تعرضت ألمانيا في الفترة الاخيرة للعديد من الهجمات التي اثارت العديد من ردود الأفعال الغاضبة وجددت المخاوف من تنامي وجود المجموعات المتطرفة في أوروبا، خصوصا بعد تزايد أنشطة وهجمات ما يسمى بالذئاب المنفردة التي اوقعت عشرات الضحايا، حيث تعرضت المانيا التي استقبلت عددا غير مسبوق من المهاجرين يقدر وكما تنقل بعض المصادر بـ 2,1 مليون مهاجر من مختلف دول العالم خلال أسبوع واحد لأربع هجمات، أعادت طرح قضية اللاجئين مع تعالي الأصوات التي تدعو للتشدد حيالهم وتعتبرهم تهديدا لألمانيا.
ووقع الهجوم الأحدث في مدينة انسباخ جنوبي ألمانيا، وقالت السلطات إن منفذه لاجئ سوري كان يحمل قنبلة وأدى الهجوم إلى مقتلة وإصابة 12 آخرين. ووقعت ثلاث هجمات اخرى اتهم فيها لاجئون أو مواطنون ألمان من أصول مهاجرة، ورغم توجيه الاتهام بالتورط بالإرهاب إلى واحد منها، إلا أن الخطاب الذي يعتبر اللاجئين تهديدا تصاعد في البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن المكتب الأوروبي للشرطة يوروبول كان قد حذر في وقت سابق من هجمات "الذئاب المنفردة" في ألمانيا التي باتت تمثل خطرا كبيرا على الاتحاد الأوروبي. وقال "يوروبول" في بيان إن الأحداث الأخيرة في فرنسا وألمانيا تظهر أن هذا النوع من الهجمات من الصعب للغاية كشفه ومنع وقوعه. وأكد المكتب الأوروبي للشرطة أن "الذئاب المنفردة" لا تزال الاستراتيجية المفضلة لدى تنظيم "داعش" و"القاعدة"، حيث دعا كل من التنظيمين في العديد من المناسبات المسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية لارتكاب أعمال من هذا القبيل.
من جانب اخر قالت شركة "ستراتفور" الأميركية المعنية بالشؤون الاستراتيجية والاستخبارية، أن تداعيات الهجمات الأخيرة ستكون سلبية على اللاجئين. وأوضحت أن التوتر أضحى واقعا داخل حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي تتزعمه ميركل، وتصاعد في المقابل شعبية الحزب البديل من أجل ألمانيا. وأشارت الشركة الأميركية إلى أن المتطرفين الألمان سيستغلون الهجمات الأخيرة وربما تشكل دفعا لهم، خاصة أنهم يعتبرون وجود اللاجئين تهديدا لهم. واستغلت مجموعة بيغيدا المعادية للإسلام في ألمانيا أزمة اللاجئين المتصاعدة في البلاد، وسارعت إلى تنفيذ مظاهرات كبيرة في دريسدن، وجذبت هذه الحركة مزيدا من الأنصار، كما أعلنت اعتزامها تأسيس حزب سياسي في البلاد. وتضاف هذه المعطيات إلى أخرى سجلتها السلطات الألمانية تفيد بوقوع 1029 هجوما ضد مساكن اللاجئين خلال عام 2015.، في وقت سجلت نحو 300 هجوم آخر في الربع الأول من عام 2016. وستكون الانتخابات المحلية في ألمانيا في سبتمبر المقبل مؤشرا على توجه الرأي العام الألماني حيال اللاجئين، مع اعتبار أن قضية اللاجئين صارت أكبر تحد يواجه ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
تداعيات هجوم ميونيخ
وفي هذا الشأن وصفت الشرطة الألمانية المراهق الألماني الإيراني الأصل الذي قتل تسعة أشخاص في ميونيخ بأنه مسلح منفرد مختل العقل مهووس بعمليات القتل الجماعي ولم يستلهم فعلته من التشدد الإسلامي. وفتح المسلح الذي يبلغ من العمر 18 عاما - والذي ولد وتربى في ألمانيا -النار قرب مركز مزدحم للتسوق في مدينة ميونيخ مما تسبب في إغلاق المدينة وهي عاصمة ولاية بافاريا في ثالث هجوم يستهدف مدنيين في غرب أوروبا والثاني في جنوب ألمانيا خلال ثمانية أيام.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها في حداد على من قتلوا في الهجوم وتعهدت بأن تبذل أجهزة الأمن كل ما في وسعها لضمان سلامة الجماهير. وقالت ميركل "كلنا - وأقول ذلك نيابة عن الحكومة الاتحادية - في حداد بقلوب حزينة على من لن يعودوا أبدا لأسرهم." وأضافت "وللأسر والآباء والأمهات والأطفال الذين بدا لهم كل شيء اليوم فارغا وعبثيا أقول لهم بشخصي وباسم الكثير والكثير من الناس في ألمانيا: نشاطركم ألمكم نحن نفكر فيكم ونعاني معكم."
وقالت الشرطة إن سبعة من القتلى أيضا مراهقون وربما اقتيدوا لموتهم من خلال حساب على فيسبوك تم التسلل إليه لتنفيذ هجوم تزامن مع الذكرى الخامسة لتنفيذ السفاح أندرس 0برينج بريفيك هجومين في النرويج قتل فيهما 77 شخصا. وقال رئيس مكتب مكافحة الجريمة في ولاية بافاريا روبرت هايمبرجر إن المسلح - الذي قالت وسائل إعلام ألمانية إن اسمه علي ديفيد سنبولي - كان يحمل أكثر من 300 طلقة في حقيبة الظهر التي كان يحملها ومسدسا وعثر عليه في وقت لاحق مقتولا بعيار ناري.
وبعد تفتيش الشرطة لغرفة المهاجم التي عثرت فيها على كتاب عن حوادث إطلاق النار التي ينفذها مراهقون استبعد قائد شرطة ميونيخ هوبرتوس أندريه وجود صلة لإسلاميين متشددين بالهجوم الذي أصيب فيه 27 شخصا بعضهم جرحوا في التدافع نتيجة انتشار الفزع. وأضاف خلال مؤتمر صحفي "بعد عملية البحث لم تكن هناك أي مؤشرات على الإطلاق على أن هناك صلة بداعش" أو قضية اللاجئين. وقال أندريه "عثرنا على وثائق عن هجمات بإطلاق النار فمن الواضح أن المهاجم أجرى أبحاثا عن هذا الموضوع بشكل مكثف."
وقال أندريه إن التحقيقات لم تعط سببا للاعتقاد بأن القاتل كان له شركاء وأضاف أنه ولد ونشأ في منطقة ميونيخ وقضى وقتا في تلقي رعاية نفسية. وقال وزير الخارجية الألماني توماس دي مايتسيره إن من السابق لأوانه أيضا ربط إطلاق النار في ميونيخ ببريفيك الذي أطلق النار وقتل 69 شخصا في مخيم صيفي للشباب في 2011 بعد ساعات من قتله ثمانية آخرين بتفجير سيارة ملغومة في أوسلو.
وقال هايمبرجر في مؤتمر صحفي إن الشرطة تحقق في أدلة تشير إلى أن مسلح ميونيخ دعا أشخاصا لمطعم للوجبات السريعة في مركز التسوق عبر حساب على فيسبوك. وأضاف "قال إنه سيشتري لهم ما يرغبون من الطعام على حسابه ما دام ليس مكلفا جدا. كانت هذه هي الدعوة." وقال إنه ما زال يتعين التحقق من ذلك الأمر لكن هناك الكثير من الخيوط التي تشير إلى أن المهاجم أعد الدعوة وأرسلها أو نشرها عبر الإنترنت. وقال وزير الخارجية التركي إن ثلاثة مواطنين أتراك من بين القتلى التسعة في هجوم ميونيخ بينما قالت وزارة الخارجية اليونانية إن يونانيا واحدا من بين القتلى. وذكرت وسائل إعلام أجنبية إن هناك ثلاثة من ألبان كوسوفو بين الضحايا.
وقال هورست زيهوفر رئيس وزراء ولاية بافاريا إن هجوم ميونيخ وهجوما آخر يجب ألا يؤثرا سلبا على الحريات الديمقراطية. وقال للصحفيين وقد بدا عليه التأثر "للمرة الثانية خلال أيام قلائل صدمنا حمام الدماء غير المبرر... يجب ألا نسمح للشك والخوف بأن تكون لهما اليد العليا." وكان يتحدث بعد مذبحة يوم الباستيل التي نفذها سائق شاحنة في مدينة نيس الفرنسية وقتل فيها 84 شخصا. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليتها عن هجومي نيس وفويرتسبرج.
وقالت الشرطة إن مسلح ميونيخ -الذي قال أحد جيران والده إنه عمل كسائق سيارة أجرة - ليس له سجل إجرامي لكنه كان ضحية لجنحتين وهما سرقة في 2010 وإيذاء جسدي في 2012. وقال دي مايتسيره إن هناك دلائل على أن القاتل تعرض لمعاملة سيئة "من آخرين في سنه". وداهم أفراد من قوات الكوماندوس التابعة للشرطة شقة في حي ماكسفورشتات بميونيخ وقال أحد الجيران إن المسلح كان يعيش في تلك الشقة مع والديه منذ أربع سنوات تقريبا.
وفي غرفة المسلح عثرت الشرطة على ترجمة ألمانية لكتاب عنوانه "لماذا يقتل المراهقون-- داخل عقول منفذي إطلاق النار في المدارس". ولدى سؤاله عما إذا كان المهاجم قد استهدف مراهقين عمدا قال أندريه إن هذه النظرية لا يمكن تأكيدها ولا استبعادها. وقال وزير داخلية ولاية بافاريا يواخيم هيرمان إن هناك الكثير من الإشارات على أن المهاجم كان يعاني من "اضطرابات نفسية خطيرة". وقال قائد الشرطة إن ثلاثة من القتلى كانوا في الرابعة عشرة من العمر واثنين في الخامسة عشرة وواحدا يبلغ 17 عاما وآخر يبلغ 19 عاما إضافة إلى قتيلين في العشرين والخامسة والأربعين. بحسب رويترز.
كما ستسعى الشرطة أيضا لمعرفة كيف حصل المهاجم على السلاح الذي استخدمه في الهجوم في بلد لديه نظام للرقابة على الأسلحة تصفه مكتبة الكونجرس الأمريكي بأنه "من بين الأكثر صرامة في أوروبا". وقال هايمبرجر "لا يزال التحقيق يحاول معرفة من أين أتى السلاح" وأضاف أن المهاجم لم يكن هو المالك المسجل باسمه السلاح. الى جانب ذلك احتفل مؤيدو لتنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي بعملية إطلاق النار العشوائي. وقال أحدهم على تويتر "الحمد لله.. اللهم وفق رجال الدولة ". وأضاف آخر "الدولة الإسلامية تتمدد في أوروبا." وأظهر مقطع فيديو تم بثه عبر الإنترنت - ولم يتم التحقق من صحته - رجلا يرتدي ملابس سوداء خارج مطعم ماكدونالدز على جانب الطريق وهو يشهر مسدسا ويطلق النار على الناس. وقالت الشرطة إن شهودا رأوا إطلاق نار داخل مركز التسوق وفي الشوارع المجاورة له.
وتم أيضا إخلاء محطة السكك الحديدية الرئيسية في ميونيخ. وقالت محطة بي.آر إن الشرطة أغلقت العديد من الطرق السريعة شمالي ميونيخ وطلبت من المواطنين مغادرة تلك الطرق. ويقع مركز التسوق بجوار استاد ميونيخ الأولمبي. وشهدت الألعاب الأولمبية عام 1972 احتجاز جماعة مسلحة فلسطينية تدعى (منظمة أيلول الأسود) لأحد عشر رياضيا إسرائيليا رهائن في هذا الاستاد وانتهى الأمر وقتها بقتلهم.
منفذ اعتداء القطار
في السياق ذاته تشكك السلطات الألمانية في أن يكون منفذ اعتداء بالفأس في ألمانيا أفغانيا، وتميل إلى أنه باكستاني وفق محطة التلفزيون الألمانية العامة "تسي دي أف". وقالت المحطة، نقلا عن مصادر مقربة من أجهزة الأمن، أن العناصر الأولية للتحقيق تشير إلى أن اللاجىء البالغ من العمر 17 عاما ادعى بأنه أفغاني لدى وصوله إلى ألمانيا في حزيران/يونيو 2015 لتحسين فرصه في الحصول على اللجوء.
وبين تحليل الفيديو الذي بثه تنظيم داعش وهدد فيه "الكفرة" بالقتل، أنه يستخدم عبارات من لغة البشتون المحكية في باكستان وليس في أفغانستان. كما أن لكنته باكستانية، وعثر على وثيقة باكستانية في غرفته. وقالت المحطة إن اسم "محمد رياض" الوارد في الشريط لا يطابق اسمه المسجل في ألمانيا وهو رياض خان. وضرب المهاجم بفأس وسكين خمسة أشخاص، اثنان منهم في حالة حرجة. وكان أربعة من الضحايا في القطار، والضحية الخامسة، وهي امرأة، هاجمها في الطريق قبل أن تقتله الشرطة. وعثر المحققون في غرفته على رسالة وداع موجهة لوالده يقول فيها "أصلي الآن حتى يوفقني الله في الانتقام من هؤلاء الكفرة والصعود إلى الجنة".
من جانب اخر قال وزير الداخلية الالماني توماس دو مازيير ان طالب اللجوء الذي نفذ اعتداء بفاس "تحرك متاثرا بدعاية" تنظيم داعش لكنه ابدى شكوكا حول جنسيته. واوضح الوزير في "في هذه المرحلة من التحقيق توحي الكثير من المؤشرات بان الاعتداء تم تنفيذه من شخص واحد وقع تحت تاثير دعاية التنظيم. وقال الوزير "هناك مؤشرات على ان الامر لا يتعلق بافغاني بل بباكستاني لكن علينا ترك التحقيق يحسم الامر". بحسب فرانس برس.
واضاف ان ما نعرفه هو "ان الباشتون يعيشون في افغانستان وباكستان" مشيرا ايضا الى معلومات تشير الى انه افغاني. واشار بالخصوص الى اتصال من صديق افغاني قبيل تنفيذ الاعتداء. واضاف الوزير ان الامر يتعلق "ربما بشخص كان بين نوبة جنون واندفاع للقتل وبين الارهاب" وبعد اعتداءات الولايات المتحدة وفرنسا اشار خبراء الى الصدى الخطر لايديولوجية الجهاديين على الاشخاص المضطربين الذين لا ايديولوجية لهم. وقال الوزير ان المحققين يجهلون ما اذا كان الفيديو صور قبل اعتداء نيس في 14 تموز/يوليو او بعده.
وتبنى تنظيم داعش عبر بيان له، عملية الطعن التي نفذها لاجئ أفغاني على متن قطار للمسافرين في مقاطعة بافاريا الألمانية (جنوب)، كما نشرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم الإرهابي فيديو يتضمن تهديدات وجهها منفذ الاعتداء. وقالت الوكالة إن الهجوم جاء "استجابة لنداءات استهداف دول التحالف التي تقاتل التنظيم كما بثّ بعدها التنظيم الإرهابي شريط فيديو عبر الوكالة نفسها يتضمن تهديدات وجهها منفذ عملية الطعن في قطار في ألمانيا.
ويبدأ شريط الفيديو بالإشارة إلى أن منفذ عملية الطعن هو "محمد رياض جندي الدولة الإسلامية". ويقدم المنفذ، وهو أفغاني الجنسية، نفسه بلغة الباشتون وفي يده سكين على أنه "أحد جنود الخلافة"، معلنا أنه سيقوم "بعملية استشهادية في ألمانيا"، وفق الترجمة العربية للشريط. وأشارت وكالة "اعماق" إلى أن الهجوم جاء استجابة لنداءات استهداف دول التحالف. وبحسب وزير الداخلية في منطقة بافاريا يواكيم هيرمان، فقد عثر على راية لتنظيم داعش في غرفة الفتى الأفغاني. وصرح الوزير لشبكة "زد دي إف" التلفزيونية العامة أنه "أثناء تفتيش الغرفة التي كان يقيم فيها، عثر على راية للتنظيم من صنع اليد"، موضحا كذلك أن أحد الشهود أكد أن الفتى الذي قتل لدى محاولته الفرار بعد تنفيذ الاعتداء هتف "الله أكبر".
هجوم جديد
على صعيد متصل قال مسؤول كبير في ولاية بافاريا الألمانية وكما نقلت بعض المصادر، إن رجلا سوريا عمره 27 عاما كان قد رُفض طلبه للجوء لألمانيا قبل عام قُتل عندما فجر قنبلة خارج مهرجان موسيقي مزدحم في بافاريا في رابع هجوم دام في ألمانيا خلال أقل من أسبوع. وقالت الشرطة إن 12 شخصا أصيبوا من بينهم ثلاثة حالاتهم خطيرة في الهجوم الذي وقع في بلدة انسباخ الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة جنوب غربي مدينة نورمبرغ وتوجد بها أيضا قاعدة للجيش الأميركي . وسيزيد هذا الحادث من القلق العام المتزايد المحيط بسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها المستشارة أنغيلا ميركل بالنسبة للاجئين والتي دخل بموجبها أكثر من مليون مهاجر ألمانيا خلال السنة المنصرمة منهم كثيرون فارون من الحروب في أفغانستان وسوريا والعراق.
ونقل موقع نوردبايرن دي نيوز الاخباري عن وزير داخلية بافاريا يواكيم هيرمان قوله للصحفيين خلال مؤتمر صحفي أُعد على عجل إنه لم يتضح ما إذا كان الرجل قد خطط للانتحار أو "أخذ آخرين معه إلى الموت." وقال هيرمان إن الرجل السوري وصل إلى ألمانيا قبل عامين وحاول الانتحار مرتين من قبل. وأردف قائلا إن الرجل كان يحمل حقيبة ظهر ممتلئة بالمتفجرات وأجزاء معدنية كانت ستصبح كافية لقتل عدد أكبر من الناس. وقال إنه لا يستطيع استبعاد احتمال هجوم على نهج الإسلاميين المتشددين ولكنه قال إن ذلك لا بد وأن يؤكده تحقيق.
وقال مسؤول مخابرات أميركي تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن المحققين سيركزون على ما كان يفعله المهاجم قبل مغادرته سوريا وسبب رفض طلبه للجوء وما إذا كان الهجوم بدافع شخصي أم سياسي. وقال هيرمان إن الرجل مُنع على ما يبدو من دخول مهرجان انسباخ الموسيقي المفتوح قبل فترة وجيزة من التفجير الذي وقع أمام مطعم. وقالت الشرطة إنه تم إجلاء أكثر من ألفين من المهرجان بعد وقوع التفجير. وظلت منطقة واسعة تقع حول مكان التفجير مغلقة بعد ساعات من وقوعه.
في السياق ذاته قالت السلطات الألمانية إن مقطع فيديو عثرت عليه في هاتف الشاب السوري الذي فجر نفسه قرب يظهر المنفذ وهو يبايع تنظيم داعش. وأوضح وزير داخلية مقاطعة بافاريا جواكان هرمان أن الترجمة الأولية للفيديو الذي كان بالعربية تؤكد بوضوح أن المهاجم بايع زعيم داعش أبو بكر البغدادي وأراد الانتقام من الألمان "الذين يقفون بوجه الإسلام". كما أعلنت الشرطة الألمانية المحلية أن طالب لجوء سوريا قتل امرأة وأصاب شخصين بساطور في وسط مدينة روتلينغن في ألمانيا قبل أن يتم اعتقاله. وقالت الشرطة في بيان إن السوري كان على خلاف مع المرأة فقتلها بساطور قبل أن يجرح امرأة ثانية ورجلا. ولم يتسن للشرطة كشف دوافع الاعتداء على الفور. وأكد البيان أن الشاب معروف لدى الشرطة.
وقالت شرطة روتلينغن القريبة من شتوتغارت في بيان في الوضع الراهن للتحقيق، لا نملك أي عنصر يفيد أن ما حصل اعتداء إرهابي. وأضاف في ضوء الأدلة المتاحة، فإن الجاني تصرف وحده ليس هناك خطر على السكان في روتلينغن على الأرجح. ووفقا لقناة إن تي في الإخبارية، فقد دبت حالة من الذعر في وسط المدينة في أعقاب الهجوم.
اضف تعليق