q
تصاعد اعتداءات اليمين المتطرف في بريطانيا، عقب تزايد هجمات الارهاب التي تقوم بها الجماعات الارهابية، مثل تنظيم داعش في عواصم اوروبا منذ عا

تعيش بريطانيا كغيرها من الدول الأوروبية حالة من القلق بسبب الهجمات المستمرة التي تقوم بها الجماعات الإرهابية المتطرفة وتهديدات التيارات اليمينية المتفاقمة وهو ما يهدد الامن والاستقرار داخل المجتمع البريطاني، الذي يعيش اليوم حالة من الخوف والتوتر بسبب تفاقم هذه التهديدات والهجمات التي أودت بحياة عشرات المواطنين، خصوصا مع ارتفاع جرائم الكراهية ضد أقليات عرقية ودينية.

وكشفت التقارير كما نقلت بعض المصادر، تصاعد اعتداءات اليمين المتطرف في بريطانيا، عقب تزايد هجمات الارهاب التي تقوم بها الجماعات الاسلامية المتطرفة، مثل تنظيم داعش في عواصم اوروبا منذ عام 2014 ولحد الان، وهذه الاعتداءات تكثر في وسائط النقل العامة والاماكن المفتوحة خاصة ضد النساء المحجبات. وسجلت شرطة العاصمة البريطانية زيادة حادة في الهجمات ضد المسلمين خلال السنوات الأربع الماضية حيث ارتفعت الحوادث من 343 حادثة في الفترة من مارس 2012 إلى مارس 2013 لتصل إلى 1260 في الفترة من مارس 2016 إلى مارس 2017.

وارتفع عدد المتطرفين اليمينيين المشتبه بهم والمسجلين في برنامج لمكافحة الإرهاب تابع للحكومة البريطانية، بنسبة 30% خلال عام واحد، حسب تقرير صحيفة "إندبندنت" الصادرة في 20 يونيو 2017. وذكرت الصحيفة أن إحصاءات لوزارة الداخلية، لم تنشر، تفيد بأن ما لا يقل عن ثلث الأشخاص الخاضعين للمراقبة بموجب برنامج "تشانيل" 2016 - 2017، وهو جزء من خطة "بريفنت"، يؤيدون الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة ومعرضون للتطرف وذلك مقابل نسبة 25% في برنامج 2016/2015.

وتعيش أوربا الان سجال وتهديدات اليمين المتطرف والسلفية "الجهادية" هذا التهديد بدئت أوربا تأخذه مأخذ الجد ولاتستبعد اجهزة الاستخبارات وقوع مواجهات واسعة مابين الطرفين، والتي من شأنها ان تصعد المواجهة الى حرب داخل اوربا، ان لم تتخذ الحكومات سياسات فاعلة لمواجهما. وليس من المستبعد ان تصل الى حرب داخلية وعودة اوربا الى الوراء، اي الى حقبة النازية ماقبل الحرب العالمية الثانية 1945.

من المتوقع ان تنشط التيارات اليمينة المتطرفة اكثر في بريطانيا، تحت يافطات وشعارات ابرزها : (إعادة التقاليد البريطانية من جديد، وإنهاء "الأسلمة" في المجتمع البريطاني، ومناهضة الهجرة الجماعية)، من خلال تسيير المظاهرات والمسيرات. ويشار بأن تهديدات اليمين المتطرف تعتبر هي الاخطر، كونها ممكن ان تحصل على الغطاء السياسي وربما هي ليست ظاهرة على الارض، ولاتتمثل بالعمليات الارهابية، بل بالافكار والايدلوجية القائمة على الكراهية والعنصرية.

إرهاب اليمين المتطرف

وفي هذا الشأن قال كبير ضباط مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة إن بريطانيا تواجه تهديدا جديدا وكبيرا من الإرهاب اليميني المتطرف المنظم وكشف أن الشرطة أحبطت أربع مؤامرات من تدبير متطرفين يمينيين العام الماضي. وقال مارك رولى مساعد قائد شرطة لندن للصحفيين ”التهديد الإرهابي اليميني أكثر أهمية وتحديا مما قد يظنه الرأي العام“.

وبريطانيا هدف رئيسي للمسلحين الإسلاميين المحليين والأجانب منذ هجمات عام 2001 على الولايات المتحدة. لكن رولي قال إنه حتى العامين الماضيين، اقتصر النشاط اليميني المتطرف على الاحتجاجات غير المرغوب فيها وجرائم الكراهية، مع حوادث خطيرة تقتصر على تحركات أفراد معزولين. ويشارك جهاز المخابرات الداخلية (إم.أي.5) الآن في التحقيق في أمر اليمين المتطرف وحذر من أن جماعات بريطانية تسعى لإقامة علاقات مع متطرفين دوليين.

وقال رولي ”هذا جزء مهم من التهديد الإرهابي. لم يكن الإرهاب اليميني منظما من قبل هنا“. وأضاف قائلا ”هناك العديد من الدول الغربية التي تواجه تحديات من اليمين المتطرف وتقيم أعداد كبيرة من المجموعات التي نشعر بالقلق منها هنا علاقات معها وتتواصل معها“. ورفض ذكر مزيد من التفاصيل لأن هذه ظاهرة جديدة ومستمرة. بحسب رويترز.

وفى العام الماضي، وقعت خمسة هجمات بالمتفجرات فى بريطانيا، من بينها هجوم قام به رجل قاد سيارة فان ودهس مصلين كانوا يغادرون مسجدا في لندن بعد أن انتابته مشاعر كراهية المسلمين بسبب قراءة مواد يمينية متطرفة على الانترنت. وفى العام الذي سبقه قتل مسلح نازي المشرعة جو كوكس في هجوم في الشارع قبل أسبوع من إجراء الاستفتاء على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ومنذ ذلك الحين، حظرت بريطانيا مجموعة العمل الوطني ومجموعتين منشقتين عنها، لتصبح أول منظمات يمينية متطرفة يحظر نشاطها منذ الأربعينيات.

احكام قضائية

من جانب اخر قضت محكمة بريطانية بالسجن مدى الحياة على بريطاني أدين بالقتل بعد أن دهس بسيارة فان مصلين مسلمين خارج مسجد في لندن في يونيو حزيران الماضي مما أدى لمقتل أحدهم وإصابة كثيرين آخرين. وقالت المحكمة إن دارين أوزبورن سيمضي 43 عاما على الأقل خلف القضبان. وكان أوزبورن (48 عاما) نفذ هجومه بعد أسابيع من مشاهدة دراما تلفزيونية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن فضيحة تحرش جنسي بأطفال كان رجال يحملون الجنسيتين البريطانية والباكستانية ضالعين فيه. ووقع الهجوم في منطقة فينزبيري بارك بشمال لندن.

وقتل أوزبورن في الهجوم مكرم علي (51 عاما) وأصاب 12 آخرين بينهم اثنان بإصابات خطيرة. وأدانته هيئة محلفين بالقتل والشروع في القتل. وقالت القاضية بوبي تشيما جراب التي أصدرت الحكم في محكمة ووليتش كراون ”كان هذا هجوما إرهابيا“. وأضافت أن أوزبورن سيشكل خطرا على العامة ”ربما لبقية حياتك“. وقاد أوزبورن شاحنة مستأجرة يوم 18 يونيو حزيران الماضي من كارديف عاصمة ويلز إلى وسط لندن قاصدا مهاجمة مسيرة مؤيدة للفلسطينيين. بحسب رويترز.

وقال لهيئة المحلفين إنه كان يسعى لقتل جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض وصادق خان رئيس بلدية لندن المسلم. لكن إغلاق الطرق منعه من بلوغ هدفه فبحث عن أهداف أخرى حتى وصل إلى المصلين في منطقة فينزبيري بارك. وقال للمحكمة لاحقا إنه حاول قتل أكبر عدد ممكن منهم. وفي رسالة خطية تركت في السيارة الفان وصف أوزبورن الرجال المسلمين بأنهم مغتصبون وعبر عن احتقاره لرئيس بلدية لندن صادق خان وزعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين.

جيش من الأطفال

الى جانب ذلك أدين بريطاني مؤيد لتنظيم داعش بمحاولة تجنيد أطفال كان يدرس لهم لتشكيل”جيش“ من”الجهاديين“ للمساعدة في تنفيذ موجة من الهجمات في أنحاء لندن. وعرض عمر حقي (25 عاما) على الأطفال لقطات فيديو لقطع رؤوس ودعاية أخرى للمتشددين تتسم بالعنف وأجبرهم على إعادة تمثيل هجمات دموية شهدتها العاصمة البريطانية وجعلهم يقومون بأدوار يدربهم فيها على مهاجمة ضباط الشرطة.

وقال دين هايدون قائد إدارة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة”كانت خطته تشكيل جيش من الأطفال للمساعدة في عدة هجمات إرهابية في أنحاء لندن... حاول ونعتقد أنه نجح في تحويل أطفال بين سن الحادية عشرة والرابعة عشرة نحو اعتناق الفكر المتطرف“. وعلى الرغم من أنه غير مؤهل للتدريس وتم توظيفه للقيام بأعمال إدارية قالت الشرطة إن حقي استغل تعليم الدراسات الإسلامية ستارا في محاولة لتحويل 110 أطفال للفكر المتشدد في مدرسة إسلامية صغيرة خاصة تسمى (لانترن أوف نوليدج) وفي مدرسة أخرى ملحقة بمسجد (ريبل روود) في شرق لندن.

ومن بين المجموعة يخضع 35 طفلا حاليا لإجراءات حماية طويلة الأمد تشمل الخدمات الاجتماعية وأجهزة أخرى. وأدلى ستة من المجموعة بشهادتهم وقدموا أدلة أثناء محاكمة حقي وشرحوا كيف علمهم أن القتال أمر جيد وكيف أمرهم بأداء تمرينات رياضية لتقوية أجسادهم. وقال ممثلون للادعاء إن نيته كانت استغلالهم للهجوم على أهداف في لندن مثل بيج بن وجنود من الحرس الملكي ومراكز كبرى للتسوق ومصارف ومحطات إعلامية. بحسب رويترز.

وقال هايدون إن”الخوف أصاب تفكير الأطفال بالشلل“ ولم يخبروا أسرهم ولا المعلمين الآخرين لأن المعلم كان يقول لهم إنه ينتمي لداعش ويهددهم بأن يلاقوا مصير الضحايا الذين شاهدوهم في لقطات الفيديو. وأدانت محكمة أولد بيلي في لندن حقي بعدد من الاتهامات منها الإعداد لأعمال إرهابية فيما أقر هو بالذنب من قبل في أربعة اتهامات. كما أدانت المحكمة شخصين آخرين بمساعدته وستحدد عقوباتهم في وقت لاحق.

انذار كاذب

على صعيد متصل اصيب 16 شخصا بجروح بسيطة خلال فرارهم على اثر انذار كاذب عن اطلاق نار في شارع أوكسفورد التجاري المكتظ ، حسب ما أعلنت سلطات الاسعاف واغلق عناصر الشرطة الذين انتشروا بسلاحهم المنطقة لاكثر من ساعة، قبل أن تعلن الشرطة البريطانية انها لم تعثر على "أي اثر لمشتبه بهم، او أدلة لاطلاق نار او اي اصابات". وقالت شرطة النقل البريطانية إنها تعتقد أن الأمر بدأ عبر "شجار بين رجلين" على رصيف محطة انفاق اكسفورد سيركوس.

ونشرت الشرطة صورا من كاميرات المراقبة للرجلين ودعت الجمهور الى الإدلاء باي معلومات عن الحادث او عن السبب الذي دفع الناس للفرار من المحطة. وأعلنت هيئة اسعاف لندن أن عدد من الاشخاص اصيبوا اثناء عملية الفرار، من بينهم تسعة اشخاص نقلوا إلى المستشفيات. وقالت "فحصنا وعالجنا عددا من الاشخاص الذين اصيبوا اثناء مغادرة منطقة اكسفورد سيركوس".

وتابعت ان "سبعة مصابين غادروا (لمنازلهم) من منطقة الحادث فيما نقلنا ثمانية اشخاص اصيبوا بجروح بسيطة الى مستشفيين في وسط لندن. كذلك نقلنا جريح مصاب في ساقه لمركز معالجة صدمات". وكانت المنطقة التجارية مكتظة بالمتسوقين الراغبين في استغلال ما يسمى يوم "الجمعة الأسود"، حيث تقدم المتاجر عبر العالم حسومات كبيرة واستثنائية. وفر المتسوقون من منطقة الحادث، واحتمى كثيرون بالمتاجر المكتظة بالفعل، في مشاهد تعكس التوتر والقلق في بريطانيا التي تعرضت لخمسة اعتداءات دامية منذ آذار/مارس الفائت. بحسب فرانس برس.

وقوات الامن البريطانية في حالة تأهب بعد سلسلة هجمات هذا العام، اسفرت عن مقتل عشرات الاشخاص. واسفر آخر هجوم نجم عن قنبلة في محطة مترو انفاق في جنوب غرب لندن في ايلول/سبتمبر الفائت عن إصابة 30 شخصا. ويحاكم فتى بتهم الشروع في القتل في هذا الاعتداء.

اضف تعليق