نجد أن بغداد تحتضن أكثر من قمة عربية في آن واحد وهو الأمر الذي يعكس حاجة العرب لأن يتجاوزوا التحديات التي تعيشها الدول العربية برؤية صحيحة تؤسس لخارطة طريق واضحة وسليمة من أجل ازدهار المنطقة وتنميتها، خاصة أن الدول العربية تمتلك الإمكانيات البشرية والمواد الأولية والموارد المالية والموقع الاستراتيجي الحيوي الرابط بين العالم...

بغداد تحتضن قمة العرب من جديد لتؤكد للعالم جملة من الحقائق أبرزها بالتأكيد إن العراق استعاد دوره العربي، خاصة أنه من المؤسسين للجامعة العربية، والجانب الآخر يتمثل بالدبلوماسية العراقية التي أثبتت نجاحها في السنوات الماضية عبر مواقفها الثابتة من قضايا المنطقة، وسعي بغداد لأن تكون ملتقى حوار وبوابة سلام يحافظ على أمن واستقرار الدول وفق رؤية عراقية واضحة وسليمة من إن أمن المنطقة هو تكاملي بين دولها ولا يقتصر على دولة دون أخرى.

من هنا نجد أن قمة بغداد تأتي في ظروف أقل ما يقال عنها استثنائية بحكم ما يجري في المنطقة العربية من أحداث كبيرة في مقدمتها العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية، ناهيك عن الاعتداءات المستمرة على سوريا ولبنان. 

والتهديدات الصهيونية المستمرة بتوسعة الحرب ورفض كل المبادرات التي طرحت وفي مقدمتها المبادرة المصرية التي طرحت في آذار الماضي، وهو ما يعني تمادي هذا الكيان في غطرسته مما يتطلب موقفاً عربياً حازماً وثابتاً إزاء ذلك، وتضامناً عربياً كبيراً من شأنه أن يكون رسالة واضحة للجميع للكفِّ عن ممارسة العدوان على الشعب العربي في كل مكان.

ناهيك عن الملف الأمني والتصدي لمجموعة تحديات تواجه العديد من الدول العربية وفي مقدمة ذلك ملف الإرهاب الذي ما زالت بعض خلاياه تنشط هنا وهناك مستغلة الأوضاع السياسية في بعض البلدان العربية، لا سيما عصابات "داعش" الإرهابية التي تتحين الفرص بين الحين والآخر سواء ما بين الحدود العراقية ـ السورية أو غيرها من المناطق الأخرى، مما يتطلب عملاً عربياً مشتركاً لإنهاء هذه التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها وبسط سيطرة الدول على حدودها بما يؤمن أمنها الخاص وأمن المنطقة بشكل عام .

ولعل هذه الملفات ليست الوحيدة التي تطرح على القادة العرب فهنالك ملفات اقتصادية وتنموية نحن بأمسِّ الحاجة لها في ظل سعي العراق لخلق ما يمكن تسميته بالتكامل العربي في جوانبه الاقتصادية، مما يعزز من دور العرب في تشكيل قوة سياسية في العالم ولعل العراق من أول الداعين لهذا التكامل في ظل توفر الإمكانيات البشرية والمادية من جهة، ومن جهة ثانية تعزيز العلاقات التجارية ما بين الدول العربية مما يجعلها وحدة اقتصادية متكاملة أو ما يمكن تسميته بالسوق العربية المشتركة.

لهذا نجد أن بغداد تحتضن أكثر من قمة عربية في آن واحد وهو الأمر الذي يعكس حاجة العرب لأن يتجاوزوا التحديات التي تعيشها الدول العربية برؤية صحيحة تؤسس لخارطة طريق واضحة وسليمة من أجل ازدهار المنطقة وتنميتها، خاصة أن الدول العربية تمتلك الإمكانيات البشرية والمواد الأولية والموارد المالية والموقع الاستراتيجي الحيوي الرابط بين العالم، وهذه العوامل من شأنها أن تجعلها قوة اقتصادية كبيرة في العالم من جهة، ومن جهة أخرى تغير واقع الشعب العربي نحو الأفضل.

اضف تعليق