الهجمات الارهابية التي تعرضت لها باريس وادخلت فرنسا في حالة من الرعب وعدم الاستقرار، كونها اكثر الهجمات دموية في تاريخ أوروبا منذ أربعين عاماً، لاتزال وبحسب بعض المراقبين محط اهتمام متزايد خصوصا مع استمرار التحقيقات والاعتقالات الامنية، التي تقوم بها السلطات الفرنسية حول هذه الاعتداءات التي تبناها تنظيم داعش الارهابي واوقعت العشرات من الضحايا، وهوما اجبر الحكومة الى أعلن حالة الطوارئ في البلاد، وإغلاق الحدود واصدار قرارات وقوانين جديدة تخص قضايا الارهاب، خصوصا وان بعض التقارير قد اكدت ان تزايد الضربات الإرهابية في فرنسا، يعود إلى هشاشة الإجراءات وضعف الاجهزة الامنية والاستخبارية، التي عجزت عن التصدي لمخططات تنظيم داعش الارهابي، الذي نجح في كسب وتجنيد المقاتلين، حيث كشفت بعض المعلومات عن وجود ما يقارب من 6 آلاف أوروبي يحاربون في صفوف "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط.
وبحسبما قال فيليب بوايا المدير العام لشئون حقوق الإنسان وسيادة القانون للأمانة العامة لمجلس أوروبا فان هناك نحو 25 ألف مسلح أجنبي من أكثر من 100 بلد يحاربون في صفوف الجماعات الإرهابية، و6 آلاف بينهم – أوروبيون. وعلى الرغم من اعلان فرنسا عن إحباط العديد من المخططات الارهابية. فان هجمات باريس وكما تنقل بعض المصادر، شكلت مباغتة لأجهزة الامن والاستخبارات الفرنسية والاوربية من حيث سعتها ونوعية الاسلحة التي استخدمت فيها واسلوب تنظيمها وتنفيذها وعدد الارهابيين الذين شاركوا بها، مما اوقع خسائر جسيمة بالأرواح تجاوزت المائتين قتيلا" وجريحا" من المدنيين.
تحقيقات مستمرة
في هذا الشأن بات التحقيق يتركز في بلجيكا بينما يواصل عناصر الشرطة الاوروبية العثور على اربعة اشخاص بينهم صلاح عبد السلام ويحاولون تحديد هويات ثلاثة انتحاريين. واوقعت الاعتداءات التي نفذها تسعة جهاديين على الاقل موزعين في ثلاث مجموعات وشملت تفجيرات انتحارية بالقرب من "ستاد دو فرانس" واطلاق النار على رواد مقاه وداخل مسرح باتاكلان في باريس، 130 قتيلا ومئات الجرحى.
وفقد اثر صلاح عبد السلام (26 عاما) الذي يشتبه بانه لعب على الاقل دورا لوجستيا مهما، بعد ان اخرجه اصدقاء له من باريس غداة الاعتداءات. واقر وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف "لا نعلم اين هو". وفي 16 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتقدت الشرطة بموجب بلاغ انها ستعثر عليه لدى اسرة تقيم في حي مولنبيك في بروكسل تشتبه السلطات في انها "تجند اشخاصا للجهاد"، الا ان العملية باءت بالفشل.
وسلط التحقيق الضوء على العلاقات الوثيقة التي تجمع بين عبد السلام وبين البلجيكي المغربي الاصل عبد الحميد اباعود العقل المدبر المفترض للاعتداءت الذي قتل في هجوم للشرطة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر في سان دونيه بالقرب من باريس. فقد تبين ان الاثنين من حي مولنبيك ويعرفان بعضهما البعض منذ عشر سنوات كما انهما ارتكبا جنحا معا عندما كانا قاصرين.
وصدرت ايضا مذكرة توقيف دولية بحق محمد عبريني وهو بلجيكي من اصل مغربي يشتبه بانه لعب دورا اساسيا في الاعتداءات وشوهد بصحبة عبد السلام قبلها بيومين وعلى الارجح عشيتها ايضا. ويبحث المحققون ايضا عن رجلين اخرين يشتبه بتورطهما ايضا وكانا لتفتيش الشرطة في مطلع ايلول/سبتمبر في النمسا عندما كانا بصحبة عبد السلام وكانا يستخدمان اوراق ثبوتية مزورة باسم سمير بوزيد وسفيان كيال. ولا يزال من غير الواضح في هذه المرحلة من التحقيق ما اذا كان اي من هؤلاء المطلوبين قد وصل الى سوريا.
وادى العثور على ثلاثة احزمة ناسفة يمكن استخدامها لنقل متفجرات بالاضافة الى اثار لمادة بيروكسيد الاسيتون (تي ايه تي بي) الكيميائية داخل شقة تم استئجارها بهوية مزورة في بروكسل، لتاكيد فرضية ان الاعتداءات جرى الاعداد لها في العاصمة البلجيكية. ويثير العثور على بصمة لعبد السلام داخل الشقة نفسها تساؤلا هل اختبا فيها خلال فراره؟ وتم حتى الان توجيه الاتهام الى عشرة اشخاص في بلجيكا تسعة منهم اوقفوا احترازيا ويشتبه في ان بعضهم ساعد عبد السلام خلال فراره من السلطات. بينما اوقف بلجيكي يدعى احمد دهماني في تركيا بعد الاشتباه بانه شارك في تحديد الاهداف.
وفي فرنسا تم توجيه تهمة ايواء اباعود سرا في سان دونيه بالضاحية الفرنسية الا ان السلطات لا تشتبه في انهما لعبا دورا في الاعداد للاعتداءات او شاركا فيها. واستخدم المهاجمون عدة خطوط هاتفية خمسة منها لعبد السلام وحده مما يزيد من تعقيد عمل المحققين. وقامت فرق المهاجمين بالتنسيق في ما بينها عبر الهاتف خلال شن الاعتداءات وايضا مع شخص او شخصين في بلجيكا، تلقى احدهما رسالة نصية من مكان قريب من باتاكلان كتب فيها "انطلقنا، لقد بدانا".
ويثير هاتف محمول تواجد في العديد من اماكن الاعتداءات حيرة المحققين. وقال مصدر قريب من التحقيق "مبدئيا لم يستخدمه اي من المهاجمين". ويواجه المحققون صعوبة ايضا في تحديد مصدر الاسلحة المستخدمة من اصل صربي وبلغاري وصيني. وتم تحديد هوية ستة مهاجمين فقط من اصل تسعة قتلوا ليلة الاعتداءات او خلال هجوم الشرطة على الشقة في سان دونيه. بحسب فرانس برس.
ولا يزال يتعين على السلطات تحديد هوية انتحاريين او ثلاثة هاجموا "ستاد دو فرانس" اتوا من سوريا مع مهاجرين ويحملون جوازات سفر مزورة". ويعمل المحققون حاليا على تحديد هوية رجل ثالث قتل في 18 تشرين الثاني/نوفمبر في سان دونيه وشارك على الارجح في الاعتداءات. وتقول السلطات ان سبعة على الاقل من المنفذين مروا عبر سوريا. لكن كيف انتقلوا الى اوروبا؟ خصوصا اباعود المعروف من قبل كل الاجهزة؟ وكم منهم تخفوا بين المهاجرين للدخول الى منطقة شنغن؟ كلها اسئلة لا تزال تنتظر الاجابة عليها.
عبد الحميد ابا عود
على صعيد متصل قالت صحيفة بريطانية ان المدبر المفترض لاعتداءات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 عبد الحميد ابا عود زار بريطانيا في 2015 حيث التقى متطرفين اسلاميين آخرين. واثناء زيارته للندن وبرمنغهام اهم مدينتين في بريطانيا، التقط ابا عود صورا لعدة مواقع سياحية بهاتفه الجوال، بحسب صحيفة الغارديان نقلا عن مصادر امنية لم تكشفها.
وقالت الصحيفة ايضا ان ابا عود يعرف بعض الاشخاص الذين التقاهم وبات هؤلاء موضع تحقيق من جهاز الامن الداخلي البريطاني ووحدات مكافحة الارهاب في الشرطة. واوردت الصحيفة قلق النائب العمالي كايث فاز رئيس لجنة الشؤون الداخلية الذي اعتبر انه "من الغريب ان هذا الارهابي تمكن من دخول اراضينا والخروج منها" مضيفا "انه من الضروري الاجابة عن هذه الاسئلة الخطيرة لتفادي تكرار الامر ذاته".
ودخل ابا عود الذي تباهى بانه تمكن من التنقل عبر اوروبا بلا مشاكل، بريطانيا عبر عبارة في الوقت الذي كانت صدرت مذكرة توقيف بحقه وهو معروف لدى السلطات البريطانية، بحسب الصحيفة. لكن اجهزة الامن البريطانية لم تكتشف زيارته لبريطانيا الا بعد العثور على هاتفه الجوال في شقة بسان دوني شمال باريس حيث قتل في 18 تشرين الثاني/نوفمبر في عملية دهم لقوات الامن الفرنسية. بحسب فرانس برس.
وكانت الصحافة البريطانية اشارت في بداية كانون الاول/ديسمبر الى صلات بين ابي عود واشخاص يعيشون في بريطانيا. وكشفت ان احد منفذي الهجمات في باريس زار بريطانيا في وقت سابق دون كشف هويته. وجاء الرد الرسمي الوحيد حينها من مساعد قائد الشرطة في ويست ميدلاند العامل في برمنغهام. وقال ماركوس بيلي في ذلك التاريخ "ان وحدة مكافحة الارهاب في شرطة ويست ميدلاند تعمل يدا بيد مع زملائها في مكافحة الارهاب في لندن (..) واجهزة الامن بهدف مساعدة التحقيقات الفرنسية والبلجيكية وبالطبع للتعامل مع اي تهديد ارهابي على صلة بالمملكة المتحدة"، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
شكيب عكروه
الى جانب ذلك اعلنت النيابة العامة الفدرالية البلجيكية ان شكيب عكروه، البلجيكي-المغربي الذي يبلغ الخامسة والعشرين من عمره، وهو احد عناصر المجموعات التي نفذت اعتداءات باريس، قصد سوريا في 2013، ثم التحق بتنظيم داعش. واكد القضاء البلجيكي في بيان هوية شكيب عكروه، الانتحاري الذي عمد الى تفجير نفسه بعد خمسة ايام على الاعتداءات، في شقة بسان دوني (شمال باريس).
وكانت محكمة في بروكسل حكمت على شكيب عكروه المولود في حي مولنبيك في بروكسل بالسجن غيابيا لمدة خمس سنوات في 29 تموز/يوليو 2015، بسبب "مشاركته في انشطة مجموعة ارهابية بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 و15 شباط/فبراير 2015"، كما اوضح البيان. وصدرت خلال هذه المحاكمة ضد مجموعة جهادية سورية، احكام بالسجن لمدة عشرين عاما على عبد الحميد ابا عود، المنظم المفترض لاعتداءات باريس.
واضافت النيابة البلجيكية ان شكيب عكروه سافر في الرابع من كانون الثاني/2013 من مطار بروكسل الى تركيا، بعدما حجز بطاقة ذهاب فقط الى اسطنبول. واوضح البيان ان "التحقيق اثبت بعد ذلك وجوده في سوريا منذ كانون الثاني/يناير 2013، حيث انضم الى صفوف كتيبة المهاجرين، ثم الى تنظيم داعش. واوضحت النيابة العامة في باريس انه تم التعرف الى الانتحاري الذي فجر نفسه خلال عملية للشرطة في 18 تشرين الثاني/نوفمبر في الضاحية الباريسية عبر مقارنة جينية مع عينة مأخوذة من والدته.
وقالت النيابة العامة في بروكسل ان "عينة من الحمض النووي الريبي (ايه دي ان) لوالدة الشخص المعني استخرجت في 17 كانون الاول/ديسمبر 2015، واكدت مقارنة هذه العينة مع عينة من الحمض النووي الريبي جمعت من مكان الانفجار في سان دوني، ان الرجل هو شكيب عكروه المولود في 27 آب/اغسطس 1990 (...) ويحمل الجنسية البلجيكية". وقتل عكروه مع عبدالله اباعود البلجيكي-المغربي الذي يتحدر ايضا من مولنبيك، وقريبة لهذا الاخير، خلال هجوم نفذته الشرطة على شقة كانوا يتواجدون فيها. بحسب فرانس برس.
وتم التعرف اليه ايضا بفضل صور التقطت ليلة اعتداءات باريس. وخلص البيان البلجيكي الى القول ان "تحليل صور الشخص الظاهر الى جانب عبد الحميد اباعود في مترو باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 بعد اعتداءات باريس، اتاحت لمحققي الشرطة القضائية الفدرالية التعرف في 17 كانون الاول/ديسمبر 2015 الى المدعو شكيب عكروه".
سامي عميمور
الى جانب ذلك دفن الانتحاري سامي عميمور، وهو أحد منفذي اعتداءات باريس الإرهابية، في مقبرة "لاكورنوف" بضواحي باريس، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن الشرطة. وأفادت صحيفة "لوجورنال دو ديمونش" أن الانتحاري، الذي شارك في تنفيذ مجزرة مسرح باتكلان، دفن في مقبرة إسلامية تابعة لبلدة درانسي التي ولد فيها. وقتل الانتحاري سامي عميمور مع انتحاريين اثنين آخرين بعدما ارتكبوا مجزرة داخل مسرح باتكلان.
ودفن عميمور في مقبرة "لاكورنوف" التابعة لبلدة درانسي التي ولد فيها في ضواحي باريس، والتي يعيش فيها حاليا والداه. وذكرت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" أن عميمور دفن في المقبرة الإسلامية داخل مقبرة "لاكورنوف". وقال مصدر في البلدة لوكالة الأنباء الفرنسية "كان عدد المشاركين في الدفن قليلا جدا جدا". وتخشى السلطات الفرنسية من تحول مدافن الانتحاريين إلى مزارات لأنصار لهم.
وعمل سامي عميمور سائق حافلة قبل أن يتوجه إلى سوريا قبل عامين إثر تبنيه للأفكار المتشددة، بحسب عائلته. وأوضحت الصحيفة نفسها أن عميمور هو أول مشارك في الاعتداءات يدفن. وقتل في اعتداءات باريس سبعة إرهابيين، ثلاثة قرب ملعب "ستاد دو فرانس" وثلاثة في باتكلان وسابع فجر نفسه أمام حانة في باريس.
من جهة اخرى كشفت صحيفة لوباريزيان الاثنين ان ارملة الفرنسية سامي عميمور الموجودة حاليا في العراق، وجهت رسائل الكترونية الى احد معارفها تعبر فيها عن سعادتها واعتزازها به. وكتبت في رسائلها "انا فخورة جدا بزوجي، مهما قلت لن يكفي لاعبر عن ذلك، السعادة تغمرني..."، على ما اكتشف المحققون. وكتبت "شجعت زوجي على الذهاب وبث الرعب لدى الشعب الفرنسي الذي تلطخت يداه بالكثير من الدماء" وتابعت متوعدة "طالما تستمرون في الاساءة الى الاسلام والمسلمين فستبقون اهدافا محتملة، ليس فقط الشرطة واليهود بل الجميع". بحسب فرانس برس.
وغادر عميمور سائق الحافلة السابق المتشدد الى سوريا في 2013 واقنع في تشرين الاول/اكتوبر 2014 طالبة كانت قاصرا انذاك بالفرار للانضمام اليه، حيث اقامت بعد زواجهما في الرقة بسوريا ثم الموصل في العراق. واشارت الصحيفة الى انها رزقت مؤخرا بطفل. في الصيف الفائت اعادت الزوجة الاتصال باحد معارفها القدامى عبر سلسلة رسائل الكترونية تكررت فيها بحسب الصحيفة عبارات الدعاية التي يعتمدها تنظيم داعش. وكتبت في رسالة سابقة للهجمات "لدي شقة مفروشة ومطبخ مجهز وحمامان وثلاث غرف، لا ادفع ايجارا ولا فواتير كهرباء وماء. اعيش حياة ترف!!" كما قالت قبل اسابيع على المجزرة في باريس "قريبا انشاء الله ستعلم فرنسا والتحالف بكامله كيف تكون الحرب على ارضها".
طارق بلقاسم
في السياق ذاته وبعد أن شكك مدعي باريس فرانسوا مولان في هوية الرجل الذي قتلته الشرطة الفرنسية بالرصاص، أفادت مصادر مقربة من التحقيق أن مقربين من الرجل الذي قتل لدى مهاجمته لأحد أقسام الشرطة في باريس، تعرفوا عليه وتبين أنه تونسي يدعى طارق بلقاسم. وقتلت الشرطة الرجل الذي كان يحمل ساطورا. وجاء في تقرير رسمي أنه كان يكبر ويرتدي ما تبين أنه حزام ناسف مزيف.
وبعد فحص بصمات الرجل بعيد مقتله تم التأكد من أنه مطلوب لدى أجهزة الأمن. وكان المعتدي اخترق العوائق الموضوعة أمام قسم الشرطة في أحد أحياء باريس الشمالية وهو يحمل ساطورا ويصيح "الله أكبر"، قبل أن يرديه عناصر الشرطة. وتبين أن بلقاسم سبق أن اتهم عام 2013 في قضية سرقة في بلدة سانت ماكسيم في جنوب شرق فرنسا، وأخذت عندها بصماته، وأعلن للشرطة أنه مشرد من دون عنوان ثابت ويدعى صلاح علي ومن مواليد الدار البيضاء في المغرب عام 1995. بحسب فرانس برس.
إلا أن النائب العام في باريس فرنسوا مولان أعلن صباح أنه "غير متأكد على الاطلاق بأن الاسم الذي عرف به عن نفسه العام 2013 هو اسمه الصحيح (...) هذا الاسم مختلف عما ورد في ورقة وجدت معه وعليها الشهادة وعلم داعش واسمه ويقول فيها بأنه تونسي وليس مغربيا". وكان يوجد على الورقة أيضا علم تنظيم "الدولة الإسلامية" ومبايعة للتنظيم المتشدد باللغة العربية. وأعلن تلفزيون "إي تيلي" أن ابنة عم له تعرفت عليه وقالت إن اسمه طارق بلقاسم. كما أفاد مصدر مقرب من التحقيق حول نص التبني الذي وجد معه انه كتب فيه "أنا أبو جهاد التونسي طارق بلقاسم". وقال مصدر آخر مقرب من التحقيق أيضا إن "عدة أشخاص من المحيطين بطارق بلقاسم أكدوا أنهم تعرفوا عليه من الصورة".
ياسين صالحي
على صعيد متصل قالت السلطات الفرنسية إن ياسين صالحي المتهم بذبح رئيسه في العمل ومحاولة تفجير مصنع كيميائي في منطقة إيزير شرق فرنسا قد أقدم على الانتحار شنقا في زنزانته. وكان القضاء قد وجه إلى صالحي تهم ارتكاب جريمة قتل على علاقة بتنظيم إرهابي وخطف وتدمير ممتلكات. وكان صالحي قد ذبح مديره في العمل وعلق رأسه على سياج وأرسل صور الرأس المقطوعة إلى جهادي فرنسي في سوريا طالبا منه تسليمها إلى تنظيم داعش.
وأعلنت السلطات الفرنسية أن ياسين صالحي المسجون بتهمة ذبح مديره ومحاولة تفجير مصنع كيميائي في منطقة إيزير شرق البلاد، انتحر في زنزانته في ضواحي باريس. وقالت ادارة سجن فلوري ميروجيس جنوبي باريس إن صالحي (35 عاما) كان مسجونا في زنزانة انفرادية، ولكن لم تبد عليه أي مؤشرات على أنه قد يقدم على الانتحار. وبحسب مصدر مطلع على التحقيق فإن صالحي انتحر شنقا بواسطة أغطية سريره التي لفها على شكل حبل ربطه على قضبان الزنزانة وتدلى منه.
وكان القضاء الفرنسي وضع صالحي في نهاية حزيران/يونيو في السجن الموقت بعدما وجهت إليه رسميا تهم ارتكاب جريمة قتل على علاقة بتنظيم ارهابي وخطف واحتجاز حرية بهدف الشروع في القتل وتدمير ممتلكات وارتكاب أعمال عنف متعمدة. وخلافا للجهاديين محمد مراح والأخوين كواشي وأميدي كوليبالي أو حتى الجهاديين الذين نفذوا اعتداءات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت فان صالحي نفى وجود اي دافع ديني خلف فعلته.
واعترف صالحي أمام المحكمة بجريمته، إلا انه قال انه ارتكبها لأسباب شخصية بحتة ليس لها اي علاقة بمعتقداته الدينية رغم تنفيذها على طريقة الجهاديين، ولكن النيابة العامة رفضت ذلك مؤكدة أن للجريمة دوافع ارهابية. وكان صالحي ذبح رب عمله وعلق رأسه على سياج وأحاطه بعلمين إسلاميين والتقط للرأس المقطوعة صورتين، أحداها صورة له مع الراس المقطوعة، والثانية صورة للجثة وعليها العلمان الإسلاميان والرأس موضوعة فوق الجسد، تماما كما يصور تنظيم داعش جثث رهائنه بعد ذبحها. بحسب فرانس برس.
وبحسب المحققين فان صالحي أرسل هاتين الصورتين إلى صديق له، هو جهادي فرنسي موجود في سوريا، طالبا منه أن يرسلها الى التنظيم ليبثها. وكان صالحي معروفا لدى السلطات بميوله المتطرفة، وقد اعتقل اثر تنفيذه هجوما قام خلاله بصدم شاحنة مليئة بعبوات الغاز في مخزن يحتوي على مواد كيميائية خطرة ما تسبب في انفجار. وعثر رجال الاطفاء على صالحي وهو يحاول فتح عبوات الغاز داخل المصنع ويصرخ "الله أكبر قبل أن يعثروا على رأس رب عمله هيرفي كورنارا (54 عاما).
اضف تعليق