الحياة خلف القضبان وأسوار السجون كانت ولاتزال محط اهتمام واسع، لما فيها من قصص ومشكلات متعددة اثرت سلبا على واقع المؤسسات الاصلاحية التي اصبحت اليوم تعج بآلاف المجرمين والمنحرفين كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على أوضاع السجون والسجناء في العديد من دول العالم هي اوضاع مأساوية بسبب نقص الخدمات وضعف الرقابة وتفشي الفساد وتزايد اعمال العنف والممارسات الشاذة بين السجناء وسوء المعاملة والصراع على النفوذ والسيطرة وغيرها من المشكلات الاخرى، وهوما دفع بمنظمات حقوق الإنسان إلى المطالبة بإيجاد حلول سريعة وعاجلة لإصلاح واقع السجون جعلها مؤسسات حقيقية للإصلاح والتأهيل، وفيما يخص بعض هذه المشكلات فقد وجهت اتهامات لثلاثة مساعدين لقائدة شرطة سان فرانسيسكو بترتيب جولات مصارعة بين سجناء على غرار جولات المصارعة في فيلم (فايت كلاب /نادي القتال). وقال مدعون إن أحد المساعدين أجبر السجناء على المقامرة مقابل الحصول على الطعام والملابس والشراشف. تأتي الاتهامات الجنائية فيما تطبق فيكي هينيسي قائدة شرطة سان فرانسيسكو المنتخبة حديثا إصلاحات مثل زيادة استخدام كاميرات المراقبة لمنع تجاوزات من هذا النوع. ووصفت القضية التي عرضت على مكتب الإدعاء في سان فرانسيسكو مشاهد تعيد إلى الأذهان فيلم (فايت كلاب) الذي لعب بطولته براد بيت وإدوارد نورتون. وقال مدعون إن الضابط سكوت نيو أجبر اثنين من السجناء على أن يقتتلا وهددهما بالصعق الكهربائي إذا لم يتقاتلا.
من جهة اخرى قالت السلطات الأمريكية إن أعمال شغب اندلعت في سجن بجنوب ولاية ألاباما وذكر موقع إخباري محلي أن سجناء أشعلوا النيران بالسجن. وأكد مصدر في مكتب شرطة منطقة اسكامبيا كاونتي وقوع أعمال شغب في سجن هولمان في أتمور على بعد نحو 80 كيلومترا شمالي موبايل لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل عن الوضع. ولم يتضح على الفور سبب اندلاع الشغب وما إذا كان أدى لوقوع ضحايا.
وقالت امرأة ردت على اتصال هاتفي بالسجن "لا نتلقى أي مكالمات" ثم علقت الخط. ونشر موقع (إيه إل دوت كوم) صورا ولقطات فيديو قال إنها تظهر سجناء يشعلون النار ويتجولون بحرية في السجن. وكان عدد من السجناء يغطون وجوههم بمناشف بيضاء في الفيديو الذي يبدو أن سجينا التقطه. بحسب رويترز.
وقال الموقع إن السجناء يتحدثون على وسائل التواصل الاجتماعي عن "فتح بوابات" وإنهم قلبوا أسرتهم. ويضم السجن الذي يوجد به 1031 سريرا سجناء تتفاوت درجة خطورتهم الأمنية ومن بينهم سجناء ينتظرون تنفيذ عقوبة الإعدام. وهذا هو السجن الوحيد في ألاباما الذي تنفذ فيه أحكام إعدام.
سجون المكسيك
في السياق ذاته قالت السلطات المكسيكية إن 49 شخصا قتلوا في معركة اندلعت بين عصابة مخدرات مرهوبة الجانب وبين منافسين لها في سجن بمدينة مونتيري بشمال شرق البلاد. وهذه واحدة من أسوأ أحداث الشغب العنيفة التي وقعت في الأعوام الأخيرة في السجون المكسيكية المكتظة التي تسيطر على بعضها عصابات المخدرات.
وقال خايمي رودريجيس حاكم ولاية نويفو ليون المكسيكية إن القتال اندلع في منطقتين بسجن توبو تشيكو بين أنصار عصابة تعرف باسم "زيتا 27" وعصابة أخرى استخدم فيها السجناء الزجاجات والشفرات. وأضاف "توبو تشيكو...سجن قديم للغاية. سجن يعاني من ظروف أمنية صعبة جدا." ووصف رودريجيس نظام السجون بأنه "قنبلة موقوتة" يجب نزع فتيلها. ونجا رودريجيس نفسه من محاولتي اغتيال خلال تصديه لعصابات المخدرات أثناء عمله رئيسا لبلدية إحدى ضواحي مونتيري ثالث أزحم مدن المكسيك والتي تشتهر بأنها موطن للكثير من عصابات المخدرات الكبرى. بحسب رويترز.
وذكرت قناة ميلينيو التلفزيونية أن أقارب لسجناء كانوا في محيط السجن لزيارة ذويهم شاهدوا سجناء مصابين بحروق. وذكرت حكومة الولاية أن 12 شخصا أصيبوا بينهم خمسة في حالة خطيرة. وقال رودريجيس إن الوضع أصبح تحت السيطرة نافيا حدوث أي عمليات هروب.
من جهة اخرى اكتشفت السلطات المكسيكية ثلاجات صغيرة واحواض اسماك وسرير من القياس الكبير وحتى حمامات بخار (ساونا) محمولة في السجن الذي قتل فيه 49 سجينا خلال مواجهات في مونتيري، على ما ذكرت معلومات. وقد اوقفت مديرة سجن توبو تشيكو في مونتيري بولاية نويفو ليون (شمال) ومراقب السجن اثر المواجهات التي حصلت ا بعد اتهامهما بعدم تطبيق النظام الداخلي.
كذلك يلاحق حارس للسجن بتهمة قتل احد السجناء. وكان زعيم كارتل "لوس زيتاس" لتجارة المخدرات ايفان هرنانديس كانتو المعروف بـ"إل كريدو" يتمتع داخل زنزانته بسرير كبير وشاشة تلفزيون مسطحة كبيرة وحوض استحمام فاخر، على ما ذكر المدعي العام في الولاية غداة المواجهات الدامية.
وأشار احد المحققين الى ان زعيم الكارتل كان "برفقة امرأة" لحظة الهجوم. وبحسب السلطات، وذكر ايضا ان السجن كان يضم "زنزانات فخمة" مزودة بأنظمة تكييف وثلاجات صغيرة وشاشات تلفزيون واحواض اسماك وحمامات بخار (ساونا) محمولة، وقد تمت مصادرتها. حتى أن السجن كان يضم اكشاكا خاصة للطعام ومتاجر وحتى حانة للمشروبات كلها بادارة السجناء.
كذلك عثرت السلطات على مئات التماثيل والصور لـ"قديسة الموت" ("سانتا مويرتي") وهي شخصية دينية يرفضها الفاتيكان لكنها محط تشفع لدى تجار المخدرات ولها عدد متزايد من الاتباع في المكسيك. وقال المسؤول عن الامن العام في الولاية كواوتيموك انتونيس إن "كل هذه الامتيازات باتت من الماضي".
فرار سجناء
على صعيد متصل افاد مصدر امني ان سجينا موريتانيا محكوما بالاعدام العام 2011 بتهمة ارتكاب "عمل ارهابي" بعد عملية نفذها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بهدف اغتيال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، فر من سجن نواكشوط المركزي. وقال المصدر ان الفار واسمه الشيخ ولد السالك "شاهده رفاقه للمرة الاخيرة في وقت الظهيرة. لكن عدم حضوره صلاة العشاء (الجماعية) دفع السجناء السلفيين الى البحث عنه فوجدوا زنزانته مغلقة".
وكان ولد السالك شارك في شباط/فبراير 2011 في عملية لتنظيم القاعدة قضت بارسال ثلاث سيارات مفخخة الى نواكشوط بهدف "اغتيال الرئيس عزيز" في مقر الرئاسة الموريتانية، وفق بيان للتنظيم. وتمكنت احدى السيارات من الوصول الى مدخل نواكشوط وفيها ثلاثة اشخاص، لكن الجيش الموريتاني دمرها. وفيما اختفت السيارة الثانية رصدت الثالثة واعتقل من كانوا فيها وبينهم السجين الفار.
واكد المصدر الامني ان اختفاء هذا السجين "الخطير" يثير قلق السلطات التي استنفرت بحثا عنه فيما فتح تحقيق في نواكشوط لكشف ظروف الاختفاء. ويضم سجن نواكشوط نحو ثلاثين جهاديا حكم على بعضهم بالاعدام. اما الذين يعتبرون الاكثر خطورة فابعدوا من العاصمة ووضعوا في سجن محصن بشمال البلاد. بحسب فرانس برس.
من جانب اخر سلم أحد السجناء الثلاثة الفارين من سجن سانتا انا في ولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة نفسه للشرطة وتم توقيفه فيما لا يزال البحث جاريا عن الفارين الآخرين. وأوقف باك دوونغ البالغ 43 عاما في سانتا انا التي يتحدر منها في ضاحية لوس انجليس. وقالت المسؤولة المحلية في مقاطعة اورانج ساندرا هاتشنز إن باك دوونغ قام "بإبلاغ أحد المدنيين (...) عزمه تسليم نفسه".
وكان دوونغ معتقلا منذ كانون الاول/ديسمبر على خلفية اتهامات بالاعتداء المسلح ومحاولة قتل. ولا يزال البحث جاريا عن شريكيه في عملية الفرار حسين نايري (37 عاما) وجوناثان تيو (20 عاما) اللذين تعتبر السلطات أنهما خطيران وقد يكونان مسلحين. ويعتقد المحققون أنهما موجودان في منطقة سان خوسيه او فريسنو في شمال ولاية كاليفورنيا، وفق الضابط في الشرطة جف هالوك.
ويعتبر نايري "العقل المدبر" لعملية الفرار وهو متهم بالاعتداء والتعذيب، في حين كان تيو مسجونا بتهمة القتل ومحاولة القتل. ولا تزال السلطات تبحث عن حافلة صغيرة بيضاء مسروقة استخدمها السجناء الثلاثة للفرار والاحتماء من الشرطة.
حبس انفرادي
من جانب اخر اطلقت السلطات الاميركية سراح الناشط السياسي السابق البرت وودفوكس بعد 43 عاما امضاها في الحبس الانفرادي، وهي فترة قياسية اثارت تنديد منظمات دولية عدة. وكان وودفوكس وهو رجل اسود يبلغ حاليا 69 عاما قد ادين مع اثنين اخرين من السود هما روبرت كينغ وهرمان والايس بتهمة قتل حارس سجن في ولاية لويزيانا الاميركية سنة 1972. وكان هؤلاء الثلاثة اعضاء في حركة "الفهود السود" الراديكالية التي كانت تعمل على حماية السود من تجاوزات الشرطة في مرحلة كان العدد الكبير للسود في السجون يثير اشكاليات عرقية كبيرة.
ونفى الفرد وودفوكس طويلا ضلوعه في قتل حارس السجن. وقد ادين من دون ادلة حسية بل استنادا الى شهادات ثلاثة معتقلين. أما كينغ فقد تمت تبرئته بعد حوالى ثلاثين سنة في الحبس الانفرادي. وقال جورج كيندال وكيل الدفاع عن وودفوكس "على رغم فرحتنا العارمة بحرية البرت وودفوكس، لا يمكن تبرير ارغامه على تحمل هذه الظروف من الحبس الانفرادي عقدا بعد آخر طوال فترة هي الاطول في تاريخ الولايات المتحدة". بحسب فرانس برس.
وقد نددت منظمات حقوقية عدة بينها خصوصا منظمة العفو الدولية بفترة الحبس الانفرادي الطويلة للمعتقلين الثلاثة في هذه القضية. وتشهد الولايات المتحدة حاليا نقاشا بشأن نظام السجون مع ابداء الرئيس الاميركي باراك اوباما رغبته خصوصا في تقليص عدد حالات الحبس الانفرادي والبحث عن بدائل لعقوبات السجن المنهجية.
ابرياء خلف القضبان
في السياق ذاته اختار سبعة اشخاص ان يعيشوا تجربة الاقامة في سجن معروف بانه يؤوي المهربين ومرتكبي اعمال العنف، من دون ان يعلم احد من الحراس او المساجين انهم ابرياء، وانهم مراقبون بثلاث مئة كاميرا لتلفزيون الواقع. ويتألف هذا البرنامج الذي يحمل اسم "ستون يوما في السجن"، من 12 حلقة تصور في زنزانات سجن منطقة كلارك في ولاية انديانا، وهو يصور بمبادرة من الشريف المحلي جيمي نويل صاحب الفكرة.
والهدف من هذا البرنامج الوقوف على الخلل والمشكلات داخل السجون ومحاولة حلها. ويقول جيمي نويل "الطريقة الوحيدة لفهم ما يجري حقيقة في السجن هي ادخال اشخاص ابرياء اليه للحصول على معلومات مباشرة وغير منحازة". ويضيف "هؤلاء المتطوعون الشجعان تمكنوا من تحديد مشكلات كبيرة لم يكن ليبلغ عنها شرطيون متخفون" اذ انهم قد يترددون في الابلاغ عن تجاوزات زملائهم وفسادهم. ومن بين هؤلاء المتطوعين الشجعان الابنة البكر للملاكم الشهير محمد علي واسمها مريم، وهي مدربة متخصصة في شؤون العصابات، وقد غيرت اسمها كي لا تتعرف عليها زميلاتها في السجن.
ولكل من المتطوعين اسبابه الخاصة التي تجعله مستعدا لتمضية ستين يوما وراء القضبان بعيدا عن العائلة والاصدقاء. فالبعض، مثل المدرس روبرت، يرون ان الاقامة في السجن مريحة، وان السجناء يعيشون حياة هادئة. وحفظ كل من المتطوعين السبعة قصة وهمية عن سبب دخول السجن، ليقصوها على رفاق الزنزانة.
اما الكاميرات فهي لا تثير شك احد، اذ يعرف السجناء الاخرون ان فريق التلفزيون حاضر لمتابعة اولى خطوات سجناء "جدد" في السجن. اما حقيقة هذه الكاميرات وحقيقة السجناء السبعة، فلا يعرف بها سوى عدد قليل من المسؤولين في السجن. وقدم احد هؤلاء المسؤولين، وهو في موقع رفيع جدا، ارشاداته الى المتطوعين قبل زجهم وراء القضبان قائلا "عليكم ان تكونوا صامتين، ولكن ليس كثيرا، لا تخبروا السجناء اي امر خاص، اجتنبوا المخدرات والعنف، ابقوا ملتزمين بشخصيتكم الوهمية".
لكن روبرت، ولفرط ثقته بنفسه، سرعان ما اقدم على كسر هذه القواعد، فسأل احد السجناء عما ان كان التلفزيون يلتقط المحطة المتخصصة بمباريات كرة القدم الاميركية، فاثار شكوكا بأن يكون شرطيا متخفيا يريد ان يتقرب من نزلاء السجن للتجسس عليهم. وحين طرحت عليه الاسئلة عن سبب سجنه، روى قصة اختلطت فيها التفاصيل فأثار مزيدا من الشكوك. والتقطت الكاميرات هذه الوقائع، واظهرت ايضا السجناء يتناقشون في ما بينهم حول الشخصية الحقيقة لهذا الرجل المثير للشكوك، ثم يتآمرون عليه لضربه وحتى اغتصابه.
ولاقى هذا البرنامج اعجاب النقاد رغم بعض التساؤلات حوله. وقال الناقد التلفزيوني في مجلة "فراييتي" براين لوري "هذا البرنامج، داخل سجن، يشكل احدى المساحات الاخيرة غير المختبرة من هذا النوع من برامج الصمود في ظروف صعبة، وهو اشبه برحلات الصمود في مساحات الاسكا الشاسعة، ولكن في مكان مغلق". بحسب فرانس برس.
لكن الناقد تحدث عن شكوك حول الدوافع الحقيقة للشريف جيمي نويل. واضاف "لا شك ان هذا الاختبار كان مفيدا للسلطات، لكن لا يمكننا تجنب التفكير في ان هذا البرنامج ينطوي على 15 دقيقة من التمجيد". ولم يرق الامر كثيرا لعدد من النواب المحليين الذين عرفوا بأمر هذا الاختبار فقط حين شاهدوا وقائعه على التلفزيون، على غرار النائب كيلي خوري الذي اعرب عن أسفه لعرض مشكلات السجون عبر شاشات التلفزيون. وقال "لقد فوجئت، وانا اشعر بالقلق الشديد، فمن كان يضمن ان هذه المغامرة الخطرة لن تنتهي بشكل سيء؟".
شركات وجدل
الى جانب ذلك تدير ميشيل إسكوينازي وهي أم لأربعة أطفال شركة فريدة من نوعها تمول خروج الموقوفين من السجن لكنها قد تعيدهم إليه في حال لم يفوا بما التزموا به. تقع شركتها "إمباير بايل بوندز" في مدينة همستيد الصغيرة على جزيرة لونغ آيلند على بعد ساعة في السيارة عن نيويورك وهي الأكبر من نوعها في الولاية. وتوفر خدماتها لآلاف الزبائن.
وهي تندرج في جملة ما يعرف ب"مقرضي الكفالات" البالغ عددهم 15 ألفا الذين يدفعون كل سنة 14 مليار دولار، بحسب معهد الأبحاث "جاستيس بوليسي إنستيتوت"، لإطلاق سراح زبائنهم في مقابل كفالات. وهذا النوع من الشركات لا ينشط سوى في الولايات المتحدة والفيليبين. ويؤكد معارضو هذه الفكرة أن المقرضين يأخذون المال من الفقراء، لكن ميشيل إسكوينازي هي على قناعة بأن أعمالها تخدم المجتمع. وتقول "نقوم بما تعجز الحكومات عن فعله، من دون أي كلفة إضافية على دافعي الضرائب".
ويتوجب على كل شخص يتم توقيفه في نيويورك المثول أمام القضاء في غضون 24 ساعة خلال جلسة يحدد فيها القاضي قيمة الكفالة اللازمة لإطلاق سراحه. ويمكن للمتهمين أن يدفعوا الكفالات نقدا أو بواسطة صك يقترضونه من شركة مثل "إمباير بايل بوندز". والخيار الثاني هو الحل الوحيد للعاجزين عن تأيمن قيمة الكفالة. ويكلف صك كفالة بقيمة 10 آلاف دولار، 860 دولارا. وفي حال حضر المتهم جميع جلساته القضائية، يعيد القضاء الكفالة بعد فترة حتى لو أدين الشخص في نهاية المطاف، بحسب ميشيل إسكوينازي. لذا تحرص هذه الأخيرة على أن يكون سلوك زبائنها مثاليا. وفي حال لم يحترموا شروط إطلاق سراحهم، ترسل معاونيها هوليوود وام تي لإعادتهم إلى السجن.
وهي تتباهى بأشهر زبائنها، من أمثال طبيب الأسنان مايك ماسترومارينو الذي كان ينهب العظام والأنسجة من الجثث لبيعها في السوق السوداء. وبعد توقيفه سنة 2006، حدد القاضي قيمة كفالته بـ 1,5 مليون دولار. ولم يسبق لميشيل إسكوينازي أن دفعت مبلغا بهذا الحجم من قبل وهي كانت ترسل له الأطايب أحيانا لتذكره بملذات الحياة خارج السجن ووجبات رديئة النوعية أحيانا أخرى لتعيد إلى ذهنه ذكريات الحياة خلف القضبان. وهي تقر "كنت أراقب جميع تحركاته، فأنا لم أكن أثق به وكنت أعلم أن في وسعه الفرار ولم أكن أريد أن تخسر عائلتي أموالها".
ومارست عليه ضغوطات كبيرة جدا لدرجة أنه قرر أن يدفع لها 90 ألف دولار ويتخلص من التزامه. وتشير ميشيل أيضا الى زبونها جوناثن روث الذي أوقف لأنه ادعى بتواطوء مع والده، ان هذا الاخير توفي لجني المال من شركة التأمين. وهو فر إلى أوهايو سنة 2013 منتهكا شروط إطلاق سراحه بكفالة. ولاحقته ميشيل ونصبت له فخا وأعادته إلى السجن في سيارة تابعة لشركتها.
وهي تقول عن هذه العملية التي ساهمت في الترويج لشركتها "كلفني الكثير من المال وكان لا بد من أن أمسك به بطريقة أو بأخرى". ويؤكد معاوناها هوليوود (جيمس كاريون) وام.تي. (توماس أفيلا) أنهما يساهمان في الحافظة على النظام العام، من خلال تقفي أثر الأشخاص الذين لا تجد الشرطة وقتا لتتبعهم. كما أن هوليوود البالغ من العمر 46 عاما يلجأ إلى خدمات زوجته للإيقاع بالزبائن. بحسب فرانس برس.
وهي دفعت لأحدهم تذكرة سفر ليلاقيها في نيويورك لعطلة رومانسية، لكن عندما وصل هذا الأخير وقع في شباك زوجها هوليوود. ولا تتنقل ميشيل إسكوينازي من دون حراس أمنيين، حتى لو أنها تؤكد أنه في وسعها كسر ركبة رجل أو قلع عينه في ثانية موضحة "انا احمل شهادة ماجيستير من شوارع بروكلين". وهي تذكر ختاما "أنا أم في المقام الأول ولا بد لي من توخي الحذر". ولعل أبرز دليل على نجاح شركتها هو استعانتها بخدمات زبائن سابقين خرجوا من السجن.
اضف تعليق