مازال المصدر الرئيسي للعدوى بفيروس كورونا المستجد هو انتقاله من فرد لآخر، لكن ماذا عن انتقال العدوى من الإنسان للحيوان؟ وفي المقابل هل هناك دلائل على نشر الحيوانات للعدوى بين الناس؟ وهل يمكن للحيوانات الاليفة مثل القطط والكلاب ان تكون سببا في نقل الفيروس للإنسان؟...
مازال المصدر الرئيسي للعدوى بفيروس كورونا المستجد هو انتقاله من فرد لآخر، لكن ماذا عن انتقال العدوى من الإنسان للحيوان؟ وفي المقابل هل هناك دلائل على نشر الحيوانات للعدوى بين الناس؟ وما هو دور الحيوانات البرية التي تباع بشكل غير شرعي في سوق مدينة ووهان الصينية في انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان؟ وهل اتخذت الصين جميع الإجراءات لمحاسبة كل الذين يتاجرون بالحيوانات البرية مثل الثعابين والخفافيش والبنغول التي يُحتمل أنها مصدر انتقال عدوى فيروس كورونا إلى الإنسان؟ وهل يمكن للحيوانات الاليفة مثل القطط والكلاب ان تكون سببا في نقل الفيروس للإنسان؟
هذه التساؤلات وغيرها تحاول اكتشف نشأ جائحة كورونا وكيفية المعالجة عند معرفة من المتسبب الرئيسي، وفي واقع الأمر فإن فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية في نوفمبر الماضي ليس بـ"الجديد".
فقد تطور الفيروس على مدى فترات طويلة، ربما ملايين السنين، ليظهر على أشكال وأنواع أخرى في الوقت الحالي، كما ظهر في الخفافيش والحيوانات البرية الأخرى، التي تعتبر من الأطباق الشهية في الصين.
نحن في الغالب بأمان من معظم تلك الأشياء، لأن تلك الأشياء كلها تحتاج إلى عوامل مسببة للأمراض وأنواع مضيفة أخرى التي تقف بين الإصابة بالأمراض أو العدوى من تلك الأمراض"، ويلفت تفشي وباء كوفيد 19 النظر إلى التأثيرات المدمرة التي يمكن أن تحدثها الفيروسات، ليس فقط على البشر، ولكن أيضًا على الحيوانات والمحاصيل.
فللمرة الأولى، تم تأكيد الإصابة بفيروس كورونا بأحد النمور في حديقة برونكس في نيويورك، ويعتقد أن العدوى بالفيروس انتقلت له عن طريق أحد العاملين المصابين في الحديقة. كما تم الإبلاغ عن ستة نمور وأسود أخرى تظهر عليها أعراض المرض.
وبحسب الخبراء في علم الحفظ الحيوي فإن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يهدد الحيوانات أيضًا مثل الغوريلا البرية والشمبانزي وإنسان الغاب، ويحتاج انتقال الفيروس من الحيوان إلى البشر إلى حيوانات وسيطة غير مألوفة يمكنها أن تكسر عددا من حواجز المرض بين الحيوانات والإنسان.
وعلميا، توجد العديد من الفيروسات الأخرى بشكل طبيعي في الثدييات البرية والطيور في جميع أنحاء العالم، ولكن كيف انتقل الفيروس إلى البشر؟ بحسب العلماء يؤدي النشاط البشري إلى ظهور فيروسات جديدة مسببة للأمراض.
فالتغير الإيكولوجي في النظام البيئي يؤدي إلى تطور أنواع جديدة من الفيروسات من التغير المناخي وقطع الأشجار وقتل الحيوانات البرية، وانتقالها من خلال التغير البيئي إلى البشر، وقد أثر انتشار الأوبئة الفيروسية في العصور الماضية على تطور الحياة كلها على وجه الأرض، وفي حقيقة الأمر، تدخل الفيروسات في تركيبة جسم الإنسان؛ إذ يتكون حوالي 8 بالمئة من الجينوم البشري من أجزاء من الفيروسات التي تسمى بالفيروسات الراجعة أو الفيروسات القهقرية. وهذه "الأحافير" الجينية هي ما تبقى من الأوبئة الفيروسية التي نجا منها أسلافنا.
ويوصي خبراء البيئة بمعالجة التهديدات المتعددة والمتفاعلة في كثير من الأحيان للأنظمة البيئية والحياة البرية لمنع ظهور الأمراض الحيوانية المنشأ وانتقالها إلى البشر، بما في ذلك فقدان الموائل واندثارها، والاتجار غير المشروع، والتلوث، وبالتالي التأثير على المناخ وتغيره، ولا يمكن للعلماء توقع انتشار الفيروسات وانتقالها إلى البشر، لذا فإن تطوير اللقاحات بشكل استباقي ليس خيارًا متاحًا.
وذلك وفقا لموقع المنتدى الاقتصادي العالمي، ويجري الحديث الآن حول اكتشاف "لقاح شامل للإنفلونزا" من شأنه أن يوفر مناعة ضد جميع طفرات فيروس الإنفلونزا. لكن هذا لم يكن ممكناً حتى الآن، لذا ويجب على البشر الحفاظ على النظم البيئية، من بينها الحياة البرية، ليس فقط لقيمتها الجوهرية، ولكن كمصدر محتمل للفيروسات المسببة للأمراض والأوبئة.
أدلة جديدة تكشف دور الحيوانات
أظهرت دراسة جديدة أن الفئران المباعة في أسواق ومطاعم جنوب شرق آسيا تحتضن عدة أنواع من الفيروسات التاجية التي تعرف باسم كورونا، وقد زادت معدلات العدوى بسلالات مختلفة من فيروس كورونا بين هذه الحيوانات خلال رحلة انتقالها من "بيئتها في الحقول إلى الموائد"، مما يشير إلى أنها تنقل العدوى الفيروسية لبعضها بعضا خلال هذه العملية.
ومع هذا فإن سلالات فيروس كورونا المكتشفة لدى تلك الفئران تختلف عن فيروس كورونا المستجد المنتشر حاليا بين البشر والمسبب لمرض كوفيد-19، كما أنه لا يوجد دليل قاطع على أنها تشكل خطرا على صحة الإنسان حتى وقتنا الراهن.
لكن العلماء حذروا منذ فترة طويلة من أن تجارة الحيوانات البرية يمكن أن تزيد من معدلات الإصابة بالأمراض لأن الحيوانات تكون حاضنة للعديد من الفيروسات، وحذر فريق بحثي من الولايات المتحدة وفيتنام، من أن وجود أنواع عدة من فيروسات كورونا في سلسلة توريد الحيوانات إلى المطاعم، يشير إلى وجود "خطر هائل على المستهلك" الذي يتناول تلك الحيوانات، ويُعتقد أن أصول الوباء الحالي تكمن في تجارة الحيوانات البرية، إذ ظهر المرض في الخفافيش ثم انتقل إلى البشر من خلال حيوانات أخرى وسيطة، غير معروفة حتى الآن على وجه الدقة، وتتعلق النتائج الجديدة، التي لا تزال نتائج أولية، مباشرة بالفئران، لكنها قد تنطبق على حيوانات برية أخرى، مثل قطط الزباد وحيوانات آكل النمل الحرشفي، والتي يجري صيدها، ونقلها معا بأعداد كبيرة.
آثار كثيفة لفيروس كورونا في مأكولات بحرية ولحوم
قال مسؤولون إن الصين وجدت آثارا كثيفة لفيروس كورونا في قسم بيع اللحوم والمأكولات البحرية في سوق لبيع الأغذية بالجملة في بكين وتشتبه في أن ارتفاع الرطوبة وانخفاض درجة الحرارة من العوامل التي تسهم في تلوث السوق بالفيروس.
ويأتي التقرير الأولي في الوقت الذي تواجه فيه العاصمة الصينية عودة ظهور حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في الأسبوع الماضي والتي ارتبطت بسوق شينفادي للمأكولات الذي يضم مخازن ومنصات بيع على مساحة شاسعة، وأصيب أكثر من مئة شخص في موجة التفشي الجديدة التي أثارت المخاوف من انتشار العدوى في الصين مرة أخرى.
وقال وو تشون يوو خبير علم الأوبئة في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها في إفادة يومية يوم الخميس إن أغلب المرضى الذين يعملون في سوق شينفادي كانوا من العاملين في قسم المأكولات البحرية ويليهم من يعملون في أقسام لحوم الأبقار والأغنام وأضاف أن العاملين في قسم المأكولات البحرية ظهرت عليهم الأعراض قبل غيرهم.
وقال وو إن انخفاض درجات الحرارة وارتفاع معدل الرطوبة، مما يشكل بيئة خصبة للفيروس، قد يفسران بدء التفشي من أسواق المأكولات البحرية استناد إلى تقييم أولي، وأوقفت الصين واردات السلمون من الموردين الأوروبيين هذا الأسبوع وسط مخاوف من أن تكون مرتبطة بأحدث تفش في بكين، وحذر مسؤولو الصحة كذلك من تناول السلمون غير المطهو بعد اكتشاف الفيروس على ألواح التقطيع التي تستخدم للسلمون المستورد رغم أن مصدر التفشي لم يعرف بعد.
حقائق مدهشة عن المتهم الأول بفيروس كورونا
لا شك أن الخفافيش تحملت الكثير من اللوم خلال البحث عن مصدر فيروس كورونا المستجد، وفي مارس/ آذار الماضي، نشر الباحثون دراسة وجدت تشابهاً بنسبة 96.2% بين فيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد-19" والفيروس الموجود في فصيلة خفافيش حدوة الحصان في مقاطعة يونان الصينية.
وتقع مقاطعة يونان على بعد حوالي ألف ميل من مقاطعة هوبي، حيث شهدت مدينة ووهان تفشي الفيروس المبكر. وقد يتسبب مزج الحيوانات البرية التي يُحتمل أن تكون مصابة داخل الأسواق الرطبة في انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر. ولكن علماء الحيوان وعلماء البيئة وخبراء الأمراض أشاروا إلى أن السلوكيات البشرية، مثل تدمير الموائل الطبيعية، قد تكون السبب في نقل المرض.
وبشكل عام، التقطت الخفافيش سمعة سيئة، ليس فقط بسبب ارتباطها بمرض "كوفيد-19" وتفشي الفيروسات الأخرى ولكن أيضاً بسبب رمزيتها الثقافية. وقد ارتبطت الخفافيش بالمواضيع المظلمة مثل مصاصي الدماء، والسحر، والموت، ومع ذلك، أوضح الخبراء في تقرير CNN الخاص أن هذه الثدييات الطائرة تلعب دوراً حاسماً في نظامنا البيئي، وهناك العديد من الحقائق الفريدة التي من المحتمل ألا يعرف عنها الكثيرون.
قالت نانسي سيمونز، القيمة على المتحف الأمريكي لتاريخ الثدييات والمتعاونة في تأليف كتاب بعنوان "الخفافيش: عالم العلوم والغموض"، إن الخفافيش تلعب دوراً كبيراً في النظام البيئي من خلال التحكم في أعداد الحشرات، وفي غضون ساعة، يمكن أن يتغذى الخفاش بالحجم الطبيعي على ما يتراوح بين 500 وألف حشرة من البعوض، والتي يمكن أن تحمل أمراضاً مثل فيروس زيكا، أو حمى الضنك، أو الملاريا.
كما أن عادات الخفافيش في التغذي على الحشرات توفر أموالاً كبيرة للزراعة. وبالنسبة إلى الاقتصاد الأمريكي، تبلغ قيمة الخفافيش أكثر من مليار دولار كل عام "من حيث عدد المبيدات التي لا نحتاج إلى استخدامها"، وفقاً لما قاله عالم الأحياء التطوري الكندي، دان ريسكين، ويأكل الخفاش المكسيكي الذي يتمتع بذيل حر في تكساس عدداً كبيراً من حشرات العث، مما يحمي محاصيل الذرة في المنطقة.
تساهم فضلات الخفافيش الآكلة للفاكهة، خاصةً تلك الموجودة في الغابات المطيرة، في تفريق البذور، مما يساعد على تجديد النباتات والأشجار التي تضررت أو قُطعت، كما أن فضلات الخفافيش غنية بالنيتروجين، وهو عنصر حيوي للمحاصيل لأنه مكون رئيسي للكلوروفيل، وهو المركب الذي تستخدم فيه النباتات الطاقة من الشمس لإنتاج السكريات من الماء وثاني أكسيد الكربون. وهذه العملية، التي تسمى التمثيل الضوئي، تولد غاز الأكسجين. ويعد النيتروجين أيضاً بمثابة عنصر حاسم في الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية للبروتينات.
وفي أمريكا الشمالية وعلى مدى السنوات الـ 15 الماضية، تأثرت مجموعات من حوالي 12 نوعاً من الخفافيش بمرض يسمى "متلازمة الأنف الأبيض". وفي بعض الحالات، انخفض عدد مجموعات الخفافيش بنسبة تزيد عن 90%.
وأوضحت سيمونز أن الطفيليات المحبة للبرودة تنمو على الخفاش عندما تكون الخفافيش في حالة السبات في فصل الشتاء، وأشارت سيمونز إلى أن هذا المرض يعد بمثابة تهديد رهيب على الخفافيش، وأنه مرض جلبه البشر إلى الخفافيش، فهو مطابق للفطريات التي تحدث بشكل طبيعي في أوروبا. وبالتالي فإن الفطريات تم إدخالها من قبل البشر عن طريق الخطأ إلى كهوف الخفافيش.
وأوضح زميل ما بعد الدكتوراه في قسم البيولوجيا التكاملية في جامعة كاليفورنيا-بيركلي، كارا بروك خلال تقرير CNN الخاص، أنه عندما يصيب فيروس خلايا البشر، فإن استجابتنا المناعية ستجند خلايا مناعية إلى الموقع لمحاولة إزالة العدوى.
وعادةً ما ينتج عن الاستجابة التي تشير إلى وجود خلايا غير مصابة لتشغيل نظامها الدفاعي حالة التهاب، والتي تتخذ غالباً، عند البشر، شكل حمى أو تورم يساعد في مكافحة العدوى.
ولكن أجهزة المناعة لدى الخفافيش لا تستجيب بالطريقة ذاتها، فهي قادرة على تحمل ردود الفعل المناعية القوية، ولديها استجابة مضادة للالتهابات أيضاً.
وتفتقد بعض أنواع الخفافيش في الواقع الجينات التي يمتلكها البشر والحيوانات الأخرى والتي تحفز العملية الالتهابية كاستجابة لمسببات الأمراض والفيروسات التي يمكن أن تكون مميتة، وفقاً لناثان إبشتاين، طبيب بيطري وإيكولوجي للأمراض ونائب الرئيس قسم العلوم والتواصل في منظمة "EcoHealth Alliance".
ويمكن أن تساعد دراسة مناعة الخفافيش في تقديم رؤى بشأن العلاجات المحتملة للجائحة الحالية، بالإضافة إلى أي جائحة مستقبلية لفيروس متعلق بالخفافيش.
وتساهم الخفافيش بالفعل في الأبحاث التي يمكن أن تكون مفيدة للبشر، وفي دراسة نشرت عام 2019 في مجلة رسائل علم الأحياء، حلل الباحثون الحمض النووي لغالبية أنواع الخفافيش المعروفة. ووجد الباحثون أن أربعة أنواع وهي حدوة الحصان، وذات أذنين طويلتين، ومشتركة، وأذنين فأرة، تعيش جميعها على الأقل أربع مرات أطول من الثدييات الأخرى ذات الحجم المماثل.
وعندما يتم تعديلها بحسب الحجم، فإن الخفافيش تتجاوز متوسط عمر الإنسان. وأضافت الدراسة إلى البحث السابق الذي اقترح النظر في مزيد من الخفافيش كنماذج لشيخوخة صحية، للعثور على السمات والآليات المرتبطة بعمر طويل.
ويتمتع نوع خفاش مصاص الدماء على وجه الخصوص، والذي يعد من الأنواع النادرة التي تعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية، بعوامل ترقق الدم في لعابها، مما يساعدها على سحب الدم المتدفق من فريستها. وقد درس العلماء ما إذا كانت هناك دلائل حول أن دمها قد يكون مفيداً لعلاج البشر.
وقد اقترحت بعض الدراسات أن دم الخفافيش من نوع مصاص الدماء قد يساعد في علاجات لظروف تشمل السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب، وأمراض الكلى.
واليوم، يمكن تطبيق دراسة كيفية تمكين مناعة الخفافيش من تحمل العديد من الفيروسات ومسببات الأمراض من أجل تطوير الوقاية والعلاج للبشر.
القطط يمكنها نقل فيروس كورونا
أفادت دراسة أمريكية يابانية أن القطط يمكن أن تصيب القطط الأخرى بفيروس كورونا المستجد، دون أن تظهر أي أعراض، ما يقدم معلومات جديدة كيفية تأثير الفيروس على فصيلة القطط سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
وفي الدراسة، أصاب الباحثون عمداً 3 قطط ووجدوا أن الفيروس تمكن منها بعد 3 أيام. وعندما وضعت القطط المصابة مع قطط سليمة لبضعة أيام أصيبت جميع القطط السليمة بالفيروس أيضا. ولم تظهر القطط الخاضعة للدراسة أي أعراض، بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة أو فقدان الوزن.
وظهرت أول إصابات للقطط بكورونا بالولايات المتحدة على قطتين في نيويورك مع أعراض خفيفة في الجهاز التنفسي. وجاءت نتائج اختبار فيروس كورونا على ثمانية أسود ونمور في حديقة حيوان برونكس إيجابية.
وقال الفريق الذي أعد الدراسة، بقيادة خبير الفيروسات يوشيهيرو كاواوكا من جامعة طوكيو وزملائه في جامعة ويسكونسن الأمريكية، إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما إذا كانت القطط يمكن أن تنقل الفيروس إلى البشر، مشيرا إلى أنه "حتى الآن، لا يوجد دليل على أنهم يستطيعون".
وكتبوا في رسالة إلى مجلة "نيو إنغلاند" الطبية: "نظرا للحاجة إلى إيقاف جائحة فيروس كورونا من خلال آليات مختلفة، هناك حاجة إلى فهم أفضل للدور الذي قد تلعبه القطط في نقل فيروس كورونا إلى البشر".
وبينما لا يزال الباحثون يحاولون اكتشاف المزيد عن فيروس كورونا والحيوانات الأليفة، توصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأن يحد الأشخاص من التفاعل مع حيواناتهم الأليفة أو الحيوانات خارج المنزل مع اتخاذ الإجراءات الوقائية.
نقل العدوى إلى الحيوانات الأليفة
حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في مقطع فيديو جديد عبر يوتيوب، من أن الحيوانات الأليفة قد لا تصيب الأشخاص بفيروس كورونا، لكن أصحابها يحتاجون إلى حماية القطط والكلاب والحيوانات الأليفة الأخرى.
وقالت حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنه "على الرغم من أنه لا يبدو أن الحيوانات يمكن أن تصيبك بالفيروس، يبدو أنه يمكنك نقله لهم. لذا إذا كنت مريضًا، تجنب الاتصال المباشر مع حيواناتك الأليفة.. اجعل شخصًا آخر يهتم بهم".
كما نصحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "بتجنب حدائق الكلاب والأماكن العامة الأخرى المزدحمة".
ويشار إلى أنه تم العثور على الحيوانات المنزلية، وكذلك القطط الكبيرة في حدائق الحيوان، مُصابة بفيروس كورونا.
كما حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من إعطاء دواء مثير للجدل للمرضى كورونا، قائلة إن مزج الكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكوين يمكن أن يقلل من فاعلية دواء الريدمسيفير.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، أزالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيص استخدام الطوارئ الذي أعطته لعقار الملاريا، تاركا ريميديسيفير كدواء وحيد حصل على ترخيص لعلاج فيروس كورونا.
وقد وصف الرئيس دونالد ترامب هيدروكسي كلوروكوين والكلوروكين كأدوية جيدة يمكن تناولها لعلاج فيروس كورونا، وقال ترامب الشهر الماضي إنه بنفسه يتناول هيدروكسي كلوروكوين لمنع إصابته بكورونا.
وأظهرت العديد من الدراسات أن هذه الأدوية لا تساعد مرضى كورونا فقط، ولكنها قد تزيد من خطر الآثار الجانبية الخطيرة.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الاثنين إن الأدوية لا تلبي "المعايير القانونية" لتفويض الاستخدام في حالات الطوارئ، لأنه من غير المحتمل أن تكون فعالة في علاج كورونا، بناءً على أحدث الأدلة العلمية.
هولندا تبدأ في إعدام حيوانات المينك
بدأت مزارع لتربية حيوانات المينك في هولندا في تنفيذ أمر حكومي بإعدام حيواناتها بعد مخاوف من أن ينقل عدد منها أصيب بفيروس كورونا المرض إلى البشر، وقالت هيئة الأغذية والسلع الهولندية إنه تم اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا في عشر مزارع تربي حيوانات المينك للحصول على فرائها.
وقالت المتحدثة فريدريك هيرمي ”سيتم إخلاء وتطهير جميع مزارع تربية المينك التي توجد بها إصابات، ولن يحدث ذلك في المزارع الخالية من الإصابات“، وأمرت الحكومة يوم الأربعاء بالتخلص من عشرة آلاف من حيوانات المينك بعد التأكد من أن المزارع المصابة يمكن أن تصبح مستودعا للمرض على المدى الطويل.
وفي البداية أصيب عدد من حيوانات المينك بفيروس كورونا من القائمين عليها في أبريل نيسان. وفي مايو أيار كشفت الحكومة عن حالتي إصابة بشريتين مصدرهما حيوانات مريضة وهما الحالتان الوحيدتان المعروفتان لانتقال الفيروس من حيوان لإنسان منذ بدء التفشي في الصين، ويتم التخلص من الحيوانات من خلال قيام عاملين في المزارع يرتدون الملابس الواقية باستخدام الغاز ضد أمهات المينك وصغارها.
وتقول الجماعات المعارضة لتجارة الفراء إن الوباء سبب آخر لإغلاق جميع المزارع، ويقول الاتحاد الهولندي لمنتجي الفراء إن هناك 140 مزرعة لحيوانات المينك في البلاد تصدر ما قيمته 90 مليون يورو (101.5 مليون دولار) من الفراء سنويا.
كورونا يهدد محمية قرود في الكاميرون
تحصل ماليكا، وهي قردة من قرود المندريل (الميمون) تبلغ من العمر 18 عاما في غرب الكاميرون، على فيتامين في صباح كل يوم لتعزيز مناعتها ضد أي تعرض محتمل لفيروس كورونا المستجد. وتتميز قرود المندريل بالفراء الأسود السميك والأنف باللونين الأحمر والأزرق، لكن التهديد الذي يشكله الفيروس على ماليكا، التي أنقذها مركز ليمبي للحياة البرية قبل 15 عاما من يدي شخص كان يحاول بيعها كحيوان أليف، أكبر بكثير من مجرد العدوى، وتبخرت نصف إيرادات المركز، الذي يضم مئات من حيوانات الغوريلا والشمبانزي وغيرها، في الأشهر الأخيرة مع توقف وفود الزائرين ومساهمات المتبرعين الذين أصبحوا يعانون من ضيق ذات اليد في الولايات المتحدة وأوروبا بعد تفشي جائحة كوفيد-19.
وقال جيلوم لو فلوهيتش، مدير الحديقة، إنه بدون استئناف التمويل في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، قد يضطر المركز، وهو شراكة بين الحكومة الكاميرونية ومؤسسة دولية، إلى إغلاق أبوابه، وأضاف ”غذاء الحيوانات.. يجب علينا جمع المال لذلك. إذا لم يتوافر لدينا المال، لا يمكننا دفع ثمن الطعام“ موضحا أن نفقات المركز تزيد بسبب الحاجة إلى تدابير السلامة، وسجلت الكاميرون أكثر من 1600 إصابة بفيروس كورونا المستجد وهو أكبر تفش للمرض في وسط القارة الأفريقية.
وتشعر المحميات البرية في جميع أنحاء أفريقيا بضغوط مالية مماثلة. فأموال السياحة والتبرعات الأجنبية هي التي تستخدم في العادة في جهود حماية الحيوانات المهددة بالانقراض في القارة من الصيادين غير الشرعيين وفقدان البيئة الطبيعية الحاضنة لها.
وإلى جانب الحيوانات الرئيسية المعرضة للانقراض مثل قرود المندرين، ينقذ مركز ليمبي عشرات الببغاوات الرمادية الأفريقية، وهو واحد من أكثر السلالات التي تتعرض لعمليات تهريب في العالم، وقال لو فلوهيتش إنه لا يعرف ما سيحدث للحيوانات إذا لم تتمكن الحديقة من تدبير أكثر من 15 ألف دولار تحتاجها لتغطية نفقات التشغيل شهريا، وأضاف ”كل نشاطنا وسبب عملنا هنا.. سيتعين علينا تعليق ذلك. في الحقيقة لا أريد أن أكون في وضع كهذا. ولكن هذا هو الوضع الذي قد نواجهه“.
أول كلب يصاب بكورونا في الولايات المتحدة
قالت منظمة أمريكان هيومين سوسايتي إن كلبا من سلالة البج كان يعيش في بيت بولاية نورث كارولاينا مع ثلاثة أشخاص أكدت الاختبارات إصابتهم بفيروس كورونا أصبح أول كلب في الولايات المتحدة يجري تشخيص إصابته بمرض كوفيد-19 التنفسي.
وقالت متحدثة باسم المنظمة في بيان مكتوب إن الفيروس انتقل على ما يبدو للكلب إما من الأم أو الأب أو الابن الذين تأكدت إصابتهم جميعا بالفيروس، وأضافت المتحدثة أن الاختبارات أكدت خلو ابنة أخرى للأسرة من الفيروس بالإضافة إلى كلب آخر وقط.
كانت السلطات الصحية في هونج كونج قد قالت أوائل الشهر الماضي إن الاختبارات أثبتت أن كلبا أليفا صاحبه مصاب بفيروس كورونا، التقط الفيروس و“من المرجح“ أن يكون أول حالة لانتقال العدوى من إنسان لحيوان. ومنذئذ تم تسجيل عدة حالات إصابة بين قطط، وفي الأسبوع الماضي، أصبحت هرتان تعيشان في منطقتين مختلفتين في ولاية نيويورك أول حيوانين أليفين في الولايات المتحدة تثبت الاختبارات إصابتهما بفيروس كورونا، مما دفع مسؤولي الصحة في الولاية إلى التحذير من أنه لا توجد أدلة على أن الفيروس يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر.
ثبوت إصابة قطة في اسبانيا
قال أستاذ جامعي إنه اكتشف إصابة قطة منزلية بإقليم قطالونيا الإسباني بفيروس كورونا المستجد خلال تشريحها، وأضاف خواكيم سيجاليس، الأستاذ بمعهد أبحاث الصحة الحيوانية بالإقليم والذي أجرى الفحص التشريحي للقطة، أنها لم تنفق بسبب إصابتها بالفيروس بل لأنها كانت مصابة مسبقا بحالة تنفسية تشيع بين القطط.
وتعتبر القطة (نيجريتو) سادس قطة يجري رصد إصابتها بالفيروس عالميا. وكانت تملكها أسرة تقيم في حي بمدينة برشلونة جرى فيه رصد العديد من حالات الإصابة بالفيروس، وأخضعت جثة القطة للفحص التشريحي في 22 من أبريل نيسان وتبين أن جسمها كان يحوي كمية قليلة من الفيروس.
وقال سيجاليس ”وجد الطبيب البيطري الذي أخضع القطة لعملية قتل رحيم أنها تعاني من مرض تنفسي خطير جدا، وكان يخشى من أنها تعانى من مرض كوفيد-19“، وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت إن كل الأدلة المتاحة تشير إلى أن فيروس كورونا المستجد ظهر في الحيوانات، لكن الطريقة التي تخطى بها حاجز النوع من فيروس تحمله الحيوانات، وعلى الأرجح الخفافيش، إلى فيروس ينتقل للبشر ليست واضحة حتى الآن.
وقال سيجاليس إن احتمالية انتقال الفيروس من البشر إلى القطط ضئيلة إن لم تكن معدومة، كما أن انتقال الفيروس من قطة إلى أخرى هو أمر غير وارد، وأضاف ”ثبت بشكل قوي نجاح هذا الفيروس في الانتقال بين البشر، إلا أن انتقاله بين الحيوانات والبشر لا تزال حالات استثنائية خاصة“.
إصابة هر بكوفيد-19 في فرنسا
أعلن المعهد الوطني للطب البيطري في ألفور شرق العاصمة الفرنسية باريس إصابة هر بفيروس كورونا المستجد للمرة الاولى في البلاد بعد التقاطه العدوى على الأرجح من أصحابه، وأوصى المعهد مرضى الوباء بالابتعاد عن حيواناتهم الأليفة.
وأجرت وحدات أبحاث الفيروسات في المعهد الوطني للطب البيطري (إنفا) والوكالة الوطنية للأمن الغذائي والبيئي ووكالة الصحة المهنية بالتعاون مع معهد باستور، اختبارات بمساعدة أطباء بيطريين في منطقة باريس على عشرات القطط التي قد يكون أصحابها مصابين بالمرض، وتبينت إصابة أحد القطط بوباء كوفيد-19 بعدما أظهر "أعراضا في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي"، ومع ذلك، أشارت "إنفا" إلى أنه "في هذه المرحلة من معرفتنا العلمية، يبدو أن الهررة لا تصاب بسهولة بفيروس سارس-كوف-2 حتى في حال حدث اتصال مع أصحابها المصابين".
وأوضحت صوفي لو بودي وهي أستاذة في علم الاوبئة من "إنفا" ومشاركة في إعداد الدراسة "ليس من المستغرب اكتشاف هر يحمل الفيروس لأن حالات مماثلة سجلت في السابق في هونغ كونغ (حالة واحدة) وبلجيكا (حالة واحدة) ونيويورك (حالتان) لكنها ما زالت ظاهرة نادرة"، وأوصى المعهد الأشخاص المصابين بكوفيد-19 "بالحد من الاتصال الوثيق مع قططهم ووضع الأقنعة وغسل أيديهم قبل ملاعبتها"، وقالت صوفي لو بودي إن الدراسات مستمرة في هذا الصدد، ورغم العديد من الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع، لا يوجد حتى الآن أي دليل على أن الحيوانات الأليفة المصابة بكورونا المستجد يمكن أن تنقل العدوى إلى البشر.
لا تتخلوا عنا.. نحن لا ننقل فيروس كورونا
”لا تتخلوا عنا. نحن لا ننقل فيروس كورونا“.. مضمون رسالة ترسلها الكلاب والقطط، وينقلها الأطباء في عيادة بيطرية في القاهرة عبر الإنترنت، وقال الطبيب البيطري كورولوس مجدي في عيادة (أنيماليا كلينيك) بالعاصمة المصرية ”بدأنا المبادرة لأن نحن في وقت من الأوقات لقينا ناس بتجيب حيوانات قطط وكلاب بتسيبهم قدام العيادة عندنا، فدي حاجة خطرة جداً، معنى كدا إن الحيوانات الناس بتتخلى عنها عشان هي خايفة تكون بتنقل الكورونا فيروس، وده مش صح لأن منظمة الصحة العالمية ومنظمة صحة الحيوان ما قالوش ولا أثبثوا إن الحيوانات بتنقل الكورونا فيروس“.
وأضاف أن من المستبعد بدرجة كبيرة أن تنشر الحيوانات الأليفة التي يتم الاعتناء بها في المنزل أي أمراض، لكن الكلاب أو القطط التي يتم تركها في الشارع يمكن أن تكون خطيرة، وقرر الأطباء في العيادة السماح لهذه الحيوانات بنشر الرسالة. فبدأوا تصوير الكلاب والقطط ومعها لافتات توضح أن الاحتفاظ بها آمن. ونُشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وقالت لافتة بجوار كلبة بودل فرنسية بيضاء اللون ”أنا مش بنقل فيروس كورونا، أرجوك ما تخافش مني“.
وتناوبت القطة بوسي (ثلاث سنوات) والكلب سنووي على الوقوف إلى جوار لافتة تقول ”أنا بحبك، ما ترمنيش في الشارع“، وقالت الشابة جوليا جوزيف، مالكة سنووي ”يا جماعة ما تقلقوش، الكلاب مش بتنقل فيروس كورونا، الكلاب دي ضعيفة قوي ما ينفعش تترمي في الشارع ودايماً محتاجانا، وربنا خلقها عشان نرحمها“.
القرود تسرق عينات دم مرضى كورونا في الهند
قالت السلطات الهندية إن مجموعة من القرود هاجمت عاملا صحيا وسرقت عينات دم مرضى ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، وقع الهجوم هذا الأسبوع عندما كان فني بأحد المعامل يسير في حرم كلية طب حكومية في ميروت على بعد 460 كيلومترا شمالي لكناو عاصمة ولاية أوتار براديش، وقال الدكتور إس.كيه. جارج المسؤول في الكلية ”خطفت القرود عينات دم أربعة من مرضى كوفيد-19 يخضعون للعلاج وفرت بها... سنضطر لأخذ عينات دم أخرى منهم“، وأشارت السلطات إلى أنه لم يتضح إن كانت القرود سكبت عينات الدم لكن السكان الذين يعيشون بالقرب من الحرم الجامعي يخشون من زيادة تفشي الفيروس إذا حملت القرود العينات إلى المناطق السكنية.
وقال جارج إنه لم يتضح إذا كان من الممكن أن تصاب القرود بفيروس كورونا بسبب الدم الملوث، وأضاف لرويترز ”لا يوجد دليل على أن القرود يمكن أن تصاب بالعدوى“، وسجلت الهند 165799 حالة إصابة و4706 وفيات بفيروس كورونا، ويزيد تسلل القرود إلى المناطق السكنية في الهند وتسبب إزعاجا بل وتهاجم الناس، ويقول خبراء البيئة إن تدمير الموائل الطبيعية هو السبب الرئيسي لزحف الحيوانات على المناطق السكنية بحثا عن الغذاء.
للعزل فوائد.. طفرة في مواليد حديقة حيوان روسية خلال إغلاقها بسبب كورونا
أغلقت حديقة حيوانات في سيبيريا أبوابها أمام الزوار لأكثر من شهرين بسبب فيروس كورونا لكن كان للإغلاق بعض الفوائد.. فقد سبب طفرة في المواليد بين حيواناتها، ومن بين المواليد الجدد في الحديقة أوز مصري نادر، وعجول الرنة، وقرد بني صغير من قردة الكبوشي، وقال أندريه جوربان مدير حديقة حيوانات روييف روتشي في كراسنويارسك ”إذا نظرنا للأمر من زاوية طفرة المواليد.. كان الإغلاق أمرا طيبا فقد أصبح لدينا الآن الكثير من الحيوانات الصغيرة الجميلة والرائعة“.
وأضاف أنه رغم أن غياب الزوار شجع التزاوج بين بعض الحيوانات فقد أربك حيوانات أخرى وأحدث تغييرات في سلوكها، وقال جوربان ”كثير من (الحيوانات) قلقة لأنها حقا لا تفهم ما يحدث حولها. هناك نظرة أشبه بنظرة ترقب في عيونها“.
ويبدو أن قطيع الأبل في حديقة روييف روتشي من بين الحيوانات التي تفتقد وجود الزوار إذ تتابع بنظراتها الآن كل موظف في الحديقة يمر بحظائرها، وقال جوربان أنه رغم فوائد غياب الزوار تعاني الحديقة من مشاكل مالية.
اضف تعليق