أجواء الانتخابات البرلمانية في 11 تشرين الثاني القادم دخلناها مبكرًا، على الأقل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعني أن الرأي العام العراقي دخل فعلًا دائرة النقاش في هذه الانتخابات، ومعهم دخلت القوى السياسية هي الأخرى عبر تأسيس الكثير من صفحات الفيسبوك تروّج للمرشحين القادمين، خاصة الجدد منهم...
أجواء الانتخابات البرلمانية في 11 تشرين الثاني القادم دخلناها مبكرًا، على الأقل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعني أن الرأي العام العراقي دخل فعلًا دائرة النقاش في هذه الانتخابات، ومعهم دخلت القوى السياسية هي الأخرى عبر تأسيس الكثير من صفحات الفيسبوك تروّج للمرشحين القادمين، خاصة الجدد منهم.
وهذا ما يقودنا لأن نطرح عدة أسئلة، أبرزها: هل نحتاج لفكر سياسي جديد؟ الجواب بالتأكيد: نحن نحتاج لذلك، خاصة وإن العالم تغيّر، والمنطقة تغيّرت، والعراق أيضًا تغيّر نحو الأفضل، خاصة وإنه شهد في السنوات القليلة الماضية استقرارًا كبيرًا وتنميةً وعملية بناء نالت رضا المواطن العراقي، سواء في العاصمة أو الكثير من المحافظات التي يلمس الزائر لها إنها أفضل من السابق، مضافًا لذلك مجموعة إجراءات إدارية بسطت مراجعات المواطنين للكثير من الدوائر المهمة، وهذا بسبب حالة الاستقرار من جهة، ومن جهة ثانية طبيعة قانون الانتخابات وتقسيم المحافظة الواحدة إلى دوائر متعددة، مما يعني أن ما تقدّمه من مشاريع يُعيد إليك أصواتًا انتخابية.
وبالتالي، انتهت ما يمكن تسميته (تجميع الأصوات) التي كانت سارية المفعول في قوانين الانتخابات السابقة، والتي كانت تشجع الأحزاب على طرح أكبر عدد ممكن من المرشحين بغية جمع أكبر عدد من الأصوات.
أما الآن، فإن قانون الانتخابات المعمول به حاليًا يمنح المواطن السلطة الكاملة في فوز من يريده ووفق قناعاته، ويجعل السلطة بيد الشعب. وهذا ما يعزز فرص المستقلين والأحزاب الصغيرة من الحصول على مقاعد هنا وهناك، وهذا ما حصل في نتائج عام 2021، وقد يتكرر بزخم أكبر في الانتخابات القادمة، وهو ما يؤكد رغبة الناخب العراقي بالبحث عن أفكار جديدة غير تقليدية تمثله تحت قبة البرلمان وتنبثق منها حكومة تنفذ البرنامج الانتخابي كما يجب أن يكون.
وهذا يعني إن الناخب العراقي يرغب بولادة فكر سياسي جديد يقود البلد بعيدًا عمّا كان سائدًا في الدورات السابقة، مما يعني أن على القوى السياسية العراقية أن تدرك هذا التحول في فكر الناخب العراقي، الذي بات هو من يحدد الفائز بعيدًا عن سلطة رؤساء الكتل، وهذا يعني أن تضع هذه الأحزاب مواصفات دقيقة في المرشحين تنال رضا وقبول الناخب العراقي من جهة.
ومن جهة ثانية أن تدرك إن وعي الناخب العراقي في عام 2025 تطور كثيرًا، ويتطلب الأمر كما أشرنا فكرًا وخطابًا انتخابيًا جديدًا، لأن الناخب العراقي لم يعد يقتنع بـ (السبيس وتبليط شارع أو نصب محولة كهرباء)، لأن هذه من واجبات السلطة التنفيذية وليست من واجبات المرشح، خاصة وإن أغلب الأحزاب والقوى السياسية تستخدم المشاريع العامة دعاية لمرشحيها في الانتخابات، وهو أمر يعرفه الجميع. وربما بدأت هذه الحملات بوقت مبكر هذه المرة، محاولة منها لملامسة مشاعر الناخبين هنا وهناك.
اضف تعليق