القمر أقرب جيراننا في الفضاء والمكان الوحيد خارج الأرض الذي وطئته أقدام البشر، بهاؤه يخطف الأبصار، ولولاه لما استمرت الحياة على الأرض تقريبا، ربما لذلك نحبه، يساعد وجود القمر على استقرار تذبذب كوكبنا، مما يساعد على استقرار مناخنا، يبلغ حجم قمرنا الوحيد ربع حجم الأرض تقريبا...
القمر أقرب جيراننا في الفضاء والمكان الوحيد خارج الأرض الذي وطئته أقدام البشر، بهاؤه يخطف الأبصار، ولولاه لما استمرت الحياة على الأرض تقريبا، ربما لذلك نحبه، يساعد وجود القمر على استقرار تذبذب كوكبنا، مما يساعد على استقرار مناخنا، يبلغ حجم قمرنا الوحيد ربع حجم الأرض تقريبا، وتتراوح درجة حرارته بين -173 و127 درجة مئوية، طول يومه نفس طول سنته ويبلغ 27 يوما أرضيا.
كم يبعد القمر عن الأرض؟ يدور القمر حول الأرض على مسافة متوسطة تبلغ 383 ألفا و400 كيلومتر، مما يعني أن الطيران إلى هناك على متن طائرة تجارية سيستغرق أكثر من 17 يوما دون توقف، مداره ليس دائريا تماما، ولكنه يتراوح بين 252 ألفا و225 ألفا و600 كيلومتر.
ما هي أهمية القمر؟ يجعل القمر -وهو ألمع وأكبر جسم في سماء الليل- كوكب الأرض أكثر ملاءمة للعيش من خلال تعديل تذبذب كوكبنا الأصلي حول محوره، مما يؤدي إلى مناخ مستقر نسبيا، كما أنه يسبب المد والجزر، مما يخلق إيقاعا يوجه البشر لآلاف السنين.
كيف تشكل القمر؟ في وقت مبكر من تكوين النظام الشمسي قبل حوالي 4.5 مليارات سنة كان للعديد من الكواكب الناشئة والكواكب الأولية مدارات متداخلة وغير مستقرة مما جعلها في نطاق الاصطدام، ويعتقد العلماء أن القمر تشكل خلال هذه الفترة عندما اصطدمت الأرض بجسم بحجم المريخ، ثم التحم الحطام المتبقي من الاصطدام مع بعضه لتكوين القمر.
لماذا أطلقوا عليه "القمر"؟ يطلق على قمر الأرض اسم "القمر"، لأن الناس لم يعرفوا أقمارا أخرى حتى اكتشف غاليليو غاليلي 4 أقمار تدور حول المشتري في عام 1610، ويعد قمر الأرض هو خامس أكبر قمر بين أكثر من 190 قمرا تدور حول الكواكب في نظامنا الشمسي.
كم مرة هبط الناس على القمر؟ القمر هو المكان الأول خارج الأرض الذي حاول البشر الوصول إليه مع بدء عصر الفضاء في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وبينما تم إطلاق أكثر من 105 مركبات فضائية آلية لاستكشاف سطح القمر فإن 24 شخصا فقط سافروا إليه من الأرض، مشى منهم 12 شخصا على سطحه، وخلال هذه المهمات جمع رواد الفضاء عينات وأجروا تجارب علمية.
وكانت جميع عمليات الهبوط البشرية الست حتى الآن جزءا من برنامج "أبولو" (Apollo) التابع لناسا، والذي استمر بين عامي 1961 و1972، ومنذ ذلك الحين لم يعد أحد إلى القمر على الرغم من وجود مقترحات متكررة للعودة، وتستعد ناسا الآن لإقامة وجود دائم على سطح القمر.
هل يوجد ماء على القمر؟ نظرا لميله فإن بعض أجزاء سطح القمر لا ترى ضوء الشمس أبدا، مما يسمح للجليد المائي بالبقاء في بعض حفر القمر، وعندما مرت المركبة الفضائية الهندية "تشاندرايان-1" (Chandrayaan-1) فوق القطب الشمالي للقمر في عام 2009 وجدت كذلك أن القمر يحتوي على بعض المياه المحبوسة في صخوره.
يمنع القانون الدولي أي دولة بمفردها من امتلاك القمر أو النجوم أو أي أجرام فضائية (بيكسلز)
ما هو خسوف القمر؟ أثناء خسوف القمر تأتي الأرض بين الشمس والقمر، مما يحجب ضوء الشمس الساقط على القمر، وهناك نوعان من خسوف القمر، هما الخسوف الكلي والخسوف الجزئي.
ماذا ترى على القمر؟ منذ أن نظر البشر الأوائل إلى السماء ورأوا سطح القمر الرمادي المليء بالفوهات أنعش ذلك خيالهم فأبدعوا القصص والحكايات، ثم كتبوا الشعر والغزل، وشبه البعض القمر بوجه إنسان، لذلك تشير القصص إلى وجود "رجل غامض في القمر"، كما شبه الجائعون حفر القمر بقطع الجبن، وكانوا يحلمون بقمر كامل من منتجات الألبان اللذيذة، لكن هذا لا ينفي أن العديد يرون أرنبا بأذنين طويلتين وغيره من الأشكال.
من الذي يملك القمر؟ وضع رواد الفضاء الأميركيون 6 أعلام أميركية على القمر، لكن هذا لا يعني أن دولة معينة تمتلك القمر، ويمنع القانون الدولي الموضوع عام 1967 أي دولة بمفردها من امتلاك الكواكب أو النجوم أو أي أجسام طبيعية أخرى في الفضاء.
لماذا يبتعد القمر عن الأرض؟ عندما تشكل قبل حوالي 4.5 مليارات سنة كان القمر أقرب 16 مرة من الأرض، ولاح في الأفق أكبر بنحو 24 مرة، إلا أنه الآن يبتعد تدريجيا، فكل عام يتحرك نحو 4 سنتيمترات أبعد، وهذا سببه وجود قدر ضئيل من الاحتكاك بين الأرض والمد والجزر، مما يؤدي إلى إبطاء دوران كوكبنا، ومع تباطؤ دوران الأرض يزحف القمر بعيدا.
لماذا لا نرى الجانب الآخر من القمر؟ يستغرق القمر 27 يوما للدوران حول الأرض و27 يوما للدوران مرة واحدة حول محوره نظرا لأنه يدور حول الأرض بنفس معدل دورانه حول محوره، فهذا يعني أننا نرى دائما نفس الجانب من القمر من موقعنا على الأرض، لذا عليك أن تذهب إلى الفضاء لترى الجانب الآخر.
هل يوجد غلاف جوي للقمر؟ اعتقد العلماء لفترة طويلة أنه لا يوجد غلاف جوي للقمر، لكن الدراسات الحديثة أكدت وجود غلاف جوي رقيق للغاية، ولكن بالطبع لا يوجد هواء نتنفسه هناك. ولا يزال غير معروف من أين يأتي هذا الأمر، ولكن بعض النظريات تشير إلى أن الرياح الشمسية والجسيمات عالية الطاقة تجرد المواد من سطح القمر، ويقترح البعض الآخر أن تبخر المواد السطحية أو حتى النيازك قد يكون السبب، أو أن هناك مزيجا من كل هذه التأثيرات.
لماذا يوجد الكثير من الحفر على سطح القمر؟ تم قصف جميع الكواكب والأقمار بالصخور في وقت مبكر من تكوين النظام الشمسي، وقد تركت هذه الاصطدامات آثارا هي عبارة عن فوهات بارزة للعيان، وظلت باقية لعدم وجود طقس على القمر، وبالتالي لا يوجد تآكل فعلي.
مم يتكون القمر؟ تماما مثل الأرض، يمكن تقسيم القمر إلى القشرة والوشاح واللب، ويحتوي القمر في مركزه على قلب حديدي صلب بدرجة حرارة تتراوح بين 1327 و1427 درجة مئوية، ويكون هذا ساخنا بدرجة كافية لإنشاء قلب خارجي من الحديد السائل المصهور، ولكنه ليس ساخنا بدرجة كافية لتدفئة السطح.
لماذا لم يعد البشر إلى القمر؟ من العقبات الكبيرة التي تحول دون عودة البشر إلى استكشاف القمر قدرة أي حكومة أو منظمة على تبرير التكلفة التي يتحملها إرسال شخص إلى القمر، وقد كان ذلك أسهل في عصر التوتر بين القوى العظمى، وفي سباق لإثبات تفوقهما التكنولوجي قدمت الولايات المتحدة وروسيا لبعضهما البعض سببا لتمويل برامج الفضاء.
اليوم، بدون هذا التهديد ستحتاج برامج مماثلة إلى أسباب وجيهة للدفاع عن إنفاق أكثر من 100 مليار دولار، وهو تقدير تم حسابه في عام 2005 بشأن ما قد يلزم لإعادة تشغيل البرامج القمرية التي تركز على الإنسان.
"ناسا" تتم بنجاح المرحلة الأساسية من اختبارات العودة إلى القمر
أتمت وكالة "ناسا" لأبحاث الفضاء، تجارب "الحريق الساخن" بنجاح، وهي مرحلة أساسية لاختبار صاروخها الضخم "SLS" الذي سيحمل البشر إلى القمر مرة أخرى، ضمن برنامج "آرتميس"، ووفقا لناسا، فإن هذا هو "أكبر صاروخ بنته وكالة الفضاء على الإطلاق"، وهذه هي التجربة الثانية لناسا بعد أن أجرت الاختبار ذاته دون إتمامه في يناير، ويجري علماء ناسا مراجعة لبيانات الاختبار الذي أجرته في جنوبي ولاية مسيسيبي الأميركية، قبل أن يتم شحن الصاروخ إلى فلوريدا لينطلق برحلته التجريبية الأولى إلى القمر.
وخلال التجارب، عمدت ناسا إلى إشعال محركات الصاروخ الأربعة، بشكل متزامن، لمدة ثماني دقائق و19 ثانية، لاختبار قدرتها على الإقلاع الحقيقي، وفعليا، لم تكن ناسا بحاجة للإبقاء على محركات الصاروخ مشتعلة لأكثر من أربع دقائق فقط، بشكل مستمر، لاعتبار تجربتها ناجحة، ووفقا لناسا، فإن "SLS هو أكثر الصواريخ التي بنتها ناسا قوة على الإطلاق، وخلال اختبار اليوم ولدت المرحلة الأساسية للصاروخ أكثر من 1.6 مليون باوند من (قوة) الدفع خلال سبع ثوان"، وأضافت الوكالة أن الصاروخ يمثل "إنجاز هندسي مذهل وهو الصاروخ الوحيد القادر على تشغيل مهام الجيل القادم في أميركا والتي ستضع أول امرأة والرجل القادم على القمر"، واعتبر القائم بأعمال مدير ناسا، ستيف جورتشيك، أن الاختبار الناجح الذي تم إجراءه يعتبر "حدثا هاما ضمن هدف ناسا لإعادة البشر إلى سطح القمر – وما بعده"، ووضعت ناسا لنفسها هدفا بالهبوط على سطح القمر مرة أخرى بحلول عام 2024.
الأمريكيون والروس يكشفون عن مواصفات كبسولة مأهولة تهبط على سطح القمر
أختار العلماء الأمريكيون والروس نموذجا أفضل لكبسولة مأهولة تهبط على سطح القمر وقد نشروا مقالا بهذا الشأن في مجلة Acta Astronautica العلمية الفضائية، وجاء في المقال أن الولايات المتحدة أطلقت عام 2017 برنامج " أرتميس" الذي يقضي بأن يهبط عام 2024 رائد ورائدة أمريكيان على سطح القمر في منطقة قطبه الجنوبي.
فيما يعتزم خبراء ناسا أن ينشروا قبل ذلك محطة Lunar Gateway في مدار القمر من حيث ستنزل إلى سطح القمر كبسولات مأهولة متعددة الاستخدام، وقد أوكلت ناسا لبضع شركات أمريكية خاصة بتصميم نماذج لتلك الكبسولات.
أما الخبراء في معهد "ماساتشوستس" التكنولوجي الأمريكي ومعهد "سكولكوفو" الروسي للعلوم والتكنولوجيات فقرروا اختيار نموذج أفضل من أصل 39 نموذجا طرحتها الشركات الخاصة للرحلة الفضائية من المحطة المدارية إلى القمر ذهابا وإيابا وقاموا بمعالجة إمكانيات الكبسولات متعددة الاستخدام ووحيدة الاستخدام. كما عالجوا مختلف أنواع الوقود التي يمكن أن تستخدمها الكبسولة المأهولة.
وأعاد العلماء إلى الأذهان أن الكبسولة التي استخدمها رائدا الفضاء الأمريكيان في إطار برنامج "أبولو" القمري كانت وحيدة الاستخدام وثنائية المراحل، أي أنها استخدمت مرحلتي الهبوط والإقلاع، فيما أجمع كاتبو المقال على أن الكبسولة وحيدة المرحلة ومتعددة الاستخدام والعاملة بالأكسجين والهيدروجين هي أفضل نموذج للرحلة الفضائية المذكورة.
وقالت إحدى كاتبات المقال والطالبة في معهد "سكولكوفو" الروسي، كيرا لاتيشيفا إن الكبسولة وحيدة المرحلة ومتعددة الاستخدام ستضمن توفير الأموال اللازمة لنقل الأجهزة الفضائية إلى القمر وتخفض من كلفة البعثة القمرية كلها على الرغم من أن وزن الكبسولات وحيدة المرحلة تزيد أضعافا عن وزن الكبسولات ثنائية المراحل التي استخدمها الأمريكيون نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات.
الصين: نريد أن يتمكن روادنا من البقاء على القمر لفترات طويلة
أفاد كبير مصممي برنامج استكشاف القمر في الصين، وو وي رن، بأن بلاده تريد أن يتمكن روادها من البقاء على القمر لفترات طويلة يقومون فيها بالدراسات العلمية، وأضاف: "إذا تم تطبيق مشروع محطة أبحاث القمر بنجاح..لن تكون الصين بعيدة عن تحقيق عمليات هبوط رواد للفضاء على سطح القمر"، مشيرا إلى أنه "بالمقارنة مع رواد الفضاء الأمريكيين الذين لم يتمكنوا من البقاء سوى لعشرات الساعات بعد الهبوط على القمر، سيبقى رواد الفضاء الصينيون على القمر لفترات أطول من الوقت، وأنه ستكون إقامة طويلة الأمد على القمر، وليس توقفا مؤقتا".
في حين أوضح كبير مصممي برنامج استكشاف القمر، أن الصواريخ الصينية ليس لديها حاليا قوة دفع كافية لإرسال رواد فضاء للقمر، مؤكدا أن بكين تهدف إلى تحقيق تقدم كبير في تصميم الصواريخ في الفترة بين عامي 2021 و2025.
وذكر وو وي رن، أن الصين أكملت الدراسات حول الجدوى الخاصة بالمرحلة الرابعة من برنامج استكشاف القمر، حيث من المتوقع بناء محطة بحثية قمرية دولية على القطب الجنوبي للقمر في المستقبل، لافتا إلى أنه "تم تخطيط ثلاث مهام للمرحلة الرابعة لبرنامج استكشاف القمر"، وكشف أن هذا البرنامج يشمل استرجاع عينات القمر من القطب الجنوبي بواسطة "تشانغ آه-6"، ومسحا تفصيليا للقطب الجنوبي للقمر بواسطة "تشانغ آه-7"، واختبار تقنيات رئيسية في الاستعداد لبناء محطة البحوث القمرية بواسطة "تشانغ آه-8".
وقال وو وي رن: قد يكون هناك نهار قطبي وليل قطبي على القطب الجنوبي للقمر، مثل القطبين الشمالي والجنوبي للأرض، وتساوي فترة دوران القمر فترة ثورته، ويكون كلاهما 28 يوما، ولذلك، قد يكون الضوء على القطب الجنوبي للقمر أكثر من 180 يوما متتاليا، مما سيكون مناسبا جدا لرواد الفضاء لإجراء البحوث العلمية.
وفي إطار مذكرة التفاهم التي وقعتها الصين وروسيا لبناء محطة بحثية علمية دولية على القمر، أكد كبير مصممي برنامج استكشاف القمر أن موسكو وبكين ستستغلان تجاربهما في العلوم والبحوث والتطورات الفضائية ومعداتهما وتقنيتهما الفضائية، مضيفا أن روسيا والصين ستشكلان بشكل مشترك خريطة طريق لبناء محطة بحثية دولية للقمر لإجراء التعاون الوثيق في تخطيط المشروع، وعرضه، وتصميمه، وتطويره، وتنفيذه، وتشغيله.
امتلاك القمر ذيلا ضخما وغير مرئي يشبه المذنب يرسل أشعة نحو الأرض
أفاد فريق من الباحثين في دراسة حديثة، بأن للقمر ذيل "يشبه المذنب" يتكون من ملايين ذرات الصوديوم، وفي حين أن سطح القمر يتعرض للرياح الشمسية وفوتونات الأشعة فوق البنفسجية والنيازك، فإن الذرات التي يحررها الاصطدام تدفع بالضغط الخفيف إلى "مذنب طويل يشبه الذيل" مقابل للشمس، وفقا لدراسة نُشرت يوم الأربعاء في مجلة Geophysical Research، وكتب علماء الفيزياء الفلكية بجامعة بوسطن في الورقة البحثية: "بالقرب من القمر الجديد، تواجه هذه الذرات جاذبية الأرض وتتركز في حزمة ذات كثافة محسنة".
وعندما ينتقل القمر الجديد بين الأرض والشمس، فإن "شعاع" الهيكل المتدفق ينطلق حول الغلاف الجوي للأرض وكذلك في الفضاء، وعلى الرغم من أن الذيل غير مرئي للعين المجردة، بحيث ضوء الشمس المنعكس من سطح القمر ربما يكون أكثر سطوعا بمليون مرة، يمكن رؤيته باستخدام كاميرات حساسة مزودة بمرشحات مضبوطة على الضوء البرتقالي المنبعث من ذرات الصوديوم.
وبينما اكتشفت أجهزة الطيف الأرضية ذرات الصوديوم في الغلاف الجوي الرقيق للقمر في عام 1998، كشفت البيانات التي تم جمعها من All-Sky-Imager التابع لمرصد El Leoncito تفاصيل حول التغييرات في الشكل والسطوع.
وعلى سبيل المثال، تكون البقعة أكثر إشراقا عندما يحدث القمر الجديد في نقطة المدار التي تكون عندها الأقرب إلى الأرض، عندما يكون القمر الجديد شمال مسار الشمس وبعد نحو خمس ساعات من القمر الجديد.
وقال الدكتور لوك مور، عالم الأبحاث البارز في جامعة بوسطن والمؤلف المشارك للدراسة: "تبين أن هذه الشبكة مثالية لدراسة بقعة صوديوم القمر (SMS)، أو ذيل الصوديوم القمري الذي يمكن رؤيته بالقرب من القمر الجديد، لأنهما يعملان باستمرار"، وبعد دراسة طويلة المدى، وجد الباحثون علاقة بين سطوع بقعة صوديوم القمر (SMS) ومعدل اصطدام النيازك بالكوكب، والتحكم في سطوع البقعة ووميضها.
وتبدو النتائج التي توصل إليها الفريق بمثابة تذكير مبهر بأن القمر الطبيعي للأرض أكثر ديناميكية بكثير من بعض الصخور الميتة والمملة التي تنجرف بلا فتور عبر الكون، والذيل عبارة عن تيار من جزيئات الصوديوم التي انطلقت من القمر من خلال التأثيرات الدورية وتنشيطها بفوتونات الشمس، ويتدفق ذيل القمر خلفه في مداره حول الشمس، وليس الأرض، ما يجعله يبدو كخط مستقيم من وجهة نظرنا الأرضية.
لماذا يحمل البدر الثاني في العام اسم "قمر الثلج" ومتى يمكن رؤيته؟
من المنتظر أن يصل بدر شهر فبراير، المعروف باسم قمر الثلج، إلى ذروة الإضاءة في الساعات المبكرة ليوم السبت 27 فبراير، يُعرف القمر المكتمل الثاني لهذا العام تقليديا باسم قمر الثلج بسبب ظهوره في فصل الشتاء، على الرغم من أنه يعرف أيضا باسم قمر الدب وقمر النسر. وفي بعض أجزاء العالم، تسمى هذه المرحلة القمرية أيضا باسم قمر العاصفة وقمر الجوع.
ولقرون، سميت الأقمار المكتملة من قبل القبائل الأمريكية الأصلية نسبة إلى السمات المرتبطة بالفصول. والعديد من أسماء الأشهر القديمة هذه مدمجة الآن في التقويم الحديث.
ما هو موعد اكتمال القمر هذا الشهر؟ يبلغ سطوع القمر الثلجي ذروته في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، 27 فبراير، وبالنسبة للعين المجردة، سيبدو القمر ممتلئا لمدة ثلاث ليال تقريبا متمركزا في أعلى نقطة من السماء.
ولكن من الناحية الفلكية، فإن البدر المكتمل تماما لن يستمر إلا للحظة وجيزة عندما تكون الشمس والقمر متوازيان تماما، ووفقا لوكالة الفضاء الأمريكية، سيبلغ القمر الكامل ذروته في الساعة 8:17 صباحا بتوقيت غرينتش (3.17 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة).
ما المعنى وراء اسم قمر الثلج؟ يمر القمر بـ 12 أو 13 مرحلة كاملة كل عام ولديها جميعا أسماء فريدة. ويقال إن الأسماء الأكثر شهرة نشأت في تقاليد حفظ الوقت لقبائل الأمريكيين الأصليين، مثل شعوب ألجونكويان، لتتبع الفصول.
ثم تبنى المستعمرون الأوروبيون هذه الأسماء وعادت إلى الظهور في الثقافة الشعبية في القرن العشرين، وفي فبراير، يصل قمر الثلج في الأيام الأخيرة من الشتاء، حيث سيبدأ الربيع الفلكي في نهاية شهر مارس.
أين توجد "أشجار القمر" على الأرض؟ ووفقا لتقويم Maine Farmer، أطلقت القبائل المحلية في شمال شرق الولايات المتحدة على هذا البدر اسم القمر الثلجي أو قمر العاصفة بعد تساقط ثلوج كثيفة في هذا الوقت من العام.
وقالت إيمي نيسكينز: "في الأيام الخوالي، كانت وفرة الثلوج تجعل من الصعب الصيد ونصب الفخاخ، وفي كثير من الأحيان كان الأمريكيون الأصليون يشيرون إلى هذا القمر باسم قمر الجوع".
كيف ترى قمر الثلج؟ بشرط وجود سماء صافية يوم السبت، سيكون من السهل رؤية قمر الثلج. ومع ذلك، هناك طرق يمكن من خلالها زيادة متعة المشاهدة إلى أقصى حد، ومن بين الطرق المنصوح بها لرؤية القمر عند اكتماله، هي الوصول إلى نقطة عالية، مثل تل، إلى جانب الابتعاد عن التلوث الضوئي من أجل رؤية أفضل للسماء، والأهم من ذلك البحث عن القمر في اتجاه الشرق.
وبالنسبة لأولئك الذين سيتابعون الحدث من داخل منازلهم، فإن إطفاء الأنوار بالداخل يمكن أن يحسن رؤية سماء الليل، بالنظر إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يجعل من الصعب رؤية النجوم في السماء، ويمكن أيضا اعتماد تطبيقات مراقبة النجوم بينها Star Chart المجاني على أجهزة آبل أو أندرويد التي تدعم الواقع المعزز.
كوارث مخيفة وسيناريو مرعب.. لو اقترب القمر من الأرض
يُعدُّ القمر أقرب جرم سماوي إلى الأرض، ويؤدي دوراً كبيراً في جعل الحياة ممكنة عليها، بسبب جاذبيته التي تعمل على استقرار تذبذب الأرض حول محورها، وهذا ما يؤدِّي إلى استقرار المناخ. ويدور القمر حول الأرض في مسار بيضاوي، بحيث تبلغ نقطة الأوج 405,696 كم، وهي أبعد نقطة للقمر عن الأرض. وعندما يقترب القمر من الأرض يكون على مسافة 363,104 كم، وتسمى هذه النقطة بالحضيض. وهذا يعني أن متوسط المسافة بين الأرض والقمر يساوي 384,400 كم.
تتشكل قوة جذب بين القمر والأرض طبقاً لقانون الجاذبية العام لنيوتن، الذي يشير إلى أن قوة التجاذب بين أي جسمين في الكون تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كُتلَتَيهما، وعكسياً مع مربع المسافة بينهما. ونلاحظ قوة جاذبية القمر للأرض بشكل واضح في ظاهرتي المد والجزر في مياه البحار والمحيطات. فماذا يمكن أن يحدث لو تناقصت المسافة بين القمر والأرض؟
هناك كثير من الأحداث الغريبة سوف تحدث، وهنا نضع أقرب السيناريوهات التي ترتكز على أساس علمي. فجاذبية القمر للأرض سوف تزاد كلما تناقصت المسافة بينهما، كما ينص قانون نيوتن للجذب العام. فإذا اقترب القمر كثيراً، سيحدث تضخم لظاهرتي المد والجزر بشكل هائل يؤدِّي إلى حدوث فيضانات عالمية كبيرة. وهذا يعني اختفاء كثير من المدن تحت الماء. كما أن الأرض نفسها سوف تتأثر بهذه الجاذبية القوية، من خلال تأثيرها على القشرة الخارجية للأرض أو العباءة، بحيث ترتفع وتنخفض. ونتيجة هذا التحرك، سيزداد النشاط التكتوني وتحدث زلازل وبراكين مروّعة جداً.
وسيؤدي اقتراب القمر من الأرض إلى زيادة سرعة دوران الأرض حول محورها، طبقاً لقانون حفظ الزخم الزاوي. وعند ذلك، ستتولد الأعاصير نتيجة دوران الغلاف الجوي بشكل أسرع. كما أن اليوم على كوكب الأرض سيكون قصيراً.
بالنسبة إلى المُشاهد، سوف يبدو حجم القمر أكبر كلما اقترب من الأرض، الأمر الذي سيسهم في حجب أشعة الشمس. وبذلك، سيصبح كسوف الشمس أمراً شائعاً، وإذا اقترب القمر أكثر، ووصل إلى ما يعرف بـ"حد روش" (المسافة التي يبقى فيها جرمٌ سماويٌ متماسكاً بفعل جاذبيته عند اقترابه من جرم آخر)، سوف يتفكك القمر ويتحطم بسبب قوة المد والجزر الناتجة عن جاذبية كوكب الأرض. وستشكِّل هذه الأجزاء المتفككة حلقات على كوكب الأرض مثل حلقات كوكب زحل. لكن، لن يطول الوقت قبل أن تتساقط هذه الأجزاء على كوكب الأرض مثل آلاف الكويكبات.
وبالفعل، حدث ما يشبه هذا السيناريو الكارثي في نظامنا الشمسي. ففي عام 1992م اقترب المذنب Shoemaker-Levy 9) 9) من كوكب المشتري وتجاوز حد روش لكوكب المشتري، وتحطم إلى أكثر من عشرين قطعة، أخذت تدور حوله، ثم تساقطت الواحدة تلو الأخرى على كوكب المشتري في عام 1994م. وجرى تقدير قوتها التدميرية بثلاثمئة مليون قنبلة ذرية!
وهكذا يتضح أن نتائج السيناريو المحتمل في حال اقتراب القمر من الأرض ستكون كارثية إلى أقصى حدود. وهذه النهاية الخيالية المأساوية ألهمت بعض أعمال الدستوبيا ونهاية العالم. لكن في الواقع، فإن القمر يبتعد عن الأرض بمقدار 3.8 سم في السنة. ولذلك، من غير المرجح أن تحدث سلسلة الأحداث الافتراضية كالزلازل والبراكين والأعاصير المتتابعة، ولن نشاهد الكسوف الدائم، ولن تظهر حلقات تتشابه مع حلقات كوكب زحل، وسيبقى القمر عامل أمان واستقرار لكوكب الأرض.
اضف تعليق