بدت إحتفالات المسلمين، في المنطقة العربية وحول العالم، بأول أيام عيد الفطر المبارك، مختلفة هذا العام عنها في أعوام سابقة، في ظل إجراءات غير عادية، فرضها تفشي فيروس كورونا في العالم، ومن المغرب إلى العراق، مرورا بمصر والأردن وسوريا، حظرت معظم الدول أداء صلاة العيد...
بدت إحتفالات المسلمين، في المنطقة العربية وحول العالم، بأول أيام عيد الفطر المبارك، مختلفة هذا العام عنها في أعوام سابقة، في ظل إجراءات غير عادية، فرضها تفشي فيروس كورونا في العالم، ومن المغرب إلى العراق، مرورا بمصر والأردن وسوريا، حظرت معظم الدول أداء صلاة العيد جماعة، ضمن التدابير المعمول بها للتباعد الاجتماعي، بهدف الحيلولة دون مزيد من تفشي الوباء.
جاء العيد هذا العام، دون مظاهر وطقوس كانت مألوفة، ففي معظم المدن العربية، كان من المعتاد رؤية الشوارع مكتظة بالعائلات، مع أبنائها وبناتها، في طريقهم لأداء صلاة العيد، بينما تتردد في كل مكان إصداء تكبيرات العيد، وتبدو المساجد والساحات وهي ممتئلة بالمصلين، كان العيد يعني أيضا للكثيرين "لمة العائلة"، كما كان يعني بهجة الصغار بلقاء ذويهم واللهو مع أقرانهم، لكن كل ذلك تبدل هذا العام، في ظل ظروف استثنائية، فرضها وباء كورونا.
يحتفل أكثر من 1.8 مليار مسلم في أنحاء العالم بعيد الفطر، في ظل تداعيات انتشار فيروس كورونا وما ترتب عليه من القيود في الحركة وإغلاق المساجد والأسواق والمحلات التجارية خلال فترة الأعياد.
وحظرت السلطات الدول العربية التجمعات العائلية وفرضت بعضها حظرا جزئيا للتجوال أول ثلاثة أيام من العيد لمنع انتشار الفيروس كما ستبقى المساجد والجوامع مغلقة في أغلب الدول العربية كالجزائر، الأردن والضفة الغربية.
طقوس سنوية يحرص عليها الجميع بمجرد الاستعداد لقدوم الأعياد، خاصة عيد الفطر المبارك الذي تبدأ الأسر في شراء ملابس العيد لأطفالها من قبلها بفترة وجيزة، ويستعد الأطفال والكبار لاستقباله بإطلالة جديدة ومختلفة، إلا أن الوضع قد يكون مختلفًا بدرجة كبيرة هذا العام عن كل عام مضى، بسبب ما فرضه انتشار فيروس كورونا.
إليكم بعض النصائح النفسية حتى نستطيع الحفاظ على صحتنا النفسية والاستمتاع والابتهاج أيام العيد، زين أنت وأسرتك المنزل باستخدام خامات من المنزل واصنع ديكور بسيط احتفالا بالعيد و علق البلالين واكتب جمل مبهجة ترحبيا بعيد الفطر المبارك.
إذا كان بإمكانك شراء ملابس جديدة لك ولأسرتك فقم بذلك من خلال الشراء الإلكتروني وإن لم تستطع قم بتنسيق ملابس من خزانتك بشكل مختلف عن المعتاد وجهزها لارتدائها أول يوم العيد كالمعتاد حتى إن لم تنزل من منزلك فهذا من شأنه أن يجعلك تشعر بفرحة العيد والابتهاج بالملابس وقم بالتقاط صور لك ولأسرتك.
هنىء بقدوم العيد أحبابك وأصدقاءك ومعارفك الذين لم تتحدث معهم منذ مدة طويلة وحث أولادك على تهنئة أصدقائهم بالعيد والتواصل معهم عبر الفيديو وتبادل الأفكار سويا عن كيفية تقضية أيام العيد.
قم بممارسة الأنشطة الجماعية مع أفراد أسرتك وقضاء أوقات داخل البلكونة أو سطح المنزل إذا أمكن، والبحث عن مجموعة من الألعاب الجماعية المسلية التي يتخللها الحركة والبحث لللاستمتاع بأوقاتكم أثناء العيد.
قم بإدخال البهجة والسعادة على أشخاص آخرين تأثروا من جائحة الكورونا ولا يستطيعوا شراء ملابس جديدة أو شراء كحك العيد فهذا من شأنه أن يرفع لديك معدل الرضا والسعادة وأن يعلم أبناءك العطاء والتكاتف مع الآخرين وقت الأزمات مما يخلق لديهم بعض القيم النبيلة كمساعدة ودعم الآخرين.
قم بعمل كحك العيد ومخبوزاته بالمنزل حتى إن لم تكونوا معتادين على ذلك فهذا من شأنه أن يضفي الفرحة والبهجة عليك وعلى أسرتك ومن الممكن أن تتفق مع أحد أقاربك أو أصدقائك على عمل تلك المخبوزات سويا في نفس الوقت ومشاركة النتائج سويا عبر الفيديو.
مارس أنت وأولادك تدريب الامتنان من خلال تبادل الرسائل سويا أيام العيد وكتابة رسائل إيجابية جميلة تعبر فيها عن امتنانك لوجودهم بحياتك فهذا من شأنه أن يزيد الثقة بالنفس لدى كل أفراد الأسرة ويزيد من الترابط بينكم ويضفي الحب والفرحة على الجميع.
في النهاية اعلم أن الفرحة والسعادة ليس لها قيود أو شروط وتستطيع أن تبتهج في أي مكان وزمان، لذا فاصنع سعادتك مع أسرتك والآخرين واستمتع بالعيد.
الفيروس القاتل أفسد جميع الاحتفالات والمناسبات، وحصر لقاءاتنا عن بعد بتطبيقات السوشال ميديا، فهل سنسمح لانتشار الفيروس أن يسلب العيد نكهته، أم أننا سنجد مساحة نخلق فيها الفرحة لأبنائنا؟
مصر والأردن
وفي مصر، شهدت الأسواق إقبالا من المواطنين - رغم القيود المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا - لشراء احتياجات العيد، من الكعك، والبسكويت، والحلوى، والمأكولات المختلفة، إلى ملابس الأطفال والهدايا واللعب.
كانت مصر قد سجلت يوم الخميس 774 حالة إصابة بفيروس كورونا، وهو أعلى معدل يومي للإصابات في مصر منذ ظهور أول حالة إصابة في البلاد، وبذلك يصل إجمالي عدد الإصابات إلى 15003، كما بلغ عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في البلاد 696 حالة.
وقد استبقت السلطات المصرية قدوم العيد بقرار منح عطلة رسمية لجميع العاملين في البلاد من يوم الأحد إلى الخميس، مع تمديد ساعات الحظر أربع ساعات إضافية ليبدأ من الخامسة مساء بدلا من التاسعة مساء، فضلا عن حظر المواصلات العامة حتى يوم الجمعة.
وفي الأردن، أعلنت وزارة الأوقاف بثّ تكبيرات العيد عبر مكبرات مساجد المملكة، لكن مع إبقاء العمل بقرار إغلاق المساجد، على أن يقيم الناس صلاة العيد في بيوتهم وذلك حفاظا على الصحة العامة.
وتسبب قرارٌ وُصف بالمفاجئ اتخذته وزارة الصحة الأردنية، في إرباك المواطنين؛ إذ قررت الوزارة فرض حظر شامل لثلاثة أيام خلال عيد الفطر. وكانت الحكومة قد سمحت قبل ذلك بالتجول على الأقدام في أول أيام العيد، القرار المفاجئ أدى إلى اندفاع الناس في الأردن إلى الأسواق لشراء أغراض العيد قبل تطبيق الحظر.
العراق والسعودية
وفي السعودية، حذرت وزارة الصحة من خطورة طقوس تناقل الهدايا التي تكثر في الأعياد، لا سميا هدايا الأطفال، ودعت وزارة الصحة السعودية إلى ضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية خلال عيد الفطر المبارك للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وكان قد سُمح في ظل ذلك التخفيف للمحال التجارية والشركات والبنوك بإعادة التشغيل لفترة وجيزة في المدن التي لم تتأثر بشدة بالعدوى.
وفي العراق جرت العادة أن تصدح المساجد بالابتهالات والصلوات في أواخر شهر رمضان، ولكن الوباء هذا العام تسبب في إغلاق دور العبادة، ولم يبق من طقوس شهر رمضان إلا أقل القليل، وأعلنت السلطات العراقية تطبيق إجراءات حظر تجوّل شامل خلال عطلة عيد الفطر للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد.
اليمن وتونس
وفي العاصمة اليمنية صنعاء شهدت الأسواق ازدحاما ملحوظا مع نهاية شهر رمضان، رغم تحذير وكالات صحية من وقوع كارثة إنسانية في اليمن، وخاصة في مدينة عدن، بسبب موت كثيرين جراء الإصابة بفيروس كورونا.
وفي تونس، تتوجه السلطات نحو توسيع مجال الرفع التدريجي للحجر الصحي انطلاقا من الأسبوع المقبل، ولن يشهد العيد إجراءات خاصة باستثناء مواصلة قرار منع التنقل بين المدن، وقالت رئاسة الحكومة التونسية إن ثمة عادات وتقاليد راسخة في رمضان وفي الأعياد "ولكن صحة المواطنين لا تقدر بثمن"، وقالت رئاسة الحكومة إنها تعي أن مدة الحظر والإغلاق طالت، وأن الأمر ليس سهلا على الصعيدين النفسي ولا الاقتصادي.
ورغم نجاح الإجراءات التي تطبقها الحكومة التونسية في محاصرة الفيروس في الفترة الأخيرة، إلا أن الحكومة وصفت ذلك النجاح بأنه "مرحلي نسبي"، مشددة على أهمية استمرار الجهود والحذر لأن الخطر ما زال قائما، وانطلاقا من الأسبوع المقبل سيُسمح للمصانع في تونس بتشغيل 75 في المئة من مواردها البشرية، وسيعاد فتح المساجد ابتداء من الرابع من يونيو/حزيران المقبل.
فلسطين والجزائر
بالرغم من رفع معظم القيود في مدينة القدس، سيظل المسجد الأقصى مغلقًا أمام المصلين خلال فترة العيد، ويعاني أصحاب المتاجر في البلدة القديمة، التي فرغت من السياح والحجاج منذ مارس/آذار من تبعات الإغلاق الاقتصادي الذي امتد ستة أسابيع. عادةً ما يكون متجر الحلويات الشهير لعائلة جعفر في البلدة القديمة مزدحما حيث يستمتع السياح والسكان المحليون بالكنافة، وغيرها من الحلويات المرتبطة بالعيد، أما في قطاع غزة فقد بدأ المصلون بالتوافد الجزئي إلى الجوامع أيام الجمعة فقط، ومع اتخاذ التدابير اللازمة والتي تمثلت بارتداء الأقنعة واستخدام مطهرات اليد عند الدخول.
بالرغم من تدهور نظام الرعاية الصحية في القطاع بسبب الحصار الذي فرضته إسرائيل منذ نحو 13 سنة، هناك حوالي 60 جهاز تنفس لمليوني نسمة فيما تعد السلطات 55 إصابة بكوفيد-19 في القطاع محتجزين في مراكز صحية.
من ناحية ثانية أعلنت الحكومة الجزائرية الأسبوع الماضي تعزيزها لقيود حظر التجول بإغلاق المساجد والمتاجر باستثناء تلك التي تبيع المواد الغذائية. واتبع الجزائريون حظر تجول جزئي خلال شهر رمضان، تم فرضه من الساعة الخامسة مساءً حتى السابعة صباحاً في اليوم التالي، ولن تتمكن العائلات الجزائرية بالسفر كما جرت العادة للاحتفال مع الأقارب هذا العام فقد حظرت السلطات تداول جميع السيارات خلال فترة العيد.
شرق آسيا
تقاطر المسلمون على الأسواق التجارية لابتياع حاجيات العيد، غير مبالين بتدابير التباعد الاجتماعي التي فرضتها السلطات ومتحدين، بالقوة أحياناً، محاولات بذلتها الشرطة للمباعدة بين الحشود.
وقالت عشرت جاهان، وهي أم لأربعة أطفال، أثناء تبضّعها في سوق مزدحمة في مدينة روالبندي الباكستانية: ”على مدى أكثر من شهرين أطفالي محتجزون في المنزل“، وأضافت: ”هذا عيد للأطفال، وإذا لم يتمكنوا من الاحتفال به بملابس جديدة فلا فائدة من العمل بكد طوال العام“.
وفي أندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، لجأ الآلاف إلى المهربين ومزوري الوثائق للالتفاف على القيود المفروضة على السفر بهدف الوصول إلى بلداتهم والاحتفال بعيد الفطر مع أفراد عائلاتهم، ما يهدد بارتفاع غير مسبوق في أعداد المصابين بالفيروس.ر
مواقع التواصل الاجتماعي تنقذ صلة الرحم يومي العيد
طاولات مزينة بأحلى أنواع الحلويات، أطفال بأبهى الملابس، تهاني على المباشر، هي ليست الأجواء العادية التي عهدناها بحلول عيد الفطر السعيد، بل هي الأجواء التي فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي بسبب “الكونفينمو”.
عيد سعيد لايف تصنع الحدث على الفايسبوك، عجت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك وانستغرام، بتهاني العيد، أين قرر العديد من الفايسبوكيين أن يهنئوا عائلاتهم من خلال فيديوهات قاموا بتصويرها كي تبقى ذكرى تذكرهم بعيد 2020، الذي فرض عليهم بسبب جائحة كورونا.
فايسبوك لايف وستوري يعوض المكالمات الهاتفية، صنع تطبيقي فايسبوك لايف وستوري الحدث يومي العيد، أين استطاعا بامتياز إزاحة المكالمات الهاتفية، حيث أرادت كل العائلات الجزائرية أن تهنىء بعضها البعض صوتا وصورة، وعدم الاعتماد فقط على المكالمات الهاتفية وهذا لتعويض حنان لم شمل العائلات أيام العيد.
يرى خبراء في شؤون الاجتماعية أن وباء كورونا المستجد هو الذي فرض على العائلات الجزائرية أن تعيش يومي العيد افتراضيا، مشيرة إلى أن هذا الوباء زاد من اهتمام العائلات ببعضها البعض لأنه معروف على الجزائريين الاتحاد وقت الشدائد، وأضاف الخبراء، أنه رغم الحجر الصحي المفروض يومي العيد، إلا أن صلة الرحم عرفت تماسكا كبيرا، وهذا يعود لمنصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزر لا يتجزأ من يومياتنا.
اضف تعليق