للحفاظ على سلامة العاملين وحماية مصالحهم ومصالح عوائلهم يجب على المؤسسات والشركات والدوائر توفير بيئة آمنة للعاملين فيها وارغامهم على الالتزام بإجراءات السلامة وعدم التهاون في الامر، وعلى السلطات الرقابية ممارسة سلطاتها في تطبيق القوانين والانظمة الخاصة بالسلامة والمهنية وبالتالي يجبر الجميع على الالتزام وهو ما يجعلها ثقافة عامة لدى المجتمع..

وجود الانسان ورفاهيته في الحياة يرتبط بعمله وسعيه فيها، فكلما عمل واجتهد كلما ضمن مستوى من الراحة النسبية، فترى الناس يعلمون في مهن مختلفة وفي ظروف مختلفة، ومن هذه المهن ما يحتوي على شيء من الخطورة، وحتى لا يصبح هذا الخطر عائقاً يهدد ويشكل خطر عليهم، لابد أن يكون عملاً لائقاً ومأموناً وبالتالي الاستمرار في العمل من دون خسارات عبر الحماية المتمثلة بالسلامة المهنية.

تعرف السلامة المهنية بأنها جميع الاجراءات الوقائية والصحية التي تهدف الى حماية كل عامل ذي مهنة من التعرض لإصابات العمل أثناء العمل أو بسببه أو أثناء الذهاب اليه أو الاياب منه، أو بسبب التعرض لأي من الامراض المهنية.

نتفق جميعنا ان الانسان مجبول على حب الحياة وبالتالي هو يعمل من اجل الاستمرار فيها على وجه مريح قدر الممكن، لكن حين تتعرض حياة الانسان الى الخطر الذي يصل في بعض الاحيان الى فقدان الحياة فيعد هذا مخالفة قانوينة واخلاقية وحتى شرعية لان اذية النفس من المحرمات التي يرفضها شرعنا المقدس، ولكون هذه الثقافة غريبة في مجتعنا رأينا من المهم ان نسلط الضوء عليها ونذكر بها وندعوا للالتزام بها لتفادي ما يحصل كنتيجة لغيابها.

في بيئة العمل يفترض ان تمثل سلامة العاملين هدف رئيس بالنسبة للشركات والمؤسسات وحتى الدوائر الحكومية الرسمية المحترمة، والغاية ضمان سلامة العلملين والحفاظ على صحتهم وتمتعهم بالحماية والرفاه الاجتماعي، لكن للاسف وبمرارة اقول ان ثقافة السلامة المهنية باتت شبه غائبة في العراق سواء في المؤسسات الخاصة او الرسمية، فمن المسؤول عن تثبيت اركان هذه الثقافة؟ 

نسب الحوادث المهنية  

تقارير منظمة العمل الدولية تشير الى حدوث قرابة 3 مليون حالة وفاة سنويا، و300 مليون حادث يسبب إصابات في مكان العمل كل عام أي أن هناك عامل يموت جراء حادث عمل أو مرض مهني كل 15 ثانية، ويتعرض تقريبا 60 عاملاً لحادث عمل كل 15 ثانية، بينما يموت 5760 شخص يومياً جراء الحوادث المهنية أو الأمراض ذات العلاقة بالعمل.

 فحتى وان كنت هذه التقارير ليست دقيقة جداً لكنها تكشف عن حجم المشكلة والاثر السلبي الذي تتركه هذه الحوادث على العمال وعلى اسرهم واقتصادياتهم، وهي مؤشر على حجم التكلفة الإنسانية التي لا تقدر بمال، علاوة على التكلفة الاقتصادية لسوء التصرف في مجال السلامة والصحة المهنية تكلف العالم 4% من مجموع الناتج العالمي الاجمالي.

اهمية تطبيق اجراءات السلامة المهنية 

يؤدي تطبيق اجراءات السلامة والصحة المهنية في بيئات العمل المختلفة الى الحفاظ على الكوادر العاملة وبالتالي يزيد من نسب الانتاج عبر تقليل الوقت المفقود في عملية الانتاج ويخفض التكلفة المباشرة للحوادث، اذ ان المؤسسة التي تحافظ على سلامة وصحة العامل الجسدية والعضوية والنفسية فأنها تحافظ على مصدر دخله المادي واستمرارية في الحياة وبذا يستفيد العاملين والمؤسسات معاً.

اما العكس فهو يعني بالضرورة تعرض العاملين في المؤسسات الى حوادث ناتجة عن تهالك الآليات او غياب مسلتزمات الحماية او تعمد عدم الالتزام بقواعد السلامة العامة اية نتيجة اخرى، وهو ما يعرض المؤسسات والشركات الى هبوط مستويات الانتاج من جهة، وتعرض العاملين انفسهم الى الحاجة المادية مما يجعلهم عرضة للازمات الاقتصادية والنفسية وفقدان الامن الغذائي وهو ما يتسبب بمشكلات اجتماعية واسرية كبيرة.

ما الواجب؟

للحفاظ على سلامة العاملين وحماية مصالحهم ومصالح عوائلهم يجب على المؤسسات والشركات والدوائر توفير بيئة آمنة للعاملين فيها وارغامهم على الالتزام بأجراءات السلامة وعدم التهاون في الامر، وعلى السلطات الرقابية ممارسة سلطاتها في تطبيق القوانين والانظمة الخاصة بالسلامة والمهنية وبالتالي يجبر الجميع على الالتزام وهو ما يجعلها ثقافة عامة لدى المجتمع بدلاً من غيابها بشكل تام او شبه تام.

اضف تعليق