في السنوات الأخيرة زادت الحوادث التي تنم عن رهاب المسلمين (الإسلاموفوبيا) في كيبيك، وباتت مسألة النقاب قضية في الانتخابات الاتحادية الكندية في 2015 ولا سيما في كيبيك، وبالرغم من ان مدينة كيبيك، معروفة بانخفاض معدل الجريمة بها بشكل كبير، والتعايش السلمي نتيجة التنوع في مجتمعها، الا ان الهجوم على المساجد لا يعد اول من نوعه في كيبيك، لكن الهجوم الأخير اتسم بالغموض فيما يتعلق بالدوافع التي أدت الى القيام بعمل إرهابي اجرامي بحق صلين في مسجد، وهو ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص.
الامر المثير في هذا الحدث الذي صدم الكنديين انه جاء بعد ساعات من ترحيب رئيس الوزراء بمزيد من اللاجئين، حيث يرى بعض المحللين ان رسالة ترودو، جاءت ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن حظر مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة بمن فيهم اللاجئين السوريين، الأمر الذي أثار غضب الكثير من المدافعين عن الحقوق الإنسانية. غير أنه يبدو أن في كندا أيضا هناك من يتسقون مع تلك السياسات المعادية للآخر، ذلك في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء الكندي "قوتنا في تنوعنا".
يرى مراقبون اخرون ان الهجوم قد ينم عن كراهية للمسلمين، وقد اثار هذا الهجوم ردود أفعال محلية ودولية في كندا أدان جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي الهجوم ووصفه بالإرهابي وقال "ندين هذا الهجوم الإرهابي على مسلمين في مركز عبادة ولجوء"، وقال في تغريدة على تويتر "إن الكنديين يبكون ضحايا الهجوم الجبان على مسجد في كيبيك.. أفكر بالضحايا وعائلاتهم"، اما منظمة التعاون الإسلامي: أدانت المنظمة الهجوم حيث أعرب أمين المنظمة يوسف بن أحمد العثيمين عن شعورة بالصدمة والحزن إزاء هذا العمل الذي يتعارض مع روح التسامح والإنسانية واحترام دور العبادة، بينما من الاتحاد الأوروبي دانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الهجوم وأكدت أن الاتحاد يقف مع كندا وكل الكنديين في هذا اليوم الحزين، الى ذلك دان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم في تغريدة على تويتر قائلاً "أدين بأشد العبارات الهجوم الشنيع الذي استهدف مسجدا في كيبيك"، وكذلك أدان جان مارك أيرولت رئيس الحكومة الفرنسية الهجوم ودعا للتصدي للكراهية والهمجية، في الوقت نفسه دان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل الهجوم ووصفه بالاعتداء الجبان.
والمتهم في هذا الهجوم يدعى ألكسندر بيسونات، يبلغ من العمر 27 سنة. وجهت له رسميا إحدى عشر تهمة: ست تهم بالقتل (العمد) وخمس تهم بمحاولة القتل (العمد)، تم توقيفه بالقرب من جسر غير بعيد من المسجد، بعدما اتصل بنفسه برقم المستعجلات لتسليم نفسه، كان بيسونات قد تبنى أفكار اليمين المتطرف ومواقف معاداة الهجرة.
عليه يبدو الهجمات الإرهابية تسير نحو التصاعد في ظل تفاقم الازمات الإنسانية وتصاعد الافات الاجتماعية كالتمييز العنصري والكراهية وعدم الاندماج، ناهيك عن مؤشرات صعود اليمين في أوروبا، جميعها عوامل قد تنعش الذئاب المنفردة التي تكوي أوروبا بالإرهاب.
في مسجد كيبيك .. صيحة فوابل من الرصاص ثم الموت
جلس عابدي على الأرض متربعا وراح يتلو آيات من القرآن مع أصدقائه عندما انطلق الرصاص فجأة - زخة من الطلقات العشوائية على المصلين الذين تجمعوا يوم الأحد في المسجد بمدينة كيبيك الكندية.
كان أول ما لفت أنظارهم صيحة "الله أكبر" التي جاءت من ناحية مدخل المسجد، قال عابدي الطالب البالغ من العمر 22 عاما الذي امتنع عن ذكر اسمه الأخير خوفا على سلامته "التفتنا جميعا ... وعند ذلك بدأوا إطلاق النار."
تمدد عابدي على الأرض وذراعاه حول رأسه تسد أذنيه. لكن وصلت إلى أسماعه مع ذلك أصوات رجال من حوله وهم يتضرعون إلى الله كي ينجيهم إلى أن أسكت الرصاص أصواتهم. وأحس بثلاث طلقات تمر فوق رأسه.
وقال عابدي لرويترز في منزله بمونتريال يوم الاثنين "الكل ارتمى على الأرض والناس الذين كانوا واقفين لأداء الصلاة منهم اثنان في نفس الصف الذي كنت فيه أصابتهما الطلقات، وكان عابدي في كيبيك لزيارة أصدقاء عندما وجد نفسه وسط المجزرة، وقال "كان الناس يدعون الله ‘اللهم احفظنا من هذا الجحيم. اللهم انقذنا من هذه المذبحة‘."
ومرة تلو المرة سمع عابدي صوت حشو السلاح. ودعا الله ألا يصعد المهاجمون للطابق العلوي حيث تجمع النساء والأطفال، وقال "حسبت أنني سأموت"ن وعابدي مقتنع أنه رأى شخصين يطلقان النار. وتقول الشرطة إنه لم يكن هناك سوى مسلح واحد.
لم يفتح عابدي عينيه إلا بعد أن سيطرت الشرطة على المكان. وقف وشاهد "مقبرة" - قتلى وأفراد في النزع الأخير ومصابون على مسافة قريبة من المكان الذي كان يجلس فيه مع أصدقائه، وقال "كانت لحظة رهيبة."
وأضاف أنه متأكد أن من صاح قائلا "الله أكبر" لم يكن مسلما "فنبرة الصوت مختلفة عن شخص يتكلم العربية أو يمكنه قراءة القرآن"، ووجهت إلى ألكسندر بيسونت ست تهم بالقتل العمد وخمس تهم بالشروع في القتل بسلاح مصنف بأن استخدامه مقيد فيما يتصل بالهجوم الذي قتل فيه ستة أشخاص وأصيب 17 آخرون. ووصف رئيس الوزراء جاستن ترودو الهجوم بأنه عمل إرهابي.
وفي أعقاب المجزرة التي وقعت تجمع من نجوا منها وبعض المارة في الناحية الأخرى من المسجد في مقهى قدم لهم القهوة مجانا كما تجمعت فيه أعداد كبيرة من الصحفيين لشحن هواتفهم.
خرج أمين من المقهى متجها إلى بيته وهو في حالة صدمة وقد سرت البرودة في يديه وسط درجات حرارة تقل عن الصفر إذ لم يكن يرتدي قفازا، روى أمين لرويترز كيف انحنى بجوار الحائط الشرقي للمسجد محتميا من الرصاص. وعندما توقف إطلاق النار وقف فرأى جثثا من حوله. وطلب أمين نشر اسمه الأول فقط.
أما زبيدة بن جدو فقد غادرت المسجد قبل بدء المجزرة وقضت معظم الليل متسمرة أمام التلفزيون وهي تتبادل المكالمات الهاتفية مع صديقاتها وبعض المعارف المتعطشين للأخبار عن الهجوم على مسجدهم، قالت زبيدة لرويترز "كل شيء انقلب"، وأضافت أنه رغم تلقي تهديدات من قبل فلم يحدث شيء من هذا القبيل، وقالت "في يونيو (حزيران) وضعوا رأس خنزير أمام المسجد. واعتقدنا أن هذه حوادث فردية. لم نأخذها على محمل الجد. هناك سفلة في كل مكان".
الشرطة الكندية تحرس المساجد وتتواصل مع المسلمين بعد هجوم
نشرت الشرطة الكندية دوريات عند المساجد والمدارس في مناطق المسلمين في عدة مدن يوم الاثنين في أعقاب الهجوم على مسجد في مدينة كيبيك والذي أودى بحياة ستة من المصلين، وقالت السلطات الكندية إن طالبا جامعيا كنديا-فرنسيا هو المشتبه به الوحيد في حادث إطلاق النار الذي وقع يوم الأحد والذي أسفر أيضا عن إصابة 17 شخصا آخرين ووصفه رئيس الوزراء جاستن ترودو بأنه "هجوم إرهابي".
وفي حين أن عمليات إطلاق النار على تجمعات كبيرة بات أمرا شائعا في الولايات المتحدة الجار الجنوبي لكندا إلا أنها نادرة في بلد لديه قوانين أشد صرامة بشأن الأسلحة، وفي مدينة كيبيك تمركزت عربات الشرطة أمام العديد من المساجد وقام ضباط الشرطة بفحص بطاقات هوية الصحفيين الذين ينتظرون في الخارج.
وتم تطويق عدد من البنايات حول المركز الإسلامي الذي تعرض للهجوم ووقف ضباط الشرطة بالخارج يستجوبون المارة، وقال مجدي دريدي من فرع كيبيك في اتحاد مسلمي كندا "كنا على اتصال بالشرطة طلبا لزيادة الحماية لكل المساجد في (مدينة) كيبيك، "لا أعتقد أن هجوما ثانيا سيحدث.. لكن علينا أن نطمئن أهلنا.. أن نشعرهم بالأمان."
وتواصلت الشرطة الكندية وغيرها من أجهزة تنفيذ القانون مع الجماعات المسلمة ودعت من لديهم مخاوف أمنية للاتصال بالشرطة المحلية، وقال الإمام عبد الحي باتيل عضو المجلس الكندي للأمة "حتى قبل أن تطلب الجالية أصدر مكتب قائد شرطة تورونتو بالفعل بيانا بأن الدوريات حول المساجد زادت بسبب الواقعة."
واتصلت به أيضا شرطة منطقة يورك إلى الشمال من تورونتو لتقول إنه يجري زيادة الدوريات، لكن آخرين قالوا إن تعزيز الوجود الظاهر للشرطة لن يهدئ بالضرورة مخاوف المسلمين الذين كثيرا ما توترت علاقتهم بأجهزة تنفيذ القانون.
وقال مبين شيخ الذي كان يتبنى في السابق آراء متطرفة قبل أن يتحول إلى مخبر للشرطة وهو حاليا مستشار في الأمن القومي "هذه معضلة. أنت لا تريد هذا الوجود الظاهر للشرطة لكن ربما يكون هذا هو الاتجاه الذي نمضي فيه." بحسب رويترز.
وكان للهجوم تأثير على عمل الشرطة في الولايات المتحدة أيضا. فقد قالت شرطة نيويورك في بيان إنها أصدرت توجيهات باهتمام خاص بجميع المساجد وغيرها من دور العبادة في المدينة، وقال البيان إن قيادة الرد السريع المسلحة في نيويورك كلفت بتوسيع تغطيتها عند مساجد بعينها، وقالت شرطة شيكاجو في رسالة على تويتر إنها ستوفر "اهتماما خاصا بالمساجد والمناطق المحيطة بها" برغم عدم وجود تهديد معلوم.
اتهام المشتبه به في هجوم مسجد كيبيك بقتل 6 أشخاص
قالت السلطات الكندية إن طالبا جامعيا كنديا-فرنسيا هو المشتبه به الوحيد في حادث إطلاق نار بمسجد في مدينة كيبيك وإنه تم توجيه الاتهام له بقتل ستة أشخاص عمدا فيما وصفه رئيس الوزراء جاستن ترودو بأنه "هجوم إرهابي".
وعرفت وثائق قضائية المسلح الذي نفذ الهجوم على المصلين في صلاة العشاء يوم الأحد باسم ألكسندري بيسونت. وأظهرت الوثائق القضائية أنه تم أيضا توجيه الاتهام له بالشروع في قتل خمسة أشخاص.
وامتنعت الشرطة عن الحديث عن الدوافع المحتملة وراء إطلاق النار، وقال مصدر كندي مطلع على الوضع "ينظرون إلى الحادث باعتباره نفذ على يد مهاجم منفرد"، وفي واشنطن قال مصدر مطلع بالحكومة الأمريكية إن خبراء أمن بالحكومة الأمريكية يميلون إلى وجهة النظر القائلة بأن المسلح كان دافعه على الأرجح كراهية المسلمين.
وقالت المصادر الكندية إن رجلا من أصل مغربي كان قد اعتقل بات يعتبر الآن شاهدا برغم أن جنسيته لم تعرف على الفور، ووصف رئيس الوزراء الكندي الحادث بأنه "هجوم إرهابي على المسلمين".
جاء الهجوم عقب تصريحات لترودو قال فيها إن كندا سترحب باللاجئين وذلك ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق برنامج قبول اللاجئين ومنع مواطني سبع دول يغلب على سكانها المسلمون من دخول الولايات المتحدة مؤقتا لاعتبارات الأمن القومي.
وواجهت إجراءات ترامب إدانة واسعة في الولايات المتحدة وفي الخارج باعتبارها تستهدف المسلمين، قالت متحدثة باسم مستشفى جامعة مدينة كيبيك إن خمسة من المصابين في هجوم المسجد يرقدون في وحدة العناية المركزة. وأضافت أن 12 آخرين يخضعون للعلاج من إصابات بسيطة.
المشتبه في تنفيذه هجوما على مسجد بمدينة كيبيك الكندية استكشف الموقع
قال أحد المترددين على مسجد شهد هجوما في مدينة كيبيك الكندية إن المشتبه في تنفيذه الهجوم الذي وقع يوم الأحد زار الموقع وطلب مالا واستكشف المكان قبل أن يعود حاملا السلاح ليطلق النار ويقتل ستة من المصلين.
ووجهت المحكمة اتهامات إلى ألكسندر بيسونت (27 عاما) تشمل ست تهم بالقتل العمد من الدرجة الأولى وخمس تهم بالشروع في القتل بسلاح محظور بعد المذبحة التي وقعت في المركز الإسلامي بالمدينة، وفوجئ المترددون على المسجد بأن الرجل الذي رأوه مرتين خارج المركز في الأيام السابقة على إطلاق النار هو ذات الفرنسي- الكندي الذي تقول الشرطة إنه منفذ الهجوم المنفرد.
وقال الحسين المانوج الأربعاء وهو يتذكر رد فعله عندما نشرت المحطات صورة المشتبه به في أنحاء كندا بعد المذبحة "أتذكر هذا الوجه"، وقال إنه تذكر مقابلة الرجل قبل ثلاثة أيام من إطلاق النار الذي وقع يوم الأحد. وجاء المشتبه به إلى المسجد بين الساعة 7:45 و8:00 مساء بالتوقيت المحلي يوم الخميس الماضيوهو ذات توقيت تنفيذ الهجوم على المسجد مساء الأحد، وأضاف المانوج أنه كان يرتدي معطفا أسود وحمل حقيبة دراسية وقال إن المشتبه به قال جملة غريبة وهي "أحب الله. رأيت صورا لله.، واشتبه أن الرجل لا يعرف أي شيء عن الإسلام لكنه لم ير عليه ما يدل على نواياه الشريرة، وقال "ظننت أنه شخص جاهل ببساطة".
المتهم بقتل مصلين بمسجد في كندا استأجر شقة قريبة
قال سكان إن الطالب الجامعي الكندي-الفرنسي المتهم بقتل ستة من المصلين أثناء أدائهم صلاة العشاء في مسجد بمدينة كيبيك الكندية استأجر شقة إلى جوارهم قرب المسجد مما يرجح أنه ربما كان يخطط للهجوم.
ووجهت السلطات للطالب ألكسندر بيسونت (27 عاما) المتهم الوحيد في حادث إطلاق الرصاص بالمسجد مساء الأحد ست تهم بالقتل من الدرجة الأولى وخمس تهم بالشروع في القتل. وقالت الشرطة إنه تصرف بمفرده.
ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الحادث بأنه "هجوم إرهابي" ولاقى المسجد والجالية المسلمة التي يبلغ عددها مليون شخص في كندا فيضا من الدعم، ودعت السلطات في كيبيك إلى التحلي بروح تنبذ أي تمييز وشددت الشرطة إجراءات الأمن عند المنشآت الدينية بالإقليم، وقال أحد السكان الذي طلب عدم نشر اسمه إن بيسونت الذي قال إنه من المعجبين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسياسية الفرنسية اليمينية مارين لوبان انتقل إلى شقة قرب المسجد في يوليو تموز.
وقال جار آخر يقيم أعلى شقته إنه لم يتحدث معه مطلقا لكنه سمعه يعزف مرارا على آلة البيانو. وقال أحد جيران أبويه لهيئة الإذاعة الكندية إنه انتقل للشقة مع شقيقه التوأم، وقتل في الهجوم الذي استهدف مصلين أثناء صلاة العشاء ستة أشخاص.، وامتنعت الشرطة عن التعليق على الدافع وراء إطلاق الرصاص بالمركز الثقافي الإسلامي في كيبيك لكن أصدقاء الشاب ومعارفه على الانترنت أبلغوا وسائل الإعلام الكندية أنه بدرت منه مشاعر مناهضة للهجرة خصوصا تجاه اللاجئين المسلمين.
ونظمت وقفات بالشموع في كيبيك ومونتريال وغيرها من المدن الكدية يوم الاثنين. وقال رئيس وزراء الإقليم إن الحضور الكبير يعكس رفض الناس خطاب الكراهية والرغبة في لم الشمل.
ويدرس بيسونت العلوم الاجتماعية وهو طالب عسكري سابق ويعرف عنه في دوائر الانترنت آرائه اليمينية ووصفه أحد زملائه السابقين بأنه كان "منطويا"، وقالت صحيفة لابريس الكندية نقلا عن مصدر مقرب من التحقيقات إن الشاب لم يخف عداءه للمسلمين أثناء استجوابه الطويل أمام الشرطة، وقالت الصحيفة إنه مهتم أيضا بالأسلحة وتدرب على الرماية في ناد محلي، ومثل الشاب أمام محكمة يوم الاثنين لفترة وجيزة تحت حراسة مشددة وهو يرتدي ملابس السجن البيضاء وقد بدا عليه الحزن. ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة مرة أخرى في 21 فبراير شباط، ورفض المحامي الموكل بالدفاع عنه جان بيتي الإدلاء بتعقيب في قاعة المحكمة يوم الاثنين.
وقال جوليان كليمنت المسؤول في مستشفى جامعة لافال للصحفيين يوم الثلاثاء إن أحد الخمسة المصابين بجروح خطيرة خرج من المستشفى ويتعافى اثنان من جراحهما ويخضع الثالث لجراحة في البطن بينما ظل الخامس في حالة "حرجة بدرجة أكبر".
مشتبه به في هجوم كيبيك كندي-فرنسي وآخر من أصل مغربي
قالت الشرطة الكندية يوم الاثنين إنها تحتجز شخصين للاشتباه بهما في حادث إطلاق نار داخل مسجد في كيبيك يوم الأحد أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية، وقال مصدر إن أحدهما كندي-فرنسي والآخر من أصل مغربي وأحدهما على الأقل يدرس في جامعة قريبة، وأضاف المصدر أن أحد المشتبه بهما يدعى ألكسندري بيسونت وهو كندي فرنسي والآخر اسمه محمد خضير مشيرا إلى أنه من أصل مغربي لكن لم يعلن بعد عن جنسيته.
ورفضت الشرطة تقديم تفاصيل عن هوية المشتبه بهما أو دوافع الهجوم الذي نفذ وقت صلاة العشاء.
وقال مسؤول الشرطة مارتن بلانت في مؤتمر صحفي "الإجراءات القانونية جارية ولا يمكننا إصدار أي تعليق بشأن هوية المشتبه بهما." وأضاف المسؤول أن الرجلين المشتبه بهما لم يكونا معروفين لدى الشرطة من قبل.
وقال مفتش الشرطة في كيبيك دينيس توركوت إن الشرطة ضبطت أحدهما في المسجد حين استدعيت نحو الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي بينما سلم الآخر نفسه للشرطة بعد ذلك بساعة تقريبا، وقالت الشرطة إنها متأكدة من أنه لا يوجد مشتبه بهم آخرين.
ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الحادث بأنه "هجوم إرهابي على المسلمين، وجاء الهجوم عقب تصريحات لترودو قال فيها إن كندا سترحب باللاجئين وذلك ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق برنامج قبول اللاجئين ومنع مواطني سبع دول يغلب على سكانها المسلمون من دخول الولايات المتحدة مؤقتا لاعتبارات الأمن القومي.
صورة تناقلتها وسائل الإعلام المحلية الكندية، لشخص قالت إنه ألكسندر بيسونيت، جاءت الأنباء التي أفادت بأن الطالب الكندي الفرنسي، ألكسندر بيسونيت، يواجه ست تهم بالقتل، وخمسا بالشروع في القتل بعد الاعتداء على المركز الإسلامي في كيبيك بمثابة الصدمة، لكثيرين ممن عرفوه في العمل، أو فيالجامعة وكذلك جيرانه.
وكان مسلح أطلق النار على المصلين في مسجد المركز الثقافي الإسلامي في مدينة كيبيك الكندية الأحد الماضي، فأودى بحياة ستة أشخاص، فيما جرح 19 آخرين، جميعهم من الرجال.
وألقت الشرطة القبض على بيسونيت، ووجهت له التهم السابقة.
ووصف أغلب من تحدث عن بيسونيت إلى وسائل الإعلام الكندية بأنه إنطوائي، وخجول ومتواضع، لقد كان بيسونيت لسوء الحظ، معروفا لكثير من النشطاء، باتخاذه مواقف قومية مؤيدة للسياسية الفرنسية اليمنية المتطرفة مارين لوبان، ومواقف مناهضة للنساء، في جامعة لافال، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي
وبإلقاء نظرة سريعة على آراء المتحدثين في هذا الرجل، المتهم بارتكاب أسوأ حوادث القتل الجماعي في كيبيك، تتضح الصورة، وتقول صفحة بينوسيت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي حذفت الآن، إن بيسونيت كان يعيش في ضاحية قريبة من مدينة كيبيك، وإنه كان طالبا في البحرية.
وتحمل تلك الصفحة صورا لا تختلف عن تلك التي تحملها صفحة أي رجل في مثل عمره وخلفيته الاجتماعية. وفي حالته تضمنت صفحته صورا له في مناسبات عائلية، وصورة ذاتية يقول فيها إنه "مسافر إلى أرض التخييم".
وتضمن منشور آخر، يعود إلى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فيديو للحديقة الوطنية بجبال "ترونغات" بمنطقة "نيوفاوندلاند"، كُتب عليه: "سأزور هذا المكان يوما ما".
وكان بيسونيت، البالغ من العمر 27 عاما، قد استأجر مسكنا مع شقيقه التوأم، بالقرب من المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك، وذلك وفقا لقناة سي بي سي نيوز مونتريال.
ودرس بينوسيت العلوم السياسية، وعلم دراسة الإنسان (الإنثروبولوجيا) في جامعة لافال، التي تقع أيضا بالقرب من المسجد، وعرف عن بيسونيت ولعه بألعاب الفيديو، وأنه موسيقي محترف، وعضو نشط في نادي الجامعة للشطرنج.
قال البروفيسور "جان سيفيني" لموقع thestar.com : "لقد أعطى انطباعا بأنه شخص جيد للغاية" بينما قال أحد زملائه بالجامعة للموقع ذاته بأن بينوسيت لم يبد كشخص عنيف.
ونُقل عن زميل بيسونيت قوله: "لقد كان خجولا وانطوائيا، وصعب المراس إلى حد ما".
لكن البعض يعتقد أن الجزء المظلم المزعوم في شخصية بيسونيت لم يكن معروفا.
ويقول فرانسوا ديشان، المسؤول بمنظمة "مرحبا باللاجئين" إن المشتبه به كان معروفا بآرائه اليمنية المتطرفة.
وكتب ديشان على صفحة المنظمه بموقع فيسبوك: "لقد كان بيسونيت لسوء الحظ، معروفا لكثير من النشطاء، باتخاذه مواقف قومية مؤيدة للسياسية الفرنسية اليمنية المتطرفة مارين لوبان، ومواقف مناهضة للنساء، في جامعة لافال، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي".
ونُقل عن أحد جيرانه قوله إنه كان "منزوي للغاية، وانطوائي وغير اجتماعي بالمرة".
وقال زميل دراسته "فنسنت بواسونو" لموقع "ذا غلوب آند ميل"، The Globe and Mail، إن الملف الشخصي لـ بيسونيت على الإنترنت وصداقاته المدرسية، لا تكشف الكثير عن معتقداته المتطرفة، لكنها أصبحت مؤخرا أكثر وضوحا".
وبدا ذلك الأمر واضحا خلال زيارة مارين لوبان لمدينة كيبيك، ما شجع بيسونيت على التعبير عن آراء أكثر تطرفا على الإنترنت تأييدا لها.
وقال بواسونو: "لقد أسقطته من تفكيري لأنه كاره للأجانب. لم أفكر فيه باعتباره عنصريا تماما. لقد كان منبهرا بحركة قومية عنصرية محدودة التأثير، لكن لم أتوقع يوما أن يكون عنيفا".
وقال ديشان لموقع ذا غلوب أند ميل: "لقد كان شخصا يكتب تعليقات متطرفة، بشكل متكرر على مواقع التواصل الاجتماعي، تسيئ إلى اللاجئين والمؤيدين لحقوق النساء. لم تكن كراهية صريحة، وإنما جزءا من حركة الهوية الوطنية المحافظة الجديدة، والتي تعد غير متسامحة أكثر منها متبنية للكراهية".
ووصف كل من ديشان وبواسونو، كيف بدأ الطالب، الذي كان كتوما ومكبوتا، في التعبير عن آراء قوية مناهضة للهجرة، وموجهة خصوصا للاجئين المسلمين.
تسليط الضوء على دور المحطات الإذاعية والتعصب بعد اعتداء كيبيك
في أعقاب الهجوم الدموي على مسجد في مدينة كيبيك تحولت الأنظار إلى دور المحطات الإذاعية التي تستخدم خطابا شعبويا في إذكاء مشاعر السخط على المسلمين، ففي اليوم التالي للمذبحة التي وقعت في المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك ظل مذيع في إحدى المحطات المحلية بالمدينة يردد لمستمعيه أن رجلين مثلمين يهتفان "الله أكبر" نفذا الهجوم.
"فهل هذا رهاب الإسلام أم اعتداء من جانب إسلاميين؟" كان هذا هو التساؤل الذي طرحه سيلفان بوشار في المحطة الإذاعية إف إم 93، ويشير أفراد من الجالية الإسلامية في كيبيك إلى أن الآراء المطروحة في الإذاعات التي اشتهرت على المستوى الشعبي باسم "راديو دلاء القمامة" ربما تشجع الآراء المتطرفة في إقليم واجه صعوبات في بعض الأحيان في التكيف مع الهجرة.
وكتبت ميشيل أويميه في صحيفة لا برس اليومية تقول "هذا المناخ غير الصحي تغذيه إذاعات دلاء القمامة التي يمكنك أن تقول فيها أي شيء ويتقيأ المذيعون فيها على المسلمين واليهود - باختصار على كل من ليس ‘منا‘ بل ‘منهم‘."
ورفض فيليب كويار رئيس وزراء كيبيك يوم الثلاثاء الرد مباشرة عندما سأله صحفي عما إذا كان جانب من المسؤولية يقع على عاتق المحطات الإذاعية، لكنه أضاف "الكلام مهم - الكلام المكتوب والكلام المنطوق. الناس تحتاج للتفكير بروية في ذلك."
وفي صباح يوم الثلاثاء كان بوشار قد غير لهجته تغييرا جذريا. وقال على الهواء محذرا المستمعين من رسائل التواصل الاجتماعي التي لم يتحقق أحد من فحواها "هل ارتكبت خطأ؟ نعم.، كما أجرى لقاءات مع مسلمين من مدينة كيبيك طالبوا بتقبلهم في مجتمع كيبيك ومع ماتيو فيزيه أحد أبناء الإقليم الذي تحول من واحد من دعاة النازية الجديدة إلى أحد خصوم اليمين المتطرف.
اضف تعليق