q
آراء وافكار - مقالات الكتاب

العدو الأخطر

ترافقها على الوجه الاخر من العدو الاخطر ظاهرة التسول وهي من الظواهر التي بدأت تتسع في الشارع العراقي التي يمتهنها الصغار والكبار والرجال والنساء، مضافا لذلك ظاهرة تسول المقيمين في العراق من جنسيات أخرى وأبرزهم من الجنسية السورية، الذين نجحوا في السكن في المدن العراقية وكسبوا تعاطفا كبيرا من أبناء العراق...

ظاهرة بيع وتعاطي المخدرات في العراق تحولت من حالات محدودة إلى ظاهرة خطيرة جدا، وتجلى ذلك بوضوح في تفجير أحد تجار المخدرات في بغداد نفسه بقنبلة كانت معه مما أدى لاستشهاد أحد ضباط الأمن الوطني الذي كان ممسكا به.

وقرأنا الكثير عن حالات مشابهة وتصادم بين تجار المخدرات والقوات الأمنية، ناهيك عن حالات كثيرة أخرى نجحت فيها القوات الأمنية في اعتقال المروجين سواء الكبار منهم أو الصغار، وبالتأكيد فإن هذا يعني أن المخدرات باتت اليوم السلاح الأخطر الذي يستخدم ضد شبابنا في مرحلة مهمة من مراحل حياتهم، ولعلنا لا نبالغ إذا ما قلنا إن ازدياد حالات الانتحار مرتبط بشكل كبير بالمخدرات وتأثيراتها السلبية الكبيرة على من يتعاطيها.

لهذا نجد أن ملف المخدرات من الملفات الخطيرة التي تواجه العراق حاليا خاصة، وإن الحكومة تتعامل مع هذا الملف من ناحية أمنية فقط من دون فسح المجال للجهات الأخرى بممارسة دورها وخاصة الصحة التي تقع عليها مهمة معالجة مدمني المخدرات من جهة، وهذا ما يتطلب تفعيل قانون مكافحة المخدرات رقم 50 لسنة 2017 وهو قانون متكامل بشكل كبير جدا من شأنه لو طبق بالشكل الصحيح أن يحقق نتائج كبيرة وملموسة في هذا الجانب.

وعندما نقول تطبيق القانون نجد أن الأجهزة المكلفة بمكافحته تتعامل مع المتعاطي والمروج للمخدرات على أنهم متعاطون، وهذا الأمر بالتأكيد يخفف كثيرا من العقوبة التي ينالها تاجر المخدرات والعاملون معه، خاصة وأن المتعاطي كما يعرف الجميع هو ضحية يحتاج إلى العلاج لتجاوز ما هو فيه.

الظاهرة الأخطر التي برزت في الفترة الأخيرة هو استعداد (مافيات المخدرات) للتصادم مع القوات الأمنية، وهذا ما حدث عبر حالة التفجير التي أشرنا إليها سابقا، وهذا ما يجعلنا نقول إن هذه المافيات من الممكن أن تستعين بالأحزمة الناسفة وكل ما يقع تحت يدها إذا ما وجدت نفسها محاصرة في أوكارها من قبل القوات الأمنية، مكافحة المخدرات تتطلب جهدا كبيرا من قبل الجميع سواء قوات أمنية وجهات صحية ومنابر دينية وإعلام وكذلك المواطنون خاصة وإن أماكن بيعها ليست مرصودة بشكل كافٍ من قبل الأجهزة المختصة.

ترافقها على الوجه الاخر من العدو الاخطر ظاهرة التسول وهي من الظواهر التي بدأت تتسع في الشارع العراقي التي يمتهنها الصغار والكبار والرجال والنساء، مضافا لذلك ظاهرة تسول المقيمين في العراق من جنسيات أخرى وأبرزهم من الجنسية السورية، الذين نجحوا في السكن في المدن العراقية وكسبوا تعاطفا كبيرا من أبناء العراق عبر دعمهم بالملابس والمواد الغذائية وغيرها، فكانت مهنتهم الوحيدة هي التسول لهذا نجد أن هذه الظاهرة شوهت الشارع العراقي كثيرا، خاصة أن عملية التسول هذه لها طرقها الجديدة والتي تتمثل بطرق الأبواب على شكل مجموعات تطلب المال دون سواه، والبعض منها لا يقبل بالقليل أو الممكن بل يبحث عن أكثر من ذلك. ومن الطرق الجديدة النساء الأنيقات في ملبسهن وكلامهن الناعم وهن يطرق أبواب البيوت وبلكنة شامية يطلبن مبلغا معينا من المال.

الخطر الأكبر يكمن إن هذه الظاهرة شجعت بعض الشباب العراقي على فعل ذلك والأمر لا يكلفه سوى الانتقال من مدينته إلى مدينة قريبة، وارتداء ملابس رثة وتأجير طفل مع حمل بعض التقارير الطبية توضع أمام الطفل لينال بها عطف الناس.

لهذا نجد من الضروري جدا أن تكون هنالك حملات تنظيف الشارع العراقي من المتسولين بكل أصنافهم، خاصة أنهم وسط ممكن أن يندس بينهم من يريد شرا بنا من الإرهابيين من جانب، ومن جانب آخر لما لهذه الظاهرة من سلبيات كبيرة إذا ما اتخذها البعض مهنة له وهي مربحة، حيث نجد أغلب هؤلاء المتسولين في نهاية يوم عملهم يقفون أمام المحال لتصريف ما لديهم من أموال «ربع وألف دينار» إلى عملات من فئات أكبر، وهذا يعني أن حاجتهم للمال ليس لتوفير متطلبات الحياة اليومية بل للبحث عن رفاهية كبيرة جدا، ولا ننسى هنا القصص الكثيرة التي سمعناها عن «الشحاذتين» وما يمتلكونه من أموال وعقارات والكثير من هذه القصص حقيقية ولا مبالغة فيها كما يتصورالبعض.

........................................................................................................................
* الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق