البراكين هي إحدى أكثر الظواهر الطبيعية المذهلة على ظهر الأرض، تقع معظم البراكين في منطقة الحزام الناري حول المحيط الهادئ وهي نقطة التقاء الصفائح التكتونية ومنطقة تشهد نشاطا زلزاليا كثيف، والبراكين تلك الظاهرة المثيرة والمخيفة في آن، تتسبب في تهجير البشر لكنهم يعشقون ملاحقه صور حممها وهي تخرج من باطن الأرض بألوان نارية...
البراكين هي إحدى أكثر الظواهر الطبيعية المذهلة على ظهر الأرض، تقع معظم البراكين في منطقة الحزام الناري حول المحيط الهادئ وهي نقطة التقاء الصفائح التكتونية ومنطقة تشهد نشاطا زلزاليا كثيف، والبراكين تلك الظاهرة المثيرة والمخيفة في آن، تتسبب في تهجير البشر لكنهم يعشقون ملاحقه صور حممها وهي تخرج من باطن الأرض بألوان نارية.
ومن المعلوم أن ثمة جوانب إيجابية للبراكين، مثل الصخور التي تستخدم في تشييد الأبنية، والمعادن التي تحملها الصخور البركانية، فيما تشمل آثارها السلبية تدمير مناطق سكانية بأكملها وانتشار الغازات السامة.
لكن ثمة حقائق كثيرة لا يعرفها كثيرون عن البراكين مثل أنها ساعدت في خفض درجة الحرارة، بحسب تقرير لصحيفة "تلغراف البريطانية"، التي استعرضت في تقرير نشرته أكبر هذه البراكين وسبب انتشارها وآثارها.
هذه الظاهرة الطبيعية هي وسيلة طبيعية للتخلص من حرارة الأرض، والضغط الداخلي وتحقيق التبريد، وغالباً فإن البراكين تنفجر نتيجة لعاملين أساسيين: الكثافة، والضغط، فانخفاض كثافة المعادن المنصهرة نسبة إلى الصخور المحيطة يؤدي إلى ارتفاعها إلى السطح، وعند ارتفاعها تبدأ الفقاعات تتشكل من الغاز الذائب في المنصهرات، وتشكل هذه الفقاعات ضغطاً كبيراً يساعد على إخراج المعادن المنصهرة والرماد إلى السطح.
فطبقات الأرض تشبه إلى حد كبير التفاحة ولفهم كيفية حدوث الانفجارات البركانية لا بد أولا من فهم تكوين الكرة الأرضية، ولو تخيلنا الكرة الأرضية في شكل قطاع يتشابه مع شكل قطاع في تفاحة، فالكرة الأرضية لها قشرة خارجية ولب داخلي، وما بين هذا وذاك الدثار mantle أو الوشاح، وعند تجمع ظروف معينة ترتفع درجة الحرارة لدرجة انصهار الصخور عند أعلى طبقة من الوشاح مكونة ما يسمى بالصهارة magma.
حين تحدث عملية الانصهار هذه، وبسبب فروق الكثافة بين الصخور المنصهرة والصخور المتجمدة من حولها، تتصاعد الصهارة إلى أعلى كلما وجدت لنفسها منفذا، وتستمر الصهارة في الصعود إلى أعلى إلى أن تتجمع في تجويفات أرضية تقع تحت القشرة الأرضية مباشرة، وتدعى magma champers. وبارتفاع ضغط الصهارة على مناطق الضعف التي تعلوها في القشرة الأرضية، إلى الحد الذي لا تحتمل معه هذه المناطق مزيدا من الضغط، تحدث شقوق في القشرة الأرضية أو تُفتح شقوق قديمة.
وتندفع الصهارة إلى أعلى، وحينما تصل إلى سطح اليابسة، أو سطح قاع المحيط، تسيل مكونة ما يعرف بالحمم البركانية lava وهي كلمة أصلها عربي "اللابة". ولسيلان الحمم البركانية أشكال عدة، من أشهرها المخاريط البركانية conical volcanoes. ولا يأخذ خروج اللافا عند اندفاعها من فوهة البركان crater شكل السيلان في بداية الأمر، وإنما يأخذ شكل انفجار، ويحدث هذا الانفجار بسبب ارتفاع الضغط البخاري للغازات الذائبة داخل الصهارة، وهو ما يؤدي إلى نشر سحب من الرماد البركاني قد تغطي مئات الأميال، وسيلان للحمم قد يصل إلى عدة أميال، ثم ما تلبث أن تقل سرعة سيلانها مع الوقت.
انفجرت مؤخرا عدد من البراكين في أنحاء متفرقة من العالم، وكانت عواقب هذه الكوارث الطبيعية وخيمة على سكان المناطق المنكوبة، فقد زحفت صخور منصهرة بعد خروجها من شقوق أحدثها بركان كيلاويا باتجاه مجموعة من المنازل ونُزُل العطلات على القمة الشرقية لجزيرة بيج أيلاند في هاواي مما دفع السلطات لإصدار أوامر إخلاء لسكان المنطقة كإجراء وقائي.
حيث واجه سكان هاواي، الذين يعانون بالفعل تبعات ثوران بركان كيلاويا، خطرا مميتا جديدا مع تحذير السلطات من أن سحبا ضارة مؤلفة من أدخنة حمضية وبخار وجزيئات صغيرة كالزجاج قد تنبعث نتيجة وصول الحمم إلى المحيط الهادي.
وحذرت إنذارات للدفاع المدني السائقين ومن يركبون القوارب ويرتادون الشواطئ من سحب حارقة تعرف ”بضباب الحمم“ تتشكل من الحمم المنسكبة في البحر بعد أن عبرت الطريق السريع 137 على الساحل الجنوبي لجزيرة بيج آيلاند في هاواي في وقت متأخر.
وازدادت الانفجارات داخل بركان كيلاويا في هاواي يوم الثلاثاء ليقذف الرماد إلى السماء مما دفع السلطات لإصدار تحذير أحمر للطائرات للمرة الأولى منذ بدء ثوران البركان قبل 12 يوما.
وبلغ ارتفاع سحابة الرماد والضباب الدخاني البركاني 3657 مترا فوق فوهة بركان كيلاويا واتجهت نحو الجنوب الغربي. وغطى غبار رمادي السيارات على الطريق السريع رقم 11 وأصدرت السلطات تحذيرا من ”هواء ضار“ لسكان باهالا الواقعة على بعد 29 كيلومترا من القمة، في هذا التقرير نعرض عليكم احدث البراكين في العالم للعام 2018.
انفجارات بركانية في هاواي
قال مرصد البراكين في هاواي إن سلسلة انفجارات وقعت في بركان كيلاويا لتقذف الرماد البركاني لنحو 11 ألف قدم (ثلاثة آلاف و353 مترا) مما أدى إلى تناثر الرماد على التجمعات السكانية في جنوب غرب الجزيرة.
وتعد الانفجارات الثلاثة التي بدأت الساعة 1042 بتوقيت جرينتش أحدث زخات للرماد والسحب البركانية من كيلاويا خلال الأسبوع الرابع لما يعتبره خبراء الجيولوجيا أحد أكبر دورات الانفجار البركاني لبركان كيلاويا في مئة عام، وقفز عدد المنازل والبنايات الأخرى التي دمرتها الحمم البركانية في حي بونا على الجزيرة إلى 82 يوم الجمعة من 50 بعد تجدد انهمار الحمم في ليلاني استيتس. بحسب رويترز.
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية على موقعها الإلكتروني إن إصدار تحذير أحمر للملاحة الجوية يعني أن ثورانا بركانيا يحدث وقد يقذف رمادا في مسار الطائرات، ويضاف الرماد إلى الأخطار التي يواجهها سكان جزيرة بيج آيلاند في هاواي الذين يعانون بالفعل انبعاث غاز وتدفق حمم من البركان دمرت 37 منزلا ومنشآت أخرى وأجبرت السلطات على إجلاء نحو ألفي مواطن.
وقال جون برافندر من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إن من المتوقع تغير اتجاه الرياح يوم الأربعاء لتدفع الرماد والضباب الدخاني إلى ما فوق أراضي الجزيرة ويزداد تركيزهما فوقها، وحذر مرصد البراكين في هاواي من أن ثورة البركان قد تصبح أعنف، وأضاف في بيان بشأن تغيير مستوى التحذير للملاحة الجوية من برتقالي إلى أحمر ”في أي وقت قد يصبح نشاطه أكثر قوة مما سيزيد كثافة الرماد المنبعث“.
وتقع أكثر المناطق تضررا من الثوران على بعد 40 كيلومترا تقريبا إلى الشرق من كيلاويا بالقرب من قرية بهوا. وتفجرت الحمم من الأرض لتشق طريقها وسط مباني سكنية ومزارع، مهددة واحدا من آخر طرق الخروج من المناطق الساحلية وهو الطريق السريع 132، وقال مرصد البراكين والدفاع المدني في هاواي إن أحدث شق أرضي انفتح يوم الثلاثاء وقذف حمما وغازات سامة جعلت مستوى جودة الهواء ”أحمر“ حول لانيبونا جاردنز والمزارع القريبة مما تسبب في حالات ”اختناق وصعوبة في التنفس“، ولم ترد بلاغات عن إصابات شديدة أو وفيات جراء ثوران البركان.
"سفينة نوح" تنقذ الحيوانات من الحمم البركانية
عندما فر مئات من سكان بيج أيلاند في هاواي وتركوا منازلهم بعد ثوران بركان كيلاويا ترك بعضهم أغلب متعلقاتهم وأيضا حيواناتهم الأليفة، وعلى مدى أسبوعين منذ تدفق الحمم البركانية والغاز السام من فوهة البركان قام متطوعون بجهد بطولي لتنفيذ عملية تشبه سفينة نوح وتمكنوا من إنقاذ مجموعة من الحيوانات بينها كلاب وقطط وأوز وبط وأبقار وماعز وخيول وحتى طيور الزينة.
كما تمكن المتطوعون من لم شمل الكثير من هذه الحيوانات مع أصحابها في مراكز الإيواء التي نقلوا إليها، وقال بورجاندي سينجليتون وهو متطوع لدى جمعية (هاواي أيلاند هيومن) إن نحو مئة كلب و30 قطة إلى جانب عدد من الأرانب والطيور والخنازير نقلت إلى مأوى يتبع الصليب الأحمر في باهوا على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الشرق من موقع البركان، وأضاف ”نستضيف الآن كل الفصائل من الكائنات الصغيرة وحتى الوحوش الضخمة ولا توجد مشكلة“.
ثورات بركانية في إندونيسيا
ظهرت مؤشرات خطر من أكثر البراكين نشاطا في إندونيسيا، وهو بركان جبل ميرابي الواقع في جزيرة جاوة المكتظة بالسكان، بعد سلسلة ثورات صغيرة فيما أمرت السلطات القرويين الذين يعيشون على منحدراته بمغادرة المنطقة وأمرت المتنزهين بالبقاء بعيدا.
أعضاء من فريق البحث والإنقاذ يشاهدون ثوران بركان جبل ميرابي بإندونيسيا يوم الثلاثاء. صورة لرويترز من وكالة أنتارا فوتو. يحظر نشر الصورة في إندونيسيا ويحظر إعادة بيعها لأغراض تجارية أو تسويقية في إندونيسيا.
وتسببت سلسلة من الثورات في بركان جبل ميرابي عام 2010 في مقتل أكثر من 350 شخصا. وقررت السلطات عدم المخاطرة هذه المرة بعد أن تصاعدت أعمدة من الدخان والرماد في السماء من البركان، وقال سوتوبو بورو نوجروهو المتحدث باسم الوكالة الوطنية للتخفيف من آثار الكوارث في رسالة نصية ”يحظر أي نشاط عام داخل دائرة نصف قطرها ثلاثة كيلومترات. كما يحظر السير لمسافات طويلة بشكل مؤقت“، ورفعت الوكالة مستوى الإنذار درجة،ووصفت الوكالة الوطنية للتخفيف من آثار الكوارث ثوران بركان جبل ميرابي بأنه جوفي وهو ما يعني أن الحمم تسخن المياه الجوفية مما يؤدي لتصاعد البخار تحت ضغط، وأغلقت السلطات هذا الشهر مطار مدينة يوجياكارتا، أقرب المدن إلى البركان، لفترة وجيزة بسبب الثوران.
أمرت السلطات الإندونيسية الأشخاص الذين يعيشون قرب بركان في جاوة أن يتركوا منازلهم يوم الجمعة وأغلقت مدينة كبرى مطارها بعد أن بدأت قمة البركان على ارتفاع 5500 متر تنفث بخارا ورمادا بركانيا.
وبركان جبل ميرابي في جزيرة جاوة المكتظة بالسكان هو واحد من أنشط البراكين في البلاد وتسببت سلسلة من الثورات في 2010 في مقتل أكثر من 350 شخصا، وقال سوتوبو بورو نجروهو المتحدث باسم وكالة مواجهة الكوارث إن الوكالة طلبت من السكان الذين يعيشون على مسافة خمسة كيلومترات من البركان الانتقال إلى ملاجئ، وذكر أن 120 كانوا يتسلقون الجبل انتقلوا إلى مكان آمن، وذكرت وكالة الطيران الحكومية إير ناف في بيان إن المطار في مدينة يوجياكارتا أقرب مدينة كبيرة للبركان أغلق بسبب خطر الرماد البركاني
1- كيريشيما، اليابان
يعد أحد أكثر براكين اليابان نشاطا، وهو عبارة عن مجموعة من المخروطات البركانية، وأحدها -وهو شينموداكي- ثار في 2011، وكان ثورانه الأكبر في كيريشيما لأكثر من خمسين عاما، وثار هذا البركان لأول مرة منذ ست سنوات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع تصاعد أعمدة دخان أبيض على ارتفاع مئتي متر فوق الفوهة، ودرجة التأهب حاليا مرتفعة.
2- ميرابي، إندونيسيا
أحد أخطر البراكين في إندونيسيا نتيجة ثورانه المتكرر والكثافة السكانية عند منحدراته، ويعد ثورانه في 2010 الأكثر فتكا في القرن 21، حيث تسبب في وفاة أربعمئة شخص، ويخشى الجيولوجيون من ثورة جديدة له رغم عدم وجود مؤشرات فورية على أنشطة بركانية مرتفعة.
3- أورافاجوكول، آيسلندا
شهد عام 1362 أكبر ثوران لهذا البركان المغطى بالثلوج، كما ثار مرة أخرى عام 1727، وفي كلتا الحالتين تبع ثورانه طوفان هائل مميت نتيجة الماء الذائب من البحيرات تحت الجليدية على الجبل. ويبدو أن هذا البركان استيقظ مرة أخرى، حيث ظهر في أغسطس/آب وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين انخفاض على سطح الجليد داخل الفوهة الرئيسية، وهي ظاهرة تكون عادة نتيجة ذوبان الجليد تحت السطح مع ارتفاع الحرارة تحته.
4- بوبوكاتيبيتل، المكسيك
يقع "الجبل المدخن" على بعد سبعين كيلومترا جنوب شرق مدينة مكسيكو، وهو أكثر براكين المكسيك نشاطا، وهو حاليا في مرحلة الثوران -كما فعل بشكل متقطع منذ عام 2005- حيث تزداد الحمم البركانية، والانفجارات، وأعمدة الرماد التي يصل ارتفاعها إلى بضعة كيلومترات، مع سقوط رماد طفيف في المناطق المحيطة.
5- فيلاريكا، تشيلي
يعد بركان فيلاريكا المغطى بالثلوج أحد البراكين القليلة حول العالم ذات بحيرة حمم نشطة. ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2017 تم توثيق زيادة تدريجية في النشاط الزلزالي والحمم البركانية التي تنتج نوافير حمم يصل ارتفاعها إلى 150 مترا.
6- كيلويا، الولايات المتحدة
يقع هذا البركان في جزيرة هاواي الرئيسية، وكان ينفث الحمم البازلتية تقريبا طيلة 35 عاما، وليس هناك مؤشر على توقف ذلك في أي وقت قريب، ويواصل البركان ثورانه عند قمته ومن فوهة التنفيس "بو أو" في منطقة الصدع الشرقي للبركان، منتجا حمما متدفقة، تصل أحيانا إلى المحيط.
اضف تعليق