تتناغم تصريحات دول الخليج وشخصياتها السلطوية مع ما يتبناه مسؤولون اسرائيليون وامريكيون، فالعلاقات التي كانت تقام مع اسرائيل بالسابق سرا اصبحت علنية ومدعاة فخر لدول لم تبلغ حضارتها الحلم بعد.
بات الحشد الشعبي هالة تشكل الخوف والخطر لظلام سلطات دول الخليج التي تدافع عن ارضها وشعبها بمرتزقة تشتريها بمال ثرواتها المحرم على ابناء شعبها لاسيما وانها تمارس سياسة التميز والعنصرية بين اتباع المذاهب كما تمارسها امهم امريكا بين السود والبيض.
فقطر التي عرفت بموقفها الداعم للارهاب في العراق منذ العام 2003 ولحد الان، كشرت عن انيابها ضد الحشد الشعبي لتقول على لسان اميرها تميم بن حمد آل ثاني وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن حالتي العراق واليمن تؤكدان أن وجود الميليشيات "قاصدا بذلك الحشد الشعبي" يعني حربا أهلية، متناسيا دور الحشد الشعبي في الحفاظ على السلم الاهلي والمجتمعي الذي قام به الحشد وهو يطهر الاراضي العراقية من دنس داعش الارهابي.
وزير خارجية البحرين لم يكن بعيدا عن الساحة الداعمة للارهاب وهو بحضانة الام اسرائيل قد هاجم الحشد الشعبي بقوله انه يستهدف الابرياء العزل في المقدادية ويفجر المساجد، مطالبا بحله لفك أهل العراق من شره على حد تعبيره!، متناسيا ان الحشد الشعبي الذي يعد نتاج فتوى المرجعية الدينية جنبهم الويلات وحد من وصول صنيعتهم داعش الى عقر دورهم وقصورهم، خصوصا بعد ان انقلب السحر على الساحر وغدت داعش اللقيطة تهدد باقامة ولاية الحجاز.
اما السعودية التي يشكل ارهابيوها في العراق منذ العام 2003 ولحد الان اعلى نسبة بين الدول، ومع اول اطلالة تلفزيونية لسفيرها في العراق ثامر السبهان قال "رفض الكرد ومحافظة الانبار دخول قوات الحشد الشعبي الى مناطقهم يبين عدم مقبوليته من قبل المجتمع العراقي" متغافلا عن ان الحشد الشعبي متشكل من مختلف فئات المجتمع العراقي، وتشترك فيه جميع المكونات والمذاهب، نعم اهل الوسط والجنوب هم الاكثر بين تشكيلاته لكون تاريخهم يؤكد انهم المدافعون عن العراق بمختلف ثوراته ولعل ثورة العشرين اكبر دليل، بينما لم تغب تشكيلات اهل السنة المتضررين من الارهاب وليس الداعمين له، فضلا عن التشكيل الكبير لابناء المسيحية ودفاعهم عن العراق.
كما لم تبتعد الامارات عن الساحة الداعمة للارهاب بالاموال والاشخاص فقد اكد وزير خارجيتها عبد الله بن زايد الى نهيان خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة القضاء على ارهابيي داعش والنصرة وربط الامر بالتخلص من الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في سوريا، في رسالة مفادها ان اتركوا داعش يسيطر على العراق والنصرة على سوريا، ولتبدأ عملية التقسيم الطائفي والجغرافي والديموغرافي للشرق الاوسط بشكل عام، وهو ما خططت له امريكا واسرائيل قبل عشرات السنين.
وعلى هذا لا استغراب من تصريحات سفراء ومسؤولين خليجيين آخرين، بعد أن أصبح الحشد الشعبي مصدر قلق لأمريكا وإسرائيل لأنه افشل مخططاتهم في العراق وسوريا، بتحريره مناطق عديدة من سيطرة داعش الارهابي، والوقوف امام عملية التقسيم، والتقدم بصورة كبيرة في بسط سيطرته، وعدم خسران اي معركة يخوضها، لا يتقهقر ولا يتراجع مهما بلغت حدة المواجهات، رجاله عقائديون ويعرفون خبث عدوهم.
وبين الدعم المادي للجماعات الارهابية والتصريحات الرنانة ضده يواصل الحشد الشعبي انتصاراته على صنيعة الدول الخليجية المقلوب عليها، الا ان ابواق الدول الغارقة بعشق الصهيونية تنعق علها تتكئ على مكان ما، بَيْدَ ان الحشد الشعبي بما يحققه من انتصارات عسكرية وانسانية جعل امنيات( السعودية، وقطر، والامارات، والبحرين، وغيرهم) اضغاث احلام وما هم بتأويلها عالمين.
وعلى الرغم من ان الحشد الشعبي هيأة مستقلة تابعة لرئاسة الوزراء وتدار من قبل القائد العام للقوات المسلحة وتعمل تحت مظلة الدولة، الا ان تلك الصيحات والابواق الخليجية وفي بعض الاحيان سنية عراقية تعمل جاهدة للاطاحة بمنجزاته وتشويه صورته، بهدف مذهبي كُشف للجميع، وهو ما يجعل التساؤل يبقى مطروحا، هل الخليج ارهابيون ام انهم يحبون الارهاب، ام ان بغضهم وعدائهم لاهل البيت عليهم السلام واتباعهم جعلهم يقفون بجانب الارهاب، وبالتالي فان النتيجة واحدة فالداعم كالجاني.
اضف تعليق