النظرة الراسخة لدى الجمهور عن المسؤولين السابقين والحاليين وربما من يأتون في المستقبل، هي التجرد من الإنسانية او يظهرون هكذا، يعملون بكل طاقتهم لحصد المغانم على حساب الإخلاص في العمل خدمة لشؤون العامة وتحقيق اعلى درجة من الراحة والرفاهية للمواطنين، فمتى نحصل على مسؤول بدرجة انسان؟...
النظرة الراسخة لدى الجمهور عن المسؤولين السابقين والحاليين وربما من يأتون في المستقبل، هي التجرد من الإنسانية او يظهرون هكذا، يعملون بكل طاقتهم لحصد المغانم على حساب الإخلاص في العمل خدمة لشؤون العامة وتحقيق اعلى درجة من الراحة والرفاهية للمواطنين، فمتى نحصل على مسؤول بدرجة انسان؟
المسؤول الذي يتصدى للمسؤولية يجب ان تتوافر لدية القدرة على تحمل الضغوط الاجتماعية والسياسية وكذلك الاقتصادية لعبور المرحلة بسلام ومحاولة إرضاء القدر الأكبر من الجمهور بأدائه على المستوى الخدمي وباقي المستويات.
على المستوى الاجتماعي من يتسنم المسؤولية عليه ان يخضع للتأثيرات الاجتماعية التي في مواقف كثيرة تكون الأداة التي تقطع الطريق امام المسؤول لإنجاز عمل خدمي معين، وعلى سبيل المثال توجد العديد من المشروعات المتلكئة في المناطق الريفية توقف فيها العمل بسبب هذه التأثيرات.
ويحصل التوقف نتيجة محاباة المسؤول بعض الجهات على حساب المصلحة العامة، كأن يكون تعبيد طريق او مد شبكة كهرباء جديدة، ويشير هذا الحال الى نتيجة واضحة ومؤسفة وهي خضوع المشروعات الحيوية الى امزجة المسؤولين المتقلبة بعيدا عن الإنسانية التي يجب ان يُحتكم اليها قبل كل شيء.
اما على المستوى السياسي فتنفيذ المشروعات كثيرا ما يصطدم بالأرادات السياسية، اذ تسعى كل جهة الى تجيير العمل لصالحها لتكون وسيلة لكسب الأصوات والتأثير على قرارات الناخب، وترى نتيجة السبب أعلاه بعض أوجه التناحر السياسي تتحول الى حيف وظلم على المواطنين.
هذا الظلم يتمثل بتوقف الكثير من المشروعات او تحويلها الى مناطق أخرى لدى اهاليها نفوذ على المستوى السياسي، وتتعرض لزيارات دورية لمسؤولين كبار في الوزارات والمواقع الحساسة، ويبقى المواطن هو من يدفع ثمن هذا التراشق والتصفية السياسية فيما يخص تقديم الخدمات.
جميع ما يحصل بين المسؤولين خارج نطاق الإنسانية التي تحتم عليهم الإخلاص في العمل والنظر الى الشعب بعين الابوة والرحمة لإخراجهم من أوضاعهم المأساوية والانتقال الى منطقة أكثر نفعا لهم بما يتعلق في تقديم الخدمات الضرورية والاساسية لكل فرد على مستوى المعمورة.
من مظاهر تخلي المسؤولين عن الإنسانية هي أوضاع المستشفيات العامة وما تعانيه من نقص في الادوية والمستلزمات الطبية الأخرى، فهل يعقل ان المريض يرقد في مستشفى حكومي ويجلب الدواء من الصيدليات الخارجية؟
وهل من المعقول ان تخلوا الطوارئ في المستشفى من أدنى المستلزمات التي تسهم في الحفاظ على حياة الفرد لحين نقله الى مستشفى آخر ان توجبت حالته الصحية؟، يحصل كل ذلك بسبب انخفاض او انعدام الإنسانية لدى أصحاب الشأن الذين لا يراعون أحوال المواطنين ويهتمون لصحتهم.
ومن صور فقدان الإنسانية هو ترك الطرقات الخاضعة لعمليات صيانة دون علامات تحذيرية ولوحات ارشادية، ما أدى الى حصول العديد من حوادث السير وزهق الأرواح، ويعد ذلك عدم مبالاة لحياة الافراد ولا اكتراث لممتلكاتهم الخاصة، وربما هذه الصورة من أكثر الصور تجسيدا لغياب مظاهر الإنسانية.
وكذلك المسؤول الذي يغض البصر عن الإخفاقات لدى المنفذين لمدرسة او بناية حكومية أخرى، فهو لا يحمل ذرة من الإنسانية وربما يأتي صرف النظر هذا بمقابل أموال طائلة على حساب توفير البيئة المدرسية المناسبة وتشييد بناية تحمي المراجعين على مدى عقود من الزمن لا تتآكل وتصبح آيلة للسقوط بعد مرور سنوات قليلة.
الإنسانية حالة متداخلة مع جميع الاعمال، ولا يمكن ان يتخلى عنها مجتمع من المجتمعات، وربما يحتاجها بشكل أكثر الفرد المتنفذ وصاحب القرار لتكون معياره في انجاز الاعمال، وهذا ما يدعونا نحو التطلع الى مسؤول بدرجة انسان.
اضف تعليق