اكتشف باحثون أن النساء في امريكا أكثر عرضة بنسبة 80 في المئة للوقوع في براثن الفقر من الرجال بمجرد التقاعد لأنهن جنين أموالا أقل من الرجال ولأنهن أخذن عطلات أطول لرعاية عائلاتهن ولأن النساء عادة ما يكن أطول عمرا. وقال المعهد الوطني لأمن التقاعد ومقره واشنطن إن الأجور بالنسبة للواتي يبلغن من العمر 65 عاما أو أكثر أقل بنسبة 25 في المئة من أجور الرجال في المرحلة العمرية ذاتها. ويزيد دخل الرجال عن النساء بنسبة 44 في المئة بحلول سن الثمانين فما فوق.
وكنا نتوقع أن دولة مزدهرة مثل اليابان سوف تجد فيه المرأة المكانة اللائقة بها، لكن الواقع يؤكد غير ذلك، فهناك تمييز ضد المرأة في المجتمع الياباني وهناك مشكلات حقيقية تواجهها، منها على سبيل المثال قضية التحرش، فقد بينت دراسة حكومية أجريت في اليابان أن ثلث النساء العاملات تعرضن للتحرش الجنسي. وشملت الدراسة 9600 امرأة عاملة، قدمن إجاباتهن بالبريد الالكتروني. وأشارت إلى أن النساء تعرضن لملامسة غير مرغوبة أو إلى تعليقات مهينة. وقالت نسبة 29 في المئة من النساء المشاركات في الدراسة إنهن تعرضن للتحرش الجنسي، وأكثر هذا التحرش التعليق على مظهرهن وعلى سنهن. وتعد اليابان من الدول المتأخرة في مجال المساواة بين الرجل والنساء، إذ تحتل المركز 101 من أصل 145 دولة.
وفي مجتمع محافظ كالمجتمع الهندي كانت المرأة ممنوعة عن العمل في سلك الجيش لأكثر من خمس سنوات، وينحصر عملها في الجهد القتالي الثانوي وليس المباشر، ولكن بعد أن تقدمت الهند سياسيا واقتصاديا، انعكس ذلك اجتماعيا وعمليا على المرأة الهندية حيث قال قائد سلاح الجو الهندي إن الباب أصبح مفتوحا أمام النساء لقيادة الطائرات المقاتلة وخوض المعارك وذلك مع اتجاه واحد من أكبر جيوش العالم لاسناد مسؤوليات أكبر للنساء. وتقود النساء طائرات مقاتلة في عدة دول من الولايات المتحدة إلى اسرائيل وحتى جارة الهند وخصمها اللدود باكستان إلا ان الجيش الهندي ظل يحجب هذا الموقع عن النساء وكذلك تواجدهن على السفن الحربية بالخطوط الأمامية ومواقع الاشتباكات. لكن في السنوات الأخيرة دفعت المحاكم الهندية الجيش لمنح النساء فرصا أكبر وتقليدهن مناصب عسكرية دائمة على سبيل المثال بدلا من تقييدها بمدة خمس سنوات فقط.
ولا شك أن هناك حالات فردية تتفوق فيها النساء هنا او هناك، كما نلاحظ بعض المواهب الفنية او سواها، بل حتى في السياسة هناك تفوق للمرأة حتى لو لم يكن المجتمع هو مجتمعها الأصلي، فقد تكون امرأة مهاجرة لكنها تثبت نجاحا في عملها السياسي او سواه كما نلاحظ ذلك لدى المرأة الهولندية من اصل مغربي خديجة عريب التي تم انتخابها رئيسة لمجلس النواب في البرلمان الهولندي في سابقة لهذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 17 مليون نسمة ويضم حوالى 380 الف نسمة من اصول مغربية. وحصلت عريب وهي نائبة عن الحزب العمالي منذ 1998 مع انقطاع قصير بين 2006 و2007، على 83 صوتا من اصل 134 خلال عملية تصويت في مجلس النواب الذي يضم 150 عضوا.
إن مثل هذه الحالات ليست غريبة على قدرات المرأة ومواهبها، فقد اثبتت النجاح في مجال عمل مختلفة، ولكنها في الحقيقة تواجه مشكلات في هذا المجال او ذاك، تجعلها أقل قدرة من الرجل واقل حصولا على الفرص التي تستحقها، حتى تلك التي تتعلق بالانجاب، حيث تواجه المرأة العاملة بعض الصعوبات في هذا الجانب.
دراسة تربط بين العمل الشاق وتأخر الإنجاب
في هذا السياق أوضحت دراسة أمريكية أن النساء اللائي يعملن لأكثر من 40 ساعة في الأسبوع أو عادة ما يحملن أثقالا قد يستغرقن وقتا أطول من بقية النساء حتى تكلل مساعيهن للانجاب بالنجاح. وتابع الباحثون أن 1739 ممرضة كن يسعين للانجاب وقدروا أن 16 بالمئة منهن فشلت مساعيهن على مدار 12 شهرا كما أن خمسة بالمئة منهن لم تحملن بعد مضي عامين. وأوضحت الدراسة أن العمل لأكثر من 40 ساعة في الأسبوع يرتبط بتأخر الحمل لدى المرأة بنسبة 20 بالمئة مقارنة مع النساء اللائي يعملن بين 21 و40 ساعة في الأسبوع.
كما أوضحت أن نقل أو رفع أشياء تزن 11 كيلوجراما على الأقل عدة مرات في اليوم يرتبط أيضا بتأخر الانجاب. وقالت أودري جاسكينز قائدة فريق الباحثين في الدراسة والباحثة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن "نتائجنا توضح أن العمل الشاق سواء كان إجهادا بدنيا أو ساعات عمل طويلة كانت له نتائج ضارة على الممرضات."
وتابعت الدراسة بيانات ممرضات شاركن في المسح الذي أجري على مستوى البلاد في الفترة من عام 2010 حتى عام 2014 واللائي قلن إنهن يسعين للانجاب. ونصف النساء كانت أعمارهن 33 عاما على الأقل ونحو 44 في المئة منهن يعانين من الوزن الزائد أو السمنة في حين أن 22 بالمئة منهن مدخنات أو كن مدخنات بحسب رويترز.
بعد التقاعد النساء أكثر عرضة للفقر من الرجال
في السياق نفسه اكتشف باحثون أن النساء أكثر عرضة بنسبة 80 في المئة للوقوع في براثن الفقر من الرجال بمجرد التقاعد لأنهن جنين أموالا أقل من الرجال ولأنهن أخذن عطلات أطول لرعاية عائلاتهن ولأن النساء عادة ما يكن أطول عمرا. وقال المعهد الوطني لأمن التقاعد ومقره واشنطن إن الأجور بالنسبة للواتي يبلغن من العمر 65 عاما أو أكثر أقل بنسبة 25 في المئة من أجور الرجال في المرحلة العمرية ذاتها.
ويزيد دخل الرجال عن النساء بنسبة 44 في المئة بحلول سن الثمانين فما فوق. وقالت دايان أوكلي إحدى الباحثات والمديرة التنفيذية لمركز نير للأبحاث وهو مؤسسة لا تهدف للربح في بيان "حقيقة أن النساء فوق سن 65 أكثر عرضة بنسبة 80 في المئة للوقوع في براثن الفقر خلال فترة التقاعد أمر مأساوي وينبغي أن تكون هناك دعوة لصانعي السياسة كي يتحركوا."
وبتحليل بيانات مكتب تعداد السكان الأمريكي وجد الباحثون أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 75 عاما و79 عاما أكثر عرضة من الرجال للعيش في الفقر بواقع ثلاثة أمثال وإن السيدات الأرامل أكثر عرضة للعيش من الرجال الأرامل بواقع المثلين. وقالت أوكلي "النساء محرومات من الناحية المالية لأنهن يحصلن على أموال أقل من الرجال وعادة ما يقتطعن من حياتهن المهنية لرعاية (عائلاتهن) وهذان عاملان يقلصان قدرتهن على الاستعداد للتقاعد بحسب رويترز."
معضلة التحرش
في سياق آخر بينت دراسة حكومية أجريت في اليابان أن ثلث النساء العاملات تعرضن للتحرش الجنسي. وشملت الدراسة 9600 امرأة عاملة، قدمن إجاباتهن بالبريد الالكتروني. وأشارت إلى أن النساء تعرضن لملامسة غير مرغوبة أو إلى تعليقات مهينة. وقالت نسبة 29 في المئة من النساء المشاركات في الدراسة إنهن تعرضن للتحرش الجنسي، وأكثر هذا التحرش التعليق على مظهرهن وعلى سنهن. وتعد اليابان من الدول المتأخرة في مجال المساواة بين الرجل والنساء، إذ تحتل المركز 101 من أصل 145 دولة.
ويسعى رئيس الوزراء، شينزو آبي، إلى تشجيع المزيد من النساء على العمل في إطار الإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها في البلاد. وتهدف الإصلاحات الاقتصادية إلى مضاعفة عدد النساء في المناصب القيادية ثلاث مرات في الأربعة أعوام القادمة. ومن بين أسباب هذا التوجه أن المجتمع الياباني يشيخ، وهو ما يؤدي إلى تناقص اليد العاملة، وتتولى النساء في اليابان 8 في المئة من المناصب القيادية في الشركات التي توظف 100 شخص أو أكثر. وتضع العديد من الشركات النساء في أماكن منفصلة عن الرجال، وغالبا ما تعمل النساء في وظائف بدوام جزئي، لكن الرجال نادرا ما يساعدون الزوجات في أعمل البيت.
الموظفات في اليابان ضحايا لسوء المعاملة
من جهتها اظهرت دراسة طلبتها وزارة العمل والصحة في اليابان ان ما يقارب 29 % من الموظفات اليابانيات يعانين من التمييز بشكل او بآخر، وان 21,4 % منهم تعرضن لمعاملة غير جيدة في شركاتهن حين كن حاملات. وحتى وان كان نطاق التصرفات التي توصف بانها من التحرش اوسع بكثير في اليابان مما هي في اوروبا، اذ يمكن ان ينظر الى دعوة من المدير لاحدى موظفاته للعشاء على انها تحرش، الا ان المعطيات تشير الى ان التصرفات الذكورية او تلك التي تنتهك الخصوصية الشخصية تشكل عائقا كبيرا امام تقدم النساء في حياتهن العملية، وان اكثر من ثلثي النساء الضحايا لا يجرؤن على الافصاح عما يجري معهن.
واجري هذا الاستطلاع الذي نشرت نتائجه اخيرا، في الخريف الماضي، وشمل اربعة الاف و654 موظفة يعملن في الف و711 مؤسسة، وكملتها دراسة اخرى على الانترنت جمعت خمسة الاف اجابة. وكانت اعمار النساء المستطلعات بين الخامسة والعشرين والرابعة والاربعين.
وتبين ان ثلث النساء يتعرضن لمضايقات وايحاءات جنسية واسئلة عن امور خاصة وحميمة.
والى ذلك، تعاني اكثر من خمس النساء الحوامل من معاملة غير جيدة، نفسيا او جسديا، من جانب زملاء او مسؤولين في العمل، وهي تصرفات تدفع كثيرا من النساء الى ترك العمل، وتؤدي في احيان اخرى الى حوادث مثل الاجهاض التلقائي او الولادة المبكرة. وشددت الدراسة على ان المضايقات لا تصدر فقط عن الرجال بل عن نساء ايضا في موقع الزمالة او المسؤولية في العمل. وتبدي الحكومة اليابانية قلقا كبيرا من كون نصف النساء اللواتي ينجبن، يرفضن العودة الى العمل، ليس فقط لضعف المؤسسات التي تعنى بالاطفال الصغار، وانما ايضا بسبب جو العمل غير المناسب للامهات الجديدات.
المرأة في الهند تقود الطائرات المقاتلة
في سياق آخر قال قائد سلاح الجو الهندي إن الباب أصبح مفتوحا أمام النساء لقيادة الطائرات المقاتلة وخوض المعارك وذلك مع اتجاه واحد من أكبر جيوش العالم لاسناد مسؤوليات أكبر للنساء. وتقود النساء طائرات مقاتلة في عدة دول من الولايات المتحدة إلى اسرائيل وحتى جارة الهند وخصمها اللدود باكستان إلا ان الجيش الهندي ظل يحجب هذا الموقع عن النساء وكذلك تواجدهن على السفن الحربية بالخطوط الأمامية ومواقع الاشتباكات.
لكن في السنوات الأخيرة دفعت المحاكم الهندية الجيش لمنح النساء فرصا أكبر وتقليدهن مناصب عسكرية دائمة على سبيل المثال بدلا من تقييدها بمدة خمس سنوات فقط. وقال قائد القوات الجوية اروب راها إنه يتوقع أن تتولى أول دفعة من قائدات الطائرات مناصب بالسلاح الجوي خلال عامين أو ثلاثة بعد الاقتراح الذي تقدمت به القوات الجوية لوزارة الدفاع.
وقال خلال عرض عسكري الخميس بمناسبة العيد 83 للقوات الجوية الهندية "لدينا نساء تقود طائرات نقل وهليكوبتر." وأضاف "نعتزم الآن ادخالهن مجال الطائرات المقاتلة لتلبية طموحات النساء الشابات." وتأتي هذه الخطوة بعد عام واحد من استبعاد راها إمكانية اسناد هذا الدور للنساء بعد ان نقلت عنه الصحف قوله إن النساء غير لائقات لقيادة طائرات مقاتلة لفترات طويلة. لكن القوات الجوية الهندية تواجه الآن نقصا في الطيارين في الوقت الذي تكافح فيه من أجل تحديث اسطولها الذي يعود للعهد السوفيتي. وفي ابريل نيسان حثت لجنة برلمانية معنية بشؤون الدفاع الحكومة على معالجة مشكلات القوات الجوية الهندية. ويبلغ قوام الجيش الهندي 1.1 مليون فرد ويصنف من بين أكبر جيوش العالم. وتضم قواته الجوية نحو 120 ألف فرد بينهم 1500 امرأة فقط تقود 108 منهن طائرات نقل وهليكوبتر بحسب رويترز.
نائبة اسبانية تصطحب طفلها الرضيع للبرلمان
في سياق مقارب اثار اصطحاب نائبة اسبانية طفلها البالغ من العمر خمسة اشهر الى البرلمان جدالا في اسبانيا، وهو فعل ارادت منه اظهار الصعوبات التي تواجه النساء في التوفيق بين العمل والحياة العائلية. واعترض وزير الداخلية المحافظ خورخي فرنانديز دياث على هذا الفعل وقال "لم احب ذلك..ليس هذا مكانا مناسبا لوجود الاطفال". وكانت النائبة المنتخبة حديثا كارولينا بيسكانسا البالغة من العمر 44 عاما اخذت مكانها في اجتماع البرلماني حاملة طفلها ذا الاشهر الخمسة الذي لا تفارقه، مثيرة موجة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب احد المستخدمين ساخرا "لن تدوم الجلسة طويلا، فبكاء الطفل لن يدع احدا يسمع شيئا". وقالت النائبة "هناك نساء كثيرات في اسبانيا لا يقدرن ان يربين اطفالهن كما يرغبن، ولا يمكن ان يذهبن الى اعمالهن معهم". واتخذت صحفية "إل باييس" موقع الدفاع عن كارولينا بيسكانسا، واصفة ما فعلته بانه ضروري. وسبق ان فعلت النائبة الايطالية في البرلمان الاوروبي ليتشيا رونتزولي الشيء نفسه حين اصطحبت طفلها البالغ شهرا واحدا الى البرلمان، في محاولة لجذب الاهتمام الى قضية النساء العاجزات عن التوفيق بين العمل والعائلة.
ويناصر حزب بوديموس الذي تنتمي اليه النائبة الاسبانية قضايا النساء، وهو يشكل مع حلفائه التكتل الثالث (20,6 %) في ترتيب القوى السياسية الاسبانية. ومن مطالب هذا الحزب تأمين دور حضانة مجانية كافية لاطفال النساء العاملات.
انتخاب مغربية رئيسة لمجلس النواب في هولندا
من جهتها انتخبت الهولندية من اصل مغربي خديجة عريب رئيسة لمجلس النواب في البرلمان الهولندي في سابقة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 17 مليون نسمة ويضم حوالى 380 الف نسمة من اصول مغربية. وحصلت عريب وهي نائبة عن الحزب العمالي منذ 1998 مع انقطاع قصير بين 2006 و2007، على 83 صوتا من اصل 134 خلال عملية تصويت في مجلس النواب الذي يضم 150 عضوا.
وتتولى عريب التي ولدت في المغرب عام 1960 واتت الى هولندا عندما كانت مراهقة رئاسة المجلس بالوكالة بعد استقالة سلفها انوشكا فان ميلتنبورغ في كانون الاول/ديسمبر الماضي. وقد استقالت ميلتنبورغ بسبب فضيحة مخدرات ادت ايضا الى استقالة وزير العدل واخرين. والحزب العمالي هو الثاني في مجلس النواب (36 مقعدا) وراء الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الحكومة مارك روتي (40 عاما) ويشكلان معا التحالف الحاكم حاليا.
واعتبر النائب الشعبوي غيرت فيلديرز انتخاب عريب بانه "يوم اسود في تاريخ البرلمان" اخذا على الرئيسة الجديدة انها لا تزال تحتفظ بجنسيتها المغربية الى جانب الهولندية. وقال في تصريح تلفزيوني ان "الامر لا يتعلق بها شخصيا. لا يجوز ان يتولى شخص يحمل جنسيتين رئاسة مجلس النواب الهولندي". وكانت عريب اوضحت مرارا في وسائل الاعلام المحلية انها تشعر انها هولندية الانتماء وان السبب الوحيد وراء احتفاظها بالجنسية المغربية هو ان المملكة لا تسمح لرعاياها بالتخلي عن هويتهم. وردت على انتقادات فيلدرز قائلة لوكالة "ايه ان بي" للاعلام "انا اقوم بعملي بكل بساطة. ويمكن ان اتولى ايضا رئاسة الحزب من اجل الحرية فنحن نعيش في ديموقراطية". ويشار الى ان عريب ليست المسؤولة السياسية الوحيدة من اصل مغربي التي تتولى منصبا رفيعا فهناك احمد ابو طالب رئيس بلدية روتردام ثاني اكبر مدينة في البلاد وهو يشغل منصبه منذ العام 2009 بحسب فرانس برس.
في فلسطين الأشغال اليدوية تفتح نافذة أمل
في السياق نفسه تسعى مجموعة من النساء الكادحات في الضفة الغربية إلى التغلب على ضعف الدخل وصعوبة الأوضاع المعيشية من خلال استغلال ملكاتهن في الأشغال اليدوية مثل التطريز وصناعة الحلى والرسم على السيراميك وتساعدهم في ذلك مؤسسة خيرية تعمل بالأراضي الفلسطينية منذ عقود. وفي مدينة البيرة بالضفة الغربية هيأت مؤسسة (الشرق الأدنى) غير الهادفة للربح والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها وبمساعدة مؤسسة (شيري بلير) البريطانية معرضا شاركت به 50 امرأة من هؤلاء النساء لتقديم نماذج من منتجاتهن بهدف الترويج لها وتشجيع هذا النمط من المشروعات الصغيرة.
ويضم (معرض مؤسسة الشرق الأدنى الثاني للمنتجات النسوية) الذي بدأ يوم الأربعاء ويستمر على مدى يومين مجموعة متنوعة من الأشغال اليدوية كثير منها يعكس البيئة الفلسطينية والعربية. وقال صلاح أبو عيشة المدير الإقليمي للمؤسسة يوم الأربعاء لرويترز خلال الافتتاح "نحن نعمل على مساعدة النساء الرياديات من خلال تقديم منح وقروض بدون فوائد لهن للبدء في مشاريعهن الصغيرة."
وأضاف ان لدى المؤسسة برنامج مدته ثلاث سنوات تستفيد منه حاليا 250 امرأة من مناطق مختلفة في الضفة الغربية تشارك 50 منهن في هذا المعرض. وقال "نسعى من خلال المؤسسة إلى التغلب على العديد من المشاكل التي تواجه النساء من أجل البدء في مشاريعهن سواء تعلق ذلك بالتمويل أو التدريب إضافة إلى إيجاد أسواق لمنتجاتهن." ويشعر أبو عيشة بفخر كبير بنجاح مؤسسته بالتعاون مع مؤسسات أخرى منها الغرف التجارية في مساعدة آلاف العائلات خلال السنوات العشرين الماضية في تحسين ظروف حياتها من خلال منحها فرصة للبدء في مشاريع صغيرة. وقال "أستطيع القول أن نسبة سداد القروض تصل إلى مئة في المئة ونحن على استعداد تام لدعم أي فكرة أو مشروع ريادي صغير يمكن أن يساهم في تحسين دخل الاسرة."
وتشير أحدث أرقام للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية تقترب من 26 في المئة والبطالة تقترب من 27 في المئة.
وقالت ليانا عبد الوهاب فيما كانت تقف إلى جانب منتجاتها من التطريز والحلي التقليدية إن المعرض يوفر لها فرصة لبيع بعض منتجاتها رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الناس. وتأمل ليانا أن تستطيع وزميلاتها المشاركة في معارض خارجية تساهم في فتح أسواق لمنتجاتهن المخلتفة. ويقدم المعرض لزائريه مجموعة واسعة من أشكال الشموع المختلفة والصابون المنتج من مواد طبيعية بروائح متعددة وكذلك مجموعة واسعة من الحلوى والاغذية المصنوعة منزليا إضافة إلى الأعشاب الطبية.
أما سعاد شاهين التي تعلمت من زوجها نحت الحجر واستخدام الفسيفساء في عمل أشكال فنية فتطلق على زاويتها في المعرض "بسطة". وقالت لرويترز وهي تقف بجانب منتجاتها "استفدت من عمل زوجي في محجر حيث بدأنا التفكير حول كيفية الاستفادة من الحجارة الصغيرة التي لا تستخدم في المحجر وبالفعل بدأنا بعمل أشكال مختلفة منها سواء كان باستخدام التطريز أو الرسم أو الخشب مع الحجارة." وأضافت "أنا سعيدة جدا بما أقوم به وهذا ساهم في تحسين ظروف حياتنا."
ألمانيا ترغم الشركات لتعيين نساء بمناصب عليا
من جهتها باتت المانيا تلزم المؤسسات الكبرى العاملة فيها بتعيين نساء في مناصب ادارية رفيعة، في اجراء يراه البعض متأخرا وغير مقنع. وتقول بيلين غاريخو التي عينت في مجلس ادارة مختبرات "ميرك" الالمانية "لو كنت اعلم اني عينت في هذا الموقع لأني امرأة لكنت بكيت". وتضيف "هذا القانون يتناول جزءا صغيرا جدا من المشكلة، علينا ان نفعل اكثر من ذلك".
وهذه السيدة الاسبانية البالغة من العمر 55 عاما هي اول امرأة تصل الى هذا المستوى الاداري في مختبرات "ميرك" في مدينة درامشتادت جنوب غرب المانيا، لكنها كانت تفضل ان تحقق هذا التقدم بفضل مقدراتها وليس بفضل قانون يلزم المؤسسات بحصة للنساء في المناصب العليا. وفي شركة "دوتش تيليكوم" عينت كلوديا نيمات في مجلس الادارة للسبب نفسه، وموقفها مشابه ايضا، وتقول "القانون لن يحقق شيئا، ينبغي على المؤسسات ان تفهم ان التنوع يحقق لها الغنى، نحتاج الى رجال ونساء وكبار وصغار".
واقرت المانيا قانونا يلزم اكثر من مئة مؤسسة كبرى لديها اسهم في البورصة بتخصيص 30 % من المناصب الادارة للنساء. وفي حال عدم العثور على نساء ليشغلن هذه الوظائف الادارية والرقابية، تظل شاغرة. وتحذو المانيا بذلك حذو النروج التي كانت رائدة في هذا المجال، وعدد من الدول المجاورة منها فرنسا واسبانيا وهولندا.
وتقول الكي هوست الباحثة في معهد "ديو" الاقتصادي "هناك تقدم، لكننا نأمل ان يسير هذا التقدم بخطوات اسرع من السلحفاة". وترأس هوست قسما من المعهد يعنى منذ عشر سنوات برصد وجود النساء في مناصب ادارية في اكثر من 200 مؤسسة كبرى في المانيا. وتضيف "الوضع تحسن قليلا، وبنسبة اقل في مجالس الادارة". وان استمر الحال على ما هو عليه، يصعب تخيل تحقيق التكافؤ بين الرجال والنساء خلال القرن الحالي، وفقا للباحثة.
وفي ظل عدم فرض عقوبات على المؤسسات التي تحقق الاهداف المتعلقة بعمل النساء، يتخوف الخبراء من ان يبقى القانون حبرا على ورق. الا ان النساء الاداريات هن من يرفضن فكرة العقوبات، مثل اريكا مان، اول سيدة تعين في مجلس ادارة مختبرات "باير". ومع ان هذه السيدة الجنوب افريقية معتادة على فكرة "الكوتا النسائية"، وتعتقد ان هذا المبدأ يساعد على لفت الانظار للمشكلة، الا انها تشير الى ان انه ما من سيدة ترغب في ان تكون معينة في منصب ما فقط لكونها امرأة ولان القانون يفرض تعيين نساء في هذا المنصب.
ولا يقتنع الكثيرون بما تقوله بعض الشركات عن عدم العثور على نساء اداريات، وتقول غاريخو "من يقولون ذلك لديهم مشكلة كبيرة، اما ان جهاز التوظيف عندهم غير فعال، او انهم يتخذون ذلك ذريعة". لكن الشركات الالمانية وافقت من تلقاء نفسها في العام 2001 على تحديد اهداف حول الحصص النسائية، "غير ان ذلك لم يجر على ما يرام"، بحسب هوست.
وهي ترى ان المشكلة تكمن في صورة المرأة ربة المنزل التي كانت سائدة في ثقافة المانيا الغريية وما زالت تطبع الحياة الاقتصادية في البلد. وتضيف "تغير الواقع، لكن العقول ما زالت لم تتغير تماما".
اضف تعليق