أظهرت دراستان علميتان استمرتا قرابة 33 عاماً أن تناول المكسرات بشكل يومي يزيد الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان بنسبة تصل إلى 20 بالمائة.
قال علماء من الولايات المتحدة إن نتائج دراستين طويلتي المدى أظهرت أن تناول المكسرات ربما يخفض وبشكل واضح احتمال الوفاة مبكراً. وأوضح الباحثون تحت إشراف شارليز فوكس من معهد دانا فاربر للسرطان في مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس الأمريكية أن نتائج الدراستين اللتين أجريتا في الولايات المتحدة واستغرقتا فترة طويلة، تشير إلى أن المكسرات يمكن أن تخفض خطر الإصابة بأمراض القلب ومرض السرطان.
أجريت الدراستان على مدى 30 عاماً ونشرت نتائجهما الأربعاء (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013) في مجلة "نيو انغلاند جورنال اوف مديسين" الطبية. وأكدت النتائج وجود علاقة طردية بين تناول المكسرات وانخفاض احتمال الوفاة.
وأشارت عدة دراسات صغيرة سابقة إلى أن المكسرات يمكن أن تكون لها آثار إيجابية على الصحة وذلك من خلال خفض نسبة الدهون في الدم ووقاية الجسم من مرض السكري من النوع الثاني أو تخفيف الالتهابات. لذلك قرر الباحثون معرفة فوائد المكسرات من خلال تحليل نتائج دراستين واسعتين رافقتا 67 ألف و500 امرأة و42 ألف و 500 رجل يعمل معظمهم في وظائف ذات صلة بقطاع الصحة.
وبدأت إحدى الدراستين عام 1980 والأخرى عام 1986 وأدلى المتطوعون المشاركون فيهما ببيانات عن نظامهم الغذائي كل عامين إلى أربعة أعوام بشأن نظامهم الغذائي وأسلوب حياتهم وصحتهم. تبين للباحثين أن أكثر من 16 ألف امرأة و11 ألف رجل توفوا حتى نهاية عام 2010 وأن هناك علاقة عكسية بين تناول المكسرات والوفاة "وكانت الفائدة الواضحة للجوز أنه خفض حالات الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 29 بالمائة، وهذه الأمراض هي أكثر أسباب الوفاة في الولايات المتحدة"، حسبما أوضح فوكس في بيان عن معهده.
وجاء في البيان أيضاً: "ولكننا وجدنا أن هناك انخفاضاً واضحاً أيضاً بلغ 115 في نسبة الوفاة جراء الإصابة بالسرطان". وتبين للباحثين أن هذه العلاقة كانت أوضح كلما ازدادت كميات المكسرات التي تناولها المشاركون في الدراسة وأن تناول المكسرات مرة أسبوعياً يزيد الوقاية من أمراض القلب والسرطان بنسبة تصل إلى 11 بالمائة، وأن تناوله مرتين إلى أربع مرات أسبوعياً يرفع هذه النسبة إلى 13 بالمائة، في حين أن تناوله خمس إلى ست مرات يزيد نسبة الوقاية إلى 15 بالمائة، وأن تناوله مرة واحدة على الأقل يومياً يصل بهذه النسبة إلى 20 بالمائة.
كما أظهرت الدراسة التي مولتها شركات متخصصة في صناعة المكسرات خطأ الاعتقاد بأن المكسرات تتسبب في البدانة، إذ وجد الباحثون أن متناولي المكسرات كانوا أكثر رشاقة من أقرانهم، سواء كانت هذه المكسرات عبارة عن فول سوداني أو مكسرات أخرى مثل الكاجو والجوز والبندق والفستق واللوز. بحسب وكالة الانباء الألمانية.
غير أن معدي الدراسة أقروا في الوقت نفسه بأن بياناتهم لا تدل على أن هذه الوقاية سببها تناول المكسرات بالفعل، ولكنهم أكدوا أن نتائج الدراستين تشير في هذا الاتجاه سواء بالنسبة للرجال أو النساء. وأكدت نتائج الدراسة نتائج دراسات صغيرة سابقة وصلت إلى نفس النتائج. وأخذ الباحثون عوامل أخرى في الاعتبار عند تحليل نتائج الدراستين مثل عوامل التغذية وأسلوب الحياة ولم يظهر لهذه العوامل تأثير يذكر على النتائج.
ترفع الخصوبة
توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول حفنة من المكسرات يوميا يحسن من الخصوبة لدى الرجال ويرفع عدد الحيوانات المنوية. الدراسة الإسبانية فسرت ما توصلت إليه بتجربة علمية استمرت لأكثر من 14 أسبوعا.
وفي هذا الشأن، خلصت دراسة حديثة إلى أن تناول المكسرات يعود بمنافع صحية على الجسم لا ينبغي تفويتها من أجل الحصول على نظام غذائي متوازن. وأضافت الدراسة أن تناول حفنة من المكسرات يوميا يحسن الخصوبة عند الرجال ويزود الجسم بالفيتامينات والألياف الضرورية، وفق ما أشار إليه موقع "فوكس" الألماني.
وأوضح موقع "هايل براكسيس" أن الدراسة الصادرة عن جامعة "روفيرا فيرجيلي" الإسبانية توصلت إلى أن الاستهلاك المنتظم للمكسرات لا يُحسن فقط من الخصوبة عند الرجال، بل ويرفع أيضا من عدد الحيوانات المنوية.
وأفاد موقع "Fitbook" أن النتائج شملت دراسة شارك فيها حوالي 119 شخصا تتراوح أعمارهم بين ( 18 و 35 عاما)، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، وأضاف الموقع الألماني أن المشاركين تناولوا لمدة 14 أسبوعا مزيجا من المكسرات (حوالي 60 غرما يوميا من اللوز والبندق والجوز)، فضلا عن نظامهم الغذائي المعتاد، وأردف أن خبراء الدراسة فحصوا -بعد فترة التجربة- جودة وعدد الحيوانات المنوية.
وفي نفس السياق، أكد موقع "فوكس" أن الخبراء سجلوا تحسنا ملحوظا للخصوبة لدى الأشخاص الذين تناولوا يوميا 60 غراما من المكسرات، وأضاف أن هذا التحسن شمل بالذات عدد وحيوية بالإضافة إلى حركة الحيوانات المنوية.
ونقل موقع "Fitbook" عن المشرف على الدراسة، ألبير سالاس هويتوس، قوله "هناك العديد من الأدلة، التي تشير إلى أن تغيير أسلوب الحياة وبالخصوص اتباع نظام غذائي صحي قد يُساعد كثيرا"، وأضاف: "بطبيعة الحال فالمكسرات عنصر أساسي في الغذاء الصحي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط".
يُشار إلى أن دراسة أمريكية سابقة توصلت إلى أن الرجال، الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا تكون نسبة الخصوبة لديهم أقل من أولئك الذين يتناولون اللحوم، مضيفة أن تناول اللحم يعود بفوائد جمة على الرجال الراغبين في إنجاب الأطفال، حسب نفس الدراسة.
الوقاية من أمراض القلب
خلصت دراسة حديثة إلى أن من يتناولون بانتظام مزيجا من المكسرات، يشمل الجوز واللوز والبندق والفول السوداني وغيرها، قد تقل لديهم احتمالات الإصابة بأمراض القلب. واعتمدت النتائج على دراسة أجريت على أكثر من 210 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية، حيث فحص الباحثون التاريخ المرضي ونمط الحياة والعادات الغذائية لهذه العينة من الناس. ولاحظ الباحثون خلال متابعة استمرت أكثر من 20 عاما أن 14136 شخصا أصيب بأمراض القلب والأوعية الدموية بينهم 8390 أصيبوا بمشاكل في الشريان التاجي و5910 بجلطات.
وأشارت الدراسة الأمريكية إلى أن من تناولوا 28 غراما من المكسرات على الأقل خمس مرات في الأسبوع، تراجع احتمال إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 14 في المائة، وتراجع كذلك احتمال إصابتهم بمشاكل في الشريان التاجي بنسبة 20 في المائة. وقالت، شيلبا بوباتيراجو، الباحثة في علم التغذية بكلية "تي.إتش تشان" للصحة العامة في بوسطن التابعة لجامعة هارفارد "تناول مجموعة متنوعة من المكسرات ولو لبضع مرات أسبوعيا مفيد في تقليل خطرالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية". بيد أنها في نفس الوقت، نصحت بعدم الإفراط في تناول المكسرات وتجنب الأنواع المملحة.
وتابعت نفس المتحدثة "تحتوي المكسرات على سعرات حرارية عالية يجب تناولها بكميات صغيرة، واستبدالها بأطعمة أخرى بروتينية وليس إضافتها للنظام الغذائي". هذا، وسبق أن ربط باحثون بين تناول المكسرات وتراجع خطر الإصابة بإمراض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم، لكن معظم الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد ركزت على تناول المكسرات بوجه عام دون تحديد أنواع بعينها ذات فوائد أكبر.
في المقابل، ركزت الدراسة الجديدة التي نشرت بدورة الكلية الأمريكية لصحة القلب على أنواع المكسرات كل على حدة، ووجدت أن من يتناولون الجوز مرة في الأسبوع على الأقل انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 19 في المائة، بينما تراجع عندهم خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي بنسبة 21 في المائة مقارنة بمن لا يتناولون الجوز مطلقا. وفي نفس السياق، أوضحت الدراسة أن تناول حصتين على الأقل من الفول السوداني يرتبط بتراجع الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 13 في المائة وخطرالإصابة بمشاكل في الشريان التاجي بنسبة 15 في المائة.
وأفادت الدراسة الأمريكية أن تناول حصتين أو أكثر من المكسرات، كاللوز والكاجو والفستق مرتبط بانخفاض نسبته 15 في المائة في خطر الإصابة، بأمراض القلب والأوعية الدموية وبنسبة 23 في المائة في خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي. جدير بالذكر أن الباحثين لم يتوصلوا إلى دليل يربط بين تناول المكسرات وخطر الإصابة بالجلطات، لكنهم رصدوا أن احتمال الإصابة بجلطة يكون أقل عند من تناولوا كميات أكبر من غيرهم من الفول السوداني والجوز.
تقلل خطر عودة سرطان القولون
قال باحثون أمريكيون إن احتمال عودة سرطان القولون للأشخاص الذين سبق لهم الإصابة به من قبل، انخفض بدرجة كبيرة بالنسبة للذين تناولوا 57 جراماً على الأقل من المكسرات أسبوعياً، أي حوالي 48 حبة من اللوز و36 حبة من الكاشو. وما توصل إليه الدكتور تميدايو فاديلو بمعهد دانا-فاربر للسرطان في بوسطن وزملاؤه هو أحدث نتيجة تشير إلى وجود فائدة صحية لتناول المكسرات.
وحلل الباحثون استبياناً حول نظام غذائي مستمد من تجربة سريرية شملت 826 مصاباً بالمرحلة الثالثة لسرطان القولون والتي ينتشر فيها السرطان إلى العقد اللمفاوية القريبة فقط دون باقي أجزاء الجسد.
وخضع جميع المرضى الذين شملتهم الدراسة لجراحات وعلاج كيماوي. والمرضى الذين ذكروا أنهم تناولوا 57 غراماً على الأقل أسبوعياً من المكسرات، ونسبتهم حوالي 19 في المئة من المشاركين في الدراسة، تراجع احتمال عودة المرض إليهم بنسبة 42 في المئة، وقل احتمال وفاتهم بالمرض بنسبة 57 في المئة مقارنة بالمرضى الذين لم يتناولوا المكسرات.
وقال فاديلو، الذي نٌشرت نتائج دراسته قبل الاجتماع القادم للجمعية الأمريكية لعلم الأورام المقرر مطلع الشهر المقبل في شيكاغو، إن الفائدة الصحية تنطبق فقط على المكسرات وليس الفول السوداني أو زبدته، وأضاف أن سبب ذلك ربما يرجع إلى أن الفول السوداني من البقوليات التي لها تركيبة أيضية مختلفة عن المكسرات الشجرية.
تحمي من السرطان
أكدت دراسة نرويجية أن تناول المكسرات يساعد على مكافحة أمراض خطيرة مثل السرطان، والموت المبكر والقلب وغيرها، وأوضحت الدراسة أن العناصر الموجودة في المكسرات ولاسيما الجوز غنية بألالياف ومضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم.
أفادت دراسة حديثة، بأن تناول حفنة من المكسرات يوميا ولاسيما الجوز، يمكن أن يقلل من الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل القلب والسرطان. الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "BMC Medicine " الطبية المتخصصة، كشفت مدى أهمية تناول حفنة من المكسرات يومياً وذلك للحد من الإصابة بأمراض عديدة قاتلة.
وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، بالتعاون مع زملائهم بجامعة إمبريال كوليج في لندن، بالإضافة إلى باحثين من الولايات المتحدة الأمريكية أن تناول ما يعادل 28 غراماً من المكسرات على الأقل يقلل الإصابة بأمراض القلب بنسبة 19 في المائة، والسرطان بنسبة 18 في المائة، إضافة إلى تقليل نسبة خطر الموت المبكر.
وحلل الباحثون بيانات أكثر من 800 ألف مشارك من جميع أنحاء العالم، لكشف تأثير تناول جميع أنواع المكسرات ومنها البندق والجوز والفول السوداني على الصحة. ووجد الباحثون أيضا أن حفنة واحدة من المكسرات يومياً، تقلل خطر الوفاة بالأمراض التنفسية بمعدل النصف، وكذلك الإصابة بمرض السكري بنسبة كبيرة.
وعن السبب في ذلك، قال الباحثون، إن "المكسرات والجوز والفول السوداني غنية بالألياف والمغنسيوم والدهون غير المشبعة، وهي مواد غذائية تقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب، كما أنها تقلل من مستويات الكولسترول". وأضافوا أن "بعض المكسرات وخاصة الجوز غنية بمضادات الأكسدة التي تقلل من نسبة الإصابة بالسرطان". وأكدت الدراسة أن الأدلة العلمية أثبتت بدون شك أن تناول المكسرات كجزء من النظام الغذائي، يخفض نسبة الدهون المشبعة والكولسترول في الدم، ويقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
الفستق الحلبي
يعتبر الفستق الحلبي من المكسرات اللذيذة والمفيدة وغالية الثمن في نفس الوقت مقارنة بغيرها، ولكنه يمكن أن يكون خطراً ومضراً بالصحة في نفس الوقت. هناك أمور يجب الانتباه إليها لدى شراء الفستق الحلبي وتناوله فيما بعد.
للاستمتاع بتناول الفستق الحلبي اللذيذ والاستفادة من خصائصه الغذائية، يجب أن يكون جيد النوعية. لكن كيف يمكن معرفة ذلك؟ هناك أمور بسيطة يجب الانتباه إليها لدى شراء هذا النوع اللذيذ من المكسرات. أولاً وقبل كل شيء يجب أن تبدو حبات الفستق خضراء تماماً، وإذا كانت بقشورها، فيجب أن تكون مفتوحة بشكل جيد، حسب ما نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية في موقعها الالكتروني.
والأهم من ذلك ألا تبدو حبات الفستق عفنة أو أن تفوح منها رائحة العفونة، لأنه يمكن أن تنمو عليها مركبات "أفلاتوكسين"، وهي نوع من الفطريات السامة التي يمكن لكميات صغيرة منها أن تضر بالصحة وتشكل خطراً، بحسب الموقع الالكتروني لمجلة "فوكوس" الألماني.
تجدر الإشارة إلى أن الفستق الحلبي يحتوي على الكثير من السعرات الحرارية لأن نصف تركيبها يتكون من الدهون، لهذا ينصح من يشكون من زيادة الوزن أو يحاولون تخفيف وزنهم والحصول على قوام رشيق بعدم تناول كميات كبيرة منه، ويمكنهم أن يشتروا الفستق غير المقشر، لأن تقشيره يستغرق بعض الوقت، ما يساعد على تناول كميات أقل مقارنة مع الكميات التي يتناولها المرء عندما يكون أمامه اللب فقط، أي حبات الفستق اللذيذة بدون قشورها.
اضف تعليق