منذ بدء عهد الحكومة الحالية بدأ الناس يسمعون عن انجاز مشاريع خدمية، أو البدء بعدد آخر، البعض يقول إنها مشاريع من حكومات سابقة وقد وصلت إلى الإنجاز الآن، لا بأس، المهم أن نرى انجازاً، مع أن الحزم الذي نراه عند رئيس الوزراء وسياسة المتابعة المستمرة، لعبا دوراً في إتمام كثير من المشاريع التي كانت متعثرة...
منذ بدء عهد الحكومة الحالية بدأ الناس يسمعون عن انجاز مشاريع خدمية، أو البدء بعدد آخر، البعض يقول إنها مشاريع من حكومات سابقة وقد وصلت إلى الإنجاز الآن، لا بأس، المهم أن نرى انجازاً، مع أن الحزم الذي نراه عند رئيس الوزراء وسياسة المتابعة المستمرة، لعبا دوراً في إتمام كثير من المشاريع التي كانت متعثرة، لكن فساد الضمير والنفوس لدى البعض، فضلاً عن المعوقات الإدارية والمالية، كانت تحول دون إنجازها بالكامل.
وما رأيناه من سرعة انجاز لبعض المشاريع، وبدء العمل السريع والمكثّف للبعض الآخر مع اشراف ومتابعة من الوزير المختص، انما يقدم لنا دليلاً دامغاً على أن الإنجاز في العراق لن يتم الّا بوجود إرادة وحزم من صاحب القرار التنفيذي الأول.
هذا الحزم المقترن بإرادة الإنجاز كفيل بتذليل العقبات الإدارية والمالية، بل وحتى القانونية، وإبعاد عمليات الفساد والعرقلة، التي كبلت العمل الحكومي طوال العشرين عاماً الماضية، مشاريع بسيطة كان إنجازها يحتاج إلى سنوات وإنفاقٍ متواصل دون نتيجة، نرى مثيلها اليوم يتحقق بمدة قياسية وبكلف تقل كثيرا عما كانت تستنزفه سابقاً.
مثالنا مستشفى الكاظمية التعليمي، وعقود صيانة المحطات الكهربائية، التي عادت إلى شركاتها الأجنبية المصنّعة لمدة خمس سنوات بعدما كانت تتقاسمها أحزاب وتنجزها شركات غير مؤهلة، لا يصمد عملها حتى لموسم واحد وبأسعار مضاعفة.
في مطار بغداد رأى رئيس الوزراء من فظيع الوضع ما كتب عنه ونشر في وسائل التواصل مدعما بالصور والفيديوهات الكثير من الحريصين، رآه اليوم بأم العين ولم يرَ في كلام المسؤولين ما يبرر هذا الخراب والتقصير.
الخراب يعم كل مكان تقريباً، ولو صلح أمر المنشآت التي يزورها السوداني فقط لكان علينا الانتظار لسنوات طويلة قادمة حتى نرى فرقاً، ما أنجز من المشاريع وما سينجز، يحتاج إلى التأكد من ديمومته. السرعة ليست كافية، إنما الجودة مطلوبة، فالرصيف الذي ينجز والشارع الذي يجري تبليطه، كم سيصمدان؟ هذه نقطة تحتاج إلى متابعة خاصة بعد تسلم المشاريع، لقد تعودنا خلال عقدين، على اسفلت يرش فوق التراب، ويتلاشى بعد مرور عدد من الشاحنات أو يمرّ عليه صيف العراق اللاهب.
التخريب لا يأتي من غياب الجودة فقط، إنما من المستخدمين لهذه المرافق، فكثير من الناس تعود على التعامل مع الممتلكات العامة بعدائية وحقد، فيقوم بتخريبها معتقداً أنه حقق نصراً على الحكومة، أو يخرّب لمجرد تمكّن نزعة التخريب منه، ووراء ذلك أسباب عديدة. هنا نحتاج إلى تعامل حازم مع التخريب، الذي لا يتم على يد شبّان طائشين فقط، إنما على يد بالغين أيضاً كما حدث في شارع أبي نواس مؤخرا، التخريب هو أيضاً ملء فتحات المجاري بالقمامة والأتربة، وتكسير زجاج الأبنية العامة، والتعدي على رصيف ووو.. الخ، باختصار: نحتاج إلى الحزم وتطبيق القانون بشكل صارم على كل المستويات لنتمكن من رؤية إنجاز يدوم، البناء مسؤولية الحكومة وديمومته مسؤولية الحكومة والناس، وهذا ما لا يتحقق بالاعتماد على ضمير المنفّذ والمستفيد، بل على الردع الصارم بالقانون.
اضف تعليق