كيف عاش البشر في العصور القديمة؟، هل يستطع علماء الحفريات تغير النظريات الموجودة عن مكان نشأة وتطور الإنسان القديم؟، ما هو العصر الذي بدأ به ظهور البشرية؟، اجابات هذه التساؤلات تحكي لنا مسيرة الحياة البشرية عصور ما قبل التاريخ ومنها العصر الحجري القديم المعروف باسم العصر الباليوثي، وقد شهدت هذه الحقبة الحجريّة العديد من التّغيّرات الجغرافيّة والمناخيّة المؤثّرة على المجتمعات البشريّة. بما فيها نمط الحياة، فقد تمكّن العلم الحديث من معرفة نمط حياة الإنسان في العصر الحجريّ اعتماداً على علم الآثار وقد بدأ في هذا العصر الظّهور البشريّ في الجزء الشّرقيّ من القارّة الإفريقيّة وخاصّةً في دول كينيا، وتنزانيا، وإثيوبيا، وفي الأجزاء الجنوبيّة من قارّتيّ أوروبّا، وآسيا، وجنوب منطقة القوقاز، وشمال الصّين، وغرب إندونيسيا، ومنطقة البحر الأبيض المتوسّط، والجزء الشّماليّ من إنكلترا، وبلغاريا، والقارّة الأستراليّة.
واعتمد الباحثون في هذا التحديد على خرائط التوزيع الديمغرافي وبعض رسومات ذلك العصر، التي كانت تتناول موضوعات تدور حول الصّيد والحيوانات كما لو أنّها طقوس لاستجلاب الطّرائد.
ويحظى الإنسان البدائي بسمعة سيئة على إنه بربري، همجي، وذو مستوى ذكاء منخفض، ولكن العلماء كل يوم يكتشفون عكس ذلك تماما، خاصة بوجود اكتشافات لأدوات كان الانسان القديم يستعملها في حياته اليومية وهي احسن دليل على أن القوة الادراكية للانسان ما قبل التاريخ بمليون سنة، كانت نشطة وذا حس ذكائي.
وعاش إنسان نياندرتال القوي المعروف بحواجبه الكبيرة في أوروبا وآسيا قبل نحو 350 ألف عام قبل انقراضه منذ نحو 35 ألف عام بعد أن استوطن جنسنا، الذي ظهر للمرة الأولى في أفريقيا قبل 200 ألف عام، في مناطق عاش فيها إنسان نياندرتال.
ويقول علماء إن إنسان نياندرتال كان يتسم بالذكاء وكان يتبع أساليب معقدة في الصيد وربما كان يستخدم لغة منطوقة وأدوات رمزية بالإضافة لاستخدامه للنار بشكل معقد، كما أعاد الباحثون أيضا تركيب الخريطة الجينية (الجينوم) لبكتريا فموية عمرها 48 ألف عام من إحدى رفات النياندرتال، وقالت ويريتش "هذا أقدم جينوم لميكروب حتى الآن بفارق نحو 43 ألف عام".
فيما لاتزال جثة الرجل الجليدي "أوتزي" التي عثر عليها في جبال الألب الإيطالية تثير فضول العلماء. وعاش صاحبها قبل آلاف السنين إلا أنها ظلت متماسكة بسبب وجودها بين طبقات الجليد. ويعمل العلماء على معرفة كل صغيرة وكبيرة عنها.
بعد خمسة وعشرين عاما على العثور على مومياء رجل الثلج "أوتزي" الذي عاش قبل آلاف السنين، في جبال الألب الإيطالية، ما زال هذا الاكتشاف يشكل منجما علميا للباحثين الذين لم يسبروا بعد كل أغواره.
في التاسع عشر من أيلول/سبتمبر من العام 1991، اكتشف متسلقان ألمانيان، هلموت وإريكا سيمون، هذه المومياء على ارتفاع ثلاثة آلاف و210 أمتار، وكانت الجثة في حالة جيدة جعلت الشرطة تظن أنها حديثة العهد، ففتحت تحقيقا بالأمر.
لكن سرعان ما تبين أن هذه الجثة التي كشف ذوبان الجليد النقاب عنها بفعل الاحترار المناخي تعود في حقيقة الأمر إلى خمسة آلاف عام، وما زالت أسئلة كثيرة تحوم حول هذه المومياء، منها ما سيناقش في مؤتمر علمي يفتتح في إيطاليا.
وأطلق على هذه المومياء اسم "أوتزي"، وهو اسم الوادي الممتد على الحدود الإيطالية النمساوية حيث عثر عليها، وقد جعلتها الظروف الطبيعية الباردة بين طبقات الجليد تصمد عبر الأزمان، وتقول إنجيليكا فليكينغر، مديرة متحف بولتسانو في إيطاليا حيث تحفظ المومياء التي تجذب أكثر من 260 ألف زائر سنويا، "رجل الجليد هذا واحد من المومياوات الأهم في تاريخ البشرية"، وتضيف "لقد فتح بابا فريدا من نوعه لدراسة حقبات ما قبل التاريخ، ولدينا بفضله كم كبير من المعلومات".
في حين يظل سبب استغراق الناس عدة ألفيات حتى ينتشروا في أنحاء الكرة الأرضية لغزاً، ويحاول العلماء بشتى الطرق اكتشاف كيف انتشر البشر في أرجاء الكرة الأرضية والأسباب التي دفعتهم لذلك.
إذ وجدت دراسة حديثة نشرها موقع Live Science الأميركي أنَّ التمايلات في مدار الأرض وميل محورها التي أدَّت إلى التقلُّبات الجوهرية في المناخ، هي السبب الذي دفع البشر قديمًا إلى الهجرة من أفريقيا.
حيث يعود ظهور الإنسان في أفريقيا للمرة الأولى منذ حوالي 150,000 إلى 200,000 عام، فيما ألمحت اكتشافات أثرية وجينية إلى أنَّ هجرات الإنسان الحديث من أفريقيا بدأت قبل 100,000 عام على الأقل.
ورغم ذلك، فيرى العلماء أن معظم البشر خارج أفريقيا قد انحدروا على الأرجح من مجموعات غادرت القارة في وقت أقرب، منذ ما يتراوح بين 40,000 و70,000 عام.
فيما يشير بحث سابق إلى أنَّ التحولات في المناخ قد تساعد على تفسير سبب هجرات الإنسان الحديث من أفريقيا، فكُل 21,000 عام تقريباً على سبيل المثال، تمر الأرض بتغييرات طفيفة في مدارها وميل محوره، ويرى العلماء أن تغيّر هذه السلسلة من التمايلات، والتي تُعرَف بدورات ميلانكوفيتش، غير مقدار ومكان سقوط ضوء الشمس على أجزاء مختلفة من الكوكب، وهو ما يؤثِّر بدوره على مستويات سقوط الأمطار، وبالتالي عدد الأشخاص الذين يُمكنهم العيش في تلك المنطقة، وفي الآونة الأخيرة اكتشف باحثو آثار تونسيون وبريطانيون موقعا أثريا في ولاية توزر (جنوب) قرب الحدود مع الجزائر، يظهر ان الانسان العاقل عاش هناك قبل نحو 100 ألف عام، وتم التوصل الى هذا الاكتشاف إثر حفريات استمرت عاما ونصف العام في موقع يمتد على ستة الاف متر مربع، شارك فيها باحثون من "المعهد الوطني للتراث" التونسي وجامعة أكسفورد.
ويرى العلماء بضرورة تواصل عمليات التنقيب عن اثار الإنسان القديم وأن تستمر الدراسات التي تبحث في سلوكياته وتطورها على مدى العصور، والتي تتعمق في معرفة كيفية إقامة العلاقات واختلاط الأجناس بين الأنواع المختلفة من الإنسان القديم، وتكوين المجتمعات وهجرتها من مناطق إلى أخرى لتبني أساسات مجتمعاتنا الحديثة.
اكتشاف أثري يظهر وجود الانسان جنوب تونس قبل نحو 100 الف عام
اكتشف باحثو آثار تونسيون وبريطانيون موقعا أثريا في ولاية توزر (جنوب) قرب الحدود مع الجزائر، يظهر ان الانسان العاقل عاش هناك قبل نحو 100 ألف عام، وتم التوصل الى هذا الاكتشاف إثر حفريات استمرت عاما ونصف العام في موقع يمتد على ستة الاف متر مربع، شارك فيها باحثون من "المعهد الوطني للتراث" التونسي وجامعة أكسفورد.
ومن شأن هذا الاكتشاف المساعدة على معرفة طرق الهجرة التي سلكها الانسان العاقل، الذي ظهر في شرق افريقيا قبل 200 الف عام، ويرجح ان يكون خرج من القارة الافريقية قبل نحو 65 الف عام، بحسب العلماء.
وقال نبيل القاسمي المدرس والباحث في جامعة سوسة (وسط) والذي شارك في الحفريات لفرانس برس "وجدنا هياكل عظمية تدل على وجود حيوانات السافانا (وحيد القرن، والحمار الوحشي..) وبالتالي الماء العذب".
وأضاف انه تم العثور ايضا في الموقع على أدوات مصنوعة من الصوان تستعمل عموما في الصيد ما "يدل على وجود الانسان العاقل"، وقال ان الموقع يعود الى الحقبة "العاترية" نسبة الى منطقة بئر العاتر في شرق الجزائر المجاورة. بحسب فراس برس.
وتعود هذه الحقبة الى 65 الف سنة قبل الميلاد، وقد حددها منذ نحو قرن مؤرخ فرنسي في اطار عمله بشمال افريقيان اما اقدم بقايا للانسان المعاصر (هوموسابيانس) في شمال افريقيا، فقد تم العثور عليها في المغرب بمنطقة تمارة (شمال غرب) قبل نحو 160 الف سنةن وبحسب معهد التراث التونسي، من المفترض ان يقدم موقع نفطة، حيث سجل الاكتشاف، معلومات حول واحدة من "مسارات" الانسان العاقل في شمال افريقيا، وقال نبيل القاسمي "يمكن ان نذهب ابعد من ذلك لان الموقع شاسع نسبيا" ويمتد على نحو سبعة هكتارات.
إنسان نياندرتال كان يأكل لحم وحيد القرن ويتداوى بلحاء الشجر
يكشف حمض نووي قديم من ترسبات أسنان معلومات جديدة ومثيرة بشأن إنسان نياندرتال بما في ذلك أطعمة محددة في وجباته مثل وحيد القرن الصوفي والفطر البري بالإضافة إلى استخدامه أدوية من النباتات لمداواة الألم والمرض.
وقال علماء إنهم حللوا وراثيا ترسبات أسنان من رفات إنسان نياندرتال من إسبانيا تعود إلى 48 ألف سنة وأخرى من رفات عمرها 36 ألف سنة من بلجيكا. واحتوت الترسبات، التي تتكون على الأسنان وبينها، جزيئات طعام وميكروبات من الفم والجهازين التنفسي والهضمي، وفي موقع (سباي كيف) في بلجيكا، والذي كان في ذلك الوقت بيئة عشبية جبلية لطرائد كبيرة، كان النظام الغذائي لإنسان نياندرتال يعتمد على لحوم حيوانات مثل وحيد القرن الصوفي والأغنام البرية بالإضافة إلى الفطر البري.
وقبل نحو 12 ألف سنة وفي موقع كيف إل سيدرون بإسبانيا، والذي كان بيئة غابات كثيفة تفتقر على الأرجح للحيوانات الكبيرة، كان النظام الغذائي مؤلفا من الفطر البري والصنوبر والطحالب ولحاء الشجر دون أي أثر للحوم، وقال الباحثون إن المجتمعين عاشا فيما يبدو أنماط حياة مختلفة شكلتها البيئة المحيطة. بحسب رويترز.
وخلص الباحثون إلى أن الذكر البالغ من الموقع الإسباني كان لديه خراج أسنان مؤلم وطفيليات معوية تسبب إسهالا شديدا. وأظهر الحمض النووي لترسبات الأسنان أنه كان يتناول لحاء شجر الحور الذي يضم المادة الفعالة المسكنة للألم الموجودة في أقراص الأسبرين وعفنا يعد مضادا حيويا طبيعيا.
وقالت لورا ويرتش من جامعة أديليد الأسترالية وهي كبيرة الباحثين في الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر "هذه الدراسة تعطينا لمحة عما كان في خزانة إنسان نياندرتال الطبية"، وتضيف الدراسة إلى البيانات بشأن إنسان نياندرتال وهو أقرب الأقرباء المنقرضين لجنسنا المعروف باسم "الإنسان العاقل" كما تفند الأفكار التي عفا عليها الزمن بأن إنسان نياندرتال هو ابن العم الغبي للإنسان العاقل.
وقالت ويرتش "أعتقد قطعا أن بحثنا يشير إلى أن إنسان نياندرتال كان يتمتع بدرجة عالية من الكفاءة والذكاء وكان على الأرجح كائنا ودودا. ينبغي لنا حقا إعادة كتابة التاريخ بشأن سلوكه البدائي. كان سلوكه يشبه جدا سلوك البشر".
"أوتزي"...جثة "الرجل الجليدي" التي تثير فضول العلماء
في العام 2001، توصل الباحثون إلى تحديد سبب وفاة رجل الجليد هذا، فلقد مات بين العامين 3350 و3100 قبل الميلاد جراء نزيف تسبب به سهم أصاب كتفه الأيسر، وتبين للعلماء أيضا أنه أكل لحم وعل قبيل وفاته، وحددوا أن ذلك كان في فصل الربيع بسبب وجود حبيبات لقاح أزهار.
وفي العام 2012، كشفت فحوصات أن لون عينيه كان بنيا، وأن لون شعره كان أسود، وأنه ينحدر من جماعات ذات خاصيات مشابهة لسكان سردينيا وكورسيكا، وكان عمره 46 عاما عند الوفاة، وطوله متر و60 سنتيمترا، وكان يزن خمسين كيلوغراما.
وذهب العلماء أبعد من ذلك، إذ توصلوا إلى أنه كان مصابا بحساسية تجاه منتجات الحليب، وكان عرضة للإصابة بأمراض القلب الوعائية، علما أن الرأي العلمي السائد كان يقول إن هذه الأمراض سببها نمط الحياة الحديثة، وعزز تحليل البكتيريا في معدته الرأي القائل بوقوع هجرة كبيرة من الشرق الأوسط إلى أوروبا في وقت مبكر أكثر مما كان يعتقد.
وأثار العثور على جرثومة المعدة أو "الملوية البوابية" في أمعائه اهتماما خاصا بين العلماء، علما أن هذه البكتيريا منتشرة كثيرا اليوم وهي مسؤولة عن الإصابة بالقرحة والأمراض السرطانية، وفقا لألبرت زينك مدير المؤسسة المعنية بالأبحاث حول "أوتزي"، وقال لوكالة الأنباء الفرنسية "ربما كانت هذه البكتيريا مفيدة في ما مضى، تسهل هضم اللحوم، ثم أصبحت ضارة بعد ذلك".
لكن الغموض ما زال يلف شخصية رجل الجليد. فقد أظهرت الدراسات أن لباسه كان متقن الصنع، ويضم خمسة أنواع من جلد الحيوانات، وعثر بحوزته على جعبة كاملة من المعدات، منها فأس نحاسي، وهي الأداة الأكثر تطورا في ذلك الزمن على الأرجح، وخنجر حجري، وأداة لإضرام النار، وأدوات طبية.
وتحوم الأسئلة الكثيرة حول ما إن كان "أوتزي" مشعوذا ولاسيما لوجود 61 وشما على جسمه، أم كان منبوذا من مجتمعه، وماذا كان يفعل عند هذا الارتفاع، ولماذا قتل، ولماذا لم يدفن، وسيحاول العلماء المجتمعون في مؤتمر بولتسانو الإجابة عن هذه الأسئلة، فيما يأمل البعض في أن يؤدي ذوبان الجليد إلى اكتشافات جديدة مماثلة.
علماء يفسرون كيف هاجر البشر القدماء من أفريقيا لأوروبا وآسيا؟
قام العلماء بتطوير محاكاة حاسوبية جديدة للأرض لتحديد كيفية تأثير هذه التغييرات في المدار ومستويات الإشعاع الشمسي وتأثيره على سقوط الأمطار ودرجات الحرارة ومستويات البحر والثلج والحياة النباتية ومعدلات ثاني أكسيد الكربون وأنماط الهجرة العالمية للإنسان الحديث على مدار الـ 125,000 عام الماضية.
وقد لاحظ الباحثون أنَّ تنبوءات هذا النموذج تتَّفق مع الاكتشافات السابقة الخاصة بتأثير المناخ على هجرة الإنسان في أرجاء الكوكب، إذ وجدوا أن الإنسان الحديث قد انتشر من أفريقيا في أرجاء متعددة عبر شبه الجزيرة العربية ومنطقة الشام، ومنطقة شرق المتوسط التي تدخل فيها سوريا وفلسطين.
وتتماشى هذه النتائج جيداً مع التقديرات السابقة حول توقيت وصول الإنسان الحديث إلى مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأستراليا والأميركتين، ووجد الباحثون أنَّ هطول الأمطارالمكثَّف في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والشام قد خلق ممرات خضراء صالحة للمعيشة ليهاجر الإنسان الحديث عن طريقها، ويعتقدون أن هذه الهجرات تمت خلال أربع فترات مختلفة - منذ حوالي 106,000 إلى 94,000 عام، ومنذ 89,000 إلى 73,000 عام، ومنذ 59,000 إلى 47,000 عام، ومنذ 45,000 عام إلى 29,000 عام-. بحسب هافينغتون بوست عربي.
وهو ما مكَّن الجنس البشري (من جنس الهومو) من مغادرة شمال شرق أفريقيا والبدء في رحلته الكبيرة نحو أوراسيا وأستراليا والأميركتين" كما قال أكسل تيمرمان، الباحث الرئيس في الدراسة والباحث المناخي بجامعة هاواي لموقع Live Science، من جانبه قال تيمرمان: "لعبت التمايلات الأرضية، التي تبلغ دورتها 21,000 عام، دوراً ضخماً في انتشارنا في أنحاء الكوكب وعلى الأرجح في تطورنا وتكيُّفنا أيضاً، فإذا كان المناخ قد ظلَّ ثابتاً على مدار الـ 125,000 عام الماضية، لكنَّا تطورنا بطريقةٍ مختلفة تماماً".
هجرة ثنائية الاتجاه، يرى الباحثون أنَّ هذه الهجرات من أفريقيا لم تكن في طبيعتها أحادية الاتجاه، فيقول تيمرمان: "ممر الهجرة الأخضر بين أفريقيا وشرق المتوسط كان يعني أنَّ الأفارقة كانوا يهاجرون إلى أوراسيا (أوروبا وآسيا)، والأوراسيون كانوا يهاجرون إلى أفريقيا، وربما يكون التدفق العكسي للجنس البشري إلى مناطق معينة، والتدفق العكسي المناظر له للجينات، حاسماً لفهم من نحن، ولماذا نكون، وأين كنا".
ويشير النموذج أيضاً إلى أنَّ الإنسان الحديث كان من المفترض أن يصل إلى جنوب الصين وأوروبا بالتزامن تقريباً منذ حوالي 80,000 إلى 90,000 عام، ولكن، أقدم الأحافير المعروفة للإنسان الحديث في جنوب الصين تسبق أقدم الأحافير المكتشَفة للإنسان الحديث في أوروبا زمنياً بحوالي 35,000 إلى 40,000 عام.
لذلك يعتقد الباحثون أنَّ بطء دخول الإنسان الحديث إلى أوروبا قد يكون راجعاً لوجود إنسان النياندرتال (الإنسان البدائي) هناك، ويختم تيمرمان بقوله: "في المستقبل، أخطِّط لتضمين النياندرتال في نموذجنا الحاسوبي، وإدخال عوامل مثل التهجين والتبادل الثقافي والمنافسة على الغذاء في المعادلة".
اكتشاف أقدم بصمة بشرية تعود إلى أكثر من 7 آلاف عام في الكويت
كشف مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور سلطان الدويش عن اكتشاف أقدم بصمة بشرية على مستوى الشرق الأدنى القديم، وحقق هذا الكشف الفريق المكلف بالتنقيب على كسرة فخارية أثرية يتجاوز عمرها أكثر من 7300 عام في منطقة اكتشاف "بحرة 1" في الصبية شمال الكويت.
وقال الدويش في بيان صحفي تلقته رويترز "ان الآثار التي تم اكتشافها في تلك المنطقة تعود إلى العصر الحجري حيث قام الفريق الاستكشافي بالعثور عليها ضمن مجموعة من الآثار عثر عليها في المنطقة.
"إن هذا الموقع يعد من المواقع الحضارية والأثرية التي من الممكن أن تمثل بداية الحضارة الإنسانية في العصور الحجرية خاصة بعد اكتشاف مدينة سكنية ومعبد ومجموعة من المقابر والأواني الفخارية وآبار المياه القديمة والتي تمثل جانبا هاما من حياة الإنسان البدائي في نفس المنطقة". بحسب رويترز.
وأشار الدويش الى أن الفريق المكلف بمتابعة البحث والتنقيب يضم 11 بولنديا وخمسة كويتيين بالإضافة إلى باحثة أمريكية، وقال إن هناك حرصا من المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تسجيل موقع "بحرة 1" ضمن مواقع التراث العالمية باعتباره من المواقع الفريدة والاستثنائية لما يتمتع به من قيمة عالمية لا مثيل لها. وقام فريق من منظمة اليونسكو بزيارة الموقع استعدادا لتسجيله على القائمة التمهيدية للتراث العالمي.
الحفرية (لوسي) كانت بارعة في تسلق الأشجار
قال علماء طبقوا تكنولوجيا مسح متقدمة على الحفرية العظمية (لوسي) المكتشفة في إثيوبيا والتي تنسب لأسلاف الجنس البشري إنها كانت بارعة في تسلق الأشجار والمشي، أعلن الباحثون نتائج التحليل المكثف للحفرية التي يصل عمرها إلى 3.18 مليون عام وتنتمي إلى جنس قديم في ترتيب التطور البشري يعرف باسم (اوسترالوبيسكوس افارينسيس).
وأظهر المسح على عظام ذراعي لوسي أنها كانت قوية البنية مثل الشمبانزي وهو ما يدل على أن أعضاء هذا الجنس أمضوا فترات طويلة في تسلق الأشجار، وأوضح أيضا أن أعضاء (اوسترالوبيسكوس افارينسيس) امتلكوا مزيجا من سمات القردة والبشر. وخلص العلماء في السابق إلى أنها كانت تمشي منتصبة على قدميها لكنهم تساءلوا هل ظلت تتسلق الأشجار مثل أسلافها.
ويقضي الشمبانزي وهو أقرب الكائنات في تركيبته شبها بالإنسان الكثير من الوقت على الأشجار، وأخضع العلماء في جامعة تكساس حفريات لوسي العظمية لأشعة إكس سي.تي عالية الدقة وقارنوا بين نتائجهم وبين بيانات عن عظام الجنس البشري الحديث والشمبانزي، وقال جون كابلمان خبير الحفريات البشرية في الجامعة وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة التي نشرت في دورية (بلوس وان) "منذ اكتشاف (الحفرية) قبل 42 عاما يزداد الجدل بشأن هل صعدت لوسي الأشجار ودراستنا تضع نهاية لهذا الجدل"، وسلط اكتشاف حفرية (لوسي) في عام 1974 الضوء على المراحل الأولى للتطور البشري. وظهر إنسان العصر الحديث واسمه العلمي (هومو سابينس) أي الإنسان العاقل في أفريقيا قبل نحو مائتي ألف عام، وقال كريستوفر روف المشرف على الدراسة وبروفيسور التشريح الوظيفي والتطور في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز بمدينة بالتيمور الأمريكية "احتاج بحثنا عظام أطراف علوية وسفلية محفوظة جيدا لنفس الفرد وهو أمر نادر جدا في سجلات الحفريات".
وتتناغم الدراسة الحالية مع نتائج دراسة نشرت في أغسطس آب لكابلمان وباحثين آخرين خلصت إلى أن لوسي ربما توفيت بعد سقوطها من شجرة وذلك استنادا إلى دلائل على كسور عظيمة في حفريتها العظمية، وذهب كابلمان إلى أن لوسي التي يبلغ طولها 1.07 متر كانت تبحث عن طعامها على الأرض وتلجأ إلى الأشجار للمأوى ليلا. وفي الدراسة السابقة أشارت آثار الإصابة إلى أنها سقطت من ارتفاع يزيد على 12 مترا.
اضف تعليق