إن كنت تتساءل حول حقيقة وجود مخلوقات فضائية في مكان ما من هذا الكون الفسيح، فهذا لا يعني أنك متأثر بالضرورة بكتب وأفلام الخيال العلمي، ففي النهاية نحن نقطن كوكباً صغيراً يدور حول شمس تعتبر متوسطة الحجم إذا ما قورنت بالنجوم الأخرى، ومجموعتنا الشمسية ما هي إلا جزء صغير من مجرة درب التبانة...
إن كنت تتساءل حول حقيقة وجود مخلوقات فضائية في مكان ما من هذا الكون الفسيح، فهذا لا يعني أنك متأثر بالضرورة بكتب وأفلام الخيال العلمي، ففي النهاية نحن نقطن كوكباً صغيراً يدور حول شمس تعتبر متوسطة الحجم إذا ما قورنت بالنجوم الأخرى، ومجموعتنا الشمسية ما هي إلا جزء صغير من مجرة درب التبانة التي تحتوي على 200 مليار نجم، و11 مليار كوكب شبيه بالأرض لم نتمكن من اكتشافهم بعد، هذا عدا أن مجرة درب التبانة ما هي إلا جزء بسيط من هذا الكون الحاوي على مليارات المجرات الأخرى، وبالتالي، ونظراً لفساحة الكون ورحابته التي تفوق حدود تصورنا، من المنطق أن نتساءل عن وجود حياة خارج كوكبنا الأزرق الصغير.
في هذا الشأن، قالت أول بريطانية ذهبت في رحلة إلى الفضاء إن "المخلوقات الفضائية موجودة ومن الممكن أن تكون حية بيننا على سطح الكرة الأرضية، وقالت البروفيسورة هيلين شارمان لصحيفة أوبزرفر البريطانية إن "الكائنات الفضائية موجودة وتحيا في مكان ما في هذا الكون، وأضافت "الكائنات الفضائية موجودة، ولا شك في ذلك"، وكررت "هناك أشكال مختلفة تماما من الحياة" بين مليارات النجوم.
ودخلت البروفيسورة شارمان ، البالغة من العمر 56 عاما، التاريخ عندما سافرت إلى محطة الفضاء الروسية "مير" في مايو/ آيار عام 1991، وأضافت شارمان، وهي كيميائية تعمل حاليا في كلية إمبريال كوليدج في لندن ، أنه على الرغم من أن أجسام الكائنات الفضائية لا تتكون من النيتروجين والكربون كأجسام البشر "إلا أنها قد تكون موجودة على سطح الأرض الآن لكننا لا نستطيع رؤيتها"، وخلال المقابلة، عبرت شارمان عن غضبها من الإشارة إليها باعتبارها أول امرأة بريطانية تذهب في رحلة إلى الفضاء بالرغم من أنها أول شخص يحمل الجنسية البريطانية على الإطلاق تقوم بذلك.
وتقول "هذا يعنى أنه كان هناك رجل قام بذلك قبلها، وأضافت "عندما صعد تيم بيك للفضاء، بعض الناس نسوا أمري. فأن يصعد رجل أولا للفضاء فهذا أمر عادي، وأنا سعيدة للغاية أني كسرت هذه القاعدة، وتقول شارمان إن وجودي في الفضاء " علمني أن البشر وليس الأشياء المادية هم الأهم"، وتضيف " لدينا في الفضاء كل ما نحتاج إليه لنبقى على قيد الحياة كدرجة الحرارة المناسبة، والطعام والشراب، والأمان. وعدم التفكير في أي من الأشياء المادية التي امتلكها على سطح الأرض" لكن البشر هم الأهم، ووضعت شارمان على قائمة فرسان السنة الجديدة لعام 2018 ، ومنحت وسام القديسين مايكل وجورج تقديرا لجهودها.
هل حقا توجد كائنات فضائية أو أجسام غريبة في الفضاء؟ وهل صدّقها المغردون؟ ناسا تجيب
قررت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" (NASA) التحدث عن الأجسام الغريبة، وعقدت جلسة امتدت 4 ساعات كشفت فيها أنها أجرت أكثر من 800 حالة مشاهدة لظواهر طائرة غير معروفة.
وتوصلت ناسا إلى أنه بين 2 و5% من إجمالي تلك المشاهدات "ربما تكون غير طبيعية حقا"، ومن بين الأمثلة التي تطرقت إليها الوكالة الجسم الكروي المعدني الذي حلق في منطقة الشرق الأوسط عام 2022، والذي لم يشكل تهديدا للسلامة الجوية.
وفي هذا السياق، قال مدير مكتب حل جميع مشكلات المجالات غير المعروفة شون كيركباتريك إن البيانات الحالية وروايات الشهود غير كافية لتقديم دليل قاطع على طبيعة وأصل كل حدث، فبدون بيانات كافية لا يمكن التوصل إلى استنتاجات تلبي المعايير العلمية العالية التي تم وضعها للحل.
وبالنسبة للأجسام القليلة التي تظهر خصائص قد تكون شاذة، أوضح كيركباتريك أنه يتم التعامل مع هذه الحالات بأعلى مستوى من الموضوعية والصرامة التحليلية، وهذا يشمل الاختبار المادي واستخدام النمذجة والمحاكاة للتحقق من صحة التحليلات.
وبشأن سؤال إن كانت حقا توجد كائنات فضائية أو أجسام غريبة في الفضاء، تقول ناسا إنه لا يوجد دليل إلى الآن على وجود كائنات خارج الأرض، لكنها ما زالت تبحث في ذلك.
وتابع برنامج "شبكات" (2023/6/1) تفاعلات الناشطين مع أجوبة ناسا وأبحاثها وخلاصاتها، وعلق الناشط ديف ماسون بقوله "هل هذا جزء من تحرك مستمر لتهيئة الرأي العام للإفصاح؟ لقد تحولت اللغة من الإنكار الكامل إلى قبول الظواهر ومن منظور أمني".
من جهته، اعتبر المغرد محمد كاتب أن الأمر لا يتعدى حدود ما وصفها بالخزعبلات وكتب "أكبر كذبة كونية ناسا وعلماء الغفلة، خزعبلات لا تنتهي، أشفق على اللي مصدق خرابيطهم".
أما حساب "تنين" فقال "تأكيد على عدم وجود أنشطة لكائنات فضائية هذا الرد العقلاني، ناسا لا تريد أن تتورط وتفقد مصداقيتها، ولكن جزئية لا يعني استبعاد وجود فضائيين ومركبات فضائية، هذه فزاعة لخدمة الحكومة الأميركية كي تنشر الشائعات والأكاذيب وقت الحاجة، لإشغال الرأي وتغطيته على فضائح أو تشريع أعمال قذرة".
من جهتها، الناشطة داماس كان لها رأي آخر فعلقت "ما فيه غير البشر ينكدون على بعض، لا مخلوقات فضائية ولا هم يحزنون، طائرات عسكرية وأجهزة ترّصد وغيرها".
يذكر أن "ناسا" تستخدم عبارة "الظواهر الطائرة غير المعروفة" وليس "أجسام طائرة مجهولة"، وهذا التغيير في المصطلحات تقول ناسا إنه جاء ليكون متسقا مع قانون إقرار الدفاع الوطني.
وتعرّف ناسا "الظواهر الطائرة غير المعروفة" بأنها "مشاهدات للأحداث في السماء التي لا يمكن تحديدها على أنها طائرات أو ظواهر طبيعية معروفة من منظور علمي"
هل هناك فعلا كائنات فضائية؟.. فرضية عجيبة ومخيفة
يوجد 70 كوينتيليون كوكب في الكون – أي رقم 7 متبوعًا بـ 20 صفرًا، من بينها ما يصل إلى 6 مليارات من الكواكب الشبيهة بالأرض في مجرة درب التبانة وحدها
صورت أفلام الخيال العلمي والمسلسلات التلفزيونية بشكل روتيني جنسًا وحشيًا من الكائنات الفضائية يزورون الأرض في سفنهم الفضائية ويستعبدون أبناء الأرض التعساء. ولكن وفقًا لما يعتقده أحد الخبراء، فإنه ربما تكون هناك حياة خارج كوكب الأرض ولكن من المحتمل أن تكون تلك الكائنات خائفة للغاية من البشر "الخطرين" و"العنيفين" بحيث لا يرغبون في المجيء إلى الأرض، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.
صراعات وحروب دموية
من جهته، قال دكتور جوردون غالوب، عالم النفس الحيوي بجامعة ألبانيا، إن البشر "خطيرون وعنيفون ومنخرطون بلا توقف في صراعات وحروب دموية لا نهاية لها"، ولهذا السبب، من المحتمل أن تميل الكائنات الفضائية، التي تمتلك القدرة التكنولوجية للقيام بزيارة إلى الأرض - إن وجدوا - إلى البقاء بعيدًا خوفًا من الموت والإبادة الجماعية.
وأضاف غالوب، الذي قدم حجته في ورقة بحثية مفتوحة نُشرت في مجلة علم الأحياء الفلكية هذا الشهر: "إذا كانت [الحياة الفضائية] موجودة، فربما تكون قد وجدتنا الآن واكتشفت أن البشر خطرين وعنيفين ومنخرطين بلا توقف في صراعات وحروب دموية لا نهاية لها، ويطورون باستمرار أسلحة دمار شامل أكثر قوة".
تلوث وتخريب للبيئة
وأوضح أن عدم القدوم إلى كوكب الأرض ربما يكون أيضًا نتيجة ثانوية للتلوث المتزايد وتدمير الموائل، إلى جانب الحروب التي لا نهاية لها والنهب والموت والدمار والرغبة في الغزو، ومن ثم فإن البشر يشكلون خطرًا لا مثيل له وغير مسبوق ليس فقط على أشكال الحياة الأخرى على الأرض بل الحياة على الكواكب الأخرى.
تدمير الحضارات
فيما استشهد، "بالتدمير الكامل لحضارات الأزتك والإنكا المتقدمة للغاية" والإبادة الجماعية اللاحقة للسكان الأصليين وتدمير معابدهم ومبانيهم وسرقة ثرواتهم ومواردهم الطبيعية.
حياة ذكية في كوكب آخر
كما تابع "إذا كانت هناك حياة ذكية في كوكب آخر، فربما ينظر سكانه إلى البشر على أنهم في غاية الخطورة، وربما يكون هذا هو السبب في عدم وجود دليل أو دليل مقنع على وجود حياة خارج كوكب الأرض، لأن سكان الكواكب الأخرى ربما يعدونها مخاطرة كبيرة للغاية أن يتم اكتشافهم".
انقراض جماعي للبشر
وأشار إلى أن عالم الفيزياء الفلكية البريطاني الشهير بروفيسور ستيفن هوكينغ أثار، خلال حياته، مخاوف بشأن الأخطار التي تشكلها الكائنات الفضائية الذكية والعدائية. وعلى غرار ما تعرضه المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية من أن كائنات فضائية تصل إلى كوكب الأرض لغزو البشر واستعبادهم وتدميرهم واستعمارهم لاستغلال موارد الكوكب بعد استنفاد مواردهم، فإن بروفيسور هوكينغ، رجح أنه ربما تكون النتيجة مماثلة لما جاء عندما جاء كولومبوس إلى أميركا، وهو الأمر الذي لم يكن جيدًا للأميركيين الأصليين.
كذلك، أشار إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ الأرض، أن البشر متجهون نحو الانقراض الجماعي الذي يحدث نتيجة لأفعال نوع واحد؛ أي الإنسان.
في حين، تعتمد الورقة البحثية لدكتور غالوب على مفارقة فيرمي، وهي التناقض الواضح بين عدم وجود أدلة على حضارات خارج كوكب الأرض والتقديرات العالية المختلفة لاحتمالية حدوثها. بمعنى آخر، إذا كانت هناك حياة خارج كوكب الأرض، فلماذا لم يتم العثور على أي دليل على وجودها؟
70 كوينتيليون كوكب
وفقًا لتقديرات إريك زاكريسون، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة أوبسالا في السويد، يوجد 70 كوينتيليون كوكب في الكون - أي 7 متبوعًا بـ 20 صفرًا.
ويوجد في مجرة درب التبانة وحدها ما يصل إلى 6 مليارات من الكواكب الشبيهة بالأرض، وفقًا لدراسة أجراها علماء الفلك بجامعة كولومبيا البريطانية عام 2020. ووفقًا لوكالة ناسا، تم تأكيد 4.933 كوكبًا خارج المجموعة الشمسية - كواكب خارج نظامنا الشمسي - في 3704 أنظمة، ولكن معظم هذه الكواكب الخارجية غازية، مثل كوكب المشتري أو نبتون، وليست أرضية.
احتمال بعيد بشكل كبير
فيما يتعلق باحتمالية وجود كائنات فضائية غريبة على الأرض، يقول دكتور غالوب: "يوضح تاريخ علم الأحياء على الأرض أن الحياة الذكية المتطورة تقنيًا هي الاستثناء وليس القاعدة. وعلى الرغم من المليارات من أشكال الحياة المختلفة، فإن سجل الحياة الذكية مع قدرات صنع الأدوات المعقدة والقدرة المعرفية لتحقيق الوعي الذاتي، يشير إلى أنه ظهر مرة واحدة فقط، مما يجعل احتمال العثور على حياة ذكية متطورة تقنيًا في مكان آخر بعيدًا بشكل كبير".
كائنات فضائية تبعث رسائل إلى كوكب الأرض.. ما محتواها؟
ينهمك علماء متخصصون في أستراليا في قراءة وتحليل رسائل وإشارات وردت إليهم من الفضاء الخارجي، ويقولون إنهم يعتقدون أنها ربما تكون رسائل بعثت بها كائنات فضائية تعيش على كواكب أخرى وتحاول التواصل مع البشر.
وبحسب المعلومات التي نشرتها جريدة "دايلي ميرور" البريطانية، واطلعت عليها "العربية.نت"، فقد تلقى العلماء رسائل وإشارات من خارج الكرة الأرضية "من الممكن أن تكون قادمة من كائنات فضائية تعيش في عالم آخر وتحاول الاتصال بالكرة الأرضية".
وبحسب التقرير فإن "جسماً مستحيلاً أرسل صافرات إلى الأرض"، وهي ما يعتقد العلماء أنها رسائل بعثت بها الكائنات الفضائية إلى البشر على كوكب الأرض.
ويعتقد العلماء أنهم ربما وجدوا دليلاً على وجود شكل كائن فضائي بعد اكتشاف جسم "مستحيل" يدور على بعد 4000 سنة ضوئية.
وقال علماء الفلك إن الجهاز الغامض كان يرسل إشارات راديوية متكررة كل 18 دقيقة، ولا يشبه أي شيء شوهد من قبل في الفضاء. وأظهرت عمليات الرصد التي قام بها العلماء أن "الجسم الغامض" كان يطلق دفعة عملاقة من الطاقة ثلاث مرات في الساعة.
وقالت عالمة الفيزياء الفلكية، الدكتورة ناتاشا هيرلي ووكر إن هذه الإشارات ربما تكون مؤشراً على حياة خارج الأرض، وربما تشكل اختراقاً مهماً في هذا المجال. وقالت إنها سألت نفسها عما إذا كانت هذه هي "اللحظة التي اكتشفنا فيها أخيراً أن الحقيقة في الخارج؟". وقالت الدكتورة هيرلي ووكر التي قادت فريق البحث ومقره أستراليا: "كنتُ قلقة من كونهم كائنات فضائية".
وكان الفريق البحثي من جامعة كيرتن، والمركز الدولي لأبحاث علم الفلك الراديوي (ICRAR) يرسم خرائط موجات الراديو في الكون عندما اصطدمت بالجسم الغامض.
وقالت الدكتورة هيرلي ووكر إنها حللت البيانات واشتبهت في البداية في أن الإشارات كانت مجرد تداخل. ولكن بعد 18 دقيقة من الملاحظة أظهرت أن "المصدر كان مرة أخرى في نفس المكان بالضبط وبنفس التردد"، على حد قولها. وأضافت: "مثل أي شيء لم يره علماء الفلك من قبل".
وأشارت الدكتورة ووكر إلى جهد بحثي عالمي يبحث عن تكرار إشارات الراديو الكونية المرسلة بتردد إشارة يسمى البحث عن ذكاء خارج الأرض. وأضافت: "هل كانت هذه هي اللحظة التي اكتشفنا فيها أخيراً أن الحقيقة موجودة هناك؟".
الكائنات الفضائية... هل حقا تزور كوكب الأرض؟
خلاف بشأن وجود الكائنات الفضائية وزياراتها لكوكب الأرض (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية – مواقع التواصل الاجتماعي المعلومات الأكيدة الوحيدة رسمياً وعلمياً أن الكائنات الفضائية الوحيدة التي نعرف بوجودها في هذا الكون هي الكائنات التي تسكن كوكب الأرض، أي البشر والحيوانات والنباتات الأرضية، أما بخصوص التخمين بوجود كائنات حية أخرى تعيش في الفضاء، فهذا ما يوافق عليه العلم على أساس أنه لا بد من وجود كواكب من بين مليارات المجرات توجد فيها ظروف تسمح بالحياة عليها، لكن أن نكون قد التقينا هذه الكائنات أو زارتنا على كوكبنا الأزرق أو تلقينا منها إشارات ورسائل، فهذا ما لم يؤكده أي تقرير علمي أو رسمي صادر عن مؤسسة تعمل على اكتشاف الفضاء حول العالم. لكن البشر يحاولون فعلياً التواصل مع الكائنات الفضائية في حال وجدت، وقد أُرسلت محطة "فوايجور" إلى الفضاء الواسع عام 1978 حاملة رسائل بكل لغات العالم ومقاطع موسيقية ورسوماً وإشارات وصوراً، لعلها تقع في يد كائنات فضائية تبحث بدورها عن كائنات فضائية أخرى، فتجدنا بطريقة ما.
التقرير الأميركي المبهم
جاء التقرير الذي صدر عن البنتاغون الشهر الماضي، الذي انتظره ملايين البشر المهتمين بموضوع الكائنات الفضائية، وصدر بعد إصرار الكونغرس الأميركي على نشر المعلومات المتوفرة لدى وكالة "ناسا" حول الكائنات الفضائية، جاء هذا التقرير صادماً لمنتظريه، إذ لم يقدم معلومات جديدة، إلا بنشر عدد من الفيديوهات المصوّرة من قبل طيارين في الجيش الأميركي لأجسام طائرة غير محددة الشكل والهوية وتطير بسرعة فائقة، إلا أن التقرير اعتبرها "ظواهر غير محددة" ولم يشر إلى أنها مركبات قادمة من الفضاء.
التقرير أنجزه مكتب المخابرات الوطنية بالمشاركة مع مجموعة عمل خاصة بـ"الظواهر الجوية المجهولة الهوية" بإشراف من سلاح البحرية الأميركية، وتم تقديمه إلى الكونغرس. وبالطبع نفى التقرير وجود كائنات فضائية على كوكب الأرض أو في القاعدة "51" في صحراء نيفادا، كما يدعي كثير من الناس ومنهم علماء فلك وعلماء في استكشاف الفضاء. والجدير بالذكر أنه كان قد دُعي في يوليو (تموز) 2019 إلى مسيرة جماعية لاقتحام المنطقة "51" والاطلاع على الكائنات الفضائية، ولما وصل عدد المؤيدين إلى مليون شخص قالت المتحدثة باسم القوات الجوية الأميركية، "سوف نمنع أي شخص من محاولة القدوم، لأن المنطقة منطقة تدريبات مفتوحة للقوات المسلحة الأميركية، ولن نسمح باقتحامها".
وكان التقرير الذي نشرته الحكومة الأميركية الجمعة 25 يونيو (حزيران) 2021، قد عرض 144 واقعة يعود بعضها إلى عام 2004، وصفتها بـ"ظواهر جوية مجهولة" عجزت هيئات الدفاع والمخابرات الأميركية عن تحديد طبيعتها. وخلص التقرير إلى عدم الوصول إلى أي دليل على وجود كائنات فضائية، لكن في الوقت نفسه لم يتمكن من توضيح الظواهر الغامضة التي رصدها بعض الطيارين العسكريين الأميركيين. ومن أجل تشجيع الطيارين على الإبلاغ عن هذه الظواهر من دون مخاوف بأن يتعرضوا للسخرية، لم يعد الجيش الأميركي يصفها بأنها "أجسام طائرة مجهولة" بل بـ"ظواهر جوية غير محددة".
عقائد وإيمان حول العالم
الرفض الرسمي والحكومي لمقولات وصول الكائنات الفضائية إلى كوكب الأرض، الذي يعتبره المؤمنون بوصول الكائنات الفضائية تستراً على الحقيقة، يلقى معارضة كبيرة ممن يسمون "اليوفولوجيون"، أي المؤمنون بوجود الكائنات الفضائية (اليوفولوجي هو علم الأجسام الطائرة المجهولة الهوية)، ومن هؤلاء من يؤمن بأن الكائنات الفضائية بنت الأهرامات المصرية، بل وصرّح رجل الأعمال الأميركي المهووس بالفضاء، إيلون ماسك، الذي ما زالت شركته تجري تجارب لإقامة رحلات فضائية سياحية إلى الفضاء، أن الكائنات الفضائية زارت الأرض وساعدت البشر على التطور وبنت الحضارات القديمة ومنها المصرية وتحديداً الأهرامات، بل وأعلن في إحدى المقابلات ممازحاً أنه هو نفسه كائن فضائي.
وإيلون ماسك ليس الوحيد في ما يقوله، بل هناك مئات الناس الذين رووا حكايات متشابهة عن اختطافهم من قبل كائنات فضائية، وإجراء فحوصات لهم وتجارب على أجسادهم من قبل كائنات وصفوا شكلها. وهذه القصص تكررت بشكل كبير تحديداً في الولايات المتحدة. وقد تحوّل الإيمان بوجود الكائنات الفضائية إلى ديانة وهي "الرائيلية" في فرنسا عام 1974، وانتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وكوريا الجنوبية. وترى هذه الديانة أن هناك كائنات فضائية وصلت إلى الأرض من آلاف السنين وأسهمت في تطور الجنس البشري، وقد ظنها الناس ملائكة أو آلهة كانت تسمى "إلوهيم" وهي تراقب سكان الأرض من بعيد وتساعدهم.
تقارير وتصاريح العلماء المشوشة
لكن على الرغم من التعتيم على وجود كائنات فضائية تراقب الأرض أو تزورها، فقد صدر خلال الأسبوع الماضي تقرير علمي ألماني مفاده أن "منذ نحو قرن من الزمن، بدأت البشرية في إرسال موجات راديو إلى الفضاء، وأن هذا الإشعاع وصل إلى نجوم وكواكب يمكن تتبع الأرض انطلاقاً منها".
وكتب موقع "فيلت دير فيزيك" الألماني في 26 يونيو تعليقاً على هذا التقرير بأنه "يمكن لعلماء الفضاء من حضارات أخرى خارج الأرض رصد كوكبنا كما المجموعة الشمسية برمتها، وسيكون محتوى الأكسجين العالي في الغلاف الجوي إشارة واضحة إلى وجود الحياة على الأرض بالنسبة إليهم. وباستخدام أجهزة حساسة بشكل مناسب، يمكن أيضاً اكتشاف المواد غير الطبيعية مثل مركبات الكربون الفلورية. ومن خلال ذلك سيفهمون وجود حضارة تعتمد التكنولوجيا على كوكب الأرض".
ويقدّر الباحثون أن 29 من الكواكب التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن وتقع في مجموعات شمسية قريبة من الأرض، هي في وضع جيد لمشاهدة دوران الأرض، وكذا التنصت على البث الإذاعي والتلفزيوني البشري.
وما يجعل "اليوفولوجيين" متأكدين من وجود الكائنات الفضائية من دون شك في ذلك هو مجموعة من التصريحات المهمة، التي أدلى بها رؤساء أميركيون وعلماء مشهود لهم بطول الباع في الأبحاث الفضائية، فعلى سبيل المثال يضيء الباحث العلمي، أحمد المسلماني، في موقع "سيونتيفك أميركان"، على مثل هذه التصريحات، على سبيل المثال تصريح كيفن كنوث، أستاذ الفيزياء في جامعة "ألباني" الأميركية، في مؤتمر "الأجسام الغامضة" بأن، "هناك كائنات فضائية، وتُخفي حكومة الدول ذلك عن مواطنيها، والمعلومات في متناول دائرة صغيرة من الأشخاص، وهي سرية للغاية".
وفي مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أعلن عالم الفيزياء، حائيم إيشيد، الذي كان يترأس سابقاً إدارة الفضاء في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن الكائنات الفضائية طلبت عدم الكشف عن وصولها إلى الأرض، وبأن "الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان على وشك كشف الستار عن وجودهم، لكن الكائنات طلبت منه الانتظار، حتى لا يصاب الناس بالرعب، فهم لا يريدون نشوب حالة من الهستيريا الجماعية، بل يريدون أن ندرك ونقبل بوجودهم معنا على كوكب الأرض بهدوء". وأكد البروفيسور، الحائز درجات وجوائز علمية من إسرائيل وخارجها في علوم الفضاء، أنه لو قال مثل هذه الأمور قبل خمس سنوات، لقالوا لقد فقد الرجل عقله، وكان نُقل إلى مستشفى الأمراض العقلية، مشيراً إلى أن الأوساط الأكاديمية بدأت بالتفكير بطريقة مختلفة.
هذا النوع من التصريحات تكرر بشكل أكثر دقة في مارس (آذار) 2017، مع العالم الأميركي الراحل، ستانتون فريدمان، الذي أشار إلى أن المخلوقات الفضائية زارت الأرض، ووفقاً لموقع "نوفيل أوردر مونديال"، فقد أكد فريدمان، "أن إخفاء الدليل على هذا الأمر، سببه أن البشر سيكون لديهم صعوبة بالغة في تقبل فكرة أن كائنات فضائية تزور كوكبهم. الأمر الذي قد يتسبب لهم بذعر شديد". مشيراً إلى "أن الكائنات الفضائية نفسها لو كانت تريد إظهار وجودها للناس لكانت قد فعلت ذلك دون تردد".
ولكن الفيديو الذي صُوِّر قبل وقت قصير من وفاة العالم بويد بوشمان في 7 أغسطس (آب) عام 2014، ولم يظهر إلا أخيراً، وكانت مدته 33 دقيقة، يشير إلى ما هو أكثر تفصيلاً، إذ يقدم وصفاً للكائنات الفضائية ويروي قصصاً عن حياتهم وطريقة عيشهم.
يقول بوشمان، إن "طولهم نحو 1.5 متر، ولديهم ثلاثة عظام بارزة على الظهر، وأضلاع أقل من البشر، وأصابع اليدين والقدمين مثل البشر"، كما قال "إن عمر بعضهم يمكن أن يمتد إلى 230 سنة". ويدعي بوشمان "أن المخلوقات الفضائية هم سكان كوكب يسمى Quintumnia، الذي يقع على بعد 68 سنة ضوئية من الأرض، ومع ذلك فالمسافة تأخذ منهم فقط 45 دقيقة للوصول إلى كوكب الأرض".
وحين استقبلت الأرض مجموعة انفجارات قادمة من أعماق سحيقة في عام 2018، قالت البروفيسورة شاهي شاترغن، الباحثة في جامعة كورنيل لصحيفة "اندبندنت" في يناير (كانون الثاني) 2018، "نحن على أعتاب اكتشاف تاريخي، ويبدو أن هناك كائنات فضائية أخرى تعيش معنا".
الرؤساء الأميركيون والكائنات الفضائية
كان عضو الكونغرس، تيموثي غود، قد صرّح بأن الرئيس أيزنهاور التقى الكائنات الفضائية في ولاية نيو مكسيكو عام 1954، وأنه عقد معهم معاهدة. ومثل هذه التصريحات تعمّق الاعتقاد لدى كثيرين بوجود الكائنات الفضائية، بل يروج هؤلاء المؤمنون بمعتقداتهم الفضائية بأن رغبة الرئيس جون كينيدي في كشف العلاقة الأميركية مع الكائنات الفضائية كانت سبباً في اغتيال الفضائيين له.
أما الرئيس جيمي كارتر فكان أول رئيس في العالم يقول، "إنه شاهد الكائنات الفضائية في جورجيا عام 1977". وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية صرح بأنه "سيعمل على نشر جميع المعلومات التي تملكها البلاد بشأن الأطباق الطائرة".
أما الرئيس رونالد ريغان الذي أتى بعد الرئيس كارتر فكان مؤمناً أيضاً بوجود الفضائيين، ووفقاً لكتاب ديفيد كلارك، الذي صدر عام 2015 بعنوان "الأطباق الطائرة.. رسومات من الأرشيف الوطني"، طلب ريغان من الزعيم السوفياتي، ميخائيل غورباتشوف، التصدي للمخلوقات الفضائية في حال مهاجمتها كوكب الأرض، وكان ذلك في قمة جنيف للسلام عام 1985، وحين عاد ريغان إلى الولايات المتحدة بعد القمة تحدث في الأمر ذاته.
الرئيس بيل كلينتون رفض آراء الرئيسين كارتر وريغان بشأن وجود الكائنات الفضائية، إلا أن زوجته هيلاري كلينتون صرحت في حملتها الانتخابية عام 2016 بأنها سوف تطلب من وكالة "ناسا" كشف حقيقة الكائنات الفضائية والمنطقة (51) في حال الفوز بالرئاسة، وفي مارس 2016 قالت في كلمتها بولاية نيو هامبشاير، "أعتقد أن الكائنات الفضائية زارت الأرض من قبل، وسوف أرسل فريق عمل متخصصاً إلى المنطقة (51) لكشف سرّ الحفرة العميقة في المنطقة المحظورة".
ما الرئيس أوباما فقد صرح في مقابلة تلفزيونية مع المذيع ستيفن كولبير، في ديسمبر (كانون الأول) 2020، تصريحاً مبهماً، فلا هو يبدي الجدية ولا يشير إلى المزاح والفكاهة، بقوله، "لقد سئلت عن وجود الكائنات الفضائية، ولكن الإجابة لا يمكنني قولها على الهواء".
أما الرئيس دونالد ترمب فلم يقدم إجابة حاسمة بشأن الفضائيين، وحين سأله ابنه الأكبر دونالد ترامب جونيور، لمناسبة عيد الأب في يونيو 2020 "هل ستسمح قبل مغادرتك الرئاسة بأن ترفع السرية عن الكائنات الفضائية؟" قال، "يجب أن أفكر في الأمر".
الكائنات الفضائية قد تتصل بتقنيات الذكاء الاصطناعي قبل البشر
لاحظ العالم الأميركي "آفي لوب" وجه الشبه بين المخلوقات الفضائية والروبوتات، وأشار إلى احتمال أن تتواصل المخلوقات الفضائية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي قبل أن تتصل مع البشر.
وقال لوب: "معظم النجوم تكونت بمليارات السنوات قبل الشمس، لذا يمكن أن تكون هناك حضارات أطول عمرا بمئة مليار مرة من عمر تكنولوجيتنا، مما يعني أننا إذا صادفنا أحدا فالأرجح أنهم سيفوقوننا تقدما بكثير، لذا لن يشعروا أننا نشكل خطرا عليهم ولن يهاجمونا، سيتابعون مسارهم ويمضون في حال سبيلهم، أنا لست قلقا بل أظن أنها فرصة لنتعلم من تكنولوجيات جديدة".
وأضاف أن الوصول إلى الفضاء يسهل على أنظمة الذكاء الاصطناعي لأنها تستطيع اجتياز رحلتها بسلام.
كما أن وكالات الفضاء في جميع أنحاء العالم بما فيها وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية تستخدم منذ سنوات تقنيات الذكاء الاصطناعي لرسم المجرات والنجوم وإرسال روبوتات إلى كواكب أخرى.
ورجح لوب أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستكون لغة الحوار بين البشر والمخلوقات الفضائية.
ظواهر غامضة ـ هل الأرض مراقبة من قبل حضارات فضائية؟
أجج تقرير مثير لوزارة الدفاع الأمريكية الجدل بشأن ظواهر جوية غامضة وعلاقتها المحتملة بكائنات ذكية غير أرضية. التقرير اعترف بعجز القوة العظمى الأولى في العالم بتفسير هذه الظاهر، تاركة الباب مفتوحا لجميع الاحتمالات.
هل هناك حضارات فضائية أكثر تطورا تزور كوكبنا الأرضي بانتظام؟ ما طبيعة الأجسام الطائرة الغامضة التي تتحدى قوانين الفيزياء ويتم رصدها بانتظام في مختلف مناطق العالم؟ هل يتعلق الأمر بزوار من عوالم أخرى وربما أبعاد زمكانية فوق إدراك العقل البشري؟ أم هي تكنولوجيات عسكرية بالغة السرية تقوم بتطويرها القوى العظمى؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون ظواهر طبيعية لم يفك الانسان شفرته بعدا؟ هذه الأسئلة وغيرها استأثرت باهتمام الجمهور والخبراء خلال الأسابيع القليلة الماضية بمناسبة تقرير فريد نشرته الحكومة الأمريكية (الجمعة 25 يونيو/ حزيران 2021) رصد حالات وثقها طيارو سلاح الجو الأمريكي في مواقع ومناسبات متعددة. التقرير عرض 144 واقعة يعود بعضها إلى عام 2004، وصفتها الحكومة الأمريكية بـ"ظواهر جوية مجهولة" عجز هيئات الدفاع والمخابرات الأمريكية عن تحديد طبيعتها.
التقرير أنجزه مكتب مدير المخابرات الوطنية بالمشاركة مع مجموعة عمل خاصة بالظواهر الجوية المجهولة الهوية بإشراف من سلاح البحرية الأمريكية، وتم تقديمه للكونغرس. البنتاغون أقر بأن تلك الظواهر "تمثل مشكلة تتعلق بسلامة الطيران وقد تشكل تحديا للأمن القومي الأمريكي". وفي تعليقه على الموضوع كتب موقع "إي.في.إير.فيسن" الألماني (28 يونيو) "يتكون التقرير من تسع صفحات، مكتوب بلغة رصينة للغاية. لا يوجد ذكر ولا مرة واحدة للأجسام الفضائية أو الأجسام الطائرة المجهولة (..) الوقائع مختلفة لا يمكن أن يكون لها سبب واحد مشترك، ولكن من المفترض أن تكون لها أسباب متعددة".
قصة حقيقية مثيرة، لم تُستلهم من أفلام الخيال العلمي بل هي موثقة بالصورة والصوت، بطلتها اللفتنانت كوماندر أليكس ديتريك، قائدة سرب مقاتلات بالبحرية الأمريكية، حين واجهت جسما طائرا غريبا يثير أعلى درجات الفضول، لكونه كان يتحرك بشكل يتحدى قوانين الفيزياء وأداء التكنولوجيا البشرية المعروفة. المناسبة كانت مهمة تدريبية روتينية قبالة سواحل كاليفورنيا الجنوبية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، حين طلبت بارجة حربية أخرى من ديتريك وزميلها في مقصورة القيادة الطيار ديفيد فريفر بتحري إشارات رصدها الرادار بالمنطقة تعذر فك شفرتها. وفي ومقابلة مع رويترز (25 يونيو/ حزيران 2021) قالت القائدة المتقاعدة معلقة على الحادث الذي وقع قبل 15 عاما، ووردت في تقرير مفصل لوزارة الدفاع الأمريكية "لا أعتبر نفسي كاشفة أسرار... لا أصنف نفسي ضمن الشغوفين بمسألة الأطباق الطائرة".
ديتريك سردت بدقة متناهية ما وصفته برصدها لـ"حركة موجية" غريبة على سطح البحر حين لاحظت هي وزميلها "جسما بيضاوي الشكل، أملس، أبيض اللون يشبه قرصا كبيرا من حلوى النعناع (تيك تاك) ويطير بسرعة هائلة فوق الماء". وأضافت أنه عندما حاول زميلها فريفر "التواصل" مع الجسم "بدا أنه يرد بطريقة لم نتعرف عليها"، إذ لم يكن عليه أي أسطح تحكم مرئية أو آليات دفع". وتعرف الواقعة في أرشيف البنتاغون باسم (واقعة التيك تاك)، وهي موثقة بمقاطع مصورة نُزعت عنها السرية. وتنضاف هذه الواقعة لعديد الوقائع التي رصدها سلاح البحرية الأمريكي في السنوات الأخيرة وعجز الخبراء عن إيجاد تفسيرات منطقية لها.
وقائع دامغة ـ الأجسام الطائرة المجهولة حقيقة مُحيرة
التقرير أورد ما لا يقل عن مائة حادثة لظهور أجسام تحلق بسرعة مذهلة، عجزت الأجهزة الأمريكية عن تتبعها أو تحديد مصدرها. التقرير يعتبر أول اعتراف رسمي من الحكومة الأمريكية برصد أجسام طائرة مجهولة الهوية والمصدر، بعد عقود من المضاربات والتكهنات بين المؤمنين بوجود الظاهرة ومن يسخر منها. تقييم البنتاغون اعتمد على خلاصات 144 تقرير من بينها 88 حالة تم الحصول عليها من أجهزة استشعار متعددة. ولم يوضح التقييم أصل أو مصادر الأجسام الطائرة كما لم يستبعد إمكانية أن يكون أصلها كائنات فضائية، غير أنه لم يجد في الوقت ذاته أي دليل دامغ على وجود هذه الكائنات. "بدا في عدد محدود من الوقائع المسجلة، أن الظواهر الجوية الغامضة تحدث على شكل سمات طيران غير معتادة. وقد تكون هذه الملاحظات نتيجة لأخطاء في أجهزة الاستشعار أو تصور خاطئ للمراقب، وتتطلب تحليلا صارما إضافيا" يقول التقرير.
في أغسطس / آب 2020 أعلن البنتاغون عن إحداث فريق عمل خاص (تاسك فورس) لتحليل المعطيات المتعلقة بالأجسام الطائرة المجهولة الهوية في وقت زاد فيه الاهتمام الشعبي بالموضوع في الولايات المتحدة. فقد لوحظ أيضا أن مشاهدات هذه الأجسام زادت بشكل ملحوظ من قبل المواطنين في فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا. كما اكتسب الموضوع زخما هائلا بعد نشر البنتاغون لمقاطع فيديو لبعض تلك الأجسام سجلها طيارون أمريكيون. وبهذا الصدد كتب موقع "إذاعة دويتشلاندفونك" الألمانية (22 يونيو) "كان كل من يرى في بقع ضبابية على الصور ومقاطع الفيديو سفنا فضائية من خارج كوكب الأرض، يتعرض فورا للسخرية. لكن يبدو أن طيارين متمرسين من البحرية الأمريكية هم أيضًا من بين من يؤمن بوجود الأطباق الطائرة. وهناك الآن مطالب لجعل البحث العلمي يتعامل مع هذه الظاهرة بجدية".
ألم يحذر الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ البشرية في أكثر من مناسبة، داعيا إياها بالتزام الحذر والصمت لأنه إذا اكتشفنا فضائيون فقد يحاولون إذائنا! حسب رأيه. لكن يبدو أن مهلة الحذر تجاوزها الزمن، إذ بات من الممكن رصد الإشارات الأرضية انطلاقا من العديد من النجوم في فضاء قطره 300 سنة ضوئية. وفي حال وجدت فعلا حضارات غير أرضية تملك تلسكوبات مماثلة لتلك التي نملكها أو ربما أفضل منها فسيكون بإمكانها مراقبتنا. وفق دراسة نشرتها صحيفة "نيتشر" هناك ما لا يقل عن 75 من هذه النجوم وصلتها فعلا إشارات على شكل موجات راديو من الأرض. "منذ حوالي قرن من الزمن، بدأت البشرية في إرسال موجات راديو إلى الفضاء من خلال أجهزة إرسال الراديو والتلفزيون والرادار. الدراسة أكدت أن هذا الإشعاع وصل إلى نجوم وكواكب يمكن تتبع الأرض انطلاقا منها. وهناك المزيد من هذا الإرسال مع استمرار انتشار الإشعاع الراديوي في الفضاء دون توقف".
وبهذا الصدد كتب موقع "فيلت دير فيزيك" (عالم الفيزياء) الألماني (26 يوينو) "يمكن لعلماء الفضاء من حضارات أخرى خارج الأرض رصد كوكبنا كما المجموعة الشمسية برمتها (..) وسيكون محتوى الأكسجين العالي في الغلاف الجوي إشارة واضحة لوجود الحياة على الأرض بالنسبة لهم. وباستخدام أجهزة حساسة بشكل مناسب، يمكن أيضًا اكتشاف المواد غير الطبيعية مثل مركبات الكربون الفلورية. ومن خلال ذلك سيفهمون وجود حضارة تعتمد التكنولوجيا على كوكب الأرض". وهناك اختلاف في وجهات نظر بين العلماء، بين من يرى أن من واجب الانسان بعث رسائل إلى الفضاء الخارجي أملا في لقاء حضارات أخرى، ربما تكون في مستوانا أو أكثر تطورا بشكل يصعب تخيله. وأولئك الذين يرون أن على الانسان التزام الحذر بل وحتى إخفاء وجوده، لأنه ليس هناك ضمانات حول ما سينتهي إليه أي لقاء بيننا وبينهم.
بعد عقود من السرية ـ جهلنا أكبر من معرفتنا!
يضع التقرير الأمريكي القارئ في موقف حائر وغامض، فهو يؤكد من جهة غياب دليل قاطع على وجود كائنات فضائية، لكنه في الوقت ذاته لا يوضح أسباب ومصدر الظواهر الغامضة التي وثقها طيارون أميركيون متمرسون. فبعد عقود من السرية، أمر الكونغرس العام الماضي الحكومة باطلاع الجمهور على أنشطة وحدة البنتاغونالمسؤولة عن دراسة هذه الظواهر، وعُهد بهذه المهمة إلى البحرية الأميركية. الشيء الوحيد الذي أكده التقرير هو أن تلك الظواهر ليست لها أي علاقة بتكنولوجيات جديدة يختبرها الجيش الأميركي، كما أنه لم يستبعد عمليات تجسس بتقنيات عالية تقوم بها قوى عالمية منافسة للولايات المتحدة. مسؤولون أمريكيون أقروا لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن إبقاء جزء من التقرير في إطار أسرار الدفاع، قد يغذي التكهنات حول معلومات سرية لدى حكومة الولايات المتحدة عن وجود كائنات فضائية.
الوثائق المصورة تظهر أجساما باهتة بلا أجنحة ولا محركات تنتج الحرارة. حتى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما صرح في برنامج ترفيهي أنه لا يستطيع الكشف عن كل شيء عندما يتعلق الأمر بالأطباق الطائرة، وهو ما أجج في حينه التكهنات. على كل، فكيفما كانت المعلومات التي امتنع أوباما عن البوح بها، فإن الخبراء يجدون صعوبة في تفسير تسارع تلك الأجسام بصورة جنونية، صورها الطيارون، مع إظهار قدرة خارقة على تغيير اتجاهاتها.
مقاطع الفيديو الثلاث المثيرة بالأبيض والأسود، التي تم تسجيلها من قمرة طائرات أمريكية مقاتلة على التوالي في سنوات 2004، 2014 و2015 التي أميط اللثام عنها عام 2019، أظهرت أجساما صغيرة تتنقل بسرعة هائلة وتدور جزئيًا حول نفسها. الاهتمام الحكومي بالموضوع، العلني على الأقل، تراجع في العقود الأخيرة. والكل يتذكر مشروع "الكتاب الأزرق"، الذي بدأ في عام 1947 بعد حادثة "روزويل" الشهيرة، وسجل ما مجموعه 12.618 واقعة مشاهدة لأجسام طائرة مجهولة الهوية، مشروع انتهى رسميًا في عام 1969. غير أن الظاهرة استمرت في إثارة خيال الأمريكيين بمن فيهم أعضاء مجلس الشيوخ، مثل هاري ريد من (بين 2007 و2012)، بفضل إصراره، أدار البنتاغون "برنامج تحديد التهديدات الفضائية المتقدمة" (AATIP)، بميزانية قدرها 22 مليون دولار. كما أن مانحين رئيسيين في الحزب الجمهوري، مثل رائد قطاع الفنادق روبرت بيغلو، أظهروا شغفهم بالموضوع ومولوا البحث العلمي بهذا الصدد.
موقع "بايريشه روندفونك" البافاري (25 يونيو) أورد أن "حتى عالم الفلك بجامعة هارفارد، آفي لوب، يمكنه تخيل أن نظامنا الشمسي يتلقى أحيانًا زيارات من ذكاء خارج كوكب الأرض: فهو يرى بجدية أن الجرم السماوي المتنقل بين النجوم المسمى "أومواموا"، الذي سار بجوار الأرض في مدار غير عادي في أكتوبر 2017 وحلَّق في اتجاه كوكبة بيغاسوس يبدو كـ"شراع شمسي". وقال علماء الفلك إن هذا الجسم الغريب "لامع بشكل غير عادي"، وهو يعكس الضوء بمقدار عشر مرات أكثر من الكويكبات المماثلة، وبالتالي فهو يذكرنا بالمعدن اللامع. "أومواموا" كان يتصرف مثل "العوامة" في الفضاء. ومع ذلك، أشار النقاد إلى أن لوب يقدم المشورة لرجل أعمال روسي يريد أيضًا تطوير "شراع شمسي" يمكن من خلاله الوصول إلى الكواكب البعيدة بسرعة نسبيًا. ربما يكون الأمر إذا مجرد حيلة تسويقية؟
اضف تعليق