من اللازم بمكان أن يكون لنا دور في رفع الظلامة عن ذرية الرسول الأكرم من خلال تدوين ماجرى عليهم عبر التأريخ وتتبّع كل شاردة وواردة نالتهم من غيرهم. تعريف العالم بذراري النبي من خلال تسليط الأضواء على سيرة النخبة منهم أمثال العلماء والصلحاء والأولياء. فضح أعدائهم وظالميهم ممّن غصبوا...

فسّر المفسّرون سورة الكوثر بعدّة تفاسير ومنها أنّ الكوثر هي نهر في الجنة أشدّ بياضاً من الثلج (1)، ومنها: هي الشفاعة (2)، وغير ذلك من المعاني.

 ولكن كثير من المفسّرين ذهب إلى أنّ هناك جامعاً لكل المعاني المذكورة وهو الخير الكثير، ومن أبرز مصاديق ذلك الخير هي الذريّة الكثيرة المباركة.

فقد روى المؤرّخون أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لما مات أحد أولاده شمت به العاص بن وائل، وقال: إنّ محمداً أبتر، فإن مات مات ذكره، فأنزل الله تعالى هذه السورة على نبيّه تسلية له (3).

وفي تفسير الرازي، قال: والقول الثالث: الكوثر أولاده، قالوا: لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه ص بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قُتل من أهل البيت (عليهم السلام) ثم العالم ممتليء منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به، ثم أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا ع والنفس الزكيّة وأمثالهم (4).

ذريّة النبي (ص) من صلب علي (ع) 

شاءت إرادة الرب تعالى أن يموت أولاد النبي (صلى الله عليه وآله) جميعاً ولايبقى له سوى السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأن تنحصر ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) من صلب أميرالمؤمنين (عليه السلام) وهذه شرافة وخصوصية انحصرت بالنبي (صلى الله عليه وآله) دون سائر الأنبياء (عليهم السلام)، وكرامة للصديقة الزهراء والمولى أميرالمؤمنين (عليهما السلام).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله جَعل ذُرِّيَة كلِّ نبيٍّ مِن صُلْبِهِ، وإنّ الله عزّ وعلا جعل ذُرِّيّة محمّد مِن صُلبِ عليّ بن أبي طالب (5).

وكان أهل البيت (عليهم السلام) يفتخرون بهذا الوسام على سائر الناس ويعتزّون به والشواهد على ذلك كثيرة منها ما جرى بين الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وهارون العباسي حيث ثم قال هارون للإمام (عليه السلام): لم جوّزتم للعامّة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقولون لكم: يا بني رسول الله، وأنتم بنو علي، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنّما هي وعاء، والنبي (صلى الله عليه وآله) جدّكم من قبل أمّكم؟

فقلت: يا أمير المؤمنين لو أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) نُشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟

فقال: سبحان الله ولم لا أجيبه؟! بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك.

فقلت: لكنّه (صلى الله عليه وآله) لا يخطب إليّ ولا أزوّجه.

فقال: ولم؟.

فقلت: لأنّه ولدني ولم يلدك.

فقال: أحسنت يا موسى.

ثم قال: كيف قلتم إنّا ذريّة النبي، والنبي (عليه السلام) لم يعقّب وإنّما العقب للذكر لا للأنثى، وأنتم ولد الابنة، ولا يكون لها عقب؟

فقلت: أسألك بحقّ القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة.

فقال: لا أو تخبرني بحجّتكم فيه يا ولد علي، وأنت يا موسى يعسوبهم، وإمام زمانهم، كذا أنهي إلي، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه، حتى تأتيني فيه بحجّة من كتاب الله، فأنتم تدّعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء ألف ولا واو، إلا وتأويله عندكم، واحتججتم بقوله عزّ وجلّ: (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ) (6) وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم.

فقلت: تأذن لي في الجواب؟

قال: هات.

فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: (ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وسُلَيْمانَ وأَيُّوبَ ويُوسُفَ ومُوسى وهارُونَ وكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وزَكَرِيَّا ويَحْيى وعِيسى وإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (7) من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟

فقال: ليس لعيسى أب.

فقلت: إنّما ألحقناه بذراري الأنبياء (عليهم السلام) من طريق مريم (عليها السلام)، وكذلك ألحقنا بذراري النبي (صلى الله عليه وآله) من قبل أُمّنا فاطمة (عليها السلام) (8).

من وصايا النبي ص بذريّته

الجدير ذكره أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى كثيرا بالإحسان إلى ذريته والبرّ إليهم ومن ذلك: قوله (صلى الله عليه وآله): أنا شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتّي ورجل، بذل ماله لذريتّي عند الضيق، ورجل أحبّ ذريتّي باللسان القلب، ورجل سعى في حوائج ذريتّي إذا طردوا أو شرّدوا (9).

و قال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المُكرم لذريتّي من بعدي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه، والمُحب لهم بقلبه ولسانه (10).

وقال (صلى الله عليه وآله): حقّت شفاعتي لمن أعان ذريتّي بيده ولسانه وماله (11).

وقال (صلى الله عليه وآله): أكرموا أولادي وحسّنوا آدابي (12).

جور الأمة على ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) 

للأسف الشديد أنّ الأمة لم تحفظ وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذريته بل خالفت وصيته وعملوا بخلاف ما دعاهم إليه من البر إليهم والإحسان لهم، فضيّقوا عليهم البلاد وشرّدوهم في الفلوات وتتبعوهم في الوديان والأمصار والجبال بحيث لايكاد اليوم الإنسان يجد صقعاً من الأصقاع إلا وفيه أثر ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله).

 يقول عبيد الله البزاز النيسابوري: كان بيني وبين حميد بن قحطبه الطائي الطوسي معاملة فرحلت إليه في بعض الأيام فبلغه خبر قدومي فاستحضرني للوقت وعلى ثياب السفر لم أغيّرها وذلك في شهر رمضان وقت صلاه الظهر، فلما دخلت عليه رأيته في بيت يجري فيه الماء، فسلّمت عليه جلست فأتى بطشت وإبريق فغسل يديه ثم أمرني فغسلت يدي وأحضرت المائدة وذهب عنّى إنّى صائم وأنّى في شهر رمضان ثم ذكرت فأمسكت يدي، فقال لي حميد: ما لك لا تأكل؟

فقلت: أيها الأمير هذا شهر رمضان ولست بمريض ولا بي علّه توجب الافطار ولعل الأمير له عذر في ذلك أو علّة توجب الافطار، فقال: ما بي علة توجب الافطار وأنّي لصحيح البدن، ثم دمعت عيناه وبكى، فقلت له بعد ما فرغ من طعامه: ما يبكيك أيها الأمير؟

 فقال: أنفذ هارون الرشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب، فلما دخلت عليه رأيته بين يديه شمعه تتقد وسيفاً أخضر مسلولاً وبين يديه خادم واقف، فلما قمت يديه رفع رأسه إلى، فقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ فقلت: بالنفس والمال، فأطرق ثم اذن لي في الانصراف، فلم البث في منزلي حتى عاد الرسول إلى وقال: أجب أمير المؤمنين، فقلت في نفسي: إنا لله أخاف يكون قد عزم على قتلى وأنه لما رآني استحيى منّى قعدت إلى بين يديه فرفع رأسه إلي، فقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ فقلت: بالنفس والمال والأهل والولد فتبسّم ضاحكاً ثم أذن لي في الانصراف، فلما دخلت منزلي لم ألبث أن عاد إليّ الرسول، فقال: أجب أمير المؤمنين فحضرت بين يديه وهو على حاله فرفع رأسه إلي وقال لي: كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟

 فقلت: بالنفس والمال والأهل والولد والدين فضحك ثم قال لي: خذ هذا السيف وامتثل ما يأمرك به الخادم.

قال: فتناول الخادم السيف وناولنيه وجاء بي إلى بيت بابه مغلق ففتحه فإذا فيه بئر في وسطه وثلاثة بيوت أبوابها مغلقة ففتح باب بيت منها فإذا فيه عشرون نفساً عليهم الشعور والذوائب شيوخ وكهول وشبّان مقيّدون، فقال لي: إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء وكانوا كلّهم علوية من ولد على وفاطمة عليهما السلام فجعل يخرج إلي واحداً بعد واحد فأضرب عنقه حتى أتيت على آخرهم ثم رمى بأجسادهم ورؤوسهم في تلك البئر ثم فتح باب بيت آخر فإذا فيه أيضاً عشرون نفساً من العلوية من ولد علي وفاطمة عليهما السلام مقيّدون، فقال لي: إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء فجعل يخرج إلى واحداً بعد واحد فأضرب عنقه ويرمي به في تلك البئر حتى أتيت إلى آخرهم، ثم فتح باب البيت الثالث فإذا فيه مثلهم عشرون نفساً من ولد على وفاطمة عليهما السلام مقيّدون عليهم الشعور والذوائب، فقال لي: إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء أيضاً فجعل يخرج إلي واحداً بعد واحد فأضرب عنقه ويرمي به في تلك البئر حتى أتيت على تسعه عشر نفساً منهم وبقي شيخاً منهم عليه شعر، فقال لي: تبّاً لك يا ميشوم! أيّ عذر لك يوم القيامة إذا قدمت عليه جدّنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد قتلت من أولاده ستين نفساً قد ولدهم على وفاطمة (عليهما السلام)؟!

فارتعشت يدي وارتعدت فرايصي فنظر إلى الخادم مغضباً وزبرني فأتيت على ذلك الشيخ أيضاً فقتلته ورمى به في تلك البئر، فإذا كان فعلى هذا وقد قتلت ستين نفساً من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما ينفعني صومي وصلاتي؟! وأنا لا أشكّ أنّى مخلّد في النار (13).

وورد عن أحمد بن عيسى بن زيد قوله: لما عزم هارون العباسي على القبض علينا أنا والقاسم بن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن، وعبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن قررنا الاختفاء بين المدن، فاختفى عبدالله في الشام، والقاسم في اليمن، وأنا في الري.

ولما هلك هارون خففنا من تسترنا وأخذنا نظهر في المدن ولكن بتحذّر، إلى أن حان وقت الحج فاجتمعنا في مكة، وجعل كل منا يحكي للآخرين ماذا جرى عليه إبان اختفائه، فقال القاسم: أشد ماجرى علي هو أنني لما خرجت من مكة باتجاه اليمن مع زوجتي وكانت ابنة عمي وكانت حاملاً فبقينا في حر الصحراء بلا ماء.

وبينما نحن على ذلك الحال وإذا بزوجتي يأخذها الطلق، فحفرت لها حفيرة كي تضع المولود فيها وأخذ أجوب الصحراء علني أجد جرعة من الماء، وكلما فتشت عن الماء لم أجد شيئاً فرجعت واليأس مخيم علي فوجدت زوجتي قد ولدت ولداً ولكن غلبها العطش بحيث لم تعد تبصر ماحولها.

فعاودت البحث في الصحراء عن الماء من جديد ولكنني أيضا لم أعثر على شيء فرجعت إلى زوجتي وولدي فوجدت زوجتي قد فارقت الدنيا من شدة العطش ولكن الولد باق على قيد الحياة.

فبقيت متحيّراً ماذا أصنع بهذا الطفل وسط الصحراء بلا أمّ ولا ماء أوحليب، هذا وقد أخذ العطش منّي مأخذاً عظيماً، فصلّيت ركعتين لله عزّ وجلّ ودعوته أن يعينني في أمر الطفل، وما أن فرغت من الصلاة وإذا بي أجد الطفل قد التحق بأمّه.

ثم نقل عبدالله بن موسى قائلاً: أمّا أنا فقد ارتديت لباس المزارعين وخرجت من قرى الشام إلى مواضع العسكر، فرآني أحدهم وسخر بي ثم حمّلني حملاً ثقيلاً، وعندما كنت أتعب وأجلس على الأرض للاستراحة كان يضربني بالسياط بشدة ويقول: لعنك الله ولعن من تنتسب إليهم.

ثم تكلّم أحمد بن عيسى، فقال: أصعب شيء مرّ علي هو: أنّني سكنت مع ولدي محمد

 في إحدى القرى في أطراف الريّ اسمها ورزنين، وقد تزوجت بامرأة من قبيلة شريرة، وكان الناس يعرفوني فيها بكنيتي وهي: أبو الجصّاص، وكنت يومياً أجالس بعض الشيعة حتى المساء ثم أرجع إلى الجدار وكانت زوجتي تتصور أنّني أغدو إلى العمل علماً أنّ الله عز ّ وجلّ رزقني من تلك المرأة ابنة، وكذلك ولدي محمد فقد تزوج هو أيضاً بامرأة من بني عبد قيس وهو أيضاً أخفى اسمه ونسبه.

ولما بلغت ابنتي عشرة سنين خطبها رجل من أعيان القرية وكان أخوال البنت يصرّون علي كي أقبل بتزويجها ولم أكن قادراً على إظهار نسبنا فبقيت متحيّراً مدّة، وفي أحدى الليالي سألت الله عزّ وجلّ أن يختارها إليها أفضل من أن تتزوج برجل يبغض أهل البيت (عليهم السلام).

وفي الصباح مرضت بنتي ثم فارقت الدنيا فخرجت من المنزل لأبشّر ولدي محمد بأنّني استرحت من مصاهرة ذلك الرجل الشرير وإذا بي ألقاه في الطريق وقال لي: رزقني الله ولداً واسميته علياً. يقول أحمد بن عيسى: الآن ولدي محمد في قرية وزنين ولاعلم لي به (14).

ولانبالغ إذا ماقلنا إنّ العالم اليوم لم يدرك حقيقة مافعله أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بذراري النبي (صلى الله عليه وآله) عبر التاريخ وحسبكم من ذلك فاجعة كربلاء وماجرى فيها من ويلات تذهل العقول وتمضّ القلوب، حيث جزّروهم تجزيراً وإلى ذلك يشير السيد الرضي (رحمه الله) في أبياته قائلاً: 

كربلا لا زلت كربا وبلا --- ما لقي عندك آل المصطفى

كم على تربك لما صرعوا --- من دم سال ومن دمع جرى

يا رسول الله لو عاينتهم --- وهم ما بين قتل وسبى

من رميض يمنع الظل ومن --- عاطش يسقى أنابيب القنا

ومسوق عائر يسعى به --- خلف محمول على غير وطا

جزروا جزر الأضاحي نسله --- ثم ساقوا أهله سوق الاما

قتلوه بعد علم منهم --- أنه خامس أصحاب الكسا

ميت تبكي له فاطمة --- وأبوها وعلي ذو العلى.

موقفنا إزاء التأريخ

من اللازم بمكان أن يكون لنا دور في رفع الظلامة عن ذرية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وذلك من خلال عدّة أمور: 

الأول: تدوين ماجرى عليهم عبر التأريخ وتتبّع كل شاردة وواردة نالتهم من غيرهم.

الثاني: تعريف العالم بذراري النبي (صلى الله عليه وآله) وطرح الجانب المشرق من سيرتهم وذلك من خلال تسليط الأضواء على سيرة النخبة منهم أمثال العلماء والصلحاء والأولياء.

الثالث: فضح أعدائهم وظالميهم ممّن غصبوا حقوقهم وصبّوا عليهم نيران أحقادهم الدفينة وتعريف العالم بفضائحهم التي سوّدوا بها صفحات التاريخ.

.............................................

 (1) تفسير مقاتل بن سليمان: 4/879.

 (2) جوامع الجوامع: 4 /548.

 (3) سيرة ابن إسحاق: 229. 

 (4) تفسير الرازي: 32 /124.

(5) مناقب المغازلي: 61.

 (6) سورة الأنعام: 84-85.

(7) سورة الأنعام: 138.

 (8) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 /78.

(9) الكافي: 4 /60.

(10) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 /230.

(11) مستدرك الوسائل: 12 /376.

(12) مستدرك الوسائل: 12 /376.

(13) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 /100.

(14) مقتل الخوارزمي: 2 /107.

اضف تعليق