q
من أجل النهوض بمستوى العيش للمواطن في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والأخلاقية والثقافية والنفسية والصحية والبيئية والحضارية وغيرها. ويتم هذا من خلال إشراك أبناء المجتمع في الجهود والخطط التنموية وانجاز الأعمال والنشاطات واسداء النصائح والرؤى والتمويل والمساعدة. هنا يحصل التبادل والتفاهم والمزج بين المواهب والابداعات المحلية وبين الخبرات...

المشاركة المجتمعية هي خاصية وسمة من سمات المجتمعات الديمقراطية المتحضرة التي تنشأ على ثقافة "ما لها وما عليها"، وعلى ثقافة الحقوق والواجبات، وثقافة التعاون والتكامل والتفاهم والمساواة. تبنى هذه المشاركة من أجل فائدة المجتمع والوصول إلى الأهداف المرجوة من أجل النهوض بمستوى العيش للمواطن في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والأخلاقية والثقافية والنفسية والصحية والبيئية والحضارية وغيرها.

ويتم هذا من خلال إشراك أبناء المجتمع في الجهود والخطط التنموية وانجاز الأعمال والنشاطات واسداء النصائح والرؤى والتمويل والمساعدة. هنا يحصل التبادل والتفاهم والمزج بين المواهب والابداعات المحلية وبين الخبرات التقنية المتوفرة.

لكي تنجح تجربة المشاركة المجتمعية في المجتمعات فلابد أن تتجلى مجموعة من الأمور في بناء هذا المشروع ومنها :

أولا/ أن تكون المشاركة المجتمعية جوهرية حقيقية فعالة ومؤثرة ومبنية على المعلومات الموثقة وعلى التنظيم والتخطيط والأسس الصحيحة في بناء هذه المشاركة وألا تكون مشاركة صورية ظاهرية هامشية غير منتجة.

ثانياً/ أن تكون المشاركة المجتمعية مبنية على سياسة "التحلي والتخلي". أي التحلي بالوعي والمعرفة والإيمان الصادق بإنجاز هذا المشروع لأغراض مجتمعية بحتة وليس لمصالح شخصية ضيقة. أما عنصر التخلي فاعني به بث ثقافة تخلي المشارك بهذا المشروع سواء أكان في قمة هرم التنفيذ أو في قاعدته عن كل أمراض المجتمع الوخيمة التي تفشل المشاريع الخلاقة، واهمها جنون العظمة والاستخفاف برأي الآخر وحب الأنا حيث لا يرى المرء إلا نفسه فيقصي الآخر، أو تفعيل نبض التعصبية القائمة على دوافع طائفية أو عنصرية أو قبلية أو طبقية أو غيرها والتي من شأنها أن تخلق التنافر وعدم التوافق والتفاهم والتضامن والتعاون بين الأطراف المشاركة في بناء هذا المشروع الواعد.

ثالثاً/ يجب أن تحظى المشاركة المجتمعية بثقة المواطن والمجتمع من خلال خلق جو صحي لرسم الأهداف وتحقيق الأولويات على أرض الواقع، من خلال مشاركة الجمهور في الحوكمة بصنع القرار وبالتخطيط التنموي له، وبالنشاطات والمساهمات والافعال. حيث تستمر عملية تبادل وجهات النظر بين المنظر في القمة وبين أصحاب الشأن في القاعدة المتواجدين على أرض الواقع، وهذا ما يخلق فرصا للتناغم والتفاهم بين النظرية وأرض الواقع فيبعث رواسي قوية لنجاح المشروع والهدف.

* مداخلة مقدمة الى الملتقى الفكري الذي عقده مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث تحت عنوان: (الاقصاء والتهميش.. او بناء المشاركة المجتمعية)

اضف تعليق