اكثر مفردتين تكررتا في وسائل الاعلام العالمية الاسبوع الماضي هما (مباشرة وغير مباشرة)، الأولى حين انشغل الوسط الرياضي بالضربتين الحرتين المباشرتين للاعب نادي ارسنال الانكليزي ديكلان رايس وسجل منهما هدفين في مرمى ريال مدريد بتسديده كرة مقوسة مذهلة تجاوزت الحائط البشري وصاروخية أخرى سكنت الزاوية العليا بقوة...
اكثر مفردتين تكررتا في وسائل الاعلام العالمية الاسبوع الماضي هما (مباشرة وغير مباشرة)، الأولى حين انشغل الوسط الرياضي بالضربتين الحرتين المباشرتين للاعب نادي ارسنال الانكليزي ديكلان رايس وسجل منهما هدفين في مرمى ريال مدريد بتسديده كرة مقوسة مذهلة تجاوزت الحائط البشري وصاروخية أخرى سكنت الزاوية العليا بقوة، في مباراة ذهاب ربع نهائي دوري ابطال اوربا، لتنتهي المباراة بثلاثة اهداف نظيفة، ولايمكن احصاء عدد مرات مشاهدة الهدفين من جميع الزوايا لبراعة التسجيل سواء كان المشاهد من مشجعي نادي ارسنال أم برشلونياً شامتاً أم حتى مدريدياً مستاءً من علكة مدربه انشلوتي البارد، وعن نفسي فقد شاهدتهما عشرات المرات ومازلت أعيد المشاهدة بلا ملل، والأكثر اثارة أن هذا اللاعب الشاب لم يسجل في حياته أي هدف من ضربة ثابتة مباشرة.
لكنه فعلها مرتين بمباراة واحدة واجتهد وكان له هدفان وحسنتان، أما مفردة (غير المباشرة) فقد شغلت الإعلام العالمي والوسط السياسي في الولايات المتحدة وايران والعالم وترددت على ألسنة المحللين والصحفيين اكثر من هدفي رايس، في قضية الملف النووي الايراني، والغريب ايضا أن دونالد ترامب دعا اليها وإصبعه على الزناد وحاملات الطائرات الاميركية تملأ المحيطات والبحار، وهو الآخر يهدد ولم يسجل في حياته ضربة مباشرة في أرض ايران مثل اللاعب الانكليزي رايس وقد يفعلها او لايفعلها هذه المرة.
لكنه يصر على أن تكون المفاوضات مباشرة على عكس الايرانيين الذين يريدونها غير مباشرة ومقوّسة ومن وراء حائط بشري مثل هدفي رايس، ومقطع بدء المفاوضات الاميركية الايرانية يمكن أن يعاد آلاف المرات مثل هدفي رايس ضد ريال مدريد اللذين لايمل منهما.
وعلى ذكر الملل فإن ترامب على عجلة من أمره و(حوصلته) صغيرة بينما يخطط الإيراني لحياكة سنتمتر واحد في سجادة كبيرة لينجزها بعد اربعين عاماً ببرود لايتحمله الاميركي المستعد للحرب وحرق السجاد، ولا يصبر عليه العربي الذي دخل حرب البسوس دون مقدمات ومفاوضات مباشرة او غير مباشرة، فدمنا حار وحوصلتنا أصغر من حوصلة ترامب وشعراء الحماسة الذين لا يحاربون يعيّروننا إن تباطأنا في امتشاق السيوف، ورؤوسنا ثقيلة علينا مثل الفارسة أم حكيم التي أنشدت بكل فخر، أحمل رأساً قد سئمت حملهُ، وقد مللت دهنهُ وغسلهُ، ألا فتى يحمل عني ثقلهُ؟
اضف تعليق