الطرق. توجد العديد من أنواع القراءة وتختلف هذه الأنواع، إذ يوجد اختلاف من ناحية الهدف المحدد لها، أو من ناحية الطريقة المتبعة في القراءة، كيف يمكنك الاستفادة منها لتغيير حياتك...
تعد القراءة من أهم الوسائل التي تساعد على تغيير حياة الإنسان، ويمكنك الاستفادة منها بمجموعة مختلفة من الطرق. توجد العديد من أنواع القراءة وتختلف هذه الأنواع، إذ يوجد اختلاف من ناحية الهدف المحدد لها، أو من ناحية الطريقة المتبعة في القراءة. في هذا المقال سنتحدث عن أنواع القراءة المختلفة، وكيف يمكنك الاستفادة منها لتغيير حياتك.
أنواع القراءة من حيث الهدف
يظن البعض أن الهدف من القراءة هو هدف واحد فقط. وهذا ليس أمرا صحيحا، إذ يختلف الهدف من القراءة وفقاً لأنواع القراءة ذاتها والكتب التي تقرأها. إذا لم تدرك من البداية الهدف المطلوب من القراءة، ربما تشعر بأنّك قد ضللت الطريق. تنقسم أنواع القراءة من حيث الهدف إلى خمسة أنواع أساسية:
1- القراءة الوظيفية
يركز هذا النوع من أنواع القراءة على قراءة الكتب في مجال العمل الخاص بك. مثلاً إذا كنت تعمل في مجال الهندسة، فأنت تقرأ في المراجع التي تتحدث عن النظريات الهندسية المختلفة، لتعرف طريقة عمل الأجهزة والآلات. مثلاً إذا كنت تعمل في مجال الطب، فأنت تبحث عن المراجعة الطبيعة لتقرأ عن كيفية علاج الأمراض، وما هي الأدوية المستخدمة لفعل ذلك.
2- القراءة التطويرية
يركز هذا النوع من أنواع القراءة على كيفية تطوير الذات في المجالات المختلفة. مثلاً قد تكون لديك الرغبة في تحسين موهبتك في شيء معين، أو ترغب في تعزيز مهاراتك لتساعدك على العمل. هذا النوع لا يركز على منحك معلومات متخصصة، لكنّه يساعدك على اكتشاف طرق وأدوات ونصائح لتمكنك من تحسين مستواك. مثلاً يبحث الكاتب عن قراءة كتب تمكنه من تطوير مستواه في الكتابة.
3- القراءة المعرفية
يركز هذا النوع من أنواع القراءة على المعرفة، بعيداً عن مجال استخدامها بالنسبة لك، وإلّا أصبحت قراءة وظيفية. في القراءة المعرفية يكون هدفك هو تحصيل أكبر قدر من المعلومات، أو الاطّلاع على أحداث ووقائع سابقة. مثلاً إذا كنت تقرأ عن تاريخ الحروب العالمية بهدف معرفة التاريخ، فهذا يدل على القراءة المعرفية.
4- القراءة الواقعية
يركز هذا النوع من أنواع القراءة على التفاعل مع واقعك وحياتك الحالية. تحتاج هذا النوع في حياتك لأنّه يساعدك على فهم العديد من الأشياء في المراحل المختلفة التي تمر بها في حياتك. مثلاً قد تقرأ أولاً عن كيفية التعامل مع المراحل الدراسية، ثم تقرأ عن كيفية التفاعل مع سوق العمل. عندما تقرر الزواج، فقد تقرأ كتب عنه، وقبل الحصول على مولود تقرأ عن التربية. جميع هذه القراءات تساعدك على التعايش بطريقة صحيحة مع واقعك.
5- القراءة الترفيهية
النوع الأخير من أنواع القراءة، وهو يركز فقط على تحقيق هدف القراءة للمتعة ليس إلّا، فأنت هنا لا ترغب في اكتساب معلومات أو مهارات أو غيره، بل كل ما تريده هو قضاء وقت ممتع مع الكتاب. مثلاً قراءة الحكايات والقصص الخيالية.
أنواع القراءة من حيث الطريقة
يوجد أيضاً تصنيف آخر لأنواع القراءة، يعتمد على الطريقة المتبعة في إتمام عملية القراءة نفسها. من خلال الاعتماد على هذه الأنواع سيكون بإمكانك تحقيق فوائد أسرع من الكتب، وتسهيل عملية الاختيار ذاتها. تنقسم أنواع القراءة من حيث الطريقة إلى خمسة أنواع أساسية:
1- المسح (Scanning)
يعتمد هذا النوع من أنواع القراءة على إتمام عملية مسح سريع للمحتوى. في هذه الحالة أنت تعرف ما تبحث عنه بالضبط، مثلاً عناوين محددة أو محتوى معينا ترغب في الوصول إليه. بالتالي تقرر تجاهل أي شيء آخر لا يدخل ضمن هذا التصنيف. عندما تصل إلى الهدف الذي تبحث عنه، لن يكون لديك القدرة على تذكر المحتوى الداخلي له، ولكن ستكون قد عثرت عليه وهذا هو الهدف الأساسي.
2- القراءة السريعة (Skimming)
يُستخدم هذا النوع من أنواع القراءة عندما تكون لديك الرغبة في تكوين انطباع عام، بهدف معرفة إذا كان النص الذي تقرأه مفيداً لك أو لا، وبناءً عليه تقرر ماذا ستفعل لاحقاً. في القراءة السريعة أنت لا تبحث بالضرورة عن عنصر محدد أو كلمة مفتاحية معينة. لكنّك ترغب في معرفة المحتوى العام للكتاب، من خلال الاطلاع على عناوين الفصول والفهرس والفقرات الأولى للمحتوى. بالتالي تستفيد من ذلك في أخذ قرار إذا كنت ستتابع القراءة في هذا الكتاب، أو ستستمر في البحث عن كتب أخرى.
3- القراءة الخفيفة (Light)
يرتبط هذا النوع من أنواع القراءة غالباً مع القراءة الترفيهية، فأنت في هذه الحالة تهدف إلى الاستمتاع أكثر، أو لا تريد استغراق الكثير من الوقت في عملية القراءة. في هذا النوع تقرأ سريعاً لكن بفهم لأجزاء المحتوى، ولا تحتاج بالضرورة إلى التركيز الكامل في أثناء عملية القراءة، لأنّ المحتوى نفسه لا يتطلب ذلك، أو لأنّك لا تهدف إلى استفادة معينة من الكتاب، بالتالي لا توجد مشكلة إذا تجاوزت بعض الأجزاء، أو مررت عليها سريعاً.
4- القراءة التفصيلية (word by word)
يستغرق هذا النوع من أنواع القراءة وقتاً طويلاً على الأغلب، لأنّك تحتاج فيه إلى مستوى عالٍ من التركيز. يتوقف ذلك على قيمة الكتاب الذي تقرؤه، وأحياناً على مدى صعوبة المحتوى. إذ توجد بعض أنواع الكتب التي لا يمكن التعامل معها بالقراءة الخفيفة، بل هي تحتاج إلى قراءة متأنية حتى تقدر على استيعاب المحتوى جيداً. بالتالي في بعض الأحيان قد تستغرق عددا من الساعات في محاولة لقراءة عدد محدود من الصفحات، للتأكد من الفهم الكامل لها.
5- القراءة للدراسة (Reading to study)
يركز هذا النوع من أنواع القراءة على التعمُّق في محتوى الكتاب. على الأغلب تستخدم هذا النوع في الدراسة، وذلك لأنّه لا يكفيك قراءة المحتوى، بل إنّك تحتاج إلى استرجاعه بعد ذلك. تعتمد أغلب أنواع القراءة من حيث الهدف على هذا النوع، فأنت تبحث عن التفاصيل لا مُجرَّد انتهاء الأمر مع القراءة.
لذا، لن تكتفِ فقط بالقراءة ذاتها، ولكن ستزيد من دورك النقدي في التعامل مع المحتوى، من خلال طرح الأسئلة التي تساعدك على فهم النص، والقراءة الحذرة المتأنية؛ بحثاً عن التفاصيل المهمة. بعد الانتهاء من القراءة يمكنك الاعتماد على الذاكرة في محاولة لاسترجاع النقاط الرئيسة لتتأكد من حسن تذكّرك وفهمك لها.
كيف يمكنك الاستفادة من أنواع القراءة المختلفة؟
ليس الهدف هو معرفة أنواع القراءة فقط، لكن كذلك التفكير في الطريقة الصحيحة للاستفادة من هذه الأنواع لتغيير حياتك للأفضل. يمكنك فعل ذلك من خلال الخطوات التالية:
1- تحديد احتياجاتك من أنواع القراءة
لا بد أن تحرص على فهم احتياجاتك الحالية من أنواع القراءة، وما هي المرحلة التي تمر بها في حياتك. مثلاً هل تبحث عن تعلم مهارات جديدة؟ هل ترغب في تطوير معرفتك في مجال محدد؟ أم تهتم بتطوير الجانب المعرفي لديك.
2- الدمج بين أنواع القراءة من حيث الهدف
من المهم الحرص على الدمج بين أنواع القراءة المختلفة، وذلك من أجل تحصيل فوائد مختلفة لحياتك، لا فقط التركيز على جانب واحد. من خلال الدمج بين أنواع القراءة ستقدر على تطوير معرفتك ومهاراتك ومعلوماتك، وهو ما يمكنك استثماره لتصبح شخصاً أفضل على جميع المستويات.
3- تعلم توظيف أنواع القراءة من حيث الطريقة بكفاءة
يتعلق توظيف أنواع القراءة من حيث الطريقة بفهمك لمسار عملية القراءة. لذا، يمكنك الاعتماد على البدء بمسح المحتوى والقراءة السريعة لمعرفة محتواه، وما إذا كان ذلك هو الخيار المناسب لك أم لا. ثم بعد ذلك الدخول إلى المرحلة التالية، سواء أكانت القراءة الخفيفة أم التفصيلية أم حتى أخذ قرار بدراسة الكتاب.
ختاماً، تعد أنواع القراءة المختلفة وسيلة قوية لمساعدة الإنسان ليصبح شخصاً أفضل. لذا، احرص على فهمها جيداً، والاستفادة من توظيف كل نوع في الموقف المناسب له، لتحقق الفائدة التي تبحث عنها من عملية القراءة.
اضف تعليق