q
تعيش إسرائيل حالة تأهب قصوى بعد الانجازات العسكرية المهمة التي حققها الجيش السوري في المناطق الحدودية القريبة من اسرائيل، وتحرز القوات السورية تقدما كبيرا أمام مقاتلي المعارضة في محيط هضبة الجولان التي استولت إسرائيل على أغلبها من سوريا في حرب عام 1967. وتخشى إسرائيل كما نقلت بعض المصادر، أن يسمح الأسد لحلفائه الإيرانيين بالتمركز هناك...

تعيش إسرائيل حالة تأهب قصوى بعد الانجازات العسكرية المهمة التي حققها الجيش السوري في المناطق الحدودية القريبة من اسرائيل، وتحرز القوات السورية تقدما كبيرا أمام مقاتلي المعارضة في محيط هضبة الجولان التي استولت إسرائيل على أغلبها من سوريا في حرب عام 1967. وتخشى إسرائيل كما نقلت بعض المصادر، أن يسمح الأسد لحلفائه الإيرانيين بالتمركز هناك أو أن تتحدى القوات السورية قيود نزع السلاح في الجولان المتفق عليها عام 1974. وتمكنت القوات الحكومية السورية في الجنوب، خلال أسابيع، من السيطرة على أغلب مناطق محافظة درعا، وتقدمت باتجاه الحدود.

وعملت وروسيا وإيران معا عسكريا على دعم الأسد منذ 2015. وهو الآن يسيطر على أغلب أراضي البلاد بعد أن سحق المعارضة بمساعدة حلفائه لكن تظل منطقة الحدود الشمالية مع تركيا وأغلب مناطق الشرق خارج قبضته، وسعت اسرائيل في الفترة الاخيرة الى شن عمليات عسكرية على بعض المواقع داخل سوريا الامر الذي اثار قلق ومخاوف بعض الجهات التي تخشى من اندلاع حرب جديدة في المنطقة. وحذر وزير إسرائيلي سوريا وداعمتها روسيا من أن بلاده ستهاجم قوات دمشق إذا أقدمت على الانتشار في منطقة حدودية منزوعة السلاح فيما تتقدم لقتال مسلحي المعارضة في المنطقة.

وقال وزير الأمن العام الإسرائيلي جلعاد إردان لموقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الإنترنت”علينا أن نؤكد ونبذل كل ما في وسعنا لنوضح للروس ولحكومة الأسد أننا لن نقبل أي وجود مسلح لنظام الأسد في المناطق التي من المفترض أن تكون منزوعة السلاح“. وعندما سئل إن كانت إسرائيل على استعداد لاتخاذ إجراء وقائي ضد الجيش السوري أجاب ”من دون شك، نعم“.

وضرب مثالا على مثل ذلك بالضربات الجوية الإسرائيلية التي نفذت في الشهور الأخيرة على منشآت سورية يعتقد انها تستخدم في هجمات على إسرائيل أو من قبل الإيرانيين. وقال إردان ”في هذا السياق أيضا، لو وقع انتهاك... في منطقة جنوب سوريا القريبة من مواطني دولة إسرائيل وإذا أدخلت أسلحة لا يفترض دخولها.. فإن إسرائيل ستتخذ إجراء“.

وذكر تقرير في مارس آذار عن أنشطة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك أن الجيش السوري يبقي على مواقع في الجولان بما ينتهك الاتفاق المبرم عام 1974، والذي ينتهكه أيضا نشر إسرائيل لأنظمة القبة الحديدية الدفاعية المضادة للصواريخ والعتاد المتعلق بها في المنطقة. وأرسلت إسرائيل مزيدا من المدفعية والدبابات إلى الجولان فيما قالت إنه إجراء احترازي في ضوء القتال الدائر في درعا.

هجمات اسرائيلية

وفي هذا الشأن هاجمت إسرائيل مواقع للجيش السوري بالقرب من الحدود مع هضبة الجولان بعد تسلل طائرة بدون طيار إلى مجالها الجوي لكنها أشارت إلى أنها لن تعرقل معركة الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة جنوب سوريا من المعارضين. وتمكنت القوات الحكومية السورية، بمساعدة قوة جوية روسية مكثفة، من اجتياح جنوب غرب البلاد. ومن المتوقع أن يتحول هجومها على المعارضة قريبا إلى القنيطرة المتاخمة للحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إفادة للصحفيين الإسرائيليين خلال زيارة لموسكو إلى أن إسرائيل لن تعمل ضد جهود الأسد لكنها ستعمل على ضمان خروج القوات الإيرانية التي تدعمه من البلاد. ونقل مراسل لصحيفة ها أرتس الإسرائيلية عن نتنياهو قوله ”لم يكن لدينا مشكلة قط مع نظام الأسد. على مدى 40 عاما (بعد حرب عام 1973) لم تطلق رصاصة واحدة على هضبة الجولان“. وأضاف نتنياهو بعد يوم من لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ”جوهر المسألة هو استعادة حريتنا في العمل ضد من يعمل ضدنا وإخراج الإيرانيين من الأراضي السورية“.

وقالت صحيفة الوطن الموالية للحكومة السورية إن الجيش أرسل تعزيزات إلى القنيطرة لشن عملية عسكرية موسعة واستعادة السيطرة على المحافظة بكاملها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فصائل من المعارضة اشتبكت مع القوات الحكومية في القنيطرة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية إن قصف المعارضة أسفر عن إصابة خمسة أشخاص في مدينة البعث.

وتقول الأمم المتحدة إن القتال في المنطقة أدى إلى نزوح أكثر من 320 ألف شخص توجه أغلبهم إلى الحدود في أكبر عملية خروج جماعي منذ بداية الحرب. وقالت إسرائيل والأردن إنهما لن تسمحا للاجئين بالدخول ووزعتا مساعدات داخل سوريا وعززتا أمن الحدود. وقال أحمد الحريري وهو واحد من آلاف الأشخاص الذين اتخذوا مأوى لهم قرب الحدود مع هضبة الجولان إنه لا يعرف إلى أين يذهب بعد أن سيطر الجيش على بلدته الحراك في ريف درعا. وقال”أنا ضائع... لو بدهن يهجرونا أو يدبحونا أو يقتلونا ما بدي أسلم حالي للنظام السوري النظام السوري ما إله أمان“. وأضاف ”طيران حربي، ما عرفتش شلون بدي أطلع، حملت أولادي وطلعت ما توقعت حالي أوصل على ها المنطقة هاي“.

وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن إسرائيل استهدفت مواقع عسكرية تقع قرب قرية حضر في محافظة القنيطرة بالقرب من هضبة الجولان المحتلة. ونقلت عن مصدر عسكري سوري قوله ”طيران العدو الإسرائيلي يطلق عدة صواريخ باتجاه بعض نقاط الجيش في محيط بلدة حضر وتل كروم جبا بالقنيطرة واقتصرت الأضرار على الماديات“. ونشرت إسرائيل لقطات صورتها طائرات استطلاع باللونين الأبيض والأسود لصواريخ تصيب ما بدا وكأنه كوخ وهيكل من طابقين وآخر من خمسة طوابق وسط تضاريس تكثر بها التلال. بحسب رويترز.

ويتزايد قلق إسرائيل من اتساع نفوذ إيران خلال الحرب التي تفجرت في سوريا منذ سبع سنوات، وهاجمت القوات الجوية الإسرائيلية عشرات الأهداف التي تصفها بأنها انتشار إيراني أو نقل للسلاح إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وفي وقت سابق قالت وسائل إعلام حكومية إن الدفاعات الجوية السورية أصابت مقاتلة إسرائيلية واعترضت صواريخ كانت تستهدف القاعدة الجوية التيفور في محافظة حمص. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي ذلك.

اسقاط طائرة سورية

الى جانب ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل أسقطت طائرة سورية بدون طيار اخترقت أجواءها مما يشير إلى تصاعد حدة التوتر بالقرب من الحدود وهو ما بحثه نتنياهو في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،أكبر حليف لدمشق. وقال نتنياهو اليوم لدى لقائه بوتين ”اخترقت طائرة بدون طيار قادمة من الأراضي السورية أراضي إسرائيل قبل عدة ساعات. تم اسقاطها بنجاح. أود أن أشير إلى أننا سنتصدى لأي محاولات لانتهاك أجوائنا أو حدودنا البرية“.

وهذه هي المرة الثانية في أقل من ثلاثة أسابيع التي تقول فيها إسرائيل إنها أطلقت صاروخ باتريوت على طائرة عبرت إلى أجوائها. وتزايد التوتر عند الحدود مع تقدم القوات الحكومية السورية نحوها في هجومه ضد مسلحي المعارضة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن الطائرة، التي حلقت أيضا في أجواء الأردن وليست مسلحة فيما يبدو ومصممة للمراقبة، أسقطت قرب بحيرة طبريا عند سفوح مرتفعات الجولان. وتابع قائلا ”لا نزال نبحث لماذا عبرت- وما إذا كانت في مهمة عسكرية وعبرت عن قصد أو ضلت الطريق، مضيفا في الوقت نفسه أن الاحتمال الأخير ”غير شائع“.

وإسرائيل في حالة تأهب قصوى فيما تحرز القوات الحكومية السورية تقدما على حساب مسلحي المعارضة في محيط الجولان المحتل. وتخشى إسرائيل أن ينشر الرئيس السوري بشار الأسد قوات سورية أو يسمح لحلفائه من إيران وحزب الله بالتمركز قرب الخطوط الإسرائيلية. وروسيا أكبر مساند للرئيس السوري بشار الأسد من القوى الكبرى في الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات. وسبق أن غض بوتين الطرف عن هجمات إسرائيلية على أهداف تابعة لإيران وحزب الله في سوريا بينما أوضح أن روسيا لا تريد تعريض حكم الأسد للخطر.

وقال نتنياهو للصحفيين قبل مغادرته ”سنجري مباحثات بشأن سوريا وإيران واحتياجات إسرائيل الأمنية“. وأضاف ”أقدر بشدة تواصلي المباشر والممتاز مع الرئيس الروسي“. واحتلت إسرائيل أجزاء كبيرة من الجولان في حرب عام 1967 مع سوريا وضمت الهضبة الاستراتيجية في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. وهددت بفتح النار على أي قوات حكومة سورية تحاول الانتشار في المنطقة العازلة في الجولان والتي أقيمت وفقا لهدنة جرى الاتفاق عليها عام 1974 وتراقبها الأمم المتحدة.

وجددت الأمم المتحدة الشهر الماضي تفويض قوتها للمراقبة في الجولان المعروفة رسميا باسم (قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك)، ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام باتفاقات الهدنة التي ترجع إلى 44 عاما. وقال متحدث من الأمم المتحدة ”ينبغي ألا تكون هناك قوات مسلحة في المنطقة غير قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك“. وأبقت إسرائيل على احتمال إقامة علاقات في نهاية المطاف مع سوريا في ظل رئاسة الأسد. بحسب رويترز.

وأجرت سوريا في ظل حكم عائلة الأسد مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في الولايات المتحدة عام 2000 ومحادثات غير مباشرة بوساطة تركية عام 2008. وارتكزت تلك المناقشات على تسليم إسرائيل لكل مناطق الجولان أو أجزاء منها. وقال الجيش الإسرائيلي في 24 يونيو حزيران إنه أطلق صاروخ باتريوت على طائرة بدون طيار قادمة من ناحية سوريا لكنها عادت أدراجها دون أن يلحق بها ضرر. وقال قائد سوري إن الطائرة بدون طيار كانت تشارك في عمليات في سوريا. وفي السادس من يوليو تموز، استهدفت إسرائيل موقعا سوريا قالت إنه قصف المنطقة العازلة في الجولان.

اضف تعليق