طوفان الاقصى ستزيد من عدم الاستقرار السياسي الذي تعاني منه اسرائيل منذ مدة بسبب الازمات الداخلية والاحتجاجات الشعبية مما يعني بـأن يتم عزل نتنياهو وتشكل حكومة جديدة بخاصة في ظل الفشل الاستخباري والعسكري الذي ظهرت به اسرائيل خلال هذه العملية، مما سيفرض احتمالات اخرى على مختلف المستويات لتبقى...
لا شك ان الصراع الاسرائيلي –الفلسطيني العربي ليس وليد اليوم او الامس الا انه ظهر علانية على الساحة الدولية منذ نشأة(الكيان الاسرائيلي) في عام 1948م، فهو صراع ازلي بين كيان محتل وبين دولة مقاومة وما بين مساندة عربية شكلية صورية في بعض الاحيان واخرى اقتصرت على الدعم اللوجستي من معدات حديثة وقديمة في محاولة منها لأحداث قلق لهذا الكيان الغاصب الذي مارس مجازر وحشية بحق الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته طيلة هذه السنوات.
استمر ذلك الصراع حتى كتابة هذه السطور الا ان صور ظهوره اختلفت في كل مرة منها المواجهة المباشرة ومنها غير المباشرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر مثلت عملية طوفان الاقصى التي قامت بها الحركات الفلسطينية المقاومة في قطاع غزة ضد "اسرائيل" في مناطق عديدة منها اذ استهدفتها من مختلف الجوانب الجوية والبرية والبحرية والتي مثلت اكبر تهديد لوجود اسرائيل ككيان غاصب، فلم تشهد مثلها منذ حرب اكتوبر عام 1973م اذ بدأت عملية طوفان الاقصى منذ يوم السبت السابع من اكتوبر لعام 2023م ولا زالت مستمرة لليوم التاسع والتي يتوقع ان تستمر بعد ايام نتيجة توسع الدائرة وفتح جبهات عديدة منها السورية واللبنانية ومن الممكن ان تفتح جبهات جديدة ضد هذا الكيان.
اذ اختلفت التسميات قانونياً بشأن اسرائيل ما بين كيان وما بين دولة الا انها تبقى ناقصة احد اهم الاركان الخمسة للدولة (شعب-اقليم-سلطة-سيادة- اعتراف) اذ انها لا زالت تعاني من عدم الاعتراف بها كدولة من قبل العديد من الدول المحيطة بها بخاصة وان وجودها في محيط دولا عربية اسلامية يجعل منها في حاجة ماسة الى الاعتراف بها والتسليم لها كدولة، لذا فإنها لا زالت تشعر بعدم الأمان، رغم التطور الكبير الذي تشهده سواء من حيث الجانب العسكري والامني والاستخباري وتعدد الاجهزة الاستخبارية فيها والدعم العسكري والسياسي والاقتصادي وغيره من قبل الدول العظمى والمتمثلة في الولايات المتحدة الامريكية على طول تلك المدة كدولة راعية للقضية اليهودية، بسبب سيطرة اليهود على القرار الامريكي سواء السياسي او الاقتصادي لما يتمتع به اليهود من اموال اقتصادية ضخمة ونفوذ سياسي في الولايات المتحدة الامريكية وغيرها.
لذا حاولت اسرائيل طوال هذه المدة وبمختلف المستويات العمل على اقامة علاقات مع الدول العربية وغير العربية المجاورة وغير المجاورة وبأساليب واليات تراوحت بين الترغيب والترهيب لضمان اقامة دولتها المنشودة على ارض فلسطين، فقد شرعت منذ 1979م بإقامة اتفاقية سلام مع مصر في زمن السادات ومرورًا بكامب ديفيد وانتهاءًا باتفاقيات مختلفة في مجمل الميادين وان كانت العوامل المتحكمة في هذه العلاقات والدافعة لها تبدو ذات صفة اجبارية للوهلة الاولى، الا ان تلك العلاقات التطبيعية ظلت في الاطار الرسمي الحكومي دون الشعبي اي طبيعة العلاقة بين المجتمع المصري الرافض له النوع من التطبيع وبين اسرائيل الساعية اليه، الا انها في المجمل شهدت علاقات بين الطرفين مصر و(اسرائيل) على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية والسياحية وان اختلفت نسب كل منها صعودًا او هبوطًا مع تغير الانظمة السياسية في البلدين بخاصة في مصر.
ويظهر اثر عملية طوفان الاقصى في طبيعة وشكل العلاقات المصرية الاسرائيلية في مسارين الاول الرسمي الحكومي الذي بدأ يتخوف من مستقبل العلاقة مع اسرائيل بخاصة في ظل عدم سماح اسرائيل تقديم مساعدات لسكان غزة بمختلف انواعها وتهديدها بقصف قوافل المساعدات المصرية في حال اقدت مصر على ذلك، فضلاً عن اتهام اسرائيل لمصر بمساعدة الفلسطينيين بعبور حدودها باتجاه سيناء والذي ترفضه الحكومة المصرية، مما يعني ان السلام الدافئ الذي اتبعته الحكومة المصرية منذ تولي السيسي ممكن ان يتجه نحو توتر في العلاقات بين الدولتين، اما المسار الثاني المتمثل بالشعبي فسيزيد من شدة تجاه رفض اسرائيل ومن الممكن انخفاض السياحة الاسرائيلية في مصر نتيجة المخاوف من تعامل المصريين معهم بعد طوفان الاقصى.
لم تكتف اسرائيل بذلك فقد شرعت الى اقامة علاقات مع الاردن ضمن اتفاقية وادي عربة في عام 1994م وما تلاها من اتفاقيات في مختلف الجوانب على المستوى الرسمي الحكومي اذ انها نجحت في ذلك التطبيع ولو من طرف واحد، الا انها لم تنجح شعبيًا في تغير صورتها الدموية لدى الشعب الاردني ولو في بعضه وبأساليب عدة في محاولة الظهور بالمظهر الحسن المحب للسلام، ويبدو في الحالة الاردنية ان العوامل المتحكمة والدافعة لهذا النوع من التطبيع هي الاخرى تقع في خانة الاجبار ومحاولة الاستفادة من الدعم الخارجي بمختلف انواعه بخاصة في جانب المساعدات التي يحصل عليها الاردن من الولايات المتحدة الامريكية والدول الداعمة لإسرائيل.
فضلاً عن رغبة الاردن في الاستثمار في الدول الحاضنة والداعمة للتطبيع من اجل انتعاش اقتصاده الهش الذي يواجه مشاكل جمة، كانت ولا زالت العامل الرئيسي لعدم الاستقرار السياسي فيها وقيام الاحتجاجات الشعبية بين الفينة والاخرى ومحاولات النظام التقليدية في السيطرة عليها من خلال التعديلات الدستورية الكثيرة التي اجريت على الدستور الاردني، فالتحفيزات الاقتصاديّة المباشرة للتعاون الصناعي بين الأردن و"إسرائيل" وركيزتُها إنشاء "مناطق صناعيّة مؤهّلة" (الكويز) في الأردن ولاحقاً مصر عبر اتفاقيّة ثلاثيّة بين الولايات المتحدة والأردن و"إسرائيل" في عام 1998م غير أنّ اتفاقيّات التبادل الحرّ لم تؤدي إلى النتائج المَرجوة، لذا فإن عملية طوفان الاقصى ستحد من حجم العلاقة بين الطرفين على المستوى الرسمي الحكومي ولو بنسبة قليلة، نتيجة اجبار النظام السياسي الاردني الوقوف الى جانب الدولة الفلسطينية ولو بالصورة الشكلية الظاهرية رغم الخوف من تحقيق المسعى الاسرائيلي بجعل الاردن الوطن البديل للفلسطينيين، اما على المستوى الشعبي فإنها ستزيد من الفجوة بين مقبولية الاردنيين لإسرائيل بعد المجازر التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني بخاصة مع وجود العدد الكبير من الفلسطينيين في الاردن وبإعداد كبيرة ومؤثرة.
استمرت اسرائيل في محاولاتها لحصول اعتراف من الدول العربية وغير العربية طيلة تلك السنوات الا انها زادت في المدة الاخيرة بعد التطبيع مع الامارات العربية المتحدة والبحرين في محاولة منها انهاء القضية الفلسطينية من الحوار وكونها القضية الرئيسية للعرب جميعاً، اذ وقعت "إسرائيل" في عام 2020م في العاصمة الامريكية واشنطن اتفاقًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وحضوره، لذا تعد الامارات والبحرين الدولة الثالثة التي طبعت مع اسرائيل اذ انها تبدو كسابقاتها في العوامل الدافعة لها الا انها تخلو من صفة الاجبار فقد هيمنت العوامل الاقتصادية عليها، الا انها شهدت تعاوناً وتبادلاً في جوانب عدة منها السياحة والتبادلات الثقافية والاتفاقات في مجال الأمن السيبراني والتبادل الدبلوماسي والجوي فيما يخص بيع الطائرات للإمارات من قبل اسرائيل، وعلى الرغم من التداعيات المختلفة لهذا الاتفاق بخاصة لدى الفلسطينيين وكونه يمثل خرقا عربيا اخر للقضية نفسها، الا ان الامارات تزعم بأنه من اجل وقف التوسع في الضفة الغربية من قبل اسرائيل الذي نفته هي الاخرى مستخدمة عبارة (أرجئ) بمعنى التأجيل للتوسع وليس ايقاف.
اما فيما يخص الاثر لعملية طوفان الاقصى فيظهر جلياً على طبيعة العلاقات الاسرائيلية –الاماراتية بعد التطبيع بخاصة على المستوى الاقتصادي الذي تحاول من خلاله الامارات الوصول الى اعلى حجم للتبادل التجاري بينهما، الا ان الامارات ستحاول الحفاظ عليه حكومياً من خلال بعض الاجراءات والسياسات ومنها محاولة الدخول كوسيط لوقف الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل، اما شعبياً فسيعمق الحالة الاماراتية الرافضة لوجود هذا الكيان ولو بالشكل الظاهري تماشياً مع الحالة العربية وعدم الظهور بالمظهر الشاذ الذي سيخلق عداوة بين الشعوب الرافضة وبينهم.
اما في الحالة السودانية التي ركبت موجة التطبيع ضناً منها بتحقيق مصالح مختلفة على الصعد كافة والتي تعاني هي الاخرى من هشاشة على مختلف مجالاتها، فالسياسي يعاني من عدم الاستقرار حتى بعد انفصال الجنوب في عام 2011م نتيجة عوامل داخلية واقليمية ودولية وما شهدته من انقلابات وسقوط نظامها السياسي في عام 2019م وازاحة رئيسها السابق عمر البشير وما تلاه من ازمات حقيقية ظهرت الى ارض الواقع ما بين القوات الحكومية برئاسة عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقوات الموازية (الرد السريع) برئاسة محمد حمدان دقلو(حميدتي)، وما يشهده الجانب الاقتصادي من ضعف ومديونية للجهات الخارجية مما يشكل عبئاً على الناتج المحلي الاجمالي الامر الذي دفع السودان الى البحث عن داعمين خارجيين، وغيرها من العوامل دفعت السودان الى اقامة علاقات مع اسرائيل لتكون الدولة الخامسة التي ركبت القطار التطبيعي في عام 2020م، ويبدو ان العوامل المتحكمة والدافعة لهذا النوع من العلاقات يتمثل في وجود مقايضة سياسية (رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مقابل التطبيع) برعاية امريكية كانت في وقتها، وان تبدو المقايضة في شكلها الظاهري هزيلة بخاصة مع ضبابية وهشاشة مفهوم الارهاب نفسه وعدم الاتفاق على وجود تعريف شامل جامع مانع له ومن له الحق في تصنيف الاشخاص والدول كإرهابين فضلاً عن ان الولايات المتحدة الامريكية لها منظورها الخاص بالإرهاب بخاصة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، اما في مضمونها فهي ذات رسائل ودلالات على تنوع خطط وسياسيات اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية في سبيل انجاح عمليات التطبيع ولكل دولة سياسة خاصة بها.
اذ حاولت السودان المضي قدماً في تلك العلاقة الا انها العوامل السياسية التي تم ذكرها اعلاه فضلاً عن الرفض الشعبي لتلك العلاقة اضعفت كثيراً منها رغم وجود بعض المظاهر الحكومية لتعميق العلاقة ومنها على سبيل المثال لا الحصر هو إلغاء مجلس الوزراء لقانون قديم يعود لعام 1958م ينص على عدم الاعتراف بإسرائيل، وحفاظها على اتصالات مع إسرائيل منها المراسلات الرسمية، وفي الجانب الاسرائيلي فهي ترى في السودان مكانة تاريخية مهمة بخاصة بعد حرب 1967م، حسب ما اشار اليه وزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين اذ قال ان "الإسرائيليين يتذكرون الخرطوم باحتضانها للقمة العربية التي تلت حرب 1967م"، ويحيل هنا على اتخاذ الجامعة العربية حينها شعار "اللاءات الثلاث" في العلاقة مع إسرائيل، أي: لا اعتراف ولا سلام ولا مفاوضات، وبالنسبة لكوهين، "فإسرائيل تريد بناء واقع جديد مع السودانيين تتحول فيه "اللاءات الثلاث" إلى "نعم ثلاث مرات"، أي نعم للتفاوض وللاعتراف وللسلام بين الجانبين، فضلاً عن ذلك فستحقق اسرائيل مكاسب امنية من حيث السيطرة على معابر السلاح لحركة حماس عن طريق السودان بخاصة في تلك المدة التي تحسنت فيها العلاقات بين السودان وبعض الدول الداعمة لحركة حماس ومنها ايران.
اما اثر طوفان الاقصى على العلاقات السودانية- الاسرائيلية على المستوين الحكومي والشعبي، فالأول من المتوقع ان يؤجل قليلاً مسألة التبادل الرسمي وتطور تلك العلاقات بخاصة في ظل عدم وجود حكومة سودانية منتخبة وسلطة تشريعية لذلك يبقى التطبيع بحاجة الى موافقات وتصديقات من السلطتين بخاصة وان المجلس الانتقالي ليس من صلاحياته اقامة التطبيع، لذا ستحاول السودان تأخير بعض الامور الخاصة بعملية التطبيع على الاقل ظاهرياً لكن في المجمل السودان كحكومة مجبرة على ذلك بخاصة في ظل حكومة البرهان المؤقتة التي يحاول الحصول على الدعم الغربي المتمثل بالولايات المتحدة عبر بوابة اسرائيل، اما شعبياً فسيستمر انقسام الشعب السوداني فيما يخص التطبيع لكن سيزيد ذلك الرفض الشعبي ويعيد القضية الفلسطينية للواجهة العربية السودانية مع الاعتراف بالحالة السودانية الحرجة وما يعانيه الشعب السوداني من ظروف معيشية وامنية صعبة تحتاج هي الاخرى التعاطف والمساندة من قبل الشعوب العربية.
اما المغرب والتي دخلت في عمليات التطبيع الاسرائيلي في عام 2020م لتكون الدولة السادسة بعد السودان والتي كانت خاضعة لمبدأ الابتزاز او المقايضة ذاته الذي تم اتباعه مع السودان لكن بمختلف الهدف، اذ ان الوعود التي قطعت للمغرب من قبل الولايات المتحدة الامريكية في زمن الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن الاعتراف بحق المغرب بالسيادة على منطقة الصحراء المتنازع عليها بينها وبين الجزائر مقابل التطبيع واقامة علاقات بين الدولتين (المغرب-اسرائيل) لم يتحقق منها شيء بل كانت في خانة الحبر على الورق، فضلاً عن ذلك فقد بررت المغرب ذلك بأنه يخدم القضية الفلسطينية الا ان تلك التبريرات لا تمت للحقيقة بصلة مما جعل الموقف الشعبي رافضاً لهذه العلاقة من خلال مختلف الفعاليات، فالتطبيع بين الدولتين لم يرتقي الى المتقدم وظل في خانة المتوسط مما يعني ان طوفان الاقصى سيترك اثره في طبيعة ذلك التطبيع بخاصة المستوى الشعبي الرافض اساساً، اما على المستوى الحكومي فسيحاول تفادي موقفه المخجل خلال المدة السابقة في ظل الانتهاكات الاسرائيلية في غزة او الضفة الغربية وسيحاول الموازنة بين الرفض الشعبي لهذا التطبيع وبين مصالحة الاقليمية والدولية وبخاصة ان المغرب يعمل على تغيير استراتيجيته لكي يعيد ترتيب موقعه على المستوى الدولي تحقيقا لرغبات وطنية.
اما اثر طوفان الاقصى على الدول الساعية الى التطبيع في المستقبل ومنها المملكة العربية السعودية على سبيل المثال فيعد حجر عثرة في ذلك الطريق وسيأخر قليلاً من وقت التطبيع وسيفرض معادلات جديدة في الشرق الاوسط وسيعيد المفاوضات والاتفاقيات بشأن مستقبل فلسطين في ظل التصعيد وفتح جبهات عديدة منها اللبنانية والسورية وغيرها، رغم ان العوامل الدافعة لهذا النوع من العلاقات السعودية-الاسرائيلية هي في جزء منها تتشابه مع سابقاتها التي تم التطرق اليها في الحالات الخمسة اعلاه وهي الضغط الامريكي والدور البارز فيها فضلاً عن التبرير السعودي بحل المشكلة الفلسطينية وتصفير المشاكل في المنطقة وهو التبرير ذاته في الحالة المغربية او غيرها ظاهرياً، اما الهدف الابرز في تلك العلاقة التطبيعية يتمثل في حقها لإنتاج اسلحة نووية للأغراض السلمية وهي مقايضة شأنها في ذلك ما حدث مع الحالة السودانية او المغربية (المقايضة)، فالشرط السعودي قوبل بشرط امريكي –اسرائيلي يتعلق بالقضية الفلسطينية، اذ لا يمكن استبعاد أثر القضية الفلسطينية بخاصة وأن المملكة العربية السعودية تمثل جزءاً وركيزة أساسية في العالم الإسلامي، وبالتالي من الصعب القول إنها تستطيع أن تتخلى عن الضمانات أو الحدود الدنيا التي تضمنتها المبادرة العربية للسلام حسب ما تقوله السعودية ظاهراً.
وتظهر صورة اخرى لعملية طوفان الاقصى في عزم بعض الدول اصدار تشريعات قانونية او تعليمات تجرم التطبيع مع الكيان تلافياً للضغط الشعبي عليها، فضلاً عن ذلك فإن طوفان الاقصى ستزيد من عدم الاستقرار السياسي الذي تعاني منه اسرائيل منذ مدة بسبب الازمات الداخلية والاحتجاجات الشعبية مما يعني بـأن يتم عزل نتنياهو وتشكل حكومة جديدة بخاصة في ظل الفشل الاستخباري والعسكري الذي ظهرت به اسرائيل خلال هذه العملية، مما سيفرض احتمالات اخرى على مختلف المستويات لتبقى تلك العملية صفعة كبيرة لهذا الكيان الغاصب ومسار التطبيع الذي حاولت الولايات المتحدة تنفيذه لصالح اسرائيل وتحقيقاً لمصالحها وسيعقد الحوارات الجارية بشأن تلك العملية وسيعيد القضية الفلسطينية للواجهة وكونها القضية الاولى والاخيرة التي يجب ان لا تنسى في العقل العربي الحكومي والشعبي.
اضف تعليق