يتربع السمك على قائمة الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية، لكن وفرة البدائل النباتية للأسماك وتزايد المخاوف حول نضوب المخزون السمكي ونصيب قطاع صيد الأسماك في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قد دفعت البعض للتساؤل حول مدى احتياجنا للأسماك في أنظمتنا الغذائية...
يتربع السمك على قائمة الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية، لكن وفرة البدائل النباتية للأسماك وتزايد المخاوف حول نضوب المخزون السمكي ونصيب قطاع صيد الأسماك في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قد دفعت البعض للتساؤل حول مدى احتياجنا للأسماك في أنظمتنا الغذائية.
والأسماك بها قيمة غذائية عالية؛ إذ تحتوي على العديد من العناصر المهمة على غرار أحماض "أوميغا 3" والدهون غير المشبعة، التي تساعد في الوقاية من العديد من الأمراض، ورغم هذه الفوائد، فإن الخبراء يوصون بتجنب بعض أنواع الأسماك، بسبب أضرارها المحتملة على صحة الإنسان، أو لأن عملية صيدها تتنافى مع معايير الصيد البيئية.
أشارت تقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن نسبة الأرصدة السمكية الواقعة ضمن المستويات المستدامة بيولوجيا، تراجعت من 90 في المئة عام 1974 إلى ما دون 66 في المئة اليوم.
وتُنصح الحوامل والمرضعات عادة بالحد من استهلاك بعض الأنواع من الأسماك بسبب مخاوف من احتوائها على نسب عالية من الزئبق وغيره من الملوثات.
فهل يوفر تناول الأسماك فوائد صحية تفوق مخاطره؟ تزايدت المخاوف في الآونة الأخيرة من احتمال احتواء الأسماك على مستويات مضرة من الملوثات والمعادن، ولا سيما مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور.
وهذه المركبات الكيميائية الصناعية كانت تُستخدم بكميات هائلة حول العالم قبل حظر إنتاجها، ولا تزال آثارها باقية في التربة والمياه. وربطت دراسات بين مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور وبين طائفة من الآثار السلبية على مختلف أجهزة وأعضاء الجسم، بدءا من الجهاز المناعي ووصولا إلى الدماغ.
وعُثر على آثار مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور في منتجات الألبان ومياه الشرب وغيرها، لكن أعلى نسب من هذه المركبات توجد في الغالب في الأسماك.
مشكلة تراكم المركبات السامة
جوناثان نابيير، المدير العلمي بمركز أبحاث روثامستد في هيرتفوردشير بإنجلترا، يقترح حلا غير متوقع للحد من استهلاك مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور من الأسماك، ويقول نابيير: "مشكلة تراكم المركبات السامة قد تكون أكثر انتشارا بين الأنواع التي يجري اصطيادها من المصائد الطبيعية البرية للاستهلاك البشري". وذلك لأن العناصر التي تتغذى عليها الأسماك المستزرعة تنظف أولا لإزالة المركبات السامة منها، ولهذا كثيرا ما تكون الأسماك المستزرعة أكثر أمانا من الأسماك التي تجمع من المصائد الطبيعية.
غير أن الاستزراع المائي له تبعات سلبية أيضا على البيئة، مثل تلويث المحيطات بالمخلفات، وقد تصبح مزارع الأسماك بؤرة للأمراض التي قد تتسرب إلى المسطحات المائية الطبيعية، وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا الحوامل والمرضعات بالحد من استهلاك أنواع الأسماك التي يُرجح أنها تحتوي على ملوثات، مثل مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور ودايوكسين، بحد أقصى مرتين أسبوعيا. وتتضمن هذه الأنواع الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، وبعض الأسماك غير الدهنية كسرطان البحر والقاروص. وتقدر الحصة الواحدة بنحو 140 غرام.
وأثيرت مخاوف أيضا حول احتواء الأسماك على الزئبق، وهو سم عصبي قد يخترق المشيمة ويؤثر على نمو الطفل. وربطت دراسات عديدة بين استهلاك الزئبق وبين السرطان ومرض السكري وأمراض القلب. وبالرغم من وجود الزئبق في أطعمة أخرى، مثل الخضروات، فقد أشارت دراسة إلى أن الأسماك والمأكولات البحرية هي المصدر الرئيسي لنحو 78 في المئة من استهلاك المشاركين للزئبق.
وأوصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الحوامل بالحد من استهلاك بعض الأنواع من الأسماك، مثل التونا والهاليبوت، إلى حصة واحدة أسبوعيا.
لكن هذه المخاوف بشأن تراكم المعادن الثقيلة في الأسماك يصفها نابيير بأنها مبالغ فيها، ويقول إن تراكم المعادن قد يكون مضرا في الأنواع التي تعيش عمرا أطول نسبيا، مثل سمكة السيف التي قد تعيش من 15 إلى 20 عاما، وقد يصل تركيز الزئبق في جسمها إلى 0.995 جزء في المليون. في حين أن تركيز الزئبق في أجسام السلمون، الذي يعيش ما يتراوح بين أربعة وخمسة أعوام، قد يبلغ نحو 0.014 جزء في المليون.
وذكرت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن الحد الأقصى لتركيز الزئبق المسموح للحوامل بتناوله في المرة الواحدة أسبوعيا، 0.46 جزء في المليون.
غير أن هذه المشكلة من المتوقع أن تتفاقم بعد أن أشارت أدلة إلى أن مستويات الزئبق قد ترتفع في المحيطات مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، لأن ذوبان التربة دائمة التجمد في المنطقة القطبية الشمالية يطلق الزئبق الذي كان محتجزا داخلها في الممرات المائية.
ويقول نابيير إن الزئبق يشكل خطرا ضئيلا على الصحة لا يقارن بالفوائد التي يجنيها الجسم من تناول السمك، ولا سيما الأوميغا 3.
تُنصح الحوامل بعدم تجاوز حصتين أسبوعيا من الأسماك الدهنية مثل سمك الإسبراط (الرنجة الصغيرة)، لاحتوائها على نسبة عالية نسبيا من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور
وربطت أبحاث بين استهلاك الأسماك الدهنية، كالسلمون والتونا والسردين والماكريل، وبين انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ويرجع ذلك إلى احتوائها على الأحماض الدهنية "أوميغا 3" مثل حمض الإيكوسابنتانويك وحمض الدوكوزاهيكانويك.
وقد يستمد الأوميغا 3 من مصادر نباتية أيضا، فبذور الكتان والجوز غنية بحمض ألفا لينولينيك، أحد أحماض "أوميغا 3". وأشارت دراسة إلى أن فوائد أحماض أوميغا 3 المستمدة من المصادر النباتية لصحة القلب قد تعادل فوائد حمضين الإيكوسابنتانويك والدوكوزاهيكانويك، ويوجد حمضا الإيكوسابنتانويك والدوكوزاهيكانويك في المكملات الغذائية المصنوعة من الطحالب، وكذلك في الأعشاب البحرية الصالحة للأكل.
ويقول نابيير إن حمض الإيكوسابنتانويك وحمض الدوكوزاهيكانويك يؤديان أدوارا مهمة في عملية التمثيل الغذائي، لكن الجسم لا ينتج كميات كافية منهما، ولهذا من المهم إضافتهما إلى النظام الغذائي.
ويساهم حمضا الإيكوسابنتانويك والدوكوزاهيكانويك في مقاومة الالتهابات، التي ربطت دراسات بينها وبين مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري.
ويقول فيليب كالدر، رئيس التنمية البشرية والصحة بجامعة ساوثهامبون: "الأدلة المستقاة من الأبحاث تثبت أنه كلما زاد استهلاك حمض الإيكوسابنتانويك وحمض الدوكوزاهيكانويك، انخفضت مخاطر الإصابة بالأمراض الشائعة، ولا سيما أمراض القلب، والموت جراء الإصابة بها".
ولعل الحل الأمثل لتفادي أضرار التعرض للزئبق والحصول على فوائد أوميغا 3 يتمثل في تناول مكملات زيت السمك، وإن كان بحث كلفت منظمة الصحة العالمية باحثين بإجرائه عن مكملات أوميغا 3، خلص إلى أن مكملات أوميغا 3 لا تغني عن تناول الأسماك الدهنية.
بينما يمكنك الحصول على أوميغا 3 من مكملات زيت السمك، فإنها أقل فعالية من تناول الأسماك الدهنية، ويقول نابيير: "أجسامنا مهيأة لاستقلاب الأطعمة الكاملة المكونة من عناصر عديدة، وليس جرعة مركزة من مكون غذائي أو عنصر واحد".
وتقول لي هوبر، الباحثة بجامعة إيست أنجليا والتي شاركت في دراسة منظمة الصحة العالمية: "تشير النتائج التي توصلنا إليها (بشأن مكملات زيت السمك) إلى تأثير مفيد ضئيل للغاية من حيث تقليل مخاطر الوفاة بأمراض القلب التاجية".
لكن نتائج هذه الدراسات قد يعتريها بعض الخلل، لأن تناول الأسماك الدهنية، باستثناء السردين الذي يعد رخيصا نسبيا، ربما يرتبط بالنظام الصحي الأعلى تكلفة. ومن المعروف أن المكانة الاجتماعية تؤثر أيضا على الحالة الصحية للأفراد بشكل عام. فقد يكون الأفراد الذين يأكلون كميات أكبر من الأسماك أعلى دخلا ويتبعون أنماط حياة صحية.
وأشارت أبحاث إلى أن تأثير تناول السمك على الصحة قد يتفاوت من شخص لآخر، بحسب قدرة الجسم على الاستفادة من حمضي الإيكوسابنتانويك والدوكوزاهيكانويك. ويقول كالدر إن هذا التفاوت قد يرجع إلى النظام الغذائي للفرد ونمط حياته وكذلك العوامل الوراثية.
وتؤثر أيضا البيئات التي يعيش فيها السمك على قيمته الغذائية، فالنظم البيئية البحرية على سبيل المثال غنية بالأوميغا-3، إذ تتغذى الأسماك الصغيرة على العوالق البحرية ثم تتغذى عليها الأسماك الأكبر حجما، ثم ينتقل أوميغا-3 عبر هذه السلسلة الغذائية إلى البشر. لكن الأمر يختلف مع الأسماك المستزرعة، التي يتناولها معظم الناس.
ويقول نابيير: "في مزارع الأسماك، توجد آلاف الأسماك في قفص، وتتغذى على ما يقدمه لها مزارعو الأسماك"، وبينما تتغذى الأسماك التي يجري اصطيادها من المصائد الطبيعية على طائفة متنوعة من الأسماك الصغيرة، فإن أسماك المزارع تتغذى عادة على الأنشوجة البيروفية.
لكن معدل صيد أسماك الأنشوجة بلغ بالفعل المستويات القصوى. وبحسب تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن الطلب المتزايد على مكملات زيت السمك أدى إلى تضاؤل نسبة زيت السمك في غذاء الأسماك المستزرعة. ومن ثم تراجعت كمية الأوميغا-3 التي نحصل عليها من الأسماك التي نتناولها.
وأشار بحث في عام 2016، إلى أن مستويات حمضي الإيكوسابنتانويك والدوكوزاهيكانويك في أسماك السلمون المستزرعة تراجع بمقدار النصف على مدى عشر سنوات، رغم أن نسبة الأوميغا-3 في الأسماك المستزرعة أعلى منها لدى نظيرتها التي تجمع من المصائد الطبيعية، لأنها تسبح عبر الأطلنطي وتحرق الدهون التي تستهلكها.
غذاء الدماغ
وبخلاف أوميغا-3، فإن الأسماك غنية أيضا بعناصر غذائية مفيدة مثل السيلينيوم، الذي يحمي الخلايا من التلف والإصابات، والأيودين، الذي يدعم عمليات التمثيل الغذائي الصحية، وكذلك البروتين.
واشتهر السمك بأنه غذاء الدماغ. وبالرغم من أن دراسات ربطت بين أوميغا-3 وبين إبطاء وتيرة التدهور المعرفي، يحتوي السمك على عناصر غذائية أخرى مهمة للدماغ.
وقارن باحثون، في دراسة نشرت مؤخرا، بين حجم أدمغة الأشخاص الذين يتناولون الأسماك والأشخاص الذين لا يتناولونها، ولاحظوا أن تناول الأسماك المطهوة في الفرن أو المشوية يرتبط بزيادة كثافة المادة الرمادية في الدماغ، بغض النظر عن مستويات أوميغا-3.
ويقول سايروس راجي، أستاذ مساعد الأشعة وعلم الأعصاب بكلية الطب جامعة واشنطن: "يتغير حجم الدماغ وفقا لتغير العادات الصحية أو الإصابة بالأمراض، وكلما زادت الخلايا العصبية زاد حجم الدماغ".
ولاحظ باحثون أجروا فحصا بالرنين المغناطيسي على 163 مشاركا في الدراسة كانوا في أواخر السبعينيات من العمر، أن حجم أدمغة المشاركين الذي يتناولون الأسماك أسبوعيا كان أكبر حجما، مقارنة بنظرائهم الذين لا يتناولونها، ولا سيما في الفص الجبهي، المرتبط بالتركيز، والفص الصدغي، المرتبط بالذاكرة والتعلم والوظائف المعرفية.
ويعزو راجي العلاقة بين الأسماك والدماغ إلى خصائص الأسماك المضادة للالتهابات. ويقول: "إذا كنت ترغب في تحسين صحة الدماغ والوقاية من مرض ألزهايمر فقد لا تحتاج سوى للمواظبة على تناول السمك". وينصح راجي بتناول السمك مرة على الأقل أسبوعيا بدءا من العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، لدرء مخاطر الإصابة بالخرف.
وقد يكون السمك مفيدا للصحة لسبب آخر، أنه يحل محل الأطعمة غير الصحية في أنظمتنا الغذائية، فكلما زاد استهلاكنا للأسماك، تراجع استهلاكنا للأطعمة غير الصحية.
لكن حتى الآن لا توجد أدلة كافية تثبت أن الأشخاص الذين لا يتناولون الأسماك يعانون من سوء التغذية أو نقص في المغذيات الدقيقة، ولهذا يقول كالدر إنه من الصعب الجزم بأن السمك ضروري لصحة الإنسان بشكل عام. لكن في الوقت نفسه من المؤكد أن أوميغا-3 يحسن الصحة ويقلل مخاطر الإصابة بالأمراض.
ويرى كالدر أن الأبحاث القادمة ستركز على إيجاد حلول للحفاظ على المخزون السمكي الطبيعي، مثل زراعة الطحالب واستخراج زيت أوميغا-3 منها، أو بتشجيع الأفراد على اختيار أنواع الأسماك التي تُصطاد بطرق مستدامة بيولوجيا، ولهذا الغرض، صدرت أدلة إرشادية تتضمن قوائم الأسماك التي تُصطاد بطرق لا تؤذي البيئة، ومنها السلمون المستزرع والروبيان والقد والماكريل وبلح البحر والمحار والهاليبوت المستزرع.
أنواع من الأسماك ينصح بتناولها و7 أخرى يفضل تجنبها
في تقرير نشرته مجلة "هيلث دايجست" (Health Digest) الأميركية، تستعرض الكاتبة آلي آركوري قائمة بأفضل الأسماك من الناحية الغذائية، والأنواع الأخرى التي يُفضل تجنبها.
أولا: الأسماك التي ينصح بتجنبها
1- السلمون المستزرع (Farmed salmon)
يوصي الخبراء غالبا بتجنب تناول سمك السلمون المستزرع، لأنه يتغذى بشكل مختلف تماما عن سمك السلمون الذي يعيش في البحار.
يحتوي السلمون المستزرع على 3 أضعاف الدهون لكل 4 غرامات مقارنةً بسمك السلمون الذي يعيش في البحر، وذلك لأن المستزرع يتغذى على وجبات غنية بالدهون من أجل مضاعفة أحجامه. والأسوأ من ذلك أن أغلب تلك الدهون تأتي من أحماض "أوميغا 6" الدهنية، وهو النوع الذي يوصى بالاعتدال في تناوله.
كما يحتوي السلمون المستزرع على مستويات أعلى من الملوثات، لأنه يعيش في أماكن مغلقة.
2- سمك البلطي (Tilapia)
يعيش سمك البلطي في المياه العذبة، ورغم أنه يمثل الوجبة المفضلة لكثيرين، فإنه ينطوي على بعض المخاطر الصحية حسب الدولة التي ينشأ فيها.
ومقارنة مع الأسماك الأخرى، لا يوفر البلطي قيمة غذائية عالية، ويرجع ذلك إلى احتوائه على نسبة كبيرة من أحماض "أوميغا 6″، ونسبة قليلة جدا من أحماض "أوميغا 3" الدهنية، التي تساعد في السيطرة على الكوليسترول وأمراض القلب.
3- سمك المفلطح الأطلسي (Atlantic flatfish)
ثبت أن الكثير من سمك المفلطح الذي يتم صيده في الوقت الراهن يحتوي على مواد ملوثة. في ثمانينيات القرن الماضي، أظهرت الأبحاث أن نحو 75% من الأسماك التي تصطاد في بوسطن بها علامات على أمراض الكبد والأنسجة السرطانية.
وكلما كبرت هذه الأسماك، زادت نسبة المعادن الثقيلة التي تحتوي عليها، إذ تستغرق سنوات حتى تنضج تماما، وتمتص الزئبق بشكل أكبر من الأسماك الأخرى.
4- الكافيار (Caviar)
الكافيار عبارة عن بيض يُستخرج من بطارخ بعض أنواع الأسماك مثل سمك الحفش، لكن هل تعلم أن الصيادين يستخرجون هذه الأسماك لقطع بطارخها، ثم يرمونها لتموت في البحر؟ فهذا الصيد يتنافى مع المعايير البيئية المقررة في هذا الشأن.
5- سمك القرش (Shark)
نظرًا لأن أسماك القرش من الحيوانات المفترسة التي تعتلي قمة السلسلة الغذائية، فإنها تأكل كل ما يعترضها من أسماك ضارة ومواد بلاستيكية، لذلك عادة ما تكون أسماك القرش مليئة بالسموم، بما في ذلك الزئبق والزرنيخ والرصاص.
كما أن عملية صيد أسماك القرش مدمرة للبيئة، حيث تتسبب كل عام في قتل 100 مليون سمكة قرش، وفقًا لـ"ناشيونال جيوغرافيك" (National Geographic).
6- سمك الروبي البرتقالي (Orange roughy)
يحتوي سمك الروبي البرتقالي على كمية عالية من الزئبق، وقد يؤدي تناوله باستمرار إلى حدوث خلل وظيفي في الجهاز العصبي، كما أن استهلاكه قد يضر بالحامل.
وبغض النظر عن الخطر الصحي الذي يشكله تناول هذه الأسماك، فإن الإفراط في صيدها قد يضر بالسلسلة الغذائية.
7- الأنقليس (Eel)
يوضح مركز مراقبة المأكولات البحرية بخليج "مونتيري" أن سمك الأنقليس (المعروف بثعبان البحر) مدرج في قائمة المأكولات البحرية التي يجب تجنبها بسبب مشاكل الاستدامة المتعلقة بعملية صيده.
وتعمل عدة منظمات بيئية على إيجاد طرق مستدامة لتربية هذه الأسماك، في ظل خطر انقراض أنواع من ثعبان البحر، وتصنف معظم أنواع ثعبان البحر ضمن فئة الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، وفقًا لصندوق الدفاع عن البيئة.
ثانيا: الأسماك التي ينصح بتناولها
1- السلمون البري (Wild-caught Alaskan salmon)
يعتبر هذا النوع من السلمون الخيار الأفضل، إذ يحتوي على كمية دهون أقل من السلمون المستزرع، ويوفر الكثير من المعادن والعناصر الغذائية الأساسية الأخرى، بما في ذلك الحديد والكالسيوم.
وأظهرت بعض الدراسات أن سمك السلمون البري يحتوي على نسبة صحية من "أوميغا 3" و"أوميغا 6″، ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض كمية الدهون في هذا السمك بشكل عام.
2- تراوت قوس قزح (Rainbow trout)
تعتبر أسماك تراوت قوس قزح غذاء بحريا صحيا ومستداما؛ فمن الناحية الغذائية، هذا النوع من الأسماك غني بأحماض "أوميغا 3″، كما يحتوي على السيلينيوم والبوتاسيوم وفيتامين "بي 12" وفيتامين "بي 6″، إضافة إلى احتوائه على نسبة عالية من البروتينات.
3- سمك الماكريل الأطلسي (Atlantic mackerel)
يعتبر سمك الماكريل الأطلسي خيارا صحيا وصديقا للبيئة؛ فهو يحتوي على نسبة ضئيلة من الزئبق. وتعتبر المعدات المستخدمة في صيد الماكريل أقل ضررا على البيئة، مما يساعد في الحفاظ على تكاثر واستهلاك هذه الأسماك بشكل مستدام.
ووفقا لمجلة "إيتينغ ويل" (Eating Well)، تحتوي كل 3 أوقيات من سمك الماكريل الأطلسي على نحو 20 غراما من البروتينات الخالية من الدهون، مع نسبة عالية من أحماض "أوميغا 3" الدهنية. وتوفر الحصة نفسها ما يقرب من 3 أضعاف الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين "بي 12".
4- الرنغة (Herring)
يحتوي سمك الرنغة على فيتامين "دي" والسيلينيوم (معدن نادر يعزز الخصوبة والوظائف الإدراكية)، إضافة إلى البروتينات الخالية من الدهون، وكميات منخفضة من الزئبق. وتوصى المرأة الحامل بتناول هذه الأسماك، إذ كشفت الأبحاث أن أحماض "أوميغا 3" تساعد في نمو دماغ الجنين.
5- سمك السمور (sablefish)
يعتبر السمور من الأسماك الزيتية المغذية واللذيذة التي بها كثير من الفوائد الصحية. ووفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، يعد سمك السمور الأميركي من الخيارات الجيدة في عالم المأكولات البحرية، لأن عملية صيده تخضع للوائح.
ويحتوي سمك السمور على "أوميغا 3" أكثر من الأسماك الأخرى قليلة الدهون.
6- سمك السلور (Catfish)
إضافة إلى الفوائد الغذائية، فإن هذه الأسماك تمتص الملوثات والمعادن الثقيلة بشكل أقل من غيرها من الأسماك الكبيرة المعمّرة.
ووفقًا لإدارة الغذاء والدواء، يحتوي سمك أبو سيف -على سبيل المثال- على 40 ضعفا لكمية الزئبق التي يحويها سمك السلور، ونحو 3.5 أوقيات من سمك السلور تحتوي على ما يقارب 3 غرامات من الدهون و18 غرامًا من البروتينات. كما يحتوي السلور على السيلينيوم والفوسفور والبوتاسيوم والثيامين وفيتامين "بي 12".
7- سردين المحيط الهادي (Pacific wild-caught sardines)
يعد سردين المحيط الهادي من أفضل الأسماك التي يُنصح بتناولها، فهو من الأسماك الصغيرة التي تتكاثر بسرعة.
ونظرًا لأن دورة حياتها قصيرة نسبيًا، فإنها لا تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة مقارنة بالأسماك الأخرى، وفيما يتعلق بقيمته الغذائية، يحتوي سردين المحيط الهادي على كمية وفيرة من فيتامين "دي"، إضافة إلى "أوميغا 3″، ونسبة عالية من الكالسيوم.
مثل الإنسان.. الأسماك تحسّ بالتعاطف وتواسي بعضها!
الشعور بالتعاطف مع الآخر ليس إحساساً إنسانياُ بحتا.. ولا حتى خاص بالثدييات، بل كذلك يوجد عند الأسماك، التي تملك القدرة على مواساة بعضها، وأن تكون أكثر اجتماعيةً في حالات الخطر!
يمكن للأسماك أن تستشعر الخطر الذي تحس به بقية الأسماك القريبة منها، وأن ينتقل هذا الإحساس إليها بدورها، إذ بيّنت دراسة أن دماغ الأسماك يتوفر كذلك على الأوكسيتوسين، وهو مكوّن كيميائي موجود في دماغ الإنسان، مسؤول عن العواطف التي نشعر بها، ومن ذلك الإحساس بالحب، لدرجة أن مقالات كثيرة تطلق عليه "هرمون الحب".
وبيّنت الدراسة المنشورة في مجلة ساينس الشهيرة، والتي نشرت أسوشيتد برس أهم مضامينها، أن حذف الجينات المرتبطة بإنتاج وامتصاص الأوكسيتوسين في أدمغة سمك الزرد، وهو نوع استوائي صغير يُستخدم كثيراً في الدراسات العلمية، يجعل هذه الأسماك غير اجتماعية، ويؤدي إلى تغيير سلوكها عندما تكون بقية الأسماك في حالة من القلق.
وعندما تمت إعادة حقن الأسماك في عيّنة الدراسة، فقدرتها على الإحساس بالمشاعر التي تشعر بها بقية الأسماك عادت إلى طبيعتها، ما وصفه العلماء بنوع من العدوى العاطفية. ويقول الباحث في علم الأعصاب في جامعة كالجاري، إبوكون أكينرينادي، وهو مؤلف مشارك في الدراسة: "هذه الأسماك تتفاعل كما الإنسان، فهي تتجاوب مع الخوف الذي تشعر به بقية الأسماك".
والهدف من الدراسة هو تبيان أنّ الإحساس بالتعاطف ليس سلوكا خاصة بكائنات معينة فقط كالإنسان، وأن هذا التفاعل الكيميائي الذي يحدث في الدماغ يوجد في الطبيعة، كما تظهر أهميتها في تأكيدها لوجود تعاطف لدى الأسماك بدورها، بعدما كان الأمر مشكوكاً فيه عكس الحيوانات التي بيّنت دراسات متعددة سابقا كونها تعكس مشاعر بعضها البعض.
وتوضح الدراسة أن هذه الأسماك تعطي اهتماماً أكبر للأسماك الأخرى التي تعرّضت لتوتر كبير، كما لو أنه سلوك فيه نوع من المواساة، ما يؤكد أن هرمون الأوكسيتوسين يلعب دوراً رئيسياً في نقل العواطف، وفي دعم الأسماك لبعضها البعض في حالة الخطر.
ويقول هانز هوفمان باحث في علم الأعصاب بجامعة تكساس في أوستن الأمريكية، إن القواسم المشتركة بين الإنسان والأسماك عبر هذا المكوّن قد تكون حدثت منذ 450 مليون سنة، منذ "أن كان لدينا سلف واحد مشترك".
وعن وصف الأوكسيتوسين بكونه هرمون "حب"، يقول هوفمان إن هذه المادة الكيميائية لا تتوقف عند هذا الدور، بل هي تشبه " الجهاز الذي ينظم الحرارة، يقوم بتحديد ما هو مهم اجتماعياً في موقف معين، ومن ذلك تنشيط الدوائر العصبية التي قد تجعلك تهرب من الخطر، أو أن تنخرط في سلوك المغازلة والتودد".
للوقاية من الزهايمر.. هذه الأسماك لا يجب الإفراط في تناولها
تعتبر الأسماك "غذاء الدماغ" بفضل احتوائها على نسبة عالية من "أوميغا 3"، إلا أن باحثين يحذرون من أن الإفراط في تناول بعض الأنواع منها قد يؤدي إلى الإصابة بالزهايمر.
وقال موقع "إكسبريس" البريطاني إن الأسماك بصفة عامة تحتوي على الزئبق، لكن البعض منها يحتوي على معدلات أعلى من هذا السم العصبي، وأضاف أن استهلاك الكثير من عنصر الزئبق يمكن أن يجهد الدماغ، مما قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة، الذي يعدّ العلامة الرئيسية للخرف، وتقول منظمة الصحة العالمية إن "استهلاك كمية صغيرة من هذا المركب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة".
من جهته، ذكر حسين عبده، الصيدلاني المشرف في "مديسين دايركت" البريطانية: "تحتوي أنواع معينة من الأسماك على نسبة عالية من الزئبق. والزئبق هو سم عصبي وُجد أنه سبب محتمل للتدهور المعرفي لدى البشر المعرضين له، لذلك من الممكن أن يساهم تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق في الإصابة بالخرف".
وتابع: "من حسن الحظ أن خطر الإصابة بالزهايمر لا يرتفع إلا عند تناول قدر كبير من الأسماك عالية الزئبق على أساس منتظم.. لذلك من المهم التعرف على أنواع الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من هذا المركب لتجنب الإفراط في تناولها"، وأردف قائلا: "الأسماك التي تحتوي على معدلات عالية من الزئبق غالبا ما تكون من الأسماك المفترسة في المياه المالحة، مثل سمك أبو سيف وسمك القرش والماكريل".
اضف تعليق