كثيراً من الحقوق يعتبرها العقلاء بما هم عقلاء بغض النظر عن عقائدهم وتوجهاتهم، فإنّ حقّ الوجود الذي يُدان به الإنسان لوالديه متسالم بين جميع العقلاء، وكذا هو حق الحمل الثابت للأم عند الجميع. بعض الحقوق وإن لم تكن ملزمة شرعا ولكن آثارها الوضعية تشمل الإنسان في حال عدم مراعاتها...

كثير من الناس ينظر إلى مسألة بر الوالدين على أنها مجرد حكم شرعي وعادات عُرفية وتقاليد اجتماعية ترعرعت عليها الشعوب الإسلامية واعتادتها الأجيال عبر العصور المختلفة، والحال أنّ هناك منظاراً آخر لا يقل عن هذا المنظار قداسة وأهمية غفل عنه كثير من الناس.

هذا المنظار لمسألة بر الوالدين هو المنظار الحقوقي، وهو وإن كان منظاراً شرعياً أيضاً إلا أنه يمتاز عن ذلك المنظار المتعارف بخصوصيات متعددة.

عظمة حق الوالدين

ليس هناك شك أنّ للوالدين على كل إنسان حقوقاً عظيمة من الصعب بمكان للإنسان أداء حقّها، وقد تعرّض أهل البيت (عليهم السلام) إلى هذه الحقوق في أحاديثهم المختلفة ومن ذلك: 

ما روي أنّ رجلاً جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا رسول الله إنّ أبوي بلغا من الكبر، إني ألي منهما ما وليا مني في الصغر، فهل قضيتهما حقّهما؟

قال: لا فإنهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك، وأنت تفعل ذلك وتريد موتهما (1).

وشكى إليه آخر سوء خُلق أمه، فقال: لم تكن سيئة الخلق حين حملتك تسعة أشهر، قال: إنها سيئة الخلق، قال: لم تكن كذلك حين أرضعتك حولين، قال: إنها سيئة الخُلق، قال: لم تكن كذلك حين أسهرت لك ليلها وأظمأت نهارها، قال: لقد جازيتها، قال: ما فعلت؟

قال: حججت بها على عاتقي، قال: ما جازيتها ولا طلقة (2).

أهميّة بر الوالدين في الإسلام

أولى الشارع المقدس مسألة بر الوالدين أهميّة خاصة بحيث إنه جعل الإحسان إليهما عقيب مسألة عبادة الله وعدم الشرك به، فقال: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً)(3).

وقال عز من قائل: (وَقَضى‏ رَبُّكَ‏ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (4).

ومن الشواهد أيضاً على أهمية بر الوالدين هو: 

أولاً: أنّ من علامات معرفة الإنسان بالله تعالى هو برّه بوالديه، ولذا قال الإمام الصادق (عليه السلام): بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله تعالى (5).

ثانيا: بقدر ما يبر الإنسان والديه يكون محبوباً عند أهل البيت (عليهم السلام).

عن عمار بن حيان‏، قال: خبّرت أبا عبد الله (عليه السلام) ببر إسماعيل ابني بي، فقال: لقد كنت أحبّه وقد ازددت له حباً، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتته أخت له من الرضاعة، فلما نظر إليها سُرّ بها وبسط ملحفته‏ لها، فأجلسها عليها ثم أقبل يحدّثها ويضحك في وجهها، ثم قامت وذهبت وجاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها، فقيل له: يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل؟

فقال: لأنها كانت أبر بوالديها منه (6).

ثالثاً: أنّ بر الوالدين يُرضي الله عزّ وجلّ وإلى ذلك يشير الإمام الباقر (عليه السلام) بقوله: ألا أخبركم بخمس خصال هي من البر والبر يدعو إلى الجنة؟

وكان ممّا قاله في الحديث: وبر الوالدين فإنّ برهما لله رضى (7).

رابعاً: أنّ الشارع المقدس أكد على بر الوالدين حتى لو كانا فاجرين ولم يقتصر على بر الوالدين البرين.

عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: ثلاث لم يجعل الله عز وجل لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برّين كانا أو فاجرين (8).

خامساً: أنّ بر الوالدين يُقدّم في بعض الأحيان على بعض العبادات المستحبّة، ففي الخبر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إني راغب في الجهاد نشيط، قال: فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) فجاهد في سبيل الله فإنك إن تقتل تكن حياً عند الله ترزق، وإن تمت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت.

قال: يا رسول الله إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقر مع والديك، فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة (9).

وقد استدل الشهيد الأول (رحمه الله) في الذكرى على جواز تلبية المصلّي في الصلاة فيما لو دعته والدته، قال (رحمه الله): قلت: هذه الرواية تدل على جواز التلبية في الصلاة، ومثلها رواية أبي جرير عن الكاظم (عليه السلام)، قال: إنّ الرجل إذا كان في الصلاة فدعاه الوالد فليسبّح، فإذا دعته الوالدة فليقل لبيك (10).

خصائص بر الوالدين بالمنظار الحقوقي

أما خصائص بر الوالدين بالمنظار الحقوقي: 

الخصيصة الأولى: أنّ كثيراً من الحقوق يعتبرها العقلاء بما هم عقلاء بغض النظر عن عقائدهم وتوجهاتهم، فإنّ حقّ الوجود الذي يُدان به الإنسان لوالديه متسالم بين جميع العقلاء، وكذا هو حق الحمل الثابت للأم عند الجميع.

الخصيصة الثانية: أنّ مراعاة بعض الحقوق وإن لم يقبح الذمّ عليها عند البعض إلا أنّ الالتزام بها ومراعاتها ممدوح لدى الجميع، وكشاهد على ذلك المبالغة في بر الوالدين فإنّ تركه وإن كان غير مذموم عند البعض إلا أنّ الجميع مجمعون على حسنه.

الخصيصة الثالثة: أنّ بعض الحقوق وإن لم تكن ملزمة شرعا ولكن آثارها الوضعية تشمل الإنسان في حال عدم مراعاتها.

يقول الأصمعيّ: حدّثني رجل من الأعراب، قال: خرجت من الحيّ أطلب أعقّ الناس وأبرّ الناس فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو لا تطيقه الإبل في الهاجرة والحرّ الشديد وخلفه شابّ في يده رشاء من قد ملويّ يضربه به قد شقّ ظهره بذلك الحبل.

فقلت: أ ما تتّقي اللّه في هذا الشيخ الضعيف‌؟

أما يكفيه ما هو فيه من مدّ هذا الحبل حتى تضربه‌؟

قال: إنّه مع هذا أبي.

قلت: فلا جزاك اللّه خيرا!

قال: اسكت فهكذا كان يصنع هو بأبيه وكذا كان يصنع أبوه بجدّه.

فقلت: هذا أعقّ الناس. ثمّ جلت أيضا حتى انتهيت إلى شابّ في عنقه زبّيل فيه شيخ كأنّه فرخ فيضعه بين يديه في كلّ ساعة فيزقّه كما يزق الفرخ.

فقلت له: ما هذا؟

فقال: أبي وقد خرف فأنا أكفله.

قلت: فهذا أبرّ العرب، فرجعت وقد رأيت أعقّهم وأبرّهم (11). 

أولوية الأم بالبر

وافق المنظار الحقوقي الشرع في مسألة بر الوالدين فمنح الأولوية للأم دون غيرها بالبر لعظيم حقّها الذي يعجز الأبناء مهما بالغوا في أداء شيء منه.

يقول الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): وأما حق‏ أمك‏ فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع و تطعمك وتعطش وتسقيك وتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لأجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه‏ (12).

عن أبي عبد الله (الامام الصادق) عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله من‏ أبر؟

قال: أمك، قال: ثم من؟

قال: أمك.

قال: ثم من؟

قال: أباك‏ (13).

وعن إبراهيم بن مهزم، قال: خرجت من عند أبي عبد الله (عليه السلام) ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة وكانت أمي معي فوقع بيني وبينها كلام فأغلظت لها، فلما أن كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فلما دخلت عليه قال لي مبتدئاً: يا أبا مهزم ما لك وللوالدة أغلظت في كلامها البارحة، أ ما علمت أنّ بطنها منزل‏ قد سكنته، وأن حجرها مهد قد غمزته، وثديها وعاء قد شربته؟

قال: قلت: بلى.

قال: فلا تغلظ لها (14).

وکان الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) يأبى أن يؤاكل أمه، فقيل له: يا ابن رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم فكيف لا تؤاكل أمك؟

فقال: إني أكره أن تسبق‏ يدي‏ إلى ما سبقت عينها إليه (15).

بر الوالدين أو عقوقهما بعد الموت

لا يخفى أنّ بر الوالدين أو عقوقهما غير مقتصر على حياتهما، بل يمتد ذلك إلى بعد وفاتهما وانتقالهما إلى عالم الآخرة.

عن أبي جعفر (الامام الباقر) (عليه السلام)، قال: إن العبد ليكون باراً بوالديه‏ في‏ حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما الدين ولا يستغفر لهما فيكتبه الله عاقاً، وإنه ليكون في حياتهما غير بار لهما فإذا ماتا قضى عنهما الدين واستغفر لهما فيكتبه الله تبارك وتعالى باراً (16).

والسؤال هنا: كيف يبر الأولاد أو يعقون والديهم بعد الموت؟

أجاب المعصومون (عليهم السلام) إلى ذلك في أخبارهم الشريفة.

أمّا بر الوالدين بعد موتهما فهو من خلال إيصالهما بالأعمال الصالحة ويشهد لذلك حديث الإمام الصادق (عليه السلام) لمحمد بن مسلم، قال: ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه‏ حيين‏ وميتين؟

 يصلّي عنهما، ويتصدق عنهما، ويحج عنهما، ويصوم عنهما، فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده الله عزّ و جل ببره وصلته خيراً كثيراً (17).

وروى أبو اُسيد الأنصاري قال: بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ جاء رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله هل بقي من بر والدي شيء أبرهما به بعد موتهما؟

فقال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما (18).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرّ عيسى ابن مريم (عليه السلام) بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب، فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان يعذب ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب؟

فأوحى الله إليه أنه أدرك له ولد صالح‏ فأصلح طريقاً، وآوى يتيماً فلهذا غفرت له بما فعل ابنه (19).

ولعل خير تجسيد لحال الإنسان في بر الوالدين ما ذكره الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دعاءه لوالديه حيث قال: واخصص اللهم والدي بالكرامة لديك، والصلاة منك، يا أرحم الراحمين... اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف، وأبرّهما بر الأم الرءوف، واجعل طاعتي لوالدي وبري بهما أقر لعيني من رقدة الوسنان، وأثلج لصدري من شربة الظمآن حتى أوثر على هواي هواهما، وأقدم على رضاي رضاهما وأستكثر برهما بي وإن قل، وأستقل بري بهما وإن كثر.

اللهم خفّض لهما صوتي، وأطب لهما كلامي، وألن لهما عريكتي، واعطف عليهما قلبي، وصيرني بهما رفيقا، وعليهما شفيقا.

اللهم اشكر لهما تربيتي، وأثبهما على تكرمتي، واحفظ لهما ما حفظاه مني في صغري. اللهم وما مسهما مني من أذى، أو خلص إليهما عني من مكروه، أو ضاع قبلي لهما من حق فاجعله حطة لذنوبهما، وعلوا في درجاتهما، وزيادة في حسناتهما، يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات.

اللهم وما تعديا علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق، أو قصرا بي عنه من واجب فقد وهبته لهما، وجدت به عليهما ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما، فإني لا أتهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري يا رب (20).

بالطبع ما ذكر في الأحاديث من بر الأولاد بوالديهم من باب المصاديق ولا يقتصر الأمر على ماذكر بل يشمل كل خير ومعروف وعمل صالح يهديه الأبناء لوالديهم.

أما عقوق الأولاد لوالديهم بعد موتهم فأيضاً تعرض المعصومون (عليهم السلام) إليه بالمصداق، ففي الحديث عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: إنّ العبد ليكون برا بوالديه في حياتهما، ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما ولا يستغفر لهما فيكتبه الله عاقاً، وإنه ليكون عاقاً لهما في حياتهما غير بار بهما، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله عزّ وجلّ باراً (21).

من مصاديق بر الوالدين

مصاديق بر الوالدين بالمنظار الحقوقي عديدة وكثيرة نتعرّض إلى جملة منها: 

1- العلم أنهما أساس وجودك: قال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) في رسالة الحقوق: وأما حق أبيك فتعلم أنه أصلك وأنك فرعه، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه واحمد الله واشكره على قدر ذلك (22).

2-عدم تسمية الأب باسمه: وقد عدّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حقوق الأب ومنها قوله: ولايسمّيه باسمه (23).

3- عدم المشي بين يديه: وهذا نوع احترام وتقدير آخر للأب دعا إليه الشارع في بر الوالدين.

عن الصادق) عليه السلام (في قوله تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)، قال: لا تملأ عينك من النظر إليهما إلا برحمة ورأفة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما (24).

4- قضاء ديونهما: وهذا من حق الوالدين على الأولاد، وقد أشار الإمام إلى ذلك، فقال: إن من حق الوالدين على ولدهما أن يقضي ديونهما ويوفي نذورهما (25).

5- الدعاء لهما: فإنّ من حقوق الوالدين أن يتعاهدهما الأولاد بالذكر والدعاء خاصة عقيب الصلوات وفي الأسحار التي تعد من مواطن إجابة الدعاء.

ومن هنا عمد الإمام السجاد (عليه السلام) إلى تعليم البشرية أن يسألوا الله تعالى ويطلبوا منه أن لايُنسيهم الدعاء للوالدين في أيّ آن خاصة عقيب الصلوات والأسحار التي تعتبر من مواطن إجابة الدعاء، فقال: اللهم لا تُنسني ذكرهما في أدبار صلواتي، وفي إنى من آناء ليلي، وفي ساعة من ساعات نهاري (26).

....................................... 

(1) تفسير كنز الدقائق ج7 ص381.

 (2) تفسير الكشاف ج2 ص659.

 (3) سورة النساء: 36.

 (4) سورة الإسراء: 23.

 (5) مصباح الشريعة ص70.

 (6) الكافي ج2 ص161.

 (7) المحاسن ج1 ص9.

 (8) الكافي ج2 ص162.

 (9) الكافي ج2 ص160.

 (10) ذكرى الشيعة ج3 ص335.

 (11) المحاسن والمساوئ ص401.

 (12) من لا يحضره الفقيه ج2 ص621.

 (13) الكافي ج2 ص159.

 (14) بصائر الدرجات ج1 ص243.

 (15) الخصال ج2 ص518.

 (16) الكافي ج2 ص163.

 (17) مشكاة الأنوار ص159.

 (18) تفسير كنز الدقائق ج7 ص385.

 (19) الکافي ج6 ص3.

 (20) الصحيفة السجادية: 116 وكان من دعائه (عليه السلام) لأبويه (عليهما السلام).

 (21) الکافي ج2 ص163.

 (22) تحف العقول ص263.

 (23) الکافي ج2 ص159.

 (24) تفسير العياشي ج2 ص258.

 (25) مشکاة الأنوار ص163.

 (26) الصحيفة السجادية: 116 وكان من دعائه (عليه السلام) لأبويه (عليهما السلام).

اضف تعليق