مملكة الحيوان التي تشمل مئات الألوف من الأنواع والأصناف، وعلى الرغم من النتائج العلمية المهمة والدراسات الكثيرة التي تم قام بها العلماء في مختلف دول العالم، لا تزال محط اهتمام واسع خصوصا وان هذا العالم الفريد يخفي الكثير من الأسرار والغرائب الخاصة والمهمة، التي مكنت الحيوانات من تطوير نفسها وطريق معيشتها لتناسب مع المتغيرات البيئية والحياتية كما يقول الخبراء، حيث ساعد التطور التقني والتكنولوجي الكبير على معرفة اسرار جديدة تخص مهارات وقدرات وسلوكيات بعض الحيوانات.
وفي هذا الشأن فقد كشف باحثون ان تفضيل استخدام يد على اخرى لا يقتصر على الانسان وانواعا اخرى من الثدييات فقط، بل يشمل ايضا حيوانات الكنغر التي تفضل غالبا استخدام اليد اليسرى. وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "كارنت بيولوجي" فان حيوانات الكنغر في استراليا تفضل استخدام احدى اليدين على الاخرى في الاعمال اليومية، ومعظمهما يفضل اليد اليسرى، بخلاف البشر الذين يفضل معظمهم اليد اليمنى.
وقال عالم الاحياء يغور مالاشيشيف الباحث في جامعة سان بطرسبورغ في روسيا والمشرف على هذه الدراسة "لقد اكتشفنا وجود تفضيل في استخدام يد على الاخرى، تماما مثل الانسان، وفي كل الحالات التي درسناها لاحظنا تفضيل اليد اليسرى" لدى الكنغر. واوضح الباحث ان هذه الميزة وجدت فقط عند الكنغر ذي القائمتين، اما كنغر الشجر فلا يبدو انه يفضل يدا على الاخرى. بحسب فرانس برس.
ودهش الباحثون لكون الكنغر وحيوانات جرابية اخرى لديها هذه الميزة، لكونها ذات دماغ يختلف في تركيبه عن دماغ الرئيسات، ويختلف ايضا في التوصيلات العصبية بين قسميه. ودرس العلماء نوعين من الكنغر، والولب ذا القائمتين وهو نوع صغير من الكنغر، في استراليا وفي جزيرة تسمانيا. ولاحظ الباحثون ايضا ان حيوانات الكنغر الرمادي في شرق البلاد والكنغر الاحمر تستخدم اليد اليسرى في كل مهامها اليومية، مثل الاتكاء وجمع الاوراق وثني غصن شجرة وغيرها. وتستخدم حيوانات الولب اليد اليسرى عند اكل الورق على الاغصان التي تمسكها بيدها اليمنى.
القطط والفئران
القط والفأر: ربما يكون هذا هو أشهر اقتران بين مفترس وفريسته، كما جاء في الأمثال وفي سلسلة كارتونية شهيرة. بل إن القطط، كما اتضح، لديها أسلحة كيميائية في ترسانتها التي تستخدمها في حربها ضد الفئران، وهذه الأسلحة تتضمن البول. وكشف باحثون عن أن صغار الفئران حينما تتعرض لمواد كيميائية موجودة في بول القطط، فإنها تصبح أقل ميلا لتجنب رائحة القطط، في مراحل لاحقة من حياتها.
جاء ذلك في دراسة عرضت نتائجها خلال الاجتماع السنوي لجمعية علم الأحياء التجريبي في براغ. ووجد باحثون، من معهد إيه إن سيفرتوف للبيئة والتطور في موسكو، في وقت سابق أن مركبا يسمى الفنيلين تسبب في إجهاض إناث الفئران الحوامل. وتقول الدكتورة فيرا فوزنسنسكايا إن الفئران لديها ردود فعل نفسية تجاه هذا المركب الكيميائي الخاص بالقطط.
وتلتقط الخلايا العصبية التي تستشعر المواد الكيميائية في مخ الفئران هذه الرائحة، مما يولد رد فعل يتضمن زيادة في مستويات هرمونات التوتر. وتقول فيرا: "إنه شيء يوجد في القطط والفئران منذ آلاف السنين". وكشفت الدراسة الجديدة عن أن صغار الفئران التي تتعرض لهذا المركب خلال "فترة حرجة" من نموها ستتصرف، بعد وصولها مرحلة البلوغ، بطريقة مختلفة تماما إزاء رائحة خصمها اللدود.
وعرَّض الفريق فئرانا صغيرة يبلغ عمرها شهرا واحدا لهذا المركب لمدة أسبوعين. وعندما اختبروا ردة فعلها لاحقا وجدوها أقل ميلا بكثير للهروب من ذات الرائحة. وقالت فيرا: "استجابتهم البدنية للمركب الكيميائي كانت أكبر بكثير في الحقيقة". وأضافت: "الكثير من المستقبلات العصبية في الفئران تكتشف هذا المركب وتنتج مستويات أعلى من هرمون التوتر". بحسب بي بي سي.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الفئران التي تربت على الرائحة المميزة لبول القطط كانت أقل ميلا لإظهار علامات الذعر، أو محاولة الهرب حين شمت تلك الرائحة. وأردفت: "رأينا استجابة أكبر، لكن سلوكا أقل. ومثل هذا التعود ربما يكون مفيدا للفئران، حيث إنها لا تستطيع الهروب لأنها بحاجة إلى العيش حول البشر والطعام. والقطط أيضا تعيش حول البشر". وأضافت: "أما بالنسبة إلى القطط فإنها تبدو قادرة على الحفاظ على عدد الفئران الذي تحتاجه".
الماموث الوبري
على صعيد متصل قضى الماموث الوبري حياته وهو يكابد ظروفا جوية قاسية في المنطقة القطبية الشمالية منها تدني درجات الحرارة دون الصفر وسط بيئة قاحلة والتعاقب الذي لا يرحم لفصول الشتاء الكئيبة والصيف المشرقة. وكشف تحليل وراثي واف لهذه الكائنات العملاقة المنقرضة التي تمثل أيقونة العصر الجليدي ولأبناء عمومتها من الفيلة الحالية في قارتي آسيا وافريقيا العديد من التحورات الوراثية التي مكنت الماموث الوبري من الازدهار على مر العصور وسط تلك الظروف المعاكسة.
وتضمنت هذه الدراسة التي وردت في دورية (سيل ريبورتس) مقارنة بين طاقمين وراثيين (جينومين) كاملين -لحيوانين من الماموث الوبري عثر على بقاياهما في الأصقاع الشمالية الشرقية لسيبيريا الدائمة التجمد يرجع عهد الأول لنحو 18500 عام والثاني 60000 عام- وبين جينومين لثلاثة من الفيلة الأسيوية وفيل افريقي واحد. وقال فينسنت لينش عالم الوراثة بجامعة شيكاجو إن الماموث الوبري مر بتغييرات جينية تتعلق بنمو وتطور الجلد والشعر والتمثيل الحيوي للدهون والانسولين وتحمل حرارة دون درجة التجمد وهي ظروف تختلف تماما عن ظروف معيشة الفيلة.
وقال لينش "نتصور ان هذه التغييرات أثرت بصورة ايجابية على الماموث لأننا نعرف انه تطور ليملك وبرا طويلا كثيفا مع رواسب دهنية متراكمة وعاش في مناطق شديدة البرودة". وأضاف "ووجود الانسولين مهم لبيولوجيا الدهون لانه ينظم كم السكر في الدم الذي يتحول الى طاقة ودهن". وأعاد الباحثون الى الحياة نسخة من أحد جينات الماموث التي عندما أدخلوها الى الخلية البشرية أنتجت بروتينا أقل استجابة للحرارة بالنسبة الى النسخ المقابلة لدى الفيلة ما يوضح ان ذلك أسهم في جعل الماموث الوبري يتحمل درجات الحرارة المتدنية.
وظهر (الماموث الوبري) -الذي يماثل في حجمه الفيلة الحديثة لكن جسمه كان يغطيه وبر بني طويل وكثيف وخرطوم ضخم- لأول مرة منذ 700 ألف سنة في سيبيريا وانتشرت عشائره لتصل الى المناطق الشمالية من أوراسيا وأمريكا الشمالية. ولا يزال الجدل الشديد يدور بشأن ما اذا كان سبب انقراضه منذ أربعة آلاف عام كان زيادة درجة حرارة المناخ أو صيده على أيدي البشر. ويقر الباحثون بان وجود تسلسل جيني لجينومين كاملين لكائن الماموث الوبري قد يساعد في جهود يبذلها زملاؤهم لبعث الماموث الى الحياة من جديد من خلال الاستنساخ واستيلاد جنين هذا المخلوق معمليا مع الاستعانة بالفيلة كأم بديلة مثلما حدث في الفيلم الشهير (حديقة الديناصورات).
وقال ويب ميللر عالم الأحياء بجامعة ولاية بنسلفيانيا "إن شئت استنساخ ماموث وبري فاننا نريكم كيف يكون ذلك من البداية لكن ذلك لا علاقة له البتة بأسباب دراستنا للماموث". وأضاف "لا أدري لماذا يهتم الناس باستنساخ الماموث. سيكون أمرا يسيرا وربما كان من الأفيد استنساخ فرانكلين روزفلت". وقال لينش إنه يبدو انه بات أمرا لا مفر منه ان يقدم بعضهم على استنساخ الماموث. بحسب فرانس برس.
ومضى يقول "فيما أرى ان من الممكن من الوجهة التقنية عما قريب اعادة بعث الماموث إلا انه موضوع لا يتعين علينا الاقدام عليه لان الانسان الحديث غير مسؤول عن انقراض الماموث لذا فانه غير مدين للطبيعة". وسلطت أشمل معلومات وراثية تم جمعها حتى الآن عن الماموث الوبري الضوء على أسباب اندثاره وكشفت النقاب عن انه كابد كارثتين أسهمتا في تناقص اعداده قبل الاضمحلال النهائي لآخر مجموعة منه ووقوعها في براثن التزاوج الداخلي على إحدى جزر المحيط المتجمد الشمالي.
حب من نوع اخر
في السياق ذاته عادة ما تسبب الأنواع الدخيلة مشاكل للبيئة لكن في جالاباجوس وهي مجموعة من الجزر قبالة سواحل الاكوادور والتي نسب إليها العالم البريطاني تشارلز داروين الفضل في الهامه نظرية النشوء والتطور وقعت السلاحف العملاقة في حب نباتات وفاكهة دخيلة لا تنتمي إلى المنطقة يبدو انها تسعدها وتحافظ على صحتها. وقال الدكتور ستيفن بليك العالم الذي يجوب العالم ويكرس حياته المهنية للحفاظ على الانواع المهددة بالانقراض "رغم ان الانواع الدخيلة هي بشكل عام سيئة بالنسبة للنظام البيئي في جالاباجوس واي نظام بيئي اخر هناك جوانب تجعل هذه المسألة أكثر تعقيدا."
فالنباتات الدخيلة وأنواع من الفاكهة منها الجوافة وثمرة فاكهة تعرف باسم فاكهة زهرة العاطفة او الالام قد جعلت السلاحف فيما يبدو أكثر نشاطا في مشيتها. وبليك هو منسق مشارك في برنامج الحركة البيئية لسلاحف جالاباجوس. ولاحظ هو وزملاؤه ان السلاحف العملاقة وبعضها يصل وزنه الى أكثر من 500 رطل تخرج باحثة عن الانواع الغازية وتسير مسافات لتحصل على وجبة غداء شهية.
كان بليك يتابع السلاحف وهي تأكل وكان عليه ان يعرف الكمية تحديدا وما هي أنواع النباتات الغازية التي تفضلها. وقال بليك "استكملنا الملاحظات المباشرة بتحليل أكوام من الروث." وأضاف "أعتقد أننا حللنا ما يصل الى 300 أو 400 كتلة من الروث حتى الان ونحصي كل بذرة في كل كتلة من الروث وفي أحيان تجد سبعة الاف او ثمانية الاف بذرة في الكتلة الواحدة. هذا عمل شاق." بحسب رويترز.
ويقول بليك إن هذا العمل الهام لم يكن ممكنا دون الدعم السياسي واللوج
اضف تعليق