الوعي بضرورة المساهمة في بيئة نظيفة من الأشياء التي تحتاج الى مران دائم لتطبيع الأهالي على إعطاء نظافة مناطقهم السكنية أولوية كبيرة واهمية فائقة، ربما تتصدر بقية الاهتمامات، لذا من الضروري ان يكون العامل المساهم بتحقيق النظافة هو الوعي الاجتماعي والذي يعتبر الدعامة الأولى لذلك...
يتذمر الفرد عندما تقع عيناه على اكداس النفايات المتجمعة عند مداخل المدن والمناطق السكنية، فلا يكاد يخلوا أي حي من الاحياء من أماكن عشوائية خصصت بطريقة فوضوية لتجميع نفايات المنازل، حتى كونت صورة مشوهة لأغلب المدن العراقية، ولم نعلم ايهما يتحمل المسؤولية الأكبر المواطن المتذمر ام الجهات المعنية.
ما يكونه رمي النفايات بطريقة غير مسؤولة في الطرقات العامة والمناطق السكنية، يبعث برسائل كثيرة وكبيرة، أولى هذه الرسائل ان الوعي الجماهيري لا يزال منخفض جدا، وقليل من يشعر بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة، اذ يعتبر رمي الاوساخ بهذه الشاكلة من المصاديق الواضحة على ذلك الانخفاض.
الوعي بضرورة المساهمة في بيئة نظيفة من الأشياء التي تحتاج الى مران دائم لتطبيع الأهالي على إعطاء نظافة مناطقهم السكنية أولوية كبيرة واهمية فائقة، ربما تتصدر بقية الاهتمامات، لذا من الضروري ان يكون العامل المساهم بتحقيق النظافة هو الوعي الاجتماعي والذي يعتبر الدعامة الأولى لذلك.
يُعلقون الأهالي أسباب الرمي العشوائي للنفايات في الاحياء السكنية والطرقات العامة الى عدم وجود الأماكن المخصصة لهذا الغرض، بينما ومن دواعي الانصاف نجد اكوام النفايات تساور الحاويات دون رميها بداخلها والتخلص منها، فضلا عن إمكانية رفعها بسهولة مقارنة بانتشارها على مساحات واسعة.
وتكثر الشكاوى من قبل المواطنين على الجهات المعنية برفع النفايات ومنع تكدسها في المناطق السكنية، ويتناسون ما يجب عليهم فعله، وهو عدم رمي النفايات الا في الأماكن المخصصة لها، والتشجيع على اعتبار هذا التصرف من المعايير الاجتماعية والدينية الواجب مراعاتها في الحياة اليومية.
فالإسلام أكد في أحاديث كثيرة على ضرورة ان يكون الفرد المسلم على درجة كبيرة من النظافة، ويفاد من الحديث بأهمية تحقيق النظافة الفردية والبيئية، فلا يمكن ان تكون المنطقة السكنية صالحة للعيش وهي قد تحولت الى مكب للنفايات، ومحرقة للمواد الضارة والسامة.
اذ يوجد ارتباط وثيق بين الصحة العامة والنظافة فهما لا يفترقان مطلقا، وكثيرا ما تنتشر الامراض في المناطق التي لا يوجد فيها أدنى مستوى من الاهتمام بالطرق وهندستها، ووضع الحاويات المخصصة لجمع النفايات في أماكن غير متباعدة تسيطر على الكم الهائل من المخلفات.
ومن العوامل المساعدة على انتشار النفايات بهذه الصورة هو غياب الرقابة الذاتية، فلا يوجد من يحاسب نفسه على مدار اليوم عندما يُخطئ بحق بيئته، ومن هذه المظاهر مشاهدة فتح نوافذ العجلات ورمي الاكياس المحملة بالنفيات بما فيها الجارحة في الطرقات الرئيسية والحدائق العامة دون اكتراث الى النتائج المترتبة على ذلك.
فقد يكون يسير الى جانبك سائح او زائر أجنبي، لاسيما وهناك مدن مقدسة في العراق يئمها ملايين الزائرين سنويا، وبذلك تكون قد بعثت برسالة سلبية عن أبناء البلد ورسخت صورة ذهنية مفادها عدم احترام القانون والأنظمة الوضعية التي تسهم في خلق بيئة صحية الى حد ما.
إضافة الى ما تقدم فان غياب الرقابة الحكومية على المتسببين بزيادة كميات النفايات في الطرقات أدى الى تمادي الكثير، فبأي حق يقوم القصاب بجزر المواشي في أماكن مكشوفة امام انظار الجميع وخالية من المواصفات والرقابة الصحية، ورمي مخلفاتها في مناطق تتحول فيما بعد ملتقى الحيوانات السائبة الناقلة للأمراض المعدية.
الذبح امام انظار العامة يعتبره القصاب من أنجع أساليب الدعاية عن بضاعته، وتسويق نفسه على انه ملتزم بجميع المعايير الصحية التي تجعل الأشخاص يقبلون على شراء لحومه التي تتمتع بدرجة عالية من النظافة والأمانة، وفي المقابل أهمل الجانب الصحي وما يمكن ان يؤديه رمي المخلفات في المناطق القريبة من سكن الأهالي.
ولكي نتجنب الوقوع بمثل هذه الإشكاليات يجب توفر الأمور التالية:
أولا: قيام مديريات البلدية في المحافظات بتوزيع حاوية لكل عائلة لديها بطاقة تموينية.
ثانيا: وضع حاويات كبيرة في المناطق التجارية ليتسنى لاصحاب المحال التجارية وضع مخلفات بضاعتهم فيها، الى جانب نشر بعضها في الطرقات العامة.
ثالثا: فرض غرامة مالية على المواطنين المخالفين واخذ التعهدات بعدم تكرار التصرف الخاطئ.
رابعا: تنفيذ برامج وخطط توعوية بالاعتماد على الوسائل الإعلامية الأكثر قربا وتأثيرا بالمواطنين.
خامسا: انشاء أماكن مخصصة لتصنيف النفايات وإعادة تدويرها والاستفادة منها في الصناعات الكيمياوية وغيرها.
اضف تعليق