يوما بعد يوم تظهر لنا اكتشافات علم الحفريات حقائق جديدة عن بدايات حياة الانسان البدائي،
فالحفريات القديمة تكشف نوعا جديدا في مسيرة تطور الإنسان، كما هو الحال مع أسنان عثر عليها في كهف بالصين تعيد كتابة تاريخ هجرة الإنسان الأول، فيما تم اكشاف تعدد أنساب الأوروبيين المحدثين عن طريق الفحص الجينومي.
في حين اظهرت اثار عثر عليها في القطب الشمالي ان الوجود البشري في هذه المنطقة المتجمدة من الارض يعود الى 45 الف عام، اي قبل بعشرة الاف سنة مما كان يعتقد، ومن هذه الاثار سهام وادوات حادة عثر عليها قرب بقايا متجمدة لماموث.
من جانب مختلف، ما الغذاء الذي كان يفضله الانسان القديم، تصور النقوش النابضة بالحياة على جدران المعابد الفرعونية الأثرية في عصر الأسرة الحديثة العسل والنحل وسط مشاهد للحياة اليومية منذ نحو 4400 عام ما يعرض أدلة مبكرة على استخدام منتجات المناحل .. لكن الإنسان كان يتناول هذه المنتجات قبل وقت أبعد من ذلك، قال العلماء إنهم توصلوا لأدلة تؤكد وجود شمع العسل في آنية فخارية -صنعها الإنسان في العصر الحجري إبان الحضارات الزراعية المبكرة في أوروبا والشرق الاوسط وشمال افريقيا- وفي أوعية الطهي التي عثر عليها في موقع بشرق تركيا يرجع عهده الى نحو 8500 سنة.
على صعيد آخر، هل هناك فرق بين الإنسان البدائي وإنسان العصر الحديث في عدد ساعات النوم، ربما يتعين علينا ألا نلقي باللوم على السهر طويلا أمام الشاشة الصغيرة أو تصفح الإنترنت طوال الوقت أو تناول وجبات خفيفة قبل منتصف الليل أو قراءة كتاب ممتع أو حتى الانشغال بمواعيد العمل المرهقة والمشغوليات الأخرى التي تحفل بها الحياة الحديثة .. بوصفها الأمور التي تحرمنا من أخذ قسط وافر من النوم، فقد كشفت الأبحاث يوم الخميس ان من يعيشون في مجتمعات بدائية منعزلة تكنولوجيا في بيئات بافريقيا وامريكا الجنوبية لا ينالون قسطا أوفر منا من النوم.
الى ذلك يقدر علماء فحصوا حفريات أسلاف البشر التي أطلق عليها اسم (هومو ناليدي) والمكتشفة الشهر الماضي في كهف بجنوب أفريقيا أنها ربما كانت لعمال يمسكون أدوات ويسيرون بشكل أقرب للإنسان، وعليه على الرغم من محاولات علماء الحفريات الحثيثة في كشف اسرار حياة الانسان البدائي ومراحل تطورها الا انه لا تزال الكثير من الغاز دفينة، بدليل كل يوم يتم اكتشف جديدة قد يفند الاكتشاف الذي قبله، لذا تبقى اسرار الخلقية في علم خلقها وحده الله سبحانه وتعالى، فيما يلي ادناه احدث الاكتشافات في علم حفريات الانسان القديم.
كنز دفين في الصين عن تاريخ هجرة الإنسان الأول
في سياق متصل أعاد كنز دفين -عثر عليه بكهف في جنوب الصين يضم 47 من حفريات الأسنان البشرية- كتابة تاريخ الهجرة المبكرة للإنسان الأول من افريقيا ما يوضح ان النوع الحالي لإنسان العصر الحديث (هومو سابينس) ارتحل إلى آسيا قبل وقت طويل مما كان يعتقد من قبل وإلى اوروبا في وقت أسبق، وأعلن العلماء -في نتائج البحث الذي ورد بدورية نيتشر- اكتشاف أسنان يرجع عهدها إلى ما بين 80 ألفا و120 ألف سنة يقولون إنها تقدم أقدم أدلة تتعلق بانسان العصر الحديث خارج القارة الافريقية، وهذه الأسنان التي عثر عليها في موقع كهف فويان بمقاطعة داوشيان في اقليم هونان بجنوب الصين تضع هجرة جنس (هومو سابينس) أو الإنسان العاقل في شرق حوض البحر المتوسط أو أوروبا في فترة تسبق ما هو معروف بواقع 30 ألفا إلى 70 ألف عام. بحسب رويترز.
وقال وو ليو عالم السلالات البشرية القديمة بمعهد فقاريات العصور القديمة والجنس البشري التابع للأكاديمية الصينية للعلوم "حتى الآن يعتقد معظم أعضاء المجتمع العلمي ان هومو سابينس لم يكن موجودا في آسيا منذ 50 ألف عام"، وظهر جنس (هومو سابينس) الذي ننتمي إليه لأول مرة في شرق افريقيا منذ نحو 200 ألف عام ثم انتشر منها إلى مختلف بقاع الأرض لكن لم يتضح توقيت حدوث ذلك أو مكان هذه الهجرات، وقالت ماريا مارتينون-توريس من كلية لندن الجامعية إن الجنس البشري الحديث ارتحل إلى جنوب الصين منذ عشرات الآلاف من السنين قبل أن يستوطن أوروبا وربما يرجع ذلك إلى الوجود الطاغي لأبناء عمومتنا ممن يتمتعون بقدرة أكبر على الاحتمال وهم إنسان النياندرتال في اوروبا وسط المناخ الأوروبي الشديد البرودة، وأضافت "يشير هذا الاكتششاف الى ان هومو سابينس وجد في آسيا في وقت مبكر عن الفرضية الكلاسيكية ’الهجرة من افريقيا’ التي تشير الى فترة 50 ألف سنة"، وقال ليو إن الأسنان التي عثر عليها أقدم بواقع المثلين تقريبا عن أقدم أدلة على وجود الإنسان الحديث في أوروبا، وأضاف "نتعشم ان يجعل اكتشاف الحفريات البشرية في داوشيان الناس يدركون ان شرق آسيا واحد من المناطق الرئيسية لدراسة منشأ الانسان الحديث وتطوره".
وقالت مارتيتون-توريس إن بعض الهجرات من افريقيا وصفت بانها "فاشلة". واضافت ان الحفريات المكتشفة في كهوف باسرائيل تشير إلى ان الإنسان الحديث الذي عاش منذ 90 ألف سنة وصل الى "أعتاب اوروبا لكنه اخفق في دخولها".
ومضت تقول إن من الصعوبة بمكان الجزم بان إنسان النياندرتال احتل المنطقة لمئات الآلاف من السنين، وأضافت "علاوة على ذلك من المنطقي الاعتقاد بان هذه الهجرات الى الشرق ربما كانت أيسر من الوجهة البيئية عن الهجرة نحو الشمال نظرا لبرودة المناخ شتاء في اوروبا"، وقال شيو جي وو عالم السلالات البشرية القديمة بمعهد فقاريات العصور القديمة والجنس البشري التابع للأكاديمية الصينية للعلوم إن الأسنان التي عثر عليها وعددها 47 تخص 13 فردا.
الفحص الجينومي يكشف تعدد أنساب الأوروبيين المحدثين
ساعد تحليل للحمض النووي (دي. إن. إيه) المستخلص من جمجمة ومن ضرس لرفات بشري عتيق اكتشفا في منطقة جنوب القوقاز بجورجيا في تصنيف أسلاف الأوروبيين المحدثين الذين ينحدرون من سلالات عديدة، وقال العلماء إنهم قاموا بفحص التسلسل الجيني لجينومين من فردين -يرجع عمر الأول الى 13300 عام والثاني 9700 سنة- ليجدوا أنهما يمثلان نسبا وذرية لم تكن معروفة من قبل تنتشر بصورة كبيرة في التركيب الوراثي لجميع الأوروبيين المحدثين تقريبا. بحسب رويترز.
وكان هذان الفردان ضمن جماعات من البشر تعيش على الصيد وجمع الثمار استوطنت منطقة القوقاز -التي تلتقى عندها روسيا وجورجيا- منذ نحو 45 ألف عام بعد أن ارتحلت أنواع البشر التي ننتمي إليها من أفريقيا لإعمار بقاع أخرى من العالم فيما كانت أوروبا آنئذ يقطنها انسان النياندرتال إحدى سلالات تطور الجنس البشري.
وقال العلماء إن سكان منطقة القوقاز الذين يعيشون على القنص وجمع الثمار أصبحوا منعزلين فيما بعد فترة ألف عام خلال الحقبة الأخيرة من العصر الجليدي، وأضافوا أن ذوبان الجليد في نهاية العصر الجليدي جعل سكان منطقة القوقاز يتصلون بالشعوب الأخرى، ما فتح الباب أمام ثقافة جديدة لركوب قطعان الخيل ومكنهم من غزو غرب أوروبا منذ نحو خمسة آلاف عام ليجلبوا معهم مهارات تتعلق بتصنيع المعادن ورعي الحيوانات.
وقال دانييل برادلي عالم الوراثة بكلية ترينيتي في دبلن "الأوروبيون المحدثون هم خليط من سلالات أنساب عتيقة. والسبيل الوحيد لفك هذا النسيج الحديث المتشابك هو فحص التسلسل الجيني لأناس عاشوا منذ آلاف السنين قبل حدوث عملية الخلط هذه"، وحتى الآن لم يتم التعرف سوى على ثلاثة أنساب عتيقة من تلك التي تنتمي لشعوب قديمة.
وقال أندريا مانيكا أستاذ الوراثة بجامعة كمبردج إن سكان القوقاز يشتملون على "سلالة رابعة" لم تكن معروفة من قبل، مشيرا إلى أنهم لم يتخلّلوا فقط نسيج الأنساب الأوروبية بصورة كبيرة بل ذرية شعوب في آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية.
ووصف برادلي هذا الاكتشاف بأنّه "قطعة جديدة مهمة في نسيج الأنساب البشري المتشابك". وتقع منطقة القوقاز عند نقطة التقاء كتلة أوراسيا مع مسارات الهجرة القريبة المتجهة شرقا وغربا، وفي إطار الدراسة التي أوردتها دورية (نيتشر كومينيكيشنز) قال رون بنهاسي أستاذ الآثار بجامعة دبلن إن سكان القوقاز كانوا يعيشون على الصيد وجمع الثمار وكانوا يقيمون في كهوف في جماعات صغيرة لا تتعدى 20 أو 30 فردا، وقال تنجيز مشفيلياني من المتحف الوطني في جورجيا إن إحدى مجموعتي الرفات عثر عليها في كهف كوتياس كليدي قرب قرية سفيري بغرب جورجيا، واكتشفت الثانية على بعد 40 كيلومترا من الأولى بكهف ساتسوربيليا قرب قرية كوميستافي.
الإنسان البدائي لم يكن ينام فترات أطول من إنسان العصر الحديث
ربما يتعين علينا ألا نلقي باللوم على السهر طويلا أمام الشاشة الصغيرة أو تصفح الإنترنت طوال الوقت أو تناول وجبات خفيفة قبل منتصف الليل أو قراءة كتاب ممتع أو حتى الانشغال بمواعيد العمل المرهقة والمشغوليات الأخرى التي تحفل بها الحياة الحديثة .. بوصفها الأمور التي تحرمنا من أخذ قسط وافر من النوم، فقد كشفت الأبحاث يوم الخميس ان من يعيشون في مجتمعات بدائية منعزلة تكنولوجيا في بيئات بافريقيا وامريكا الجنوبية لا ينالون قسطا أوفر منا من النوم. بحسب رويترز.
رصد العلماء حياة 96 بالغا من شعب تسيمين في بوليفيا وقبائل هادزا في تنزانيا وشعب سان في ناميبيا لفترة امتدت مجتمعة الى 1165 يوما في أول دراسة من نوعها لبحث أنماط نوم شعوب الحضارات البدائية التي تعتمد على جمع الغذاء والصيد، وحتى دون وجود كهرباء أو مغريات الحياة الحديثة فقد كانوا ينامون ست ساعات و25 دقيقة في اليوم في المتوسط وهو رقم يقترب من الحد الأدنى لمتوسطات النوم في المجتمعات الصناعية الحديثة.
وقال جيروم سيجل استاذ الطب النفسي بجامعة لوس انجليس في كاليفورنيا "الاستنتاج الجلي البالغ الأهمية هو انهم لم يكونوا ينامون ساعات أكثر ... على خلاف ما هو متصور"، وقال إن ثمة تصورا بأن الناس قديما اعتادوا على ساعات نوم أكثر عما هو الحال الآن وان الحياة الحديثة خفضت من وقت النوم لكن النتائج الحديثة برهنت ان هذا ليس سوى هراء، وقال جاندي يتيش أستاذ السلالات البشرية في نيو مكسيكو إن النوم ثماني ساعات في اليوم –الذي يقال منذ زمن طويل إنه الاجمالي المثالي- "قد يمثل فترة نوم أطول من المتوقع في واقع الأمر"، وأضاف "تتناقض هذه النتائج مع الكثير من المعتقدات التقليدية بشأن فترة النوم الطبيعية".
وتعتبر شعوب هادزا وسان من المجتمعات التي تعتمد على الصيد وجمع الغذاء أما شعب تسيمين فيعتبر من شعوب الصيد وزراعة بعض مما يحتاجونه من غذاء. ويعتبر نمط حياة هذه الشعوب مماثلا للمجتمعات البشرية البدائية، تقول الدراسة التي وردت نتائجها في دورية (كارانت بيولوجي) إنه على الرغم من عدم وجود مصابيح كهربية فانهم لا يخلدون للنوم عند هبوط الظلام ولا ينامون الا بعد أكثر من ثلاث ساعات بعد غروب الشمس ويستيقظون قبل شروق الشمس وقلما يأخذون غفوة أو قيلولة.
وتتغير فترات نومهم وفقا للموسم فهم ينامون نحو ست ساعات صيفا وأقل من سبع ساعات شتاء، واستخدم المشاركون في الدراسة أجهزة صغيرة حول معصم اليد لرصد أوقات النوم والمشي علاوة على فترات تعرضهم للضوء، وقال يتيش الذي قضى عشرة أشهر مع شعب تسيمين وكان ينام في خيمة مجاورة لهم "كنت أزور المشاركين في الدراسة في بيوتهم كل صباح لاجراء مقابلات تستمر عشر دقائق تتناول أنشطتهم قبل النوم وكم الارهاق والأحلام ومسائل أخرى تتعلق بالنوم".
يعيش أبناء شعب تسيمين في بيوت مبنية من قطع الأخشاب والحطب الذي جلبوه من الغابات المطيرة ويغطون سقوف بيوتهم بأوراق الأشجار المجدولة وتحتفظ كل أسرة بحديقة لزراعة المحاصيل علاوة على أنشطة الصيد وصيد السمك.
حفريات أسلاف البشر المكتشفة حديثا كانت لعمال يمسكون أدوات
يقدر علماء فحصوا حفريات أسلاف البشر التي أطلق عليها اسم (هومو ناليدي) والمكتشفة الشهر الماضي في كهف بجنوب أفريقيا أنها ربما كانت لعمال يمسكون أدوات ويسيرون بشكل أقرب للإنسان، وقال باحثون فحصوا عظام القدم والكف المحفوظة بشكل جيد إن قدم وكف (هومو ناليدي) تشتركان في كثير من الخصائص مع السلالات البشرية لكنهما تتسمان ببعض الصفات البدائية التي تساعد في تسلق الأشجار.
والشهر الماضي أعلن عن اكتشاف هذه السلالات في كهف إلى الشمال الغربي من جوهانسبرج. ويقدم البحث الجديد إطلالة جديدة على مخلوق يمنحنا معلومات قيمة عن مراحل التطور البشري، وقالت تريسي كيفيل العالمة المتخصصة في السلالات البشرية بجامعة كينت إنها ميزت في الحفرية يدا "استخدمت لأغراض معينة تتسم بالقوة." وقالت إن عظام الرسغ والإبهام أظهرت صفات كتلك الموجودة في البشر المعاصرين وفي إنسان نياندرتال وأشارت بوضوح للقدرة على إمساك الأشياء بقوة واستخدام الأدوات الحجرية. بحسب رويترز.
وتظهر أصابعها شديدة الانحناء أنها استخدمت دائما للتسلق بينما أصابع البشر المعاصرين وإنسان نياندرتال تتسم بالاستقامة، أما القدمان فتشبهان أقدامنا بدرجة كبيرة خاصة في تشريح مفصل الكاحل ووجود إصبع كبير وكذلك مقاسات المنطقة بين الكاحل وأصابع القدم، وقال جيريمي ديسيلفا أستاذ علوم الجنس البشري بجامعة دارموث إنها كانت ملائمة أكثر للسير للمسافات طويلة وربما للركض. وأضاف "الساقان طويلتان والركبتان كركبتينا والقدمان شبيهتان بأقدام البشر. طريقة سير هومو ناليدي تشبهنا كثيرا، كان لدى هومو ناليدي بعض الخصائص البدائية في الأقدام كالقوس المفلطح والأصابع المنحنية وكعب أقل قوة مما لدينا.
إنسان العصر الحجري كان يعشق نحل العسل
قالت ميلاني روفيت-سالك أستاذة الكيمياء العضوية الجيولوجية بجامعة بريستول البريطانية "عثر على البصمات الكيميائية المميزة لشمع العسل في عدة مواقع بأرجاء اوروبا تنتمي للعصر الحجري الحديث ما يشير الى مدى شيوع العلاقة بين الانسان ونحل العسل في عصور ما قبل التاريخ"، وقالت روفيت-سالك إن سبب وجود شمع العسل في هذه الآنية هو احتمال ان يكون الإنسان قد استخدم العسل ومنتجاته أو انه قام بتبطين الجدران الداخلية لهذه الأوعية بالشمع لحمايتها من الماء، وأضافت "من الواضح ان انسان العصر الحجري كان على دراية تامة بالبيئة المحيطة به وكان يستغل الموارد الطبيعية المختلفة مثل شمع العسل كما كان يستخدم ايضا المادة الراتنجية للاشجار والقار". بحسب رويترز.
ومضت تقول إن السبب الجلي لاستغلال نحل العسل هو التغذي على العسل نفسه "الذي يمثل مادة سكرية نادرة بالنسبة الى انسان ما قبل التاريخ"، وقالت روفيت-سالك "إلا ان شمع العسل ربما كان يستخدم في حد ذاته في أغراض تكنولوجية مختلفة علاوة على الطقوس الدينية والطبية والجوانب المتعلقة بالزينة والتجميل وأيضا لجعل الآنية الخزفية المسامية مقاومة للماء أو خلطه بالقار الهش المستخرج من قلف أشجار البتولا لصنع الصمغ".
وكان من الصعوبة بمكان العثور على العسل منفردا في صورته الطبيعية لانه يتكون أساسا من السكريات التي يتعذر ان تصمد آلاف السنين بالمواقع الأثرية. وقالت روفيت-سالك "العثور على شمع العسل في الآنية يتيح لنا القول بان الإنسان البدائي استغل منتجات المناحل من شمع العسل والعسل نفسه"، وأكدت النقوش الأثرية الموجودة على جدران المعابد الفرعونية وأدلة اخرى قيام الإنسان البدائي باستغلال نحل العسل قبل آلاف السنين لكن لم يتضح بعد المدى الزمنى والجغرافي لذلك، وفحص الباحثون المركبات الكيميائية الموجودة في الطفل الذي صنعت منه أكثر من ستة آلاف من الأوعية الفخارية التي عثر عليها في أكثر من 150 من مواقع تنتمي للعالم القديم، ووجد ان الآنية الفخارية الموجودة بمناطق شمالية -لاسيما فوق خط العرض 57 على سبيل المثال من اسكتلندا والمنطقة الاسكندنافية- تفتقر الى شمع العسل، وقال ريتشارد ايفرشيد استاذ الكيمياء الحيوية الجيولوجية بجامعة بريستول إن ذلك يشير -في الدراسة التي أوردتها دورية (نيتشر)- الى ان نحل العسل لم يكن يوجد بتلك المناطق في ذاك الوقت وربما يرجع ذلك الى الظروف الجوية القاسية بمناطق نصف الكرة الشمالي.
وجود البشر في القطب الشمالي يعود الى اقدم مما كان يعتقد
اظهرت اثار عثر عليها في القطب الشمالي ان الوجود البشري في هذه المنطقة المتجمدة من الارض يعود الى 45 الف عام، اي قبل بعشرة الاف سنة مما كان يعتقد، ومن هذه الاثار سهام وادوات حادة عثر عليها قرب بقايا متجمدة لماموث، بحسب ما جاء في دراسة روسية نشرت في مجلة "ساينس" الاميركية. بحسب فرانس برس.
وتعد هذه الاثار المؤشرات الاقدم على وجود حياة بشرية في القطب الشمالي حيث المتحجرات البشرية نادرة، بحسب الباحثين، في العام 2012، عثر فريق من العلماء بقيادة اليكسي تيخونوف من متحف الاكاديمية الروسية للعلوم في سان بطرسبورغ على بقايا ماموث ذكر عملاق في الطبقات الرسوبية المتجمدة قرب شاطئ خليج يانيسي وسط المناطق القطبية من سيبيريا، واظهر التحليل بالكربون المشع لبقايا الحيوان والادوات التي بجانبه انها تعود الى 45 الف عام، وتظهر على بقايا الماموث جروح واصابات يبدو انها ناجمة عن اصابته بادوات حادة، كما ان اطرافا من عظامه جرى فصلها عن بعضها، وانيابه انتزعت ربما لصنع ادوات حادة في منطقة يصعب العثور فيها على معادن.
ويقدر الباحثون ان تطور اساليب صيد الماموث جعلت هذه الجماعات من الانسان القديم تغوص في عمق شمال سيبيريا، وقد يكون هذا الامر مهد لوصول الانسان الى مضيق بيرينغ، الذي يفصل روسيا عن القارة الاميركية والذي كان حينها ارضا يابسة، فاتحا بوابة الدخول الى القارة الاميركية قبل العصر الجليدي الاخير الذي حل على الارض قبل 22 الف عام.
اضف تعليق