الحكم الذي اصدره القاضي في المحكمة الفيدرالية في مدينة سياتل بولاية واشنطن جيمس روبرت، والمتضمن وقف العمل بالأمر التنفيذي للرئيس دونالد ترامب المتعلق بحظر دخول المسافرين من سبع دول ذات غالبية مسلمة الى أمريكا، والذي اثار غضب واستياء ترامب واعاد الامل للكثير من المسافرين بعد ان تقطعت بهم السبل في مختلف مطارات العالم، ويمثل أمر التقييد المؤقت وكما نقلت بعض المصادر تحدياً كبيراً لقرار الرئيس ترمب، الذي دخل اليوم في ازمة وحرب كبيرة مع القضاء الامريكي والعديد من المؤسسات والمنظمات الحقوقية والانسانية، حيث ايدت العديد من الشخصيات المهمة وشركات تكنولوجية أميركية كبرى ومسؤولون في مجال إنفاذ القانون من أكثر من 12 ولاية، اتخاذ خطوة قانونية توقف الحظر وربما تصل القضية في النهاية إلى المحكمة العليا.
وقدم عشرة مسؤولين سابقين في مجالي الأمن القومي والسياسة الخارجية عملوا في عهد رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين مذكرة في القضية التي تنظرها المحكمة يقولون فيها إن حظر دخول البلاد لا يخدم أي أغراض تتعلق بالأمن القومي. ووقع المذكرة وزيرا الخارجية السابقان جون كيري ومادلين أولبرايت ومستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس ومديرا وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) السابقان مايكل هايدن ومايكل موريل. وفي وقت سابق رفضت محكمة سان فرانسيسكو طلب إدارة ترمب بوقف العمل فورا بقرار القاضي الاتحادي الذي منع تنفيذ أجزاء رئيسية من حظر دخول البلاد. وقالت المحكمة إنها ستبحث طلب الحكومة بعد تلقي مزيد من التفاصيل. وما كان من ترمب إلا أن هاجم قاضي سياتل الاتحادي قبل أن يهاجم نظام المحاكم نفسه.
كما قدم مدعون عامون من 15 ولاية ومن واشنطن العاصمة مذكرة تدعم الدعوى التي تطعن في حظر دخول البلاد. وقال الديمقراطي إيريك شنايدرمان المدعي العام في نيويورك "الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب غير دستوري وغير قانوني وبالأساس غير أمريكي ولن ننظر إلى ذلك الأمر مكتوفي الأيدي وهو يقوض الأسر التي تعيش في ولاياتنا واقتصادها ومؤسساتها". وكانت شركات تكنولوجية كبرى بينها أبل وجوجل ومايكروسوفت ضمن ما يقرب من مئة مؤسسة قدمت مذكرة مماثلة أمام محكمة الاستئناف قائلة إن أمر ترمب التنفيذي "يلحق ضررا كبيرا بالشركات الأمريكية والابتكار والنمو". وانضمت شركة تيسلا لمنتجات الطاقة وشركة سبيس إكس للمذكرة.
وكان ترمب قد ندد بقاضي سياتل الذي أمر بإيقاف العمل بالحظر ووصفه على تويتر "بهذا المدعو قاضيا". ووسع انتقاداته لتشمل "نظام المحاكم". وكتب على تويتر "لا أصدق أن يضع قاض بلادنا في مثل هذا الخطر... إذا حدث شيء ألقوا باللوم عليه هو ونظام المحاكم." ومن غير المعتاد أن يهاجم رئيس في السلطة أحد أعضاء الهيئة القضائية. وفي الوقت الذي تطعن فيه وزارة العدل على الحكم، بدأت وزارتي الأمن الداخلي والخارجية بتنفيذه، وعلقا العمل بقرار ترامب. ومنذ توقيعه القرار يواجه ترامب انتقادات محلية وغربية وعربية كبيرة، وسط اتهامات له بتبني "سياسات عنصرية"، لاسيما تجاه العرب والمسلمين.
انتكاسة ترامب
وفي هذا الشأن قالت الحكومة الأمريكية إن بوسع مواطني سبع دول من الشرق الأوسط -منعوا قبل أيام من دخول الولايات المتحدة بناء على أمر تنفيذي أصدره الرئيس دونالد ترامب- ركوب طائرات متجهة إلى مدن أمريكية بعد حكم قضائي أوقف الأمر التنفيذي. ومنح الحكم الذي أصدره قاض اتحادي في مدينة سياتل بعض ركاب الشرق الأوسط قدرا من الأمل لكن لم تتضح لديهم إلى متى ستستمر نافذة السفر الجديدة.
وندد ترامب بالقاضي الذي أصدر الحكم على تويتر وقال إن القرار سيلغى. وقال الرئيس إن "رأي ما يسمى بهذا القاضي والذي يؤثر سلبا على إنفاذ القانون في بلدنا سخيف وسيتم التراجع عنه." وأحدث الأمر التنفيذي الذي قال ترامب إنه ضروري لحماية الولايات المتحدة من الإسلاميين المتشددين فوضى في المطارات بأنحاء العالم وجلب إدانات من جماعات حقوقية وصفته بأنه عنصري وتمييزي. وقال ترامب على تويتر "المثير للاهتمام أن بعض دول الشرق الأوسط تتفق مع الحظر. هم يعرفون أنه إذا تم السماح لأشخاص بعينهم بالدخول فهذا معناه الموت و الدمار."
وبعد قرار القاضي أصبحت الخطوط الجوية القطرية أول شركة تعلن السماح للمسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن بالمغادرة إلى مدن أمريكية طالما يحملون تأشيرات سارية. وقالت شركات طيران أخرى منها الاتحاد الإماراتية وطيران الإمارات والخطوط الجوية البريطانية وإير فرانس وشركة أيبريا الاسبانية ولوفتهانزا الألمانية إنها ستتخذ نفس الإجراء.
وقال فؤاد شريف وهو عراقي يحمل تأشيرة هجرة كان حرم مع أسرته من السفر إلى نيويورك قبل نحو أسبوع "إنني سعيد للغاية لأننا سنسافر. أخيرا تحقق ما نريد." وقال "نحن في (وضع) صحيح وقانوني وحتى في ذلك الوقت كنت أشعر بالتفاؤل. كنت على ثقة من أننا سنسافر لم استسلم وكافحت من أجل حقي وحق غيري من الناس." ومن المقرر أن تغادر أسرته على متن طائرة للخطوط الجوية التركية في وقت لاحق من مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق إلى اسطنبول ومنها إلى نيويورك لبدء حياة جديدة في ولاية تنيسي.
وقال مسؤولون في لبنان والأردن إنهم لم يتلقوا أي قيود فيما يخص حظر السفر المفروض في 27 يناير كانون الثاني. لكن شركة نرويجيان للطيران منخفضة التكلفة التي تنظم رحلات عبر الأطلسي قالت إنه لا تزال توجد العديد من النقاط غير الواضحة بشأن الموقف القانوني. وأبدى بعض المسافرين في الشرق الأوسط تحفظهم بشأن الأنباء الخاصة بالقرار الذي قال البيت الأبيض إنه سيطعن عليه في أقرب وقت ممكن. وقال إبراهيم غيث وهو مصفف شعر فر من دمشق في عام 2013 في الأردن "علمنا اليوم أن الإجراءات قد تلغى لكننا لسنا متأكدين إن كان هذا مجرد كلام. إذا تراجعوا عن القرار ستغمر الناس السعادة." وقال اللاجئ العراقي نزار القصاب في لبنان "إذا جمد (القرار) أشكر الله لأنه كان ينبغي أن تكون زوجتي وأولادي في أمريكا حاليا." وأوضح الرجل البالغ من العمر 52 عاما أنه كان من المقرر أن تسافر عائلته إلى الولايات المتحدة في 31 يناير كانون الثاني وألغيت الرحلة قبل موعدها بيومين وينتظر حاليا اتصالا من مسؤولي الأمم المتحدة المشرفين على قضيته. وقال "كل شيء بيد الله."
وقال مسافران سودانيان إنهما يحاولان السفر في أسرع وقت ممكن خشية إعادة فرض الحظر. ورفض الاثنان الكشف عن اسميها. وقالت باحثة أكاديمية تبلغ من العمر 31 عاما إنها "في سباق مع الزمن" موضحة أن شركات الطيران الدولية لا تزال ترفض بيعها تذكرة. وتابعت قائلة "الآن سأتنقل من شركة إلى أخرى لأقنعها بقرار المحكمة." وفي القاهرة قالت مصادر بمطار القاهرة إن شركة مصر للطيران وغيرها من الشركات أبلغت مكاتب بيع التذاكر بقرار القاضي الاتحادي وإنها ستسمح للمسافرين الذين تأثروا في السابق بأمر ترامب التنفيذي بحجز رحلات.
لكن بالنسبة لبعض المسافرين الذين غيروا خطط سفرهم بعد الحظر لم يكن حكم القاضي مطمئنا بالدرجة الكافية. وبدت على جوزفين أبو أصالة التي منعت من دخول الولايات المتحدة مع خمسة من أفراد أسرتها التردد في التعبير عن أي أمل في قرار المحكمة مع انتظارها لتوضيح من محاميها. وقالت من دمشق "لن أقول عندي أمل أم لا. سأنتظر وأرى ثم أبني آمالي. تركنا المسألة مع المحامين." ولم تعلم جوزيفين (60 عاما) بقرار ترامب إلا بعد وصولها بالطائرة مع أسرتها إلى فيلادلفيا بتأشيرات أمريكية حصلوا عليها العام الماضي بعد 13 عاما من تقديمهم الطلبات. بحسب رويترز.
ويشمل حكم القاضي جيمس روبارت الذي نظر الدعوى في سياتل بولاية واشنطن أنحاء البلاد. وكان قضاة نظروا دعاوى مشابهة قد أصدروا أحكاما تتعلق بحالات معينة فقط. وأقامت ولاية واشنطن الدعوى في سياتل وانضمت إليها فيما بعد ولاية مينيسوتا. واعتمدت الدعوى في واشنطن على مزاعم بأن الولاية تضررت من حظر السفر وعلى سبيل المثال الطلبة بجامعات تحصل على تمويل حكومي تقطعت بهم السبل في الخارج. وساندت شركتا أمازون وإكسبيديا ومقرهما واشنطن الدعوى بعد ذلك وأكدتا أن قيود السفر أضرت بأعمالهما. ورحب حاكم واشنطن جاي إنسلي بالحكم معتبرا إياه انتصارا للولاية وقال "ما من أحد -ولا حتى الرئيس- فوق القانون." ورحبت جماعات تحتج على الحظر بحكم القاضي.
60 ألف تأشيرة
من جانبها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن عشرات الآلاف من تأشيرات الدخول ألغيت بموجب حظر السفر الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة. وقال وليام كوكس المتحدث باسم الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية إن "أقل من 60 ألف تأشيرة لأفراد ألغيت بشكل مؤقت امتثالا للأمر التنفيذي." وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت في وقت سابق نقلا عن مدع حكومي في جلسة بمحكمة اتحادية أن عدد التأشيرات التي ألغيت أكثر من 100 ألف تأشيرة.
وقال كوكس إن هذه التأشيرات ألغيت في الوقت الحالي ولكن قد تُعاد دون أن يضطر المسافرون إلى تقديم طلب مرة أخرى فور رفع الحظر. وأضاف أن "الإلغاء المؤقت يعني إبطال وزارة الخارجية تأشيرة لاستخدامها للسفر إلى الولايات المتحدة وطلب الدخول ولكن صلاحية التأشيرة قد تُعاد في وقت لاحق دون أن يتطلب ذلك من المسافر تقديم طلب للحصول على تأشيرة جديدة. "سنبلغ المسافرين المتضررين بأحدث التطورات في أعقاب المراجعة التي تستمر 90 يوما." وأوقف الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب برنامج اللاجئين الأمريكي بشكل مؤقت وفرض تعليقا لمدة 90 يوما على دخول الأشخاص المسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن. وقال ترامب إن هذه الإجراءات ستساعد على حماية الأمريكيين من الهجمات الإرهابية. بحسب رويترز.
من جانب اخر أظهرت وثيقة داخلية لوزارة الأمن الداخلي أن الحكومة الأمريكية منحت إعفاءات للسماح بدخول 872 لاجئا إلى البلاد برغم الأمر التنفيذي الذي أصدره. وأكد مسؤول بالوزارة- اشترط عدم الكشف عن اسمه- الاستثناءات مشيرا إلى أن اللاجئين يعتبرون "في مرحلة مرور" وإنهم أجيزوا بالفعل لإعادة توطينهم قبل بدء الحظر. ويقطع اللاجئون الذين يستعدون لإعادة التوطين علاقاتهم الشخصية عادة ويتخلون عن حيازاتهم مما يجعلهم عرضة للخطر إذا ألغيت خططهم للمغادرة فجأة. جاءت تلك الاعفاءات التي منحتها وزارتا الخارجية والأمن الداخلي وسط انتقادات دولية للأمر التنفيذي لترامب. وقال معارضون إن الأمر في بعض الحالات لم يبلغ بشكل واضح للوكالات المسؤولة عن تنفيذه.
المتاجر في نيويورك
على صعيد متصل أغلقت مئات المحال والمتاجر والمطاعم المملوكة لأمريكيين من أصل يمني في نيويورك أبوابها لساعات فيما يقول منظمون إنه احتجاج على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بالهجرة. واضطر زبائن يعتمدون على تلك المتاجر لسد حاجاتهم اليومية من السلع الأساسية للبحث في أماكن أخرى لتناول الغداء بعد أن أغلق أكثر من ألف مكان أبوابه من وقت الظهيرة وحتى المساء في خطوة منسقة بين جماعات مثل شبكة الجالية المسلمة والجالية اليمنية الأمريكية.
وقال سليمان العدي وهو عامل بأحد المحال في حي برونكس يبلغ من العمر 24 عاما "نريد أن نبعث رسالة أننا هنا." وكانت هذه أول مرة يغلق المحل -الذي يعمل على مدار الساعة- أبوابه منذ بدء عمله قبل تسعة أشهر. وجاء الاحتجاج إثر قرار إدارة ترامب فرض حظر لمدة أربعة أشهر على السماح للاجئين بدخول الولايات المتحدة ومنع مؤقت لدخول المسافرين من اليمن وسوريا وإيران والعراق وليبيا والسودان والصومال. بحسب رويترز.
وتسبب الأمر - الذي يواجه طعونا في محاكم أمريكية - في تقطع السبل ببعض المسافرين بمطارات. وأثار وابلا من الغضب والفزع من المهاجرين واللاجئين وداعميهم. ويعيش في نيويورك الكثير من المهاجرين من اليمن التي يبلغ عدد سكانها 24 مليونا. ويعيش كثير منهم في بروكلين لكن بعضهم يعيشون في مانهاتن وكوينز وبرونكس.
الى جانب ذلك قال مسؤول في الحكومة الإثيوبية إن تسعة يمنيين رحلوا إلى بلاده من الولايات المتحدة جوا في أعقاب الحظر الذي قرره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وانتقلوا بعد ذلك إلى جيبوتي المجاورة. وأضاف أن اليمنيين المرحلين طلبوا الذهاب إلى جيبوتي التي يفصلها عن بلادهم البحر الأحمر. وقال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية "السبب الوحيد لمجيئهم إلى إثيوبيا هو أن الخطوط الجوية الإثيوبية لها رحلات من أديس ابابا إلى واشنطن." ولم يدل المتحدث بتفاصيل حول سفرهم.
وتبلغ أقصر مسافة بين اليمن وجيبوتي في البحر الأحمر 30 كيلومترا. وقال البيت الأبيض إن الحظر الذي شمل سبع دول أغلبية سكانها مسلمون يهدف إلى حماية أمن الولايات المتحدة لكن القرار أثار ردود فعل غاضبة في الداخل والخارج. ووصف محامو العموم لعدد من الولايات الأمريكية الحظر بأنه غير دستوري.
اضف تعليق