لم ينتظر اصحاب الالقاب السياسية والرمزية من قادة الاحزاب والتيارات إشارة البداية لإعلان بدأ المارثون الانتخابي لعام ٢٠١٨، بل انطلقوا في حركات سياسية ذات ابعاد انتخابية واضحة، ولعل المكون الشيعي كان السباق لهذا التنافس فالسيد عمار الحكيم استبق نتائج المعارك ضد داعش ليعلن عن امتلاكه لمشروع (التسوية التاريخية) والانطلاق بترويجه بين (الاخوة) داخل التحالف الوطني، و(الشركاء) في الوطن، غير متناسي زيارة مهمة لعرابة السياسة المبهمة في المنطقة عاصمة الضباب السياسي (عمان) ومن ثم وثبة قوية الى الجارة الكبيرة ايران ولقاء السيد علي الخامنئي، ولعل هذه الخطوة تعد استباقية لأي اتفاق سياسي لا يكون فيه المجلس الأعلى وزعيمه الطموح دور محوري.
اما (الحليفان اللدودان)، الرجلان الذين يختلفا كثيرا لكنهم يتفقان بأنهما يعاديان البعض بقسوة، فقد استمرا في سياسة عض الاصابع، فحين بدأ المالكي (بعد رد ماء الوجه له بقرار المحكمة الاتحادية بإعادته للمنصب الشكلي نائبا لرئيس الجمهورية)، جولة جنوبية لإعادة تلميع ولملمة التحالفات القديمة حتى فوجئ بحركة ظاهرها شعبي وحقيقتها صدرية تعكر عليه صفو الزيارات وتضعه بين فكي كماشة فهو لا يريد ان يكون الرجل الضعيف الذي لا يستطيع ان يؤمن ضيوفه ونفسه من جهة، ومن جهة اخرى لا يريد ان تراق دماء بسببه او يتخذ اجراءات متشددة لا سيما انه خارج السلطة ومتهم بميله الفطري للعنف، ان التصعيد الصدري لربما سيسبب بعزل المالكي سياسيا واعلاميا، لكن هذا الفعل قد يشعر جناح المالكي بالخطر ويدفعه لخلق كتلة صلدة حبا بالمالكي او بغضا بالصدريين.
اما كلمة السر التي ستفتح مغارة الأصوات الانتخابية فهي (الحشد الشعبي) هذا التشكيل الذي ربما سيلعب دورا سياسيا مهما في المرحلة القادمة مستندا الى حقائق مهمة، منها كم التضحيات وعبق الشهادة، الثقة التي اكتسبها، امتلاكه للقوة العسكرية، الصورة (المثالية) التي رسمها الاعلام للمقاتل والقائد في الحشد الشعبي، ولكن مع عوامل القوة الا ان هناك عوامل الضعف الانتخابي في الحشد الشعبي، تعددت القيادات والاحزاب داخل الحشد، وجود رأي قانوني ربما يُحد من دخول رموز الحشد في الانتخابات، وهو نفس رأي المرجعية العليا في هذه المشاركة، والعامل الاقليمي والدولي كذلك.
اما العبادي فيبدو انه غير مستعجل لكشف اوراقه الانتخابية، فما زال أدائه المعتمد على الهدوء وعدم اختلاق الازمات هو المسيطر على المشهد السياسي من شرفة رئاسة الوزراء، وكأني به يطرح نفسه ليس مرشح لحزب بل مرشح مقبول لأحزاب متنافسة، سيرضون به في ولاية ثانية ليس حبا به انما لأنه الهلال الذي لا يسبب الخلاف وفي رؤيته قد يستمر الهدوء ويتصاعد الى استقرار فعلي.
اضف تعليق