هل ينتابك الشعور بالقلق والانزعاج الشديدين عند نسيان الهاتف أو الافتراق عنه أو الاضطرار إلى إغلاقه؟، هل تنظر الى الهاتف بين الحين والآخر وتفقده بشكل دائم حتى دون وجود حاجة لإجراء مكالمة أو إرسال رسالة أو تفقد الانترنت؟، هل تشعر بالسعادة عند استخدام الهاتف المحمول أو حتى بمجرد النظر إليه، وكأنه الصديق الأقرب للشخص، هل يعني من الانعزال عن الأهل والأصدقاء والفشل وتراجع الفعالية في العمل والدراسة؟، كل هذه التساؤلات تشير الى وجود علامات إدمان الهواتف الذكية.
يقول الباحثون بأن مدمنو الهواتف الذكية، وخاصة المدمنين على استخدام شبكات وبرامج التواصل الاجتماعي يجدون فيها "واقعاً بديل"، حيث أن الشخص يلجأ الى إيجاد واقع بديل عن واقعه المعاش الذي لا يطيب له في معظم الأحيان ولا يجسد أمانيه، وكل ما يحتاجه لتغيير واقعه هو خلق حساب شخصي في موقع اجتماعي، فيخلق بذلك عالماً جديداً خاصاً به. هذا بالإضافة إلى أنه يعمد من خلال ذلك إلى إعادة رسم صورته بالطريقة التي يريد، وهي تكون بطبيعة الحال مغايرة لصورته الحقيقية غير المرضية بالنسبة له.
إن الشخصية الوهمية الجديدة التي تتيح له تلك المواقع إمكانية تمثيلها، والكم الكبير من الأصدقاء الذين توفرهم له من كل أنحاء العالم، كل هذه المغريات تجعل الشخص غير قادر على الهروب من هذا العالم الافتراضي الذي "يهتم كثيراً بشخصه"، على حد قول أحدهم "لا بل أكثر من الأشخاص المحيطين به في عالمه الواقعي".
فيما أظهرت دراسة عالمية حديثة أن 60% من سيدات العالم لا يستطعن الاستغناء عن هواتفهن الذكية، في الوقت الذي يعتبرن أن أجهزتهن الذكية أهم مقتنياتهن، مقابل 43% من الرجال الذين أكدوا أيضاً عدم تمكنهم من فك ارتباطهم بالأجهزة الذكية. وبينت دراسة حديثة أجرتها وكالة "نيونانس للإعلام" والتسويق الرقمي، أن السيدات أكثر ارتباطاً وإدماناً لهواتفهن الذكية من الرجال. حيث تجد النساء في الهاتف المحمول وسيلة حيوية لتمرير الوقت الذي تعاني من طوله ورتابته، خاصة بالنسبة لربة المنزل. إضافة للانشغال بمتاعب الحياة وعدم القدرة على التواصل مع الأهل والأصدقاء بشكل دائم، مما يجعل من برامج وتطبيقات الهواتف الذكية وسيلة سهلة تساعد على التواصل بشكل دائم مع الآخرين.
ان علاج ادمان الهواتف الذكية يتطلب استحضار الارادة الكاملة للتخلص من هذا الاضطراب النفسي مدعوما بتخلص تدريجي من تلك العادة ولتكن الرياضة والهوايات المحببة للنفس والتي ينتج عنها منفعة ذهنية وجسدية خير بديل للتخلص بها من ادمان الهواتف الذكية ومما لا شك فيه حرصك الدائم على تطوير علاقات الاجتماعية والأسرية بشكل إيجابي سوف يساعدك في التخلص من ذلك الادمان بشكل اسرع واكثر كفاءة
وأخير ان الادمان عادة تتراكم وتتضخم يوما بعد يوم فلتكن الوقاية والحرص على عدم الانجراف في ادمان الهواتف الذكية أهم النصائح التي نود ان نجعلها امامك لتجنب أي اضطراب نفسي قد يؤدى الى أي نوع من انواع الإدمان.
اضف تعليق