q

يرى بعض الخبراء ان خطر التطرف والإرهاب يتفاقم بشكل كبير، بسبب اتساع رقعة الخلافات والمشكلات والازمات الاقتصادية والامنية، التي مكنت التنظيمات الارهابية من تحقيق بعض اهدافها، حيث سعت الى الاستفادة من كل شيء من اجل استدراج الشباب العربي، الذي يعيش اليوم حالة من عدم الاستقرار والاهمال المتعمد من قبل الحكومات، والعمل على تجنيدهم للقيام بعمليات ارهابية، كما يفعل تنظيم داعش الارهابي الذي استطاع وخلال فترة وجيزة كما تنقل بعض المصادر، جذب وتجنيد العديد من العناصر الشبابية للانضمام إليه في كلٍّ من العراق وسوريا، ليس فقط من بعض الدول العربية، وإنما أيضًا من بعض الدول الآسيوية والأوروبية، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول أسباب انجذاب بعض الشباب إلى "داعش"، إذ لم تعد تلك النوعية من التنظيمات تعتمد على استغلال الظروف الاقتصادية، والمشكلات الاجتماعية، وتدني مستوى التعليم لضم أعضاء جدد إليها فحسب، بل إنها طورت آليات جديدة لتحقيق ذلك، بشكل ربما يفرض تحديات ليست هينة أمام الدول التي ينضم بعض مواطنيها إلى هذه التنظيمات، خاصة بعد عودتهم المحتملة إليها من جديد.

واستغل تنظيم داعش الثورة العلمية والتكنلوجية الكبيرة وستفاد كثيرا من مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر ويوتيوب) التي كانت مصدر مهم لجذب وتجنيد الشباب للانضمام إليه، وذلك عبر الاعتماد على آلية النشر المتواصل، ليس فقط للبيانات الصادرة عن التنظيم، والتي تتسم بأنها شديدة اللهجة وحاسمة التوجه، وإنما أيضًا لمقاطع الفيديو التي تتسم بقدر كبير من الوحشية، في محاولة لتوجيه رسالة للمشاهدين، بمن فيهم الشباب، بتضاعف إمكانيات التنظيم، الذي بات قادرًا، وفقًا لتلك الرؤية، على مواجهة بعض الجيوش التقليدية النظامية في المنطقة العربية، ويبدو أن التنظيم قد تمكن من خلال تبني هذه الآلية من استقطاب عناصر شبابية جهادية كانت تنتمي إلى تنظيم القاعدة في الفترة السابقة.

فضلا عن ذلك، طور التنظيم أدوات جديدة لنشر أفكاره بين الفئات الشبابية المختلفة. وفي هذا السياق، ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "دايلي ميل" البريطانية، فإن "داعش" قام بإطلاق خط لإنتاج الملابس للترويج لذاته، وهى عبارة عن قمصان وقبعات تحمل شعاره وتوقيعه، ورسومات لبعض الأسلحة التي يستخدمها مقاتلوه، حيث تباع تلك المنتجات، طبقًا لتقرير الصحيفة، عبر الإنترنت من تركيا وإندونيسيا. كما أطلق التنظيم لعبة إليكترونية جديدة أطلق عليها "صليل الصوارم"، وذلك على غرار ألعاب الحرب التي اخترعتها بعض القوى الكبرى، للترويج لبعض البطولات، حيث تضم اللعبة العديد من التكتيكات العسكرية التي يعتمد عليها التنظيم في المواجهات التي يشارك فيها. ويبدو أن اعتماد "داعش" على فكرة الألعاب الإليكترونية يأتي في سياق سياسة "غسيل العقول" للشباب، بهدف ضم بعضهم إلى صفوفه.

وإلى جانب ذلك، يقوم التنظيم، منذ دخوله العراق، باستخدام تطبيقات على أجهزة المحمول التي تعمل بنظام "أندرويد" تحت اسم "فجر الأخبار السارة" وذلك كأداة لنقل كافة أخباره والتطورات الميدانية لعملياته على الأرض. وفي إطار محاولة التوسع والوصول لأكبر عدد من الشباب، أصدر التنظيم أول صحيفة ورقية أطلق عليها اسم "دابق" نسبة لمعركة "مرج دابق"، حيث يتم توزيعها في المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم داخل العراق، وتهتم الصحيفة في الأساس بنشر ما يعتبره التنظيم "إنجازات"، علاوة على مشروعاته المستقبلية.

وقد تم إعداد نسخ إليكترونية للصحيفة باللغتين العربية والأجنبية، وإرسالهما عبر البريد الإليكتروني حتى يستطيع التنظيم الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المتابعين في العالم، مما يساعد في نشر أفكاره، وجذب مزيدٍ من الشباب. ويبدو أن التنظيم ماضٍ في تكثيف هذا الاتجاه، خاصة بعد أن كشف بعض قادته عن عزمه إصدار صحيفة ثانية هدفها "شرح أسباب وجوب بيعة الناس لأبي بكر البغدادي" حسب تصريحاتهم. وإلى جانب ذلك، فقد استغل التنظيم بطالة الشباب والأوضاع المادية والمعيشية المتردية، ليس فقط في بعض الدول العربية، وإنما أيضًا في بعض الدول الأوروبية التي شهدت تراجعًا ملحوظًا بعد الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت العالم في الربع الأخير من عام 2008، في جذب المقاتلين الشباب.

ووفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن "داعش" يوفر راتبًا قدره 400 دولار للمقاتل السوري الأعزب، فيما يحصل المتزوج على حوافز إضافية تتضمن 100 دولار عن كل زوجة و50 دولارًا عن كل طفل. بينما يحصل المقاتلون الأجانب في صفوف "داعش"، على الرواتب نفسها بالإضافة إلى 400 دولار أخرى بدل هجرة شهريًّا. وبالإضافة إلى ذلك، يتمتع المقاتلون بمزايا أخرى مثل السكن والوقود من المحطات التي يسيطر عليها التنظيم. كما يقوم التنظيم بإعطاء منح لمن يريد الزواج، تتمثل في منزل مؤسس بالكامل، ومنحة مالية قدرها 1200 دولار. وقد ساعدت الموارد المالية الضخمة التي استولى عليها التنظيم من جراء سيطرته على العديد من المواقع النفطية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى أموال البنوك التي قام بالاستيلاء عليها، لا سيما في العراق في توفير الأموال اللازمة لرواتب المقاتلين.

تونس

على صعيد متصل صرح وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي أمام لجنة برلمانية بأن السلطات التونسية تمكنت منذ مارس/آذار 2013 من منع 12490 تونسي من الالتحاق بصفوف التنظيمات الإسلامية المتطرفة في مناطق التوتر. وقال الوزير إن قرابة ألف شخص أحيلوا على القضاء بتهمة الانضمام لمجموعة إرهابية. وقال وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي إن السلطات منعت أكثر من 12 ألف تونسي من الانضمام إلى تنظيمات إسلامية متطرفة في الخارج منذ آذار/مارس 2013.

وأوضح الوزير أمام لجنة برلمانية في سياق دراسة قانون جديد لمكافحة الإرهاب أن وزارة الداخلية منعت 12490 تونسيا من مغادرة الأراضي التونسية للالتحاق بمناطق القتال وذلك في إطار جهودها للحد من سفر متشددين إلى مناطق التوتر. وبحسب السلطات فإن عدد التونسيين الذين توجهوا للقتال مع تنظيمات إسلامية متطرفة يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف وتعتبر أنهم يشكلون تهديدا كبيرا لأمن البلاد.

كما منع حوالى 1900 تونسي من الالتحاق بالمنظمات الجهادية في مناطق النزاع في الربع الاول من العام 2016 وفق المكلف بالاعلام بوزارة الداخلية ياسر مصباح. وقال مصباح لاذاعة "شمس اف ام" الخاصة "في سنة 2016 منع قرابة 1877 تونسيا من المغادرة للالتحاق ببؤر التوتر". واضاف لاحقا ان هؤلاء الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 20 و23 عاما يخضعون للمراقبة بصورة مستمرة. والتحق الاف من التونسيين بالتنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق وليبيا المجاورة، ما يجعل تونس احد البلدان الاكثر معاناة من هذه الظاهرة.

واوضح مصباح انه منذ بداية السنة، "تم تفكيك 33 خلية ارهابية، وتمت 1733 عملية دهم لمقار سكن عناصر ارهابية ومتشددة". كما تم في الفترة نفسها، "احالة 1400 شخص الى العدالة بتهمة الانضمام الى تنظيم ارهابي" وتم اعتقال 140 آخرين لتورطهم في قضايا على صلة بتوجه شبان الى مناطق النزاع. لكنه قال ان "الوضع الامني بصورة عامة جيد، وهناك مؤشرات ايجابية جدا".

وتابع ان وزارة الداخلية تعد سلسلة من التدابير الامنية لتأمين كافة الانشطة والفعاليات المرتقبة ومنها زيارة كنيس الغريبة اليهودي في جربة جنوب تونس. واكد مصباح ان "الحرب ضد الارهاب متواصلة وتتطلب الكثير من اليقظة". وشهدت تونس منذ ثورة 2011 تصعيدا في الاعتداءات الجهادية التي تسببت بمقتل اكثر من مئة من الجنود ورجال الشرطة و59 سائحا. وتصاعد عنف الجماعات الجهادية بشكل غير مسبوق عام 2015 اذ قتل 59 سائحا اجنبيا و13 عنصرا امنيا في 3 هجمات دامية استهدفت متحفا وفندقا وحافلة للشرطة، تبناها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. بحسب فرانس برس.

وفي السابع من اذار/مارس الماضي، نفذ عشرات الجهاديين هجمات "متزامنة" على ثكنة الجيش ومديريتي الدرك والشرطة في مدينة بن قردان (جنوب) وحاولوا اقامة "إمارة داعشية" في هذه المدينة الحدودية مع ليبيا، حسب ما اعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد. وأسفرت الهجمات عن مقتل 13 عنصرا من وقات الامن وسبعة مدنيين. وقتلت قوات الامن يوم الهجوم ثم في عمليات تعقب للمهاجمين في الايام التالية 55 "ارهابيا" بحسب آخر حصيلة اعلنها رئيس الحكومة يوم 25 آذار/مارس الماضي.

فلسطين ولبنان

من جانب اخر قتل الفلسطيني محمود السلفيتي الذي ادين بقتل ناشط ايطالي سلمي في 2011 في قطاع غزة، خلال قتاله في صفوف تنظيم داعش في العراق، بحسب ما ذكرت حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل اعلامية في قطاع غزة. وكان السلفيتي تمكن من الهرب خارج قطاع غزة خلال تمضيته عقوبة في سجن تابع لحركة حماس في السادس من حزيران/يونيو بعد ان استغل "اجازة بيتية" للفرار من حراسه. وحكمت عليه محكمة عسكرية في مدينة غزة في ايلول/سبتمبر 2012 بالسجن مدى الحياة قبل ان تخفض الى السجن لمدة 15 عاما.

وتمت ادانة السلفيتي وآخرين بقتل الناشط السلمي المتضامن مع الشعب الفلسطيني الايطالي فيتوريو اريغوني بعد خطفه واحتجازه لساعات في نيسان/ابريل 2011. وتحت صورة للسلفيتي، تناقلت مواقع الكترونية وحسابات جهادية وسلفية فلسطينية في غزة البيان الآتي "محمود السلفيتي شارك في قتل الكافر الإيطالي أريغوني، فاعتقلته ‏حماس وأودعته السجن لسنوات ثم تمكن قبل خمسة أشهر من الفرار من السجن والهجرة إلى داعش ليقتل في معارك الأنبار".

وعرفت حسابات اخرى عن السلفيتي باسم ابو خطاب الفلسطيني. ولم يكن في الامكان معرفة ظروف مقتله وتاريخه بالتحديد. ويسيطر تنظيم داعش على اراض واسعة في محافظة الانبار في غرب العراق، ويخوض معارك مع القوات الحكومية العراقية التي تحاول استعادتها. كما تنفذ طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن غارات جوية منذ صيف 2014 على مواقع الجهاديين وتجمعاتهم في سوريا والعراق.

على صعيد متصل أفادت مصادر أمنية مختلفة عن مقتل بلال عمر بكري، نجل رجل الدين اللبناني المتطرف عمر بكري في العراق، أثناء مشاركته في القتال ضمن تنظيم داعش، في محافظة صلاح الدين شمال بغداد. وقالت قوات الحشد الشعبي في بيان أنها قتلت هذا الشاب الذي كان في أواخر العشرينات من العمر، بالتعاون مع قوات الأمن، فيما كان "يقود جماعة حاولت مهاجمة إحدى وحداتنا" في محافظة صلاح الدين.

وأكد مصدر أمني لبناني طلب عدم الكشف عن هويته مقتل بكري "أثناء قتاله في صفوف تنظيم داعش" في محافظة صلاح الدين. وقتل ابن آخر لبكري يدعى محمد عمر، كان في أواخر الثلاثينات من العمر، أثناء القتال في صفوف التنظيم المتطرف في حلب قبل أشهر عدة، بحسب ما صرح المصدر ذاته. وكان عمر بكري، داعية معروفا بتشدده في بريطانيا لدعمه لتنظيم "القاعدة". وعندما كان في لندن، كان بكري يعرف في وسائل الإعلام بلقب "آية الله توتنهام". وفي العام 2006، فر من بريطانيا حيث عاش لمدة عشرين عاما، ليتوجه إلى لبنان بعد أن اشاد بمنفذي هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 وتفجيرات لندن في 7 تموز/يوليو 2005. بحسب فرانس برس.

وقد حكم عليه بالسجن المؤبد في لبنان بعدة تهم، لكن أفرج عنه بكفالة في 2010 بانتظار إعادة محاكمته، إلا أن السلطات اعتقلته مجددا في أيار/مايو 2014 بتهمة التورط في اضطرابات في مدينة طرابلس، شمال البلاد. وأكد مصدر أمني لبناني الحكم على عمر بكري في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بالسجن ست سنوات مع الأشغال الشاقة بسبب تأسيسه منظمة مرتبطة بـ "جبهة النصرة" الجهادية في سوريا وإنشاء مراكز تدريب لصالح الجبهة في لبنان.

الاردن

في السياق ذاته ذكرت وسائل اعلام اردنية ان نجل احد النواب الاردنيين قتل في عملية انتحارية نفذها في العراق وتبناها تنظيم داعش. واكد النائب مازن الضلاعين (مستقل) للموقع الالكتروني "خبرني" مقتل ابنه محمد في العراق. وقال انه علم بمقتل ابو البراء الاردني الاسم الحركي لابنه بعدما شاهد صوره على حسابات جهاديي تنظيم داعش الذي تبنى هجوما انتحاريا على الجيش العراقي في ضاحية الجرايشي شمال الرمادي.

وبحسب تنبي تنظيم داعش الذي نشر على مواقع جهادية فان الاردني قضى مع انتحاريين اخرين اثنين لدى تنفيذ هذا الهجوم بواسطة ثلاث سيارات مفخخة. وكان محمد الضلاعين (23 عاما) يدرس الطب في اوكرانيا قبل ان يقرر هذا الصيف الالتحاق بصفوف التنظيم وتوجه الى العراق عن طريق تركيا ثم سوريا كما قال والده. وقال النائب ان آخر اتصال اجراه مع ابنه يعود الى آب/اغسطس الماضي، موضحا انه ابلغه في رسالة انه "تسجل لعملية انتحارية (ستحصل) قريبا". واضاف انه "كان يعتبرني مع والدته كافرين ويحاول اقناعنا بالالتحاق بالدولة الاسلامية".

ولم توضح وسائل الاعلام تاريخ مقتل الجهادي، لكن المحامي الاسلامي موسى علد اللات قال لوكالة انه قتل في هجوم ضد الجيش العراقي. واوضح المحامي ان نحو اربعة آلاف اردني ينشطون في المجموعات الجهادية في العراق وسوريا المجاورين للاردن "التحق ثمانون بالمئة منهم بتنظيم داعش". واضاف ان 420 جهاديا اردنيا قتلوا في العراق وسوريا منذ 2011.

من جهة اخرى اصدرت محكمة امن الدولة الاردنية احكاما من عام الى ثلاثة اعوام لاربعة اردنيين وسوري ادينوا بالترويج ومحاولة الالتحاق "بجماعات ارهابية مسلحة"، وقررت المحكمة في جلستها العلنية سجن المتهم حسن عبد الرحمن (29 عاما) ثلاثة اعوام بعد ادانته بتهم "الالتحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات ارهابية (...) والقيام باعمال من شانها ان تعرض المملكة لخطر اعمال عدائية وتعكير صلاتها بدوله اجنبية".

وحكمت المحكمة على محمد عبد الرزاق (21 عاما) المريض بالسرطان ويتلقى علاجا في المستشفى السجن عام واحد بتهمة "تجنيد اشخاص للالتحاق بجماعات مسلحة وتنظيمات ارهابية". كما حكمت على اثنين من المتهمين احدهما سوري الجنسية (24 عاما)بالسجن عامين بتهمة "استخدام الشبكة المعلوماتية للترويج لافكار جماعة ارهابية" في اشارة الى تنظيم داعش. كما قررت سجن علاء محمد (22 عاما) عاما بتهمة "محاولة الالتحاق بجماعات ارهابية وتنظيمات مسلحة ومحاولة الخروج من المملكة بطريقة غير مشروعة". بحسب فرانس برس.

والمتهمين الخمسة القي القبض عليهم في فترات متفاوتة العامين الماضي والحالي. وتصدر السلطات الاردنية بين الحين والاخر احكاما بحق اردنيين التحقوا او حاولوا الالتحاق بتنظيم داعش او الترويج لافكاره. وشدد الاردن الذي يقول انه يستضيف اكثر من 600 الف لاجئ سوري منذ اندلاع الازمة في آذار/مارس 2011، اجراءاته على حدوده مع سوريا واعتقل وسجن عشرات الجهاديين لمحاولتهم التسلل الى الاراضي السورية للقتال هناك. وبحسب قيادة التيار السلفي في الاردن، فان مئات من انصار التيار يقاتلون في سوريا. كما صعدت السلطات الاردنية مؤخرا من اجراءاتها الامنية ضد "الفكر المتطرف" كجزء من حملتها ضد تنظيم داعش.

المغرب

الى جانب ذلك أعلنت السلطات المغربية عن تفكيك "شبكة ارهابية" في مدينتي الدار البيضاء (غرب) وبوجنيبة (وسط)، قالت انها تنشط في مجال استقطاب وإرسال متطوعين مغاربة للقتال ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وأوضح بيان لوزارة الداخلية المغربية، نقلته وكالة الأنباء الرسمية، ان "المكتب المركزي للأبحاث القضائية" التابع ل"المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني" (جهاز مكافحة التجسس الداخلي) هو من أشرف على العملية.

وأوضحت وزارة الداخلية أن "التحريات الدقيقة كشفت أنه تنفيذا للأجندة التخريبية لما يسمى بالدولة الإسلامية الرامية إلى توسيع رقعة عملياتها خارج هذه البؤرة، خطط زعيم هذه الخلية، بتنسيق مع أحد القادة الميدانيين الأجانب في صفوف التنظيم السالف الذكر، لتشكيل خلايا نائمة لتنفيذ مشاريع إرهابية بالمملكة، في أفق تطبيق الخلافة المزعومة". وقال المصدر إن "بعض أفراد هذه الخلية يتوفرون على دراية واسعة في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة وكانوا على صلة بمقاتلين مغاربة من تنيم داعش، في إطار التخطيط للقيام بهجمات إرهابية تستهدف منشآت حساسة بالمملكة، بدعم مادي ولوجستيكي من قادة هذا التنظيم".

ولم تكشف وزارة الداخلية عن عدد أفراد هذه الخلية ولا نوع الدعم المادي واللوجستي الذي تلقاه أفرادها للقيام بهجمات على منشآت حساسة. واكتفت وزارة الداخلية بالإشارة الى انه "سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة". وتشير آخر الارقام الرسمية الصادرة عن السلطات الى ان حصيلة مكافحة الارهاب منذ 2002، بلغت 132 خلية مفككة، فيما بلغ عدد المعتقلين 2720 شخصا، فضلا عن 267 محاولة ارهابية فاشلة، بينها 41 هجوما بالسلاح وسبع محاولات اختطاف و109 محاولات اغتيال و119 محاولة تفجير. بحسب فرانس برس.

وقالت وزارة الداخلية المغربية في بيان، إنها اعتقلت مواطنة فرنسية من أصل مغربي بصحبة مواطن مغربي، كانا يعتزمان الالتحاق بصفوف تنظيم داعش وأضافت أن عدد المقاتلين المغاربة إلى جانب التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا بلغ عددهم 1354 مقاتلا، دون احتساب الذين انطلقوا من أوروبا. وقالت الوزارة إن "المكتب المركزي للأبحاث القضائية" تمكن من إيقاف مواطنة فرنسية من أصل مغربي صحبة مواطن مغربي مقيم سابق بأحد البلدان الأوروبية، كانا يعتزمان الالتحاق بصفوف تنظيم ما يسمى بـ داعش في الساحة السورية-العراقية". وأضافت الوزارة أن "البحث والتتبع أكدا أن المعنية بالأمر فرت من فرنسا لتستقر بمدينة آسفي (جنوب)، وهي متشبعة بالفكر الجهادي إسوة بشريكها، حيث كانا يعتزمان القيام بعمل إرهابي سواء بالمغرب أو بالخارج، وذلك بعدما أعلنا ولاءهما للخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي".

وتشير آخر أرقام رسمية صادرة عن السلطات المغربية إلى أن حصيلة محاربة الرباط للإرهاب منذ سنة 2002، بلغت 132 خلية مفككة، فيما بلغ عدد المعتقلين في قضايا الإرهاب 2720 شخصا، إضافة إلى تسجيل 267 محاولة إرهابية فاشلة، من بينها 41 محاولة مهاجمة بالسلاح وسبع محاولات اختطاف و109 محاولات اغتيال و119 محاولة تفجير. أما المقاتلون المغاربة إلى جانب تنظيم داعش في العراق وسوريا، فبلغ عددهم 1354 مقاتلا، دون احتساب الذين انطلقوا من أوروبا. ومن بين هؤلاء المقاتلين المغاربة 220 معتقلا سابقا في قضايا الإرهاب، قضى منهم 246 في القتال في سوريا و40 في العراق. كما أن هناك حسب المصدر نفسه ضمن صفوف داعش 185 امرأة مغربية و135 طفلا يتم تدريبهم في معسكرات هذا التنظيم، فيما اعتقلت السلطات وحققت مع 156 من العائدين و"هم يشكلون خطرا محدقا على المغرب وباقي المنطقة".

اضف تعليق