هذه التجليات لعظمة الشخصية، والقضية، والزيارة الحسينية هي تجلي للعظمة الإلهية بكل معنى الكلمة لأنه غير الله تعالى لا يمكن أن يرسم خريطة هذه النهضة ويرعاها طيلة هذه القرون وينمِّيها رغم كل الأعداء والمجرمين والطغاة الذين جهدوا في منعها وتحدِّيها بكل طريقة ووسيلة إلا أنهم فشلوا...

مقدمة في العظمة

الحديث عن العظمة في دنيا الإنسانية هو حديث جميل وشائق لأنه يتحدَّث عن تلك القمم البشرية الذين تربَّعوا على ذرى المجد في حياتهم، وكان لهم الأثر الكبير في مجتمعاتهم وفي حركة التاريخ طالت أو قصرت ولكنهم في الحقيقة عطَّروا تاريخهم ومجتمعاتهم بأريج عطرهم الخاص، وسماحة السيد الفقيه المرحوم محمد رضا الشيرازي (قدس سره) يقول: بأنها على قسمين هما:

الأول: محدودو العظمة؛ "هذا النوع يشكله الغالبة من العظماء، الذين جاؤوا إلى هذه الحياة فملأوا وأثَّروا فيها، ولكن عظمتهم كانت محدودة"، كالذين حكموا العالم مثل ذي القرنين وغيره.

الثاني: العظماء طول الزمن؛ هذا النوع من العظماء ممَّنْ لا يحدد الزمان عظمتهم، وإنما هم باقون عبر القرون وليس خلال ثمانين أو مائة عام، وهذا النوع هم الأقلية من العظماء". (الإمام الحسين (ع) عظمة إلهية وعطاء بلا حدود: ص 8 بتصرف)

ومن هؤلاء العظماء الذين عبروا حدود الزمان والمكان -وربما هو الوحيد الذي فعل ذلك حتى الآن- هو الإمام الحسين بن علي وحفيد النبي المصطفى من وحيدته فاطمة الزهراء (صلوات الله عليهم جميعاً)، إذ أنه الشخصية العظيمة التي ملأ الدنيا وشغل الناس في هذا العصر الرقمي والثورة الإلكترونية التي جعلت العالم قرية إلكترونية وسوقاً واحداً يشترك فيه الجميع والإمام الحسين (ع) يشكل أعظم وأهم مواده لا سيما في شهري الموسم الحسيني محرم الحرام وصفر الأحزان حيث الذروة في يوم الأربعين وزيارته المليونية التي دوَّخت العالم المستكبر وأصحاب القرار العالمي وهم يرون هذا الزحف القيمي والأخلاقي الراقي جداً.

فالإمام الحسين (ع) في الحقيقة والواقع هو أهم وأعظم شخصية يتمحور حولها أكبر عدد من العشاق والمحبين ويتألق ويزداد سناً وضياء في كل عام، بحمد الله وفضله، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو: ما هي مظاهر العظمة في القضية الحسينية المباركة؟

والجواب مختصراً هو أن العظمة تنبع من ثلاث مطالع ومنابع في هذه القضية وهي:

أولاً: العظمة في الشخصية الحسينية الوحيدة.

ثانياً: العظمة في النهضة الحسينية الفريدة.

ثالثاً: العظمة في الزيارة الحسينية المميَّزة.

هذه المنابع والمطالع الثلاث تحتاج منا إلى كتاب لتوضيحها وإعطائها حقها في البحث ولكن بعجالة وبما يتناسب الطرح في هذا الموقع المبارك سنتناولها بشيء من الإيجاز والإشارات دون البسط الذي سنتركه للأخوة والفضلاء ليتوسعوا في أبحاثهم الحسينية مشكورين مأجورين. 

أولاً: العظمة في الشخصية الحسينية الوحيدة.

هذا المجال والحقل المعرفي الذي نتحدث فيه عن عظمة الشخصية الحسينية المقدسة هي بحاجة لمزيد من البحث والتدقيق فيها لأن معظم مَنْ ينكرون أو يشككون في القضية الحسينية هم جاهلون بالدرجة الأولى بمعالم عظمة هذه الشخصية التي قلَّ نظيرها في التاريخ الإنساني كله منذ آدم الأول وحتى جده الرسول الخاتم المصطفى محمد (ص) إذ أنه يقع خامساً في ذرى العظمة الإنسانية وهو يشارك الأربعة الذين سبقوه ولكنهم لا يشاركوه في خصائصه وهذا ما نستجليه ونعرفه من الأحاديث الشريفة التي تتحدَّث عن مقامات العظمة في الشخصية الحسينية والذي تناولها صاحب (الخصائص الحسينية) في كتابه مأجوراً.

ومن تلك الأحاديث المشهورة في الأمة كهذا الحديث من أحاديث سلسلة الذهب -كما يسمونها- فعن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَعِنْدَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): مَرْحَباً بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ، يَا زَيْنَ اَلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرَضِينَ. 

قَالَ لَهُ أُبَيٌّ: وَكَيْفَ يَكُونُ -يَا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)- زَيْنَ اَلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرَضِينَ أَحَدٌ غَيْرُكَ؟ 

قَالَ: يَا أُبَيُّ -وَاَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً- إِنَّ اَلْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ فِي اَلسَّمَاءِ أَكْبَرُ مِنْهُ فِي اَلْأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مِصْبَاحُ هُدًى وَسَفِينَةُ نَجَاةٍ، وَإِمَامٌ غَيْرُ وَهْنٍ، وَعِزٌّ وَفَخْرٌ، وَعِلْمٌ وَذُخْرٌ، وَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَكَّبَ فِي صُلْبِهِ نُطْفَةً طَيِّبَةً مُبَارَكَةً زَكِيَّةً، وَلَقَدْ لُقِّنَ دَعَوَاتٍ مَا يَدْعُو بِهِنَّ مَخْلُوقٌ إِلاَّ حَشَرَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ وَكَانَ شَفِيعَهُ فِي آخِرَتِهِ، وَفَرَّجَ اَللَّهُ عَنْهُ كَرْبَهُ، وَقَضَى بِهَا دَيْنَهُ، وَيَسَّرَ أَمْرَهُ، وَأَوْضَحَ سَبِيلَهُ، وَقَوَّاهُ عَلَى عَدُوِّهِ، وَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرَهُ). (عيون الأخبار: ج۱ ص۵۹)

فكم يحتاج منا هذا الحديث الشريف دراسة وتأملاً وبحثاً وتفكراً حتى نستجلي بعض معانيه أو نكتشف شيئاً من مراميه النورانية، لا سيما وأن هذا الحديث بهذه السلسلة الذهبية من الرواة فهو من الكنوز الرسالية المتوارثة جيلاً بعد جيل في آل محمد (صلوات الله عليهم) وهو طويل وجليل أخذنا طرفاً منه فقط، والعجيب من تعجُّب أُبي من حديث رسول الله واعتراضه عليه بأن الإمام الحسين (زَيْنَ اَلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرَضِينَ)، فرسول الله هو الذي يرحب بحفيده وسبطه ويمدحه بما هو أهله لأنه لا يحابي ولا يداهن ولا يقول إلا الحق.

ولذا جاء تأكيد رسول الله (ص) بأكثر من ذلك بكثير بحيث أنه يعطي الإمام الحسين (ع) تسع صفات إضافية لا توجد - أو لم تقال- إلا بالإمام الحسين، كما أنه يؤكد فيه أنه في السماء أكبر وأعظم منه في الأرض، أي أن كل هذه العظمة التي وصلتنا وقرأنا عنها، وكل ما تحدثت عنه الأحاديث والروايات بحق الإمام الحسين هي تتحدث عنه في الأرض فقط وهو في السماء أكبر وأعظم منه في الأرض، لأن مقاييس العظمة والسماء تختلف عن مقاييسها في الأرض جزماً وقطعاً ويقيناً.

ويعلِّق الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره) على قول رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (إنّ الحسين مصباحُ الهُدى وسفينة النجاة) فيقول: "يصوّر الحديث الشريف لنا الدنيا بأروع ما يمكن تصويره ليقربنا إلى واقع الدنيا وحقيقتها، فيشبّهها بلجج البحار المظلمة، التي لا سبيل للنجاة من لججها إلاّ بالسفينة، ولا طريق للخلاص من ظلماتها إلاّ بالمصباح، وهو تشبيه رائع.. فإن الإنسان في الدنيا بحاجة إلى:

1 ـ المصباح المنير ليرى به الطريق، وإلاّ ضاع في ظلمات الجهل والمرض والفقر، ووقع في المهاوي، ولم يبصر السباع والوحوش التي تريد افتراسه فيجتنبها، ولا العقارب والحيّات التي تريد انتهاشه فيحترز عنها، ولا يرى ما يحفظ به جسده من الحرّ والبرد، وما يقيم بسببه بدنه من المأكل والمشرب حتى يستفيد منها.

2 ـ كما انه بحاجة إلى السفينة لتحفظه من الغرق والهلاك في لجج الدنيا المتلاطمة وتوصله إلى ساحل السعادة بأمان وسلام.. ويا ترى مَن هذا الذي يستطيع أن يكون المصباح لهداية الإنسان في الدنيا، والسفينة لإنقاذه من لججها وغمراتها؟ إنه لا يمكن أن يكون إلاّ مَن نصَّ عليه الوحي ودلَّ عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله). (الحسين (ع) مصباح الهدي)

ثانياً: العظمة في النهضة الحسينية الفريدة.

وعظمة النهضة الحسينية نراها متجسدة في حياتنا وواقعنا اليوم بحيث أنك إذا جاء المحرم تشعر وكأن الدنيا تقف على ساق واحدة وتنظر إلى الحسين وعشاقه في كل أقطار العالم فاليوم بحق الإمام الحسين هو الذي يشغل الدنيا والناس بقضيته حتى صار حديث الأدباء والشعراء والخطباء والكتاب والعلماء وحتى الفقراء والبسطاء فكل يريد أن يركب سفينة الحسين ويخدم في مجالس الحسين، أو أن يبحث في القضية الحسينية بما يراه مناسباً من الأدب أو العلم الذي وهبه الله له، وأذكر أنني كتبت عدَّة كتب عن القضية الحسينية وعندما يسألني الأخوة عن مجال جديد للبحث أقول لهم: "إن القضية الحسينية مازالت بكراً فابحثوا في أي مجال تريدون فإنكم ستبدعون"، وذلك لأن الإمام الحسين (ع) كالشمس وقضيته كأشعتها فهي لا تتكرر في كل يوم بل هي في كل يوم تسطع بشعاع جديد وله آثار مفيدة على الذين تشرق عليهم.

ولكن المشكلة ليس في القضية الحسينية المقدسة ولكن في الأمة الجاهلة الأموية المدنَّسة التي قتلت الإمام الحسين ببغيها وظلمها وجورها وطاعتها لطغاتها وحكامها ومعصيتها لربها وخالقها ورسوله إليها رغم أنهم يدَّعون أنه يدينون بالإسلام ويقرؤون القرآن ولكنهم دفنوا الإسلام وداسوا القرآن بسنابك خيولهم والعجيب أن طاغيتهم كان يقول: (يا خيل الله اركبي ودوسي صدر الحسين)، فهنا المعضلة التي تعيشها الأمة بالنسبة للقضية الحسينية وهو ما فصلته وفضحته الروايات عن أهل البيت (ع) كهذا الحديث عن الإمام الثامن من أئمة المسلمين الإمام علي بن موسى اَلرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) حيث قال: (إِنَّ اَلْمُحَرَّمَ شَهْرٌ كَانَ أَهْلُ اَلْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ اَلْقِتَالَ فِيهِ فَاسْتُحِلَّتْ فِيهِ دِمَاؤُنَا، وَهُتِكَتْ فِيهِ حُرْمَتُنَا، وَسُبِيَتْ فِيهِ ذَرَارِيُّنَا، وَنِسَاؤٌنَا وَأُضْرِمَتِ اَلنِّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا وَاُنْتُهِبَ مَا فِيهَا مِنْ ثِقَلِنَا، وَلَمْ يُتْرَكْ لِرَسُولِ اَللَّهِ حُرْمَةٌ فِي أَمْرِنَا.. إِنَّ يَوْمَ اَلْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا وَأَسْبَلَ دُمُوعَنَا وَأَذَلَّ عَزِيزَنَا أَرْضُ كَرْبٍ وَبَلاَءٍ أَوْرَثَتْنَا اَلْكَرْبَ وَاَلْبَلاَءَ إِلَى يَوْمِ اَلاِنْقِضَاءِ فَعَلَى مِثْلِ اَلْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ اَلْبَاكُونَ فَإِنَّ اَلْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ اَلذُّنُوبَ اَلْعِظَامَ.. 

ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): كَانَ أَبِي (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إِذَا دَخَلَ شَهْرُ اَلْمُحَرَّمِ لاَ يُرَى ضَاحِكاً وَكَانَتِ اَلْكِئَابَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ اَلْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَحُزْنِهِ وَبُكَائِهِ وَيَقُولُ: هُوَ اَلْيَوْمُ اَلَّذِي قُتِلَ فِيهِ اَلْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ). (الأمالی الصَّدوق: ج۱ ص۱۲۸)

ثالثاً: العظمة في الزيارة الحسينية المميَّزة.

وأما هذا المجال فقد حيَّر أهل الدنيا، وأربك ساسة العالم، لا سيما زيارة الأربعين المظفرة التي لا يوجد لها مثيل أو نظير في التاريخ البشري قديمه وحديثه فمَنْ يستطيع أن يجعل 25 مليوناً من البشر يتركون كل شيء في حياتهم ويتجهون سيراً على الأقدام إلى الهدف المنشود كباراً وصغاراً رجالاً ونساء وحتى أطفالاً؟ 

هذا العالم اليوم بملياراته الثمانية هل يستطيع أحد أن يجنِّد هذا العدد الهائل ويستضيفهم فيطعمهم ويسقيهم ويحميهم وينيمهم ويتحفهم بكل ما يحلمون أو يتمنونه في حياتهم وكل ذلك بلا مقابل وخدمة للمولى السبط سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، وحتى ذلك الشعب الذي هو من أشرس وأشجع الشعوب العربية يتحول في أيام الزيارة كما يقول أحد السَّادة الكرام منه: (إلى ملائكة يمشون على الأرض)؟

وكل ذلك ببركة هذه الزيارة المليونية التي تتشكل وتتنوع من كل شعوب العالم وأديانهم ومذاهبهم ونحلهم المختلفة سائرين إلى قبلة الأحرار وكعبة الثوار في كربلاء المقدسة، والأحاديث التي تحث على زيارته وصلت حد التواتر وأُلِّفت فيها الكتب المستقلة، كقول النبي (صلى الله عليه وآله) لتلك المرأة: يا عائشة مَنْ أراد اللّه به الخير قذف في قلبه محبَّة الحسين (عليه السلام) وحبّ زيارته، ومَنْ زار الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقه، كتبه اللّه في أعلى عليّين، مع الملائكة المقرّبين). (المنتخب للطريحي: ص 195)

 وعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ الصَّادق (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: (مَنْ أَرَادَ اَللَّهُ بِهِ اَلْخَيْرَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ حُبَّ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَحُبَّ زِيَارَتِهِ، وَمَنْ أَرَادَ اَللَّهُ بِهِ اَلسُّوءَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ بُغْضَ اَلْحُسَيْنِ وَبُغْضَ زِيَارَتِهِ). (كامل الزيارات: ج۱ ص۱4۲) 

والحديث والبحث عن عظمة الزيارة الحسينية المباركة هو حديث العاشقين والمحبين الوالهين لأنه مَنْ لا يتَّصف بهذه الصفاة لا يستطيع أن يسير عشرات وربما مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام وفي مختلف الظروف ليصل إلى معشوقه في ضريحه وتحت قبته النوراء لينسى التعب والألم ويواسي الإمام الحسين (ع) وإخوته وأبنائه وأصحابه ببعض الآلام التي نالتهم، أو التعب الذي عانوه في رحلتهم الإلهية تلك.

تجلي العظمة الإلهية

 في الحقيقة إن هذه التجليات لعظمة الشخصية، والقضية، والزيارة الحسينية هي تجلي للعظمة الإلهية بكل معنى الكلمة لأنه غير الله تعالى لا يمكن أن يرسم خريطة هذه النهضة ويرعاها طيلة هذه القرون وينمِّيها رغم كل الأعداء والمجرمين والطغاة الذين جهدوا في منعها وتحدِّيها بكل طريقة ووسيلة إلا أنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً بل كانت كالشمس إذا جللها السحاب لا ينعدم فوائدها للخلق وإن خمد نورها أحياناً إلا أنها ستشرق من جديد وتكون أجمل وأبهى وأكمل بكل تأكيد.

السلام على الحسين أبد الدهر ومدار العصر.

اضف تعليق