انتشرت رياضة اليوغا كالنار في الهشيم خلال عصرنا الحالي، خصوصا مع ازدياد درجة التوتر في الحياة المعاصرة، حيث يلجأ الكثير من الناس إلى ممارسة اليوغا التي تعود لآلاف السنين من أجل الاسترخاء الجسمي والصفاء الذهني.
فاليوغا لا تعتمد على الكم الكبير من النشاط الرياضي الذي تبذله خلال يومك، بل تقوم على مبدأ التفكر والتركيز الذهني، الذي يساعد الشخص على إمكانية تطوير نفسه فكرياً وجسدياً، فقد ظهرت اليوغا بسبب ظهور الكثير من الدراسات التي أثبتت أن التفكير والتركيز للشخص يؤثر على حياته بشكل كبير، سواء من الناحية النفسية أم الجسدية وحتى الفكرية والإبداع والريادة في مجالات حياته المتنوعة.
وقالت احدث الدراسات إن ممارسة اليوجا قد تخفف بعض أعراض الربو وتساعد المرضى على ممارسة حياتهم بشكل أفضل، وتشمل اليوجا تمارين التنفس وأوضاعا مختلفة للجسم فضلا عن التأمل، ويوصى باستخدام اليوجا لعلاج مجموعة مختلفة من الأمراض من بينها الربو لكن الدراسات العلمية لم تتوصل إلى نتائج حاسمة في هذا الشأن، فيما خلصت مراجعة جديدة لدراسة سابقة إلى أن أوضاع اليوجا المختلفة قد تكون مفيدة للقلب بقدر ما يفيده ركوب الدراجات أو المشي السريع علاوة على أنها أيسر على كبار السن ومن يعانون من مشاكل صحية.
على صعيد مغاير، يقبل الرجال -الذين يتوقون إلى فوائد اليوجا لكنهم لا يحبذون ممارستها في غرفة حافلة بالنساء- على ما يعرف بالبروجا وهي نوع خشن من تمارين الحركة والتنفس التي يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة، ويغلب الطابع الجسماني على الروحي في البروجا كما تطغى القوة على المرونة، ويقول الخبراء إن البروجا تسمح للذكور بثني أوتار الركبة دون الحاجة لسماع التضرع للآلهة الهندوسية كما يحدث في اليوجا ولا الشعور بالتفاوت في المستوى بجوار امرأة تثني جسدها مثل كعكة.
من جانب آخر فبعد انتشار وتعدد مدارس اليوجا من اليوجا الساخنة الى اليوجا الطائرة جاءت أحدث صيحة لتمارين التنفس والأوضاع القديمة ومنها أوضاع الاتزان الصعبة مثل الوقوف على الرأس على سطح عائم يحيطه الماء من كل جانب.
ويقول خبراء اللياقة وعشاق اليوجا إن دروس اليوجا على سطح الماء التي تعرف أيضا باسم أوضاع الاتزان على اللوح المائي (إس.يو.بي) تزيد القدرة على التركيز وتجذب الممارسين الذين يفضلون أداء التمارين في الهواء الطلق بدلا من القاعات المغلقة.
في السياق ذاته احدث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مفاجأة عندما قام علنا ببعض تمارين اليوغا بمناسبة اليوم العالمي الاول لليوغا الذي جمع الاف الاشخاص في نيودلهي، الا ان التحضيرات لليوم العالمي لليوغا اثارت جدلا في صفوف الاقليات الدينية في الهند التي تتهم الحكومة بالترويج لبرنامجها المؤيد للهندوس في هذا البلد العلماني.
فاعتبرت جماعات مسلمة ان نشيد "اوم" خلال ممارسة اليوغا وبعض الوضعيات لها دلالات هندوسية منافية للاسلام، واعتبر النائب يوغي اديتياناه الذي يمثل الجناح الراديكالي في حزب مودي القومي الهندوسي ان الذين يعارضون اليوغا يجب ان يرموا انفسهم في البحر او ان يغادروا الهند.
اما في ليبيا اصبحت اليوغا متنفسا لبعض النساء ويعيش الليبيون عموما منذ ست سنوات على وقع ازمات متواصلة، آخرها تلك التي خلفها النزاع المسلح على السلطة الذي قسم البلاد، واضعف سلطة مؤسساته، ودمر اقتصاده، وسمح لتنظيمات متطرفة بان تتغلغل فيه، ودفع هذا النزاع الاف الليبيين الى مغادرة بلادهم الغنية بالنفط وبالمعالم الاثرية والجبال والصحارى والشواطئ الممتدة على ساحل بطول نحو 1770 كلم، بينما اجبر من بقوا على ان يحدوا نمط حياتهم اليومية بمكانين: العمل والمنزل، ورياضة اليوغا ليست حديثة بالنسبة لليبيات، لكن جديدها في "الريغاتا" هو ممارستها على الشاطئ في الهواء الطلق، وهي فكرة شابها في بدايتها، الخوف من ردة فعل المجتمع.
في حين ينظر معظم الناس للتأمل على أنه مجرد شيء معنوي غير محسوس وضعيف التأثير، وينظرون لليوغا على أنها عبارة عن حركات رياضية فقط لا غير أو حركات تنفس لا أهمية كبيرة لها وأنها خاصة بأشخاص مترفين لديهم الوقت الكثير لممارسة هذه الأنشطة الفرعية في الحياة. ويرجع أصل اليوجا الى الهند وظهرت قبل أكثر من خمسة آلاف عام وأصبحت علاجا روحيا وجسديا يحظى بشعبية في الغرب، ويعتقد أن التحكم في التنفس وأوضاع الجسم اثناء ممارسة اليوجا يساعد على زيادة الوعي الذاتي والسيطرة على الإجهاد الذهني والجسدي وتطوير القوة البدنية والتوازن.
غير أن الأصول الهندوسية لليوغا جعلت بعض المحافظين من الديانات الأخرى بمن فيهم المسلمين، يتحرجون منها خوفا من تأثيرها عليهم دينيا. فهل يمكن لليوغا أن تضعف من عقيدة الشخص الدينية؟.
ممارسة اليوجا قد تخفف من أعراض الربو
استعرض الدكتور جين لينغ تانغ من الجامعة الصينية في مستشفى أمير ويلز في هونج كونج 15 دراسة شملت أكثر من ألف مريض بالربو لتحديد ما إذا كان لممارسة اليوجا أي فوائد كبيرة، وشمل ثلث هذه الدراسات ممارسة تمارين التنفس فقط أما الدراسات الباقية فتضمنت تمارين التنفس وأوضاع الجسم المختلفة والتأمل. وتراوحت ممارسة اليوجا بين أسبوعين إلي أربعة أعوام ونصف العام على الرغم من أنها كانت أقل من ستة أشهر في أغلب الدراسات، وبشكل عام ساهمت اليوجا في تخفيف الأعراض قليلا وقللت استخدام الأدوية. بحسب رويترز.
ولم تتحدث الدراسات عن أي مضاعفات مرضية خطيرة نتيجة ممارسة اليوجا لكن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للتوصل إلى نتائج محل ثقة عن الآثار الجانبية غير المرغوبة، وقال الباحثون "وجدنا أن اليوجا ربما تساعد المرضى على ممارسة حياتهم بشكل أفضل وتخفف أعراض الربو على نحو ما...مع ذلك ثقتنا في النتائج قليلة لأن معظم الدراسات تعتريها عيوب"، وأضافوا "نحتاج إلى دراسات قيمة تشمل عددا كبيرا من ممارسي اليوجا كي نتمكن من التوصل إلى نتيجة حاسمة بشأن تأثير اليوجا على الربو".
يوغا على شاطئ طرابلس لنساء ينشدن ساعة انعزال
تحمل مجموعة من النساء كل خميس الحصائر الملونة والمرتبة بعناية وتتمشين نحو الشاطئ في شرق العاصمة الليبية لممارسة رياضة اليوغا في الهواء الطلق، بعيدا عن رقابة مجتمعهن المحافظ والخيبات اليومية المتواصلة في البلاد منذ ست سنوات.
وبحماية سيارة شرطة، تسير نحو 25 امراة بملابسهن الرياضية بين بيوت مجمع "الريغاتا" السياحي المهجور منذ ثورة 2011، لتفترشن ولمدة ساعة الشاطئ المقابل للمجمع، وتتابعن بحماسة تعليمات المدربة، وتقول مودة لوكالة فرانس برس "اليوغا تخرجني من الضغوط التي نعيش فيها. استطيع هنا ان انفصل عن العالم الواقعي"، وتضيف وهي تهم بالخروج من مبنى النادي باتجاه البحر "علينا ان نجد مكانا لنا وحدنا، وهذا المكان يوفر لنا المدى الذي ننشده. نشعر بالحرية هنا".
في "الريغاتا"، وفرت في بداية شهر نيسان/ابريل الحالي مديرة نادي "بي فيت" الرياضي عبير بن يوشح هذا "الجديد"، وتقول عبير لفرانس برس "شعرنا بان المراة بعد الحرب تحتاج الى ترفيه والى تغيير"، وتتابع بحماسة "اضفنا اليوغا على الشاطئ بعدما كنا قد ادخلنا الى نادينا العديد من الرياضات الاخرى وبينها الزومبا والرقص الهندي والعربي الممزوج بالحركات الرياضية"، على الشاطئ حيث تنتشر الاكواخ الخشبية الفارغة، تطبق الرياضيات تعليمات المدربة على بعد امتار قليلة من البحر. وتبدو بالقرب من الشاطئ عشرات الابنية المهجورة وامامها شوارع خالية من المارة والسيارات.
وكان مجمع "الريغاتا" مخصصا للاجانب الذين عملوا في شركات النفط خصوصا وعاشوا في مدينة طرابلس لسنوات حتى غادروها مع اندلاع الثورة التي اعقبها اقتحام المجمع من مجموعات مسلحة للاستيلاء على منازل افراد عائلة معمر القذافي فيه، وسرعان ما اصبح المجمع بكامل منازله مقرا لهذه المجموعات حتى اندلاع معارك صيف العام 2014 وخروجها منه، وتقول عبير وهي تجلس على كرسي في حديقة النادي والى جانبها ابنتها "كنت اخشى على سمعة النادي وان يقال باننا منفتحون ومتحررون اكثر مما يجب. خفت من ردة فعل الازواج والاباء. لكن الناس محتاجون فعلا الى جديد والى ترفيه، والى ان يعيشوا كما يعيش سكان اي دولة اخرى"، وتشير الى ان الجلسة الاولى "كانت ضعيفة. النساء جئن للتفرج وللاطمئنان الى مستوى الامن هنا. وعندما رأين سيارة الشرطة ترافقهن خطوة خطوة حتى الشاطئ، ووجدن ان المكان فارغ، شعرن بالاطمئنان وارتفع عدد المشاركات". بحسب فرانس برس.
ولا تتوقع عبير "ان تتقبل الفكرة كل شرائح المجتمع"، لكنها تطالب النساء "بان يجربن، ثم يبدين اراءهن"، على صفحة النادي على موقع "فيسبوك"، يتم الترويج للرياضة المستحدثة بالعبارة التالية "مفاجأة شهر ابريل كل يوم خميس (...) حصة يوغا على شط البحر"، واستقطب الاعلان تعليقات عدة، من السؤال عن المكان والتعرفة، الى الترحيب بالفكرة وطرحها على صديقات اخريات، وقابلها عدد قليل بالتشكيك، فكتبت احداهن "أحسستمونا ان طرابلس امن وامان"، لكن بالنسبة الى ايمان، فان الامر يتعلق فقط بالاستمتاع برياضة جسدية وذهنية في مكان منعزل، وتقول ايمان وقد ارتدت ملابس رياضية بيضاء ووضعت نظارات شمسية "لم اشعر بالقلق. هل ستاتي الينا قوات كوماندوس مثلا من البحر؟ فلياتوا، نحن هنا".
الهند تستعد لليوم العالمي لليوغا
يتحول قلب نيودلهي الى فسيفساء من السجادات الملونة التي ستستضيف الافا من محبي اليوغا بمناسبة اليوم العالمي لهذه الرياضة العزيزة على قلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ففي الصباح الباكر ينتظر ان يتجمع على شارع كبير في العاصمة نحو 35 الف موظف رسمي وجندي ومواطن عادي لجلسة يوغا في الهواء الطلق تستمر 35 دقيقة قد تدخل موسوعة غينيس للارقام القياسية، وسيلتقي ممارسو اليوغا ايضا في دول اخرى للاحتفال بهذا التقليد الهندي القديم ، ولا سيما في بريطانيا على ضفاف نهر تيمز.
وقد جعل رئيس الوزراء الهندي وهو نباتي بامتياز ويمارس اليوغا يوميا من اليوم العالمي لليوغا محطة مهمة في البرنامج السياسي لحكومته الهندوسية القومية، بعد 13 شهرا على توليه السلطة، وكتب مودي العام الماضي في تغريدة خلال اطلاقه هذه المبادرة امام الجمعية العامة للامم المتحدة "اليوغا قادرة على جمع البشرية".
والتحضيرات جارية على قدم وساق في الهند منذ الضوء الاخضر الصادر عن الامم المتحدة للاحتفال بهذا اليوم، مع تشجيع المدارس والثكنات العسكرية والسجون على تنظيم جلسات يوغا خاصة بها، وقد تمت الاستعانة بنجم بوليوود اميتاب باشان للترويج لهذا الحدث وتم حث الكثير من الموظفين الرسميين الذين يعانون من بعض الوزن الزائد على ممارسة اليوغا لتحسين ليونتهم، وقد انتشرت اعلانات وملصقات في ارجاء نيودلهي لحث المواطنين على النزول الى المتنزهات او الانضمام الى الجلسة الضخمة في جادة راجبات الواسعة التي تؤدي الى انديا غيت في وسط العاصمة، ويقول مودي عن اليوغا انه "مرساة حياتي" وقد ساعدته على العمل ساعات طويلة وللنوم لفترة قصيرة. الا ان رئيس الوزراء سيكتفي بكلمة يلقيها الاحد من دون ان يتمدد على احدى السجادات خلال هذه الجلسة التي ستنقل على شاشات عملاقة على طول الجادة، ويريد مودي ان يعزز مكانة اليوغا كعنصر مركزي في الثقافة الهندية وهو جانب تلاشى في الدول الغربية حيث باتت اليوغا يعتبر رياضة.
وقد استحدث وزارة مكرسة بالكامل للترويج لليوغا والايرفيدا والممارسات التقليدية الهندية الاخرى. وقد خصص صفوفا مجانية لليوغا للموظفين الحكوميين البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص وعائلاتهم، وقالت وزيرة خارجية الهند سوشما سواراج للصحافيين "اليوغا هي اداة لـ+سوفت باور+ (السلطة الناعمة) للهند ومن خلال ذلك يمكن ان يتحول العالم باسره الى قرية واحدة (..) وان يمحى العنف امام سلام كهذا"، الا ان التحضيرات لليوم العالمي لليوغا اثار جدلا في صفوف الاقليات الدينية في الهند التي تتهم الحكومة بالترويج لبرنامجها المؤيد للهندوس في هذا البلد العلماني، فانتقدت جماعات مسلمة ان نشيد "اوم" خلال ممارسة اليوغا وبعض الوضعيات لها دلالات هندوسية منافية للاسلام.
وقال النائب المسلم اسد الدين عويسي لوكالة "برس تراست اوف إينديا" للانباء "ممارسة اليوغا تتضمن ما يعرف بـ+سوريا ناماسكار+ اي التضرع الى الشمس. وعلى الحكومة ان تدرك ان المسلمين لا يمكنهم الصلاة الا لله"، واعتبر النائب يوغي اديتياناه الذي يمثل الجناح الراديكالي في حزب مودي القومي الهندوسي ان الذين يعارضون اليوغا يجب ان يغرقوا انفسهم في البحر او مغادرة الهند. الا ان الحكومة نأت بنفسها عن هذه التصريحات.
ويقول ايشوار باسافارادي الذي يرئس "مورارجي ديساي ناشونال إنستيتوت اوف يوغا" في نيودلهي ان اليوغا هي الاداة الثقافية الهندية "الانسب للتصدير"، ويوضح لوكالة فرانس برس "اليوغا ترتكز على العلوم والفلسفة وليس على ديانة ما" واصفا اياها بانها "ممارسة متكاملة تتطلب ادارة الفكر والطاقة"، ويؤيد خليل احمد وهو جندي اكتشف اليوغا خلال جلسة نظمتها السلطات هذا التعريف ويقول لوكالة فرانس برس "اليوغا توفر الراحة للجسد والفكر".
مدرسة تضفي طابعا ذكوريا على اليوجا لجذب الرجال
قال اريك رايت وهو محلل مالي (22 عاما) من مدينة سان خوسيه في كاليفورنيا "أعتبر نفسي شخصا رياضيا لكنني لم أتمتع بالمرونة قط ولم أحبذ فكرة إحراج نفسي أمام مجموعة من النساء"، ويستخدم رايت وأقرانه موقع جروكر الالكتروني الذي يحتوي على ملفات فيديو للتمارين حتى يمارسون البروجا.
وقالت لورنا بورنستاين مؤسسة جروكر والرئيسة التنفيذية للموقع إن عددا متزايدا من الرجال يضيفون اليوجا إلى مجموعة التمارين التي يقومون بها في سبيل اكتساب المرونة وتقليل وقت التعافي،وأضافت "تأخر الرجال بعض الشيء في الانضمام لكننا نرى مزيدا منهم يجدون وقتا لممارسة اليوجا معا مرات قليلة في الأسبوع"، وشارك روبرت سيدوتي وهو مدرب يوجا يعيش في ولاية ماساتشوستس الأمريكية في تأسيس مدرسة بروجا يوجا التي دربت حتى الآن نحو 200 مدرب للبروجا في 22 ولاية على الأقل. ودرب سيدوتي أول فصل بروجا عام 2009، وقال سيدوتي الذي صمم تمارينه خصيصا لتلاءم جسم الرجل "يقول الكثير من الرجال: لا يمكنني أن ألمس ركبتي ولا أصابع قدمي. لن أذهب أبدا إلى فصل تغلب عليه النساء وأمارس أشياء لا أجيدها"، وتابع "نادرا ما نتخذ وضعيات تتطلب الانحناء إلى الأمام كثيرا والالتواء.، وقالت جيسيكا ماثيوز وهي كبيرة مستشاري تعليم الصحة والرشاقة في المجلس الأمريكي للتمرينات إن معظم الرجال يميلون إلى اعتبار اليوجا تمرينات رياضية وليس ممارسة روحية، وأضافت ماثيوز وهي مدربة يوجا أيضا "يهتمون بالشق البدني"، وقال رايت إن البروجا تعزز مرونة أوتار الركبة، وأضاف "قبل أربعة أشهر لم يكن باستطاعتي لمس أصابع قدمي واليوم يمكنني حتى وضع كفي على الأرض".
اليوجا قد تفيد القلب بقدر تمارين الايروبكس
خلصت مراجعة جديدة لدراسة سابقة إلى أن أوضاع اليوجا المختلفة قد تكون مفيدة للقلب بقدر ما يفيده ركوب الدراجات أو المشي السريع علاوة على أنها أيسر على كبار السن ومن يعانون من مشاكل صحية.
واستنادا إلى 37 تجربة إكلينيكية وجد الباحثون أن ممارسة اليوجا أدت الى خفض ضغط الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب وعوامل الخطر الأخرى المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية مثلما تفعل تمارين الايروبكس.
وقالت بولا تشو التي اشرفت على الدراسة وهي طالبة دكتوراه في السياسات الصحية بجامعة هارفارد في كمبردج بولاية ماساتشوستس الأمريكية إن النتائج التي خلصت اليها المراجعة اذا أخذ بها فإنها "تكمل نظاما نحو صحة أفضل للقلب والأوعية الدموية."
لكن تشو وزملاءها قالوا في الدورية الأوروبية للوقاية من أمراض القلب على الإنترنت إن هناك حاجة لدراسات أكبر لفهم كيفية تحسين اليوجا للصحة وتحديد الكم المثالي منها وما إذا كان هناك اختلافات في الفوائد بين أنواع اليوجا المختلفة قبل أن تصبح ممارستها وصفة طبية لأمراض القلب، ومع ذلك قال لاري فيليبس وهو طبيب أمراض القلب بمركز لانجن الطبي في جامعة نيويورك إن فوائد اليوجا محل نقاش منذ فترة طويلة، وأضاف فيليبس الذي لم يشارك في المراجعة الجديدة "أعتقد أننا رأينا أن مع ممارسة اليوجا والاسترخاء وتعديل السلوك الذي يصحب ذلك يستفيد جميع المرضى لاسيما من يعانون أمراض القلب"، وقال لخدمة رويترز هيلث "نستطيع أن نرى فوائد قابلة للقياس أكثر من ذي قبل".
أوضاع التوازن الصعبة في اليوجا
وقالت جيليان جيبري مدربة اليوجا التي تمارس أيضا رياضة قوارب التجديف الخفيفة وتدرس اليوجا على سطح الماء منذ عام 2009 "الناس يقولون لي انها مثل السير على الماء"، وقالت المدربة وحراس الشواطيء ان المبتدئين يتدربون أولا على الارض قبل ان يتدربوا على سطح الماء حيث تتطلب حتى أبسط أوضاع اليوجا جهدا اضافيا، وقالت "على اللوح حتى الوضع الاساسي السهل يصبح تحديا. التدريبات تجري ببطء لان الحفاظ على التوازن يستغرق وقتا"، وتتبع (إس.يو.بي) يوجا مدرستين قديمتين. الأولى الرياضة الحديثة التي بدأت في هاواي في الخمسينات والستينات والأخرى ترجع الاف السنين الى الوراء من أيام الصيادين القدامى من بولينيسيا الى بيرو.
وترجع الأوضاع الكلاسيكية في اليوجا الى اكثر من 5000 عام وجاءت في المركز السابع من بين أفضل عشر رياضات للياقة لعام 2015 استنادا الى مسح شمل أكثر من 3000 خبير نشرته هذا الشهر الكلية الامريكية للرياضات العلاجية.
اضف تعليق