أي دولة من دولة العالم تكون قوية بقوة وزارة الدفاع الخاصة بها وترسانتها العسكرية القوية فكيفما بأقوى دول العالم وأكثرها نفوذ وسيطرة كبير في قيادة حروب دول العالم وهي الولايات المتحدة الامريكية فالأمر لا يخلوا من قوة ورصانة ومجهود فوق المعتاد واهتمام عالي وقوة عسكرية قوية ومتينة.
تعد وزارة الدفاع الامريكية او مايطلق عليها بـ(البنتاغون) من أقدم وأكبر فروع الحكومة الأمريكية ومهمتها الأساسية في توجيه ومراقبة عمل القوات المسلحة ومعاونة رئيس الدولة في شؤون الامن القومي وتعتبر أيضا من أكبر الدوائر الامريكية في تشغيل عدد الموظفين حيث يبلغ عدد موظفيها اكثر من 1.4 مليون موظف ولها حصة كبيرة من الميزانية الامريكية.
أصبحت وزارة الدفاع الامريكية في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تتمتع بحرية أكبر في إدارة حروبها بالطريقة التي تراها مناسبة دون الحاجة للحصول دائما على موافقة البيت الأبيض في المسائل المهمة. كما كان يفعل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما حيث كان المجلس يراقب كل جانب من الحروب الأميركية في العراق وسوريا وافغانستان ولم يمنح وزير الدفاع آشتون كارتر مساحة للتحرك بمفرده.
أيضا يسعى الرئيس الجمهوري بزيادة ميزانية البنتاغون بنحو 54 مليار دولار في أول مقترحاته للميزانية وذلك من خلال تقليص نفس المبلغ من ميزانيات غير دفاعية ومنها خفض كبير في الأموال المخصصة للمساعدات الخارجية. وأعطى مطلق الحرية لوزارة الدفاع في التصرف بهذه الزيادة دون الرجوع اليه. هذا كله من اجل زيادة القدرات العسكرية للولايات المتحدة الامريكية بحسب ما صرح به الرئيس الامريكي.
فقد اهتمت إدارة ترامب بتقوية وتطوير وزارة الدفاع الامريكية حيث نشر سلاح الجو الأمريكي عددا محدودا من مقاتلات (إف-35إيه) بأوروبا في مهمة تدريبية تستمر بضعة أسابيع مع طائرات حربية أمريكية في عمليات يجريها حلف شمال الأطلسي والبنتاغون في الخاصرة الشرقية للحلف لردع أي تهديد روسي. ونشرت واشنطن لواء قتاليا إضافيا في أوروبا، في إطار عملية "عزم الأطلسي"، ما يرفع إلى ثلاثة عدد الألوية التابعة لها في القارة العجوز.
في حين وعد ترامب بتقوية البحرية الأمريكية من خلال بناء عشرات السفن الحربية الجديدة في واحدة من أكبر خطوات زيادة حجم البحرية الأمريكية في وقت السلم. غير أن مقابلات مع شركات بناء السفن واتحادات عمالية ومراجعة لوثائق عامة وداخلية تظهر أن هذه الخطة تواجه عقبات كبرى.
وعند الحديث عن وزارة الدفاع الامريكية يجب ان يكون الملف النووي موجود وحاضر فقد انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الملف النووي الأمريكي وحث على ضرورة توسيع الولايات المتحدة لترسانتها النووية بينما كان رأي الكثير من الخبراء مغاير حيث بينوا إن القوة النووية الأمريكية منقطعة النظير وستظل كذلك مع تنفيذ برنامج تحديث قد تصل تكلفته إلى أكثر من تريليون دولار.
تراجع قوة أمريكا النووية
وكان ترامب قال لرويترز في مقابلة إن الولايات المتحدة "تراجعت من حيث قدرات الأسلحة النووية". وتعهد بضمان أن تكون بلاده "الأكثر تفوقا". وتنشر موسكو حاليا عددا من الرؤوس النووية الاستراتيجية يزيد بواقع 200 رأس عما تنشره الولايات المتحدة إلا أن البلدين ملتزمان بالمعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية المبرمة عام 2010 والمعروفة باسم (نيو ستارت) بتقليص ترسانتيهما النوويتين لمستويات متساوية بحلول الخامس من فبراير شباط 2018 ولمدة عشر سنوات.
وتلزم المعاهدة البلدين بخفض الرؤوس النووية الاستراتيجية المنشورة إلى ما لا يزيد عن 1550 رأسا نوويا لكل منهما بحلول فبراير شباط عام 2018 وهو أدنى مستوى منذ عقود كما تحد من نشر الصواريخ على البر وتلك التي يمكن إطلاقها من غواصات ومن القاذفات الثقيلة المجهزة لحمل أسلحة نووية.
الخبراء يختلفون
بينما قال ستيفن شوارتز خبير الأسلحة النووية المستقل إن ترامب "يقول إننا لا يمكن أن نتخلف في مجال القوة النووية.. نتخلف عن من وكيف؟". وأضاف "ليس واضحا لي ولا لكثير من زملائي" ما يتحدث عنه الرئيس عندما يتعهد بتوسيع قدرة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالأسلحة النووية.
كما أن الميزة التي تتمتع بها الولايات المتحدة لا تعتمد على عدد الرؤوس النووية التي يمكنها نشرها مقارنة بما يمكن أن تنشره روسيا وإنما على أنظمة الإطلاق الأكثر تقدما. وفق رويترز.
وقال شوارتز أن الولايات المتحدة تحتفظ بأسطول "منيع" من الغواصات المجهزة لحمل أسلحة نووية تحت المحيطين الأطلسي والهادي ولا سبيل لرصدها. وعلى النقيض فإن الغواصات الروسية المحملة بصواريخ والعرضة لحوادث نادرا ما تجري "دوريات ردع" بعيدا عن أحواضها.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في تقرير عن السنة المالية 2012 قدمته للكونجرس إنه حتى إذا تجاوزت روسيا الحد الذي تفرضه عليها معاهدة نيو ستارت ونشرت المزيد من الأسلحة النووية فإنه لن يمكنها أن تكتسب ميزة استراتيجية عن الولايات المتحدة.
ترامب واوباما
من جانب اخر تتمتع وزارة الدفاع الأميركية في ظل الرئيس دونالد ترامب بحرية اكبر في إدارة حروبها بالطريقة التي تراها مناسبة دون الحاجة للحصول دائما على موافقة البيت الأبيض في المسائل المهمة. وفيما يقدر كثيرون في الجيش هذه الإدارة الذاتية المتزايدة، يحذر معارضوها من أنها تزيد من نسبة الضحايا المدنيين وتعرض حياة الجنود الأميركيين إلى الخطر وتؤدي إلى انعدام الرقابة على النزاعات التي تنخرط فيها الولايات المتحدة.
وخلال عهد أوباما، كان المجلس يراقب كل جانب من الحروب الأميركية في العراق وسوريا وافغانستان ولم يمنح وزير الدفاع آشتون كارتر مساحة للتحرك بمفرده. أما ترامب، فهو على العكس، يستعين بوزير دفاعه جيمس ماتيس لاتخاذ القرارات العسكرية. وقال المتحدث باسم البنتاغون كريس شيروود إن "جيمس ماتيس أعطي حرية العمل لتنفيذ العمليات العسكرية بالطريقة التي يراها الأنسب". وفق فرانس برس.
ولم يبدو هذا التحول جليا في أي مكان بقدر ما ظهر في الحرب على تنظيم داعش الارهابي في شمال سوريا حيث كانت تخضع حتى التعديلات الصغيرة في مخططات الولايات المتحدة إلى تدقيق مفصل من البيت الأبيض خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما. ومنذ تنصيب ترامب من أكثر من شهرين، أدخلت قوات مشاة البحرية سلاح المدفعية إلى سوريا ومئات من قوات "الصاعقة" (رينجرز) البرية، مما رفع العدد الإجمالي للقوات الأميركية هناك إلى نحو ألف.
ميزانية عالية
في نفس الموضوع قال مسؤول مرتبط بشؤون الميزانية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الرئيس الجمهوري سيسعى إلى زيادة ميزانية وزارة الدفاع (البنتاجون) بنحو 54 مليار دولار في أول مقترحاته للميزانية. وأضاف أن ترامب سيسعى أيضا إلى تقليص نفس المبلغ من ميزانيات غير دفاعية ومنها خفض كبير في الأموال المخصصة للمساعدات الخارجية. وفق رويترز.
وقال المسؤول وهو من مكتب الإدارة والميزانية للصحفيين إن ترامب سيترك لوزارة الدفاع تحديد كيفية إنفاق المليارات الإضافية مضيفا أن معظم الوكالات الاتحادية ستشهد تقليصا في مخصصاتها المالية. وأضاف المسؤول أن أول مقترح بالميزانية في عهد ترامب لن يتطرق إلى الضرائب أو الإنفاق الذي يشترطه القانون الحالي.
اظهار القوة الامريكية
لذا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد زيادة القدرات العسكرية للولايات المتحدة بالمزيد من السفن والطائرات الحربية "لإظهار القوة الأمريكية في الأراضي البعيدة". وأضاف وهو يرتدي سترة عسكرية وقبعة على متن حاملة الطائرات الجديدة جيرالد فورد في نيوبورت نيوز بولاية فرجينيا أنه يريد أن يكون لدى الجيش الأمريكي "أروع العتاد في العالم". وفق رويترز.
وأثناء الحملة الانتخابية قال ترامب إنه سيعزز عدد قوات الجيش وسيزيد عدد السفن لدى سلاح البحرية إلى 350 من حوالي 275 سفينة. وفي كلمته عن زيادة القدرات العسكرية قال ترامب "سيكون لدينا قريبا جدا أروع العتاد في العالم ... سنمنح جيشنا الأدوات التي يحتاجها لمنع الحرب - وإذا تطلب الأمر - خوض الحرب وفعل شيء واحد فقط. أنتم تعرفون ما هو ذلك الشيء.. الفوز. الفوز."
عملية عزم الأطلسي
هذا وقد نشرت واشنطن هذه السنة لواء قتاليا إضافيا في أوروبا، في إطار عملية "عزم الأطلسي"، ما يرفع إلى ثلاثة عدد الألوية التابعة لها في القارة العجوز. وقال المتحدث باسم عملية "عزم الأطلسي" الرقيب أول برينت وليامز في تصريح تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، تم نقل أكثر من مئة جندي من ثكنة سميث في باومهولدر في ألمانيا، إلى بوزنان في بولندا، بهدف تحسين قيادة مهمة قوات التناوب الأميركية (...) حيث لم يكن للجيش الأميركي أي انتشار عسكري كبير. وفق فرانس برس.
وسيكون المقر العام الجديد في خدمة أكثر من ستة آلاف عسكري انتشروا في الآونة الأخيرة في كل من استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وألمانيا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا، وكلها أعضاء في حلف شمال الأطلسي. وقرر الحلف الأطلسي للمرة الأولى نشر أربع كتائب متعددة الجنسيات في بولندا وفي دول البلطيق الثلاثة، تحسبا لأي خطوة روسية في الخاصرة الشرقية للحلف التي كانت سابقا تحت سيطرة روسيا.
مهمة تدريبية
من جهتها قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن سلاح الجو الأمريكي سينشر عددا محدودا من مقاتلات (إف-35إيه) في أوروبا في مهمة تدريبية تستمر بضعة أسابيع مع طائرات حربية أمريكية أخرى وطائرات من حلف شمال الأطلسي. وقال البنتاجون في بيان إن نشر تلك الطائرات سيسمح لسلاح الجو الأمريكي "بأن يبرهن بشكل أكبر على قدرات العمليات" للمقاتلة الشبح. ولم يذكر أسماء الدول التي سيجري نشر الطائرات فيها. حسب رويترز.
وبرنامج المقاتلة إف-35 هو الأكثر تكلفة بين برامج الأسلحة للبنتاجون وتعرض لمشاكل. وأثناء حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي انتقد الرئيس دونالد ترامب شركة لوكهيد مارتن المصنعة للمقاتلات بسبب تجاوزات في التكلفة المقدرة. بعد أيام من تولي ترامب منصبه في يناير كانون الثاني أعلن أن إدارته تمكنت من إحداث خفض يبلغ نحو 600 مليون دولار في أحدث اتفاق أمريكي لشراء حوالي 90 مقاتلة إف-35.
زيادة عدد السفن البحرية
كان ترامب قد تعهد بزيادة كبيرة في حجم الجيش الأمريكي لإبراز القوة الأمريكية في وجه الصين وروسيا بما في ذلك زيادة عدد سفن البحرية من 275 سفينة حربية الآن إلى 350 سفينة. ولم يذكر تفاصيل أو جدولا زمنيا لزيادة حجم الأسطول. وقال الأميرال بيل موران نائب رئيس العمليات البحرية المشرف على أنشطة بناء السفن في البحرية لرويترز إن البحرية قدمت لوزير الدفاع جيم ماتيس تقريرا تستكشف فيه كيف يمكن للقاعدة الصناعية في البلاد أن تدعم بناء السفن. وفق رويترز.
وامتنع عن ذكر مزيد من التفاصيل. لكن من أجرت رويترز مقابلات معهم لهذا التقرير قالوا إن ثمة مشكلتين كبيرتين الأولى تتمثل في عدم كفاية العمال المهرة في السوق من فنيين في الكهرباء واللحام وإن أحواض بناء السفن ومورديها بمن فيهم منتجو الوقود النووي سيواجهون مصاعب على مدى سنوات لزيادة إنتاجهم بعد أن ظل الإنتاج عند مستويات متدنية قياسية لسنوات. ومن المؤكد أن العقبة الأولى والأكبر أمام ترامب هي إقناع الكونجرس بإيجاد التمويل اللازم.
تحدي هائل
من جانبها قالت شركتا جنرال دايناميكس وهانتنجتون إنجولز اندستريز أكبر شركتين لبناء السفن في الولايات المتحدة لرويترز إنهما تعتزمان توظيف 6000 عامل في 2017 لتلبية الطلبات الحالية مثل الغواصة حاملة الصواريخ الباليستية من طراز كولومبيا. وتقول الشركات إنها تحرص على العمل مع ترامب في بناء أسطول بحري أكبر. وفق رويترز.
لكن المسؤولين يقولون إن ذلك صعب إلى أن تتلقى الشركات طلبيات جديدة. ويقول نقابيون ومسؤولون في شركات بناء السفن إن إيجاد عمالة ماهرة للأشغال المطلوبة الآن يمثل تحديا. وقال داني هندريكس مدير الأعمال بنقابة تمثل 6500 من عمال الصناعات المعدنية في 42 ولاية إن الطلب على لحامي الأنابيب قوي لدرجة أن دخل بعضهم يصل إلى 300 ألف دولار سنويا بما في ذلك مقابل الوقت الإضافي والبدلات.
اضف تعليق