عملية تحرير مدينة الموصل من عصابات داعش الارهابية، هي اليوم وبحسب بعض المراقبين محط اهتمام واسع داخل وخارج العراق، خصوصا وان هذا الملف المهم الذي يرتبط ارتباطا كبيرا بحياة و الملايين من العراقيين، قد اضيف اليه العديد من التعقيدات ومنها قضية سد الموصل التي اثيرت بشكل واسع من قبل بعض الجهات، حيث تصاعدت المخاوف من احتمال انهيار هذا السد الذي بني على أسس غير ثابتة تتعرض للتآكل المستمر، وأدى نقص الصيانة بعد سيطرة تنظيم داعش عليه لفترة وجيزة في 2014 إلى إضعاف بنيته التي تشوبها عيوب، وهو ما يهدد الموصل ثاني مدن العراق، والمناطق الواقعة على امتداد نهر دجلة، ويغرق أجزاء من بغداد.
هذه المخاوف تزايدت بعد التحذيرات والبيانات المتكررة التي صدرت من قبل الولايات المتحدة، فقد اوصت السفارة الأمريكية في بغداد بيان خاص بضرورة إفراغ مياه السد كحل أمثل "لإنقاذ حياة مئات الآلاف العراقيين الذين يعيشون في المناطق الأكثر خطورة على مسار الفيضان في حال حدوث تصدع". وبحسب وجهة نظر السفارة، فإنه سيكون من غير الممكن، في حال حدوث تصدع، إنقاذ بين 500 ألف إلى 1.47 مليون شخص يعيشون على امتداد نهر دجلة، إذا لم يتم نقلهم من أماكنهم.
ورجح البيان كذلك، غرق مناطق تخضع لسيطرة تنظيم داعش أو أخرى متنازع عليها، ما سيفشل عمليات الإخلاء الحكومية. وستؤدي الكارثة إلى انقطاع الكهرباء عن كل العراق وغرق مناطق زارعيه وفيضانات لأسابيع في بغداد، وفقا للبيان. وكان البرلمان العراقي قد نشر في وقت سابق تقييما أمريكيا يفيد بأن سد الموصل، أكبر سدود البلاد، يواجه تهديدا بالانهيار، ما يمكن أن يدمر مناطق تقع جنوبه. وتسعى الحكومة العراقية بشكل مستمر إلى التقليل من خطر انهيار سد الموصل فيما تحذر الولايات المتحدة من كارثة في حال انهياره. وأكد بيان لرئاسة الوزراء أن "الحكومة وضعت خطة طوارئ للسلامة الوطنية تشترك فيها أجهزة حكومية عديدة، فضلا عن الدعم الدولي، لمواجهة أي حوادث محتملة".
ويرى البعض ان اثارة مثل هكذا قضية في هذا الوقت بذات ربما يكون مخطط لها، في سبيل تأخير انطلاق عملية تحرير نينوى، خصوصا وان هناك جهات داخلية ودول وحكومات اقليمية وعربية، تسعى الى انقاذ تنظيم داعش الارهابي الذي تكبد الكثير من الخسائر في الفترة الاخيرة،
وفي هذا الشأن حثت الولايات المتحدة الحكومات على التحرك سريعا لمنع "كارثة انسانية ذات ابعاد هائلة" في حال انهيار سد الموصل في العراق. وتزايدت المخاوف في الاشهر الماضية من احتمال حصول تصدع في اكبر سد في العراق ما سيؤدي الى تدفق مياه بارتفاع 14 مترا ينجم عنه غرق مناطق باكملها في العاصمة بغداد فيما سيواجه حوالى 1,5 مليون يعيشون على امتداد نهر دجلة خطرا.
كما دعت الولايات المتحدة مواطنيها للاستعداد لمغادرة العراق في حال وقوع ما وصفته بأنه سيكون كارثة إذا انهار أكبر سد لتوليد الكهرباء في البلاد قرب الموصل. وسعى المسؤولون العراقيون للتهوين من المخاطر لكن واشنطن حثت مواطنيها على وضع خطط طوارئ الآن. وأشارت الرسالة الأمنية الأمريكية إلى تقديرات بأن الموصل أكبر مدن شمال العراق والواقعة حاليا تحت سيطرة متشددي تنظيم داعش قد تغمر بمياه بارتفاع 21 مترا خلال بضع ساعات من انهيار السد.
وقد تغمر المياه مدنا على امتداد نهر دجلة مثل تكريت وسامراء والعاصمة العراقية بغداد بمستويات كبيرة ولكنها أقل خلال ما بين 24 و72 ساعة. وأفادت الرسالة الأمنية "ليس لدينا معلومات محددة تشير إلى متى يمكن أن يحدث التصدع لكن توخيا لمزيد من الحرص نريد أن نؤكد على أن الإجلاء السريع هو أفضل وسيلة تكفل النجاة لمئات الألوف من الأشخاص." وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن إجراءات احترازية تتخذ لكنه وصف احتمالات انهيار السد بأنها ضئيلة للغاية.
أوباما والعبادي
الى جانب ذلك في الحادي والعشرين من يناير كانون الثاني التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في دافوس بسويسرا وسلمه رسالة شخصية من الرئيس باراك أوباما طالبه فيها بتحرك عاجل. ولم تكن الرسالة السرية من أوباما إلى العبادي - التي أكدها مسؤولان أمريكيان ولم يسبق أن نشرت أخبار عنها - تتعلق بتنظيم داعش أو الانقسام الطائفي في العراق بل كانت تتعلق بكارثة محتملة بسبب الحالة المتردية لأكبر سد في البلاد والذي يمكن أن يؤدي انهياره إلى طوفان يقتل فيه عشرات الآلاف ويتسبب في نكبة بيئية.
ويشير تدخل الرئيس الأمريكي شخصيا إلى مدى تصدر تداعي سد الموصل قائمة الاهتمامات الأمريكية في العراق الأمر الذي يعكس المخاوف من أن يؤدي انهياره إلى تقويض الجهود الأمريكية لتثبيت حكومة العبادي وتعقيد الحرب على تنظيم داعش. كما يعكس هذا التدخل شعورا متناميا بالإحباط. فقد شعرت الحكومة الأمريكية بأن بغداد لا تأخذ الخطر على محمل الجد بما يكفي وذلك حسبما وضح في مقابلات مع مسؤولين بوزارة الخارجية ووزارة الدفاع والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها من الوكالات.
وقال مسؤول أمريكي طلب مثل بقية المصادر عدم نشر اسمه "إنهم يتثاقلون في التحرك في هذا الأمر." وامتنعت الحكومة العراقية عن التعليق رسميا على هذه التأكيدات أو على رسالة أوباما. وتقول وثيقة حكومية أمريكية نشرت في أواخر فبراير شباط إن ما بين 500 ألف و1.47 مليون عراقي يعيشون في المناطق الأكثر عرضة من غيرها للخطر على امتداد نهر دجلة "لن يبقوا على الأرجح على قيد الحياة" من تداعيات الطوفان ما لم يتم إجلاؤهم إلى مناطق آمنة.
وستجرف المياه في طريقها لمئات الكيلومترات قذائف لم تنفجر ومواد كيماوية وكذلك الجثث والمباني. وتقول الوثيقة إن الخسائر البشرية والمادية والاقتصادية والبيئية واسعة الانتشار ستؤدي إلى تعطل نظام الحكم وسيادة القانون. وامتنع المسؤولان الأمريكيان عن الكشف عن محتوى رسالة أوباما على وجه الدقة. ولم يتسن التأكد من تأثير الرسالة على الحكومة العراقية. غير أنه بعد 11 يوما من تسليمها أعفى الحزب السياسي لوزير الموارد المائية محسن الشمري الوزير من المسؤولية عن السد وذلك حسبما ورد في بيانات منشورة. وكان الوزير قد هون علانية من الخطر الذي يمثله السد.
وقال مصدر بالحكومة العراقية تم اطلاعه على الخطط الخاصة بسد الموصل إن علاقات الولايات المتحدة بالشمري الحليف لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المعادي للولايات المتحدة تدهورت بشدة لدرجة أن الوزير كان ينسحب من الاجتماعات التي يحضرها السفير الأمريكي لدى العراق ستيوارت جونز. وأكد مسؤول في السفارة الأمريكية في بغداد أن الشمري كان يرفض حضور الاجتماعات مع جونز.
وأضاف المسؤول أنه تم إبلاغ المسؤولين الأمريكيين في إحدى المرات بأن الشمري جلس في حجرة مجاورة واستمع إلى ما دار في الاجتماع عبر دائرة صوتية. غير أن المسؤول قال إن التعاون مع العبادي كان يسير بلا أي مشاكل. ولم يعلق الشمري علانية على الاجتماعات. وكان قد أشار إلى أن التنبؤات المتعلقة بالسد ليست سوى عذر لإرسال المزيد من القوات الأجنبية إلى العراق. وفي الثاني من مارس آذار وقع العراق عقدا بقيمة 296 مليون دولار مع مجموعة تريفي الإيطالية لتدعيم السد الواقع في شمال العراق والذي ظل بحاجة لهذا التدعيم منذ بنائه في أوائل الثمانينات على عروق من الجبس الذي يمكن أن يذوب في الماء. وقالت إيطاليا إنها سترسل 450 جنديا للمساعدة في حماية السد.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن قرار أوباما إرسال رسالته للعبادي كان من دوافعه تقارير مقلقة من المخابرات الأمريكية ودراسة جديدة أجراها سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي أظهرت أن السد غير مستقر بدرجة أكبر من الاعتقادات السابقة. وقال بول سالم نائب رئيس معهد الشرق الأوسط وهو من المؤسسات البحثية في واشنطن إنه إذا انهار السد فإن ما سينجم عن ذلك من فوضى وأضرار قد يتسبب في انهيار حكومة العبادي حليف الولايات المتحدة ويمثل نقطة سوداء فيما سيذكره التاريخ عن أوباما.
وقال المسؤولون والمحللون الأمريكيون والعراقيون إن مساعي إصلاح السد الواقع على بعد 48 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة الموصل تعطلت بسبب الفوضى التي سادت الوضع الأمني في العراق والانقسامات السياسية في بغداد بالإضافة إلى عدم تحقق الإنذارات في السنوات السابقة وكذلك الانقسامات الثقافية. وقال المسؤولون الأمريكيون إن العبادي - الذي تزيد أعباؤه بسبب الحرب على تنظيم داعش والخلافات السياسية والعجز في الميزانية نتيجة لهبوط أسعار النفط - يركز الآن على السد ويشرف على الجهود الرامية لإصلاحه.
وقال مسؤول كبير بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "وصلنا إلى نقطة لم يكن فيها شك أنهم (العراقيون) يولون الأمر اهتمامهم." غير أن شركة تريفي تقول إن إعداد موقع العمل سيستغرق أربعة أشهر. ويواجه السد المستخدم في توليد الكهرباء ويبلغ طوله 3.5 كيلومتر أكبر خطر فيما بين ابريل نيسان ويونيو حزيران من جراء ارتفاع مناسيب المياه بسبب ذوبان الثلوج. وقال المسؤولون إنه لا بد من استخدام شاحنات لنقل مواد حقن السد من تركيا لأن المصنع السابق يقع في الموصل وأصبح الآن تحت سيطرة مقاتلي التنظيم.
ويقول بعض المسؤولين العراقيين إن واشنطن تطلق إنذارات عالية فيما يتعلق بالسد لتبرئة نفسها من المسؤولية. ويضيف هؤلاء المسؤولون أنه كان بوسع الولايات المتحدة التي غزت العراق عام 2003 أن تسعى إلى حل له صفة الدوام بدرجة أكبر قبل سحب قواتها المقاتلة من البلاد عام 2011 لكنها واصلت ببساطة تشغيل السد بأقل تكلفة ممكنة. ولا توجد أي بادرة على أن انهيار السد وشيك.
لكن السد بني على ما وصفه المسؤول الكبير بوكالة التنمية الدولية بأنه "المقابل الجيولوجي للجبن السويسري". وأضاف أن جدارا من المياه ارتفاعه 14 مترا سيغرق مدينة الموصل في غضون أربع ساعات من انهيار السد وسيعادل بالتقريب موجة المد العاتية التي ضربت اليابان في ذروة كارثة عام 2011. وتوقفت أعمال الصيانة بعد أن سيطر تنظيم داعش على السد لمدة أسبوعين في أغسطس آب عام 2014 مما أدى إلى تشتت العاملين وتدمير المعدات. واستؤنف العمل في الشهور الأخيرة لكن المسؤولين قالوا إن الحيلولة دون انهيار السد تحتاج لخبرات دولية.
ورغم أن التقرير الكامل الذي أعده سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي لم ينشر فقد ظهرت على موقع البرلمان العراقي على الإنترنت بتاريخ 30 يناير كانون الثاني شرائح تلخص ما خلص إليه من نتائج. وقالت إحدى الشرائح إن كل ما تم جمعه من معلومات في العام الماضي يشير إلى أن سد الموصل يواجه خطر الانهيار بدرجة أكبر كثيرا مما كان معتقدا من قبل وأن هذا الخطر أكبر اليوم مما كان عليه الأمر قبل عام. بحسب رويترز.
وقال مسؤول عراقي كبير مشترطا عدم نشر اسمه إن التقييم الأمريكي ساهم في قرار استكمال التعاقد مع مجموعة تريفي بعد محادثات استمرت شهورا. ودرس ريتشارد كوفمان الأستاذ المساعد للهندسة المدنية بجامعة أركنسو صور الرادار التي التقطتها الأقمار الصناعية وتوصل إلى أن السد يهبط في التربة ثمانية ملليمترات كل عام. وقال إن استئناف أعمال الحقن لا يمثل سوى حل مؤقت وإن الأمر يتطلب حلا طويل الأجل.
اهالي بلدة وانه
من جانب اخر تتنازع مشاعر من القلق والتشكيك اهالي بلدة وانه الواقعة على منحدر سد الموصل، ازاء تقارير تتحدث عن احتمال انهيار السد بشكل مفاجىء ما قد يؤدي الى غرق بلدتهم بالكامل خلال دقائق. وتقع وانه على بعد حوالى عشرة كيلومترات الى الجنوب من السد، وهي اقرب البلدات والاكثر تعرضا للخطر في حال حدوث انهيار.
حتى الان، تتواصل الحياة بشكل طبيعي في وانة التي يعيش فيها حوالى عشرة الاف شخص. ويمكن مشاهدة الاطفال يلهون خارج المنازل، والابقار ترعى في حقول ممتدة على جانب نهر دجلة. ويثق بعض الاهالي بالسلطات المحلية التي تتابع بقلق تحذيرات مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والقوات الاميركية. ويقول فاضل حسن خلف (52 عاما)، وهو موظف حكومي ما زال يتذكر فترة بناء السد في ثمانينات القرن الماضي، "نحن نعتمد على الخبراء العراقيين الذين يقولون ليست هناك مخاوف من انهيار السد، وهي مجرد ضجة اعلامية.
لكن بشير اسماعيل (63 عاما)، وهو صاحب محل تجاري في وانه ورب اسرة مسؤول عن 13 طفلا، يعيش قلقا حقيقيا. ويقول "اذا كان السد سينهار، عليهم ان يبلغوننا بمغادرة المنطقة (...) مستحيل الا يقولوا لنا". ويشعر الموظف الحكومي زيد سعيد (31 عاما) بقلق اكبر. ويقول بدوره "لن اكذب، نحن خائفون جدا من انهيار للسد". ويتابع "كثيرون من الاهالي يفكرون بترك منازلهم والذهاب الى اقليم كردستان" القريب من محافظة نينوى.
ويضيف سعيد، وهو ينظر مع مجموعة من اصدقائه الى مستوى مياه النهر حيث يقع السد، "لا ندري ماذا نفعل، داعش امامنا ومدافعهم تصلنا، والسد خلفنا ونخاف من انهياره". ويتوقع مسؤولون محليون ان تبدأ هذه الاعمال سريعا بسبب تصاعد القلق حول وضع السد مع تزايد ذوبان الثلوج في الايام القادمة وارتفاع منسوب المياه في خزان السد. بحسب فرانس برس.
وعلى الرغم من القلق السائد، يقول مدير السد محسن حسن "بعد تحرير السد من سيطرة داعش، قمنا بفحص الاساسات وتبين عدم تعرضها لاي خطر". وبحسب الفريق الهندسي التابع للجيش الاميركي الذي تحدث عن "حدوث تآكل في اساسات السد"، فان "سد الموصل اكثر سدود العالم خطورة". الا ان مدير ناحية وانة علي محمد صالح يقول "حتى الان لا توجد اي تحذيرات رسمية او خطة طوارىء (...) الامور تسير بشكل طبيعي". ويضيف "لكن اذا انهار السد، لن نتمكن النجاة باي حال من الاحوال" .
استعدادات عسكرية
على صعيد متصل وصل مئات الجنود العراقيين الى قاعدة شمال العراق للاعداد لعمليات استعادة مدينة الموصل من ايدي الجهاديين، بحسب ما صرح ضباط. وشوهد في قاعدة مخمور على بعد نحو 70 كلم جنوب شرق الموصل، نحو 700 جندي من الفرقة 15 يصلون الى القاعدة في وقت متاخر. ووصل مزيد من الجنود الى القاعدة، بحسب ما افاد ضابط مشارك في القيادة الامنية المكلفة استعادة محافظة نينوى التي عاصمتها الموصل، من ايدي تنظيم داعش. وجرت مراسم لاستقبالهم في قاعدة مخمور الواقعة ضمن المناطق التي تسيطر عليها حكومة اقليم كردستان العراق.
وذكر ضباط عراقيون ان الخطة هي زيادة عديد القوات العراقية الفدرالية في مخمور الى 4500 جندي. وسيتم الهجوم بدعم من الغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف بمشاركة مختلف وحدات القوات العراقية. ويزيد من صعوبته حجم الموصل التي تعتقد الحكومة ان نحو مليون شخص لا زالوا يعيشون فيها. واقام الجيش العراقي محطة اذاعية باسم "الصندوق" في قاعدة مخمور لاطلاع السكان على التطورات العسكرية في المنطقة.
وقال العريف سالم محمود المكلف ادارة الاذاعة ان المحطة هي وسيلة للاتصال بسكان نينوى و"بث صوت الجيش"، مشيرا الى انها تهدف الى طمأنة السكان واخبارهم انه "سيتم تحريرهم من داعش". وذكر الجنرال شون ماكفارلاند قائد العملية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش ان الجنرالات العراقيين لا يعتقدون انهم سيتمكنوا من استعادة الموصل قبل نهاية 2016 او مطلع 2017 على اقرب تقدير.
من جانب اخر اعلن وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان الاميركيين يريدون زيادة دعمهم العسكري للقوات العراقية من اجل استعادة الموصل من قبضة داعش. وقال وزير الدفاع في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون مع رئيس هيئة اركان الجيوش جو دنفورد "ننوي القيام بالمزيد لجهة حجم وانواع الانشطة" العسكرية. من جهته قال الجنرال دنفورد ان العسكريين الاميركيين يعملون في الوقت الحاضر مع العسكريين العراقيين لمعرفة كيف يمكنهم المساهمة في "تسريع" الحملة العسكرية لاستعادة الموصل ثاني مدن العراق التي سقطت بايدي الاسلاميين المتطرفين في منتصف العام 2014.
ويقترح العسكريون الاميركيون خاصة تعزيز دعمهم اللوجستي للقوات العراقية التي ستضطر للقتال على بعد نحو 400 كلم من بغداد، مستخلصين العبر من استعادة القوات العراقية الرمادي اواخر كانون الاول/ديسمبر. كما يعرض العسكريون الاميركيون على بغداد قدرات "قدمت سابقا" في معركة الرمادي لكنها لم تستخدم في نهاية المطاف كما قال كارتر. وفي تلك الاونة اقترح الاميركيون التدخل بمروحياتهم الهجومية من طراز اباتشي وبوضع مستشارين عسكريين على مقربة اكثر من خط الجبهة. بحسب فرانس برس.
لكن الحكومة العراقية لم توافق خاصة تحت ضغط بعض الاطراف التي لا تنظر بعين الرضا الى تعزيز الوجود الاميركي في العراق. وتعد الولايات المتحدة اليوم قرابة 3900 عسكري في العراق يقومون خصوصا بمهمات تقديم النصح والتدريب. وقال الجنرال دنفورد "ان العمليات ضد الموصل قد بدأت" . واضاف "بعبارات اخرى اننا في هذه اللحظة بصدد عزل المدينة، والامر سيان بالنسبة للرقة" التي اعلنها الجهاديون عاصمة لهم في سوريا. وتابع ان هجوم الموصل "لن يكون في مستقبل بعيد جدا". واستعادة الموصل والرقة هما الهدفان الرئيسيان المقبلان للتحالف الذي يحارب تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة. واكد كارتر والجنرال دنفورد ايضا ان القوات الاميركية تستخدم اسلحة معلوماتية في حربها على التنظيم.
اضف تعليق