تحاول المؤسسات الإعلامية نشر مصطلح الاستقلالية ونقل الخبر الصادق والحر عن أدوارها في نقل الأخبار والأحداث للشعوب، ولكن اثبتت التجربة والأحداث التي تمر بها بلدان العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص إن هذه الفكرة غير حقيقية بل تخالف الواقع الذي تدور به الأحداث.
ولكن بقى الأمر يشوبه بعض الضبابية نتيجة الدعم الكبير التي تتلقاه ماكينة الإعلام هذه، مما جعل المشاهد والمستمع يقع في شباكها المضللة التي يراد من خلالها تسويق المعلومة التي تريد نشرها الحكومات الداعمة لهذه المؤسسات، هذه المؤسسات تلقت الضربة القاصمة من قبل زيارة الأربعين التي فضحتها وكشفت كل عوراتها ومزقت كل أقنعتها المضللة وأثبتت بشكل قاطع لا يشوبه أدنى شك، بأن هذه المؤسسات الإعلامية العالمية الكبرى ما هي إلا مؤسسات لا تمتلك أي استقلالية حقيقية ولا تنقل الخبر بصورة حرة وعادلة بل هي مؤسسات وظيفتها تسويق الأخبار التي يراد تسويقها للناس من قبل الحكومات الداعمة.
فأين هذه المؤسسات إن كانت مستقلة بشكل حقيقي عن حدث فريد من نوعه على الكرة الأرضية بل هو فريد على مستوى التاريخ البشري، حدث حطم كل الأرقام القياسية إن كانت هذه الأرقام رياضية أو أخلاقية أو غريزية أو دولية أو جغرافية أو أمنية و....، فهل يوجد في العالم مارثون مسافته أكثر من 500 كيلو متر يشترك فيه أكثر من 10 ملايين إنسان على أقل التقادير، وهذا المارثون يشترك فيه الطفل والشيخ والشيخة والشاب والشابة والمريض والمعوق.
وهل يوجد في العالم سفرة طعام منصوبة طولها أكثر من 1000 كيلومتر (من البصرة الى كربلاء ومن شمال بغداد الى كربلاء) وتحتوي على مختلف الأطعمة والمشروبات والفواكه والحلويات وتقدم على مدى 24 ساعة وهي بدون مقابل.
وهل يوجد في العالم فندق مفتوح طوله أكثر من 1000 كيلومتر يقدم خدماته للناس بدون مقابل وخلال 24 ساعة، وخدمته في قمة المستوى من الأخلاق والجودة وعماله يحملون مختلف الشهادات والعناوين من الدكتوراه والعالم والتاجر والمدرس والفلاح والعامل وغيرها من فئات المجتمع.
الجميع يعمل بشكل دؤوب وتواضع وصدق هدفه وغايته حصول رضى النزيل أو الضيف، وهل يوجد في العالم حدث يجمع أكثر من عشرين مليون إنسان يختلفون بلغاتهم وعاداتهم ومواطنهم وألوانهم وأصولهم لا تتخلله مشاجرة أو جريمة أو سرقة أو خطف وغيرها من المشاكل التي تعاني منها أرقى المدن في العالم بالرغم من القوة الأمنية التي تنتشر بها، ولكن هذا الحدث ليس فيه شرطي واحد أو أرجل امن وظيفته السيطرة على هذه المشاكل بل وظيفة القوة الأمنية المتواجدة فيه الحماية من الإرهابيين المجرمين.
هل يوجد حدث في العالم يحوي أكثر من عشرين مليون إنسان يحب بعضهم بعضا ويساعد بعضهم بعضا ويتذلل بعضهم لبعض والجميع فيه يحبون كلمة الخادم لا السيد، هل يوجد حدث في العالم يستمر أكثر من أسبوعين وعلى مسافة أكثر من 1000 كيلو متر (من شمال بغداد الى كربلاء ومن البصرة الى كربلاء) ويجمع هذا الحدث أكثر من عشرين مليون انسان، والبلد الذي يقام عليه هذا الحدث من البلدان الأولى الذي يجتاحها الإرهاب.
هل يوجد مكان مقدس في العالم جذب أكثر من عشرين مليون مؤمن سيراً على الأقدام لمسافة أكثر من 500 كيلو متر (من البصرة الى كربلاء) وقدم اليه الزائرون من أكثر من مئة دولة في العالم كقبر سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، هل يوجد في العالم مدينة قديمة وصغيرة لا يتجاوز سكانها المليون إنسان تحتضن أكثر من عشرين مليون إنسان وتقدم لهم المأكل والمنام بشكل مجاني ككربلاء.
هل يوجد حدث في العالم يشترك به أكثر من عشرين مليون إنساناً ويقوم على إدارته بشكل كامل عوام الناس بدون التدخل من قبل الحكومة كزيارة الأربعين في العراق، فهل يوجد حدث في العالم على مدى التاريخ البشري كزيارة الأربعين الذي حطم كل القواعد والأرقام والخطوط وقفز بالناس الى قمة الأخلاق والصفات الحميدة من كرم وتواضع وأخوة وشجاعة وسخاء وعطاء ووحدة في زمن اختفت به هذه الصفات النبيلة كزيارة الأربعين.
وهل يوجد حدث في العالم بهذا المستوى من الرقي والضخامة والأخلاق لم تغطيه المؤسسات الإعلامية العالمية إلا زيارة الأربعين، ولكن المؤسسات الإعلامية العالمية لم تغطي هذا الحدث العظيم بكل ما للكلمة من معنى ولو بثواني معدودة، وهو الحدث الأهم والأخطر والأقوى والفريد والأضخم والإنساني في كل شيء ولكنها تجاهلته وكأنه شيء لم يكن، وهي التي تغطي الأعمال الصغيرة والكبيرة والجيدة والحقيرة ولكنها أدارت بعدساتها عن أعظم حدث عرفته البشرية على مر التاريخ، لأنه خطر على مخططاتهم الشيطانية التي تريد تشويه سمعت الإسلام والمسلمين والسيطرة على العقل الإنساني.
لهذا السبب فإنها لم تعر هذا الحدث العظيم أي أهمية، وهذا ما يثبت على أن هذه المؤسسات لا تعرف من الحق والصدق والأمانة ولا تقدم من أخبار ومعلومات إلا ما تطلب طرحه الحكومات والتنظيمات الداعمة لهذه المؤسسات الإعلامية، فقد كانت بحق زيارة الأربعين أفضل وأهم حدث يفضح ويعري جميع المؤسسات الإعلامية العالمية ويثبت عدم مصداقيتها واستقلاليتها.
اضف تعليق