تفجيرات إرهابية وشهداء ونزاعات عنف فضلا عن نقص كبير بالسيولة وارتفاع المواد الغذائية هذه الاحداث التي ملئت الأجواء الرمضانية لهذا العام فالمسلمين بدلا من يتضرعوا الى الله عز وجل ويتهيئوا لاستقبال الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك كان همهم كيف التخلص من مخلفات الحوادث التي استقبلت شهر رمضان.
بدأ شهر رمضان بأجواء مختلفة عن كل الأعوام السابقة حيث شهدت الأجواء الرمضانية في العديد من بلدان العالم وبالأخص دول الشرق الأوسط هجمات العنف والهجمات الانتحارية وتفجيرات الجماعات المتطرفة في كل بلد من البلدان الإسلامية العربية التي كانت تحمل في ثناياها آلام تلك الهجمات وهي تستقبل رمضان.
لذا استقبل المسلمين الشهر الفضيل وفي داخلهم حسرات وأنين وصرخات لا يسمع لها صدى
فبدلا من ان يستقبلوا شهر رمضان وبأيدهم الفوانيس استقبلوه بأشعال الشموع على أرواح الشهداء وبدل ان يقبل عليهم الشهر الفضيل ويتباركون به تعازوا على شهداءهم وبدل من أناشيد وموشحات رمضان سمعنا أصوات دوي الانفجارات ودموع وصحيات وآهات.
فقد اغتصب الإرهاب والهجمات الإرهابية من الدول العربية الاسلامية حق التمتع بقدوم شهرهم الفضيل شهر رمضان الكريم وحرمتهم التنظيمات الإرهابية من حقهم في ممارسة طقوسهم الخاصة فقد شهد شهر الصوم لهذا العام عدة هجمات انتحارية وتفجيرات نفذها جماعات متطرفة. وسط طغيان العنف والمصاعب الاقتصادية في العديد من البلدان، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط.
انفجارات في العراق
ففي العراق أصبحت من الطقوس الرمضانية المعروفة فيه هي الانفجارات لا اعلم ما غاية الإرهاب من تكثيف الانفجارات في العراق تحديدا بشهر رمضان ومازالت فاجعة الكرادة في العام الماضي يأن جرحها في قلوبنا وجاء هذا العام لكي يزيد هذا الألم ويجعله مضاعف.
اهتزت العاصمة العراقية بغداد على وقع تفجيرين دمويين قتل فيهما 27 شخصا وأصيب أكثر من مئة آخرين بجروح، أحدهما كان هجوما انتحاريا وقع في منتصف ليلة الاثنين أمام محل "مثلجات الفقمة" الشهير الذي يقصده كثيرون، ولا سيما بعد إفطار رمضان مع ارتفاع حرارة الجو في منطقة الكرادة ذات الغالبية الشيعية، تبناه تنظيم داعش الإرهابي. وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة لوكالة الأنباء فرنس 24 "قتل 16 شخصا وأصيب 75 بجروح في الهجوم الانتحاري
هل اكل المرطبات لا تنطبق على الشريعة الداعشية وهل الكرادة مستهدفة من قبلهم في كل عام فاجعة بها في رمضان الماضي كانت خاتمة رمضان مسك الجثث المتفحة في الكرادة ورمضان هذا العام كان بدايته بأرواح صعدت الى الباري تشتكي وضع الحال وهكذا تستمر مع العراق وأهله.
استهداف المناطق المكتظة
اما الانفجار الثاني وقع صباح اليوم الثاني من الانفجار السابق في يوم الثلاثاء، قتل 11 شخصا وأصيب 35 على الأقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة. ووقع الانفجار حوالى الساعة 09,30 (06,30 ت غ) عند جسر الشهداء، أحد الجسور الرئيسية التي تربط مناطق مكتظة في جانبي بغداد.
يحاول التنظيم الإرهابي ان يستهدف المناطق المكتظة بالناس لكي يكون انفجاره دسم ويذهب نتيجته العديد من الضحايا حيث ذكر مصدر في وزارة الداخلية لوكالة الأنباء الفرنسية أن القوات الأمنية فرضت إجراءات مشددة في حواجز التفتيش الرئيسية على مداخل وعموم بغداد، لورود معلومات عن تسلل انتحاريين وسيارات مفخخة لاستهداف المدنيين. وكالعادة الإجراءات الأمنية تفرض بعد الانفجار الى متى تستمر هذه المهزلة وها الانفلات الأمني؟؟
وتتزامن الهجمات مع مواصلة القوات العراقية تنفيذ عملية كبيرة، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني مدن العراق وآخر أكبر معاقل الجهاديين فيه.
جثث غير واضحة المعالم في افغانستان
ومن العراق الى أفغانستان التي كانت أجواء استقبال الشهر الفضيل لا تختلف عن العراق كثيرا حيث استقبلوا شهر رمضان بانفجار وقتلى وجثث غير واضحة المعالم جاء ذلك بعد انت هاجم انتحاري من تنظيم طالبان الإرهابي في سيارة ملغومة مكان قرب ملعب كرة قدم قريب من قاعدة عسكرية في إقليم خوست بشرق البلاد.
وقال جول محمدين منجل رئيس قطاع الصحة العامة في خوست ان "الجثث غير واضحة المعالم ويصعب القول ما إذا كانوا مدنيين أم قوات أمن". وقال نجيب دانيش وهو متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية إن عدد القتلى 13 شخصا فيما أصيب ثمانية من بينهم طفلان.
وأعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد مسؤولية الحركة عن هجوم خوست وقال إنه استهدف أفرادا في قوات الأمن الأفغانية. ولم يلحظ شاهد من رويترز في موقع الهجوم وجود مركبات للجيش أو الشرطة بين تلك التي دمرها الانفجار.
وقال جولاب منجر حاكم إقليم ننكرهار في بيان إن بعض السكان في منطقة أكين ثاروا يوم الجمعة ضد مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية سيطروا على أغلب المنطقة مما تسبب في معارك أدت إلى مقتل 15 متشددا وستة مدنيين. ويقول متخصصون امنيون ان حركة طالبان زادت من هجماتها في الأسابيع الأخيرة قبل رمضان بسلسلة ضربات في قندهار وبكتيا وهلمند وأقاليم أخرى.
عنف في مصر
لشهر رمضان نفس خاص وطقوسه المميزة في مصر وبالذات اول يوم يكون هنالك احتفالات واجواء خاصة لاستقبال الشهر الفضيل لكن هذا العام كانت الشوارع مظلمة ومعلنة الحداد على الشهداء الاقباط الغي مفتي مصر، شوقي علام، الجمعة مراسم الاحتفال المرافقة للمراقبة السنوية للقمر للإعلان عن بداية شهر رمضان..
ففي بداية شهر رمضان الكريم ضرب العنف اقباط مصر قتل ما لا يقل عن 29 شخصاً، بينهم أطفال، وأصيب 24 آخرون، بينهم عدد كبير إصاباتهم خطيرة، في هجوم بالرصاص على أقباط في محافظة المنيا بجنوب مصر، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة. واعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الحاثة.
تدهور أمني واقتصادي في ليبيا
اما العاصمة الليبية فقد استقبلت اول أيام شهر رمضان باشتباكات عنيفة بين قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي ومجموعات مسلحة الى مقتل52 شخصا واصابة اكثر من 130 اخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة. وأندلعت المعارك في جنوب طرابلس بعد عدة أشهر من الهدوء النسبي، وتم استخدام الأسلحة الثقيلة بين الأحياء السكنية.
واصدرت الحكومة بيانا بعد الاشتباكات مع المجموعات المسلحة قالت فيه "لقد تجاوزوا كل الحدود ولا شيء يوقفهم، انها هديتهم الى المواطنين الليبيين بمناسبة حلول شهر رمضان"، ويذكّر البيان الليبيين بان رمضان هو شهر التضحية والعبادة. ومع وجود هذه المبادىء في الأذهان، يساعد الليبيون بعضهم البعض لتخطي المصاعب في بلد يعيش في ازمة.
مرارة شهر رمضان
حيث بالإضافة الى تدهور الأوضاع الوضع الأمني في ليبيا أيضا تشتكي من تدهور الوضع الاقتصادي حيث يشعر سكان العاصمة الليبية طرابلس بالمرارة مع بدء شهر رمضان بسبب النقص في السيولة وارتفاع الأسعار وعودة الاشتباكات المسلحة الى المدينة. وفق وكالة فرانس برس.
وقال سامر فياض صاحب مطعم للوجبات الخفيفة في وسط طرابلس "ما فائدة الصوم والصلاة ان كنا لا نشعر مع غيرنا. كيف لي ان اطعم عائلتي و ضيوفي وانا اعرف بأن جاري محتاج". وفي محاولة لمواجه تداعيات الأزمة الاقتصادية، قرر البنك المركزي دعم المواد الغذائية المستوردة بأكثر من 550 مليون دولار في رمضان. يشار الى الخشية من استغلال تجار جشعين المواد المدعومة لزيادة أرباحهم.
لا وجود للهدنة في اليمن
نقص غذاء وتردي أوضاع حالة مأساوية يعيشها الشعب اليمني في شهر رمضان حيث ان اليمن تعاني منذ اشهر من مجاعة حتمية بسبب النزاع الدائر بين قوات التحالف العربي والحوثيين والذ راح ضحيته العديد من الأبرياء والأطفال والنساء اما نتيجة القصف الجوي الدامي او بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية.
بحسب تقارير الامم المتحدة يعيش 19 مليون نسمة، أو 60% من السكان في حالة من انعدام الأمن الغذائي. كيف سيكون استقبالهم للشهر الفضيل وسط هذه الاعتداءات حاول؟ مبعوث الامم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد من اقناع المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية بفكرة فرض هدنة في المعارك خلال رمضان لكن لم يتمكن من ذلك.
الإرهاب يتنافى مع روح رمضان
على صعيد مغاير انتقد الرئيس الأمريكي الهجمات الإرهابية التي وقعت في الدول العربية بعد ان وجه رسالة تهنئة إلى المسلمين حول العالم بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم. وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمنياته بـ"رمضان كريم إلى كل المسلمين باسم الشعب الأمريكي"، داعيا إلى رفض العنف الذي يدعو إليه المتطرفون وإلى العمل من أجل السلام.
وجاء في رسالة صدرت عنه من البيت الأبيض باسم الرئيس الأمريكي "أن روح رمضان تعزز إدراكنا لواجباتنا التي نتشارك فيها لجهة رفض العنف، والعمل من أجل السلام، ومساعدة الذين هم في حالة عوز ويعانون من الفقر أو من النزاعات". وشدد ترامب مرة جديدة على مكافحة الإرهاب. وقال في هذا الإطار "إن شهر رمضان يبدأ هذا العام ونحن نبكي الضحايا البريئة للهجمات الإرهابية الوحشية في بريطانيا ومصر، وهي أعمال تدل على الوضاعة وتتعارض بشكل مباشر مع روح رمضان. إن أعمالا من هذا النوع لا يمكن إلا أن تعزز إرادتنا بهزم الإرهابيين وإيديولوجيتهم المنحرفة".
اضف تعليق