مثلما طهرت انابيب خطوط النفط سكان آلاسكا واستولت على ارضيهم في شمال القارة الامريكية باساليب همجية، فان الراسمالية الاسرائيلية، المدعومة بادوات القتل الوحشي، تستولي اليوم على ارض غزة لتمهد الارض لشق قناة تسمى بن غوريون او بناء انماط من المستعمرات الزراعية في مستقبل امبريالي غامض لصياغة الشرق الاوسط الجديد...
ما يجري الان في غزة لا تجد له تحليلا معمقاً الا في مفردات علم نفس التوحش الذي تسوغه ايديولوجيات عنصرية سوداوية مازالت تبيح استحالة البشر الى موجودات او اصول harmful assets ضارة في غابة صيد تسوغ لِقتلتها (فكرة مشاعية الصيد عبر سفك الدماء بدون تمييز وتقوم على سلوك اقتلاع حياة المقابل uprooting بعقيدة حرب دموية منزوعة الرحمة خالية الشفقة لبسط السيطرة على الاصول المادية وثروات الارض .(
فبغض النظر عن الأشكال المختلفة التي تتخذها الملكية الخاصة للأرض في ظل الرأسمالية، على حد تعبير كارل ماركس في كتابه رأس المال، المجلد الثالث، فإنها دائمًا «تفترض مسبقًا أن بعض الأشخاص يتمتعون باحتكار التصرف في أجزاء معينة من العالم كمجالات حصرية لإرادتهم الخاصة من أجل السيطرة عليها». واستبعاد الآخرين جميعا."
ولأن عملية الإقصاء هذه مرتبطة تاريخيا بالمصادرة والتهجير، والاستعمار والغزو، والمضاربات المالية والتدهور البيئي، فإن التعامل مع الأرض لم يتوقف أبدا عن تلويث أيدي جميع أفراد الطبقة الحاكمة المتورطين فيها بما في ذلك وحشية الاستيلاء على حقوق الشعب الفلسطيني بالتطهير العرقي. ويظل هدف ملكية الأرض في هذه المرحلة الجديدة بالغزو، كما قال ماركس، هو اقتطاع أجزاء كاملة من العالم لتكون مجالات حصرية للمالكين وهي تجسد "الإرادة الخاصة لاستبعاد الآخرين".
وهكذا، يسوغ وحشيتها في سفك الدماء من ناحية الاصل التاريخي المادي معسكر راس المال المركزي الذي مازال يمارس ارثه القمعي في ابادة الموجود البشري، بغية تعظيم تراكماته المركزية، ذل عبر التاريخ الاقتصادي المادي المستمر للراسمالية التي ارتبطت بالاستيلاء على الارض كحيز وجودي للتملك. انه الماضي نفسه المولد للتوحش الذي يتمدد في عصره التكنولوجي الراهن وادواته الحربية الرقمية في احتلالات ناعمة وخشنة يمارسها في اراضي شرق الارض وجنوبها.
انها بقع احتلال شرسة ترتوي بدماء (الموجودات البشرية) اينما كانت، وتبقى ادوات القتل فيها (مطلوبات متوحشة) وما غزة الا انموذجاً لكشف حسابات التوحش الختامية لشركات عنصرية لعالم مابعد الامبريالية لاحتلال الارض وتطهيرها من سكانها الاصليين .
فمثلما طهرت انابيب خطوط النفط سكان آلاسكا واستولت على ارضيهم في شمال القارة الامريكية باساليب همجية، فان الراسمالية الاسرائيلية، المدعومة بادوات القتل الوحشي، تستولي اليوم على ارض غزة لتمهد الارض لشق قناة تسمى بن غوريون او بناء انماط من المستعمرات الزراعية في مستقبل امبريالي غامض لصياغة الشرق الاوسط الجديد.
اضف تعليق