شهد لبنان خلال الأيام الماضية حراكا سياسيا جديدا من اجل تخطي أزمة الرئاسة، المستمرة منذ حوالى عامين ونصف العام والتي تعد وبحسب بعض المراقبين، مفتاح الحل للعديد من المشكلات والازمات المستمرة، التي يعاني منها لبنان بسبب الخلافات السياسية والانقسام الطائفي والتدخلات الخارجية، وآخر حلقات هذا الحراك كما نقلت بعض المصادر، هي تبني الرئيس سعد الحريري ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة اللبنانية، الامر الذي قد يسهم بمعالجة بعض المشكلات ويجنب لبنان العديد من الاخطار، التي تزايدت بسبب الأزمة السورية فقد تأثر لبنان بالمناوشات الطائفية، والاشتباكات الحدودية، والاغتيالات، وعمليات الخطف، وتدفّق اللاجئين إليه بأعداد كبيرة.
وأعلن رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، عن تبنيه ترشيح خصمه السياسي وحليف حزب "الله" العماد ميشال عون، البالغ من العمر 83 عاما، بعد مشاورات استمرت أكثر من شهر مع مختلف الفرقاء السياسيين، لرئاسة الجمهورية، في إطار اتفاق سيأسى يضمن عدم تعديل النظام الذى أقر في "الطائف" إلا في إطار إجماع وطني. ومنذ مايو 2014 تاريخ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، فشل البرلمان في انتخاب رئيسا للبلاد، بسبب عدم ضمان اكتمال النصاب القانوني.
ويرى بعض الخبراء إن الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان تمر حالياً بتطورات دقيقة تتطلب المزيد من الحيطة والانتباه، وذلك خوفاً من حصول تطورات مفاجئة من أجل تعطيل الجهود السياسية الجارية لترتيب الوضع اللبناني أو لإحداث ثغرة أمنية مفاجئة، خصوصا مع وجود اطراف وحكومات اقليمية تسعى وبشكل دائم الى اضعاف لبنان، من خلال الهيمنة على مركز القرار.
الحريري يدعم عون
وفي هذا الشأن قالت مصادر سياسية بارزة إن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري يعتزم تأييد تولي ميشال عون منصب الرئاسة الشاغر في اقتراح من شأنه انتخاب حليف حزب الله رئيسا للبلاد وإعادة تشكيل السياسة اللبنانية. وقال مصدر في حزبه إن الحريري الذي يعارض منذ فترة طويلة جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران سيصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى وفقا للاقتراح الذي لاقى معارضة من أعضاء في تحالفه. وقال أحد حلفائه إن القرار ليس نهائيا بعد.
ومنصب الرئيس في لبنان المخصص للمسيحيين الموارنة ضمن نظام لتقاسم السلطة بين الطوائف شاغر منذ أكثر من عامين ونصف العام بسبب الصراع السياسي. وعون هو سياسي مخضرم في الثمانينات من عمره. ولم يتضح على الفور ما إذا كان ترشيح عون سيحظى بدعم كاف بين السياسيين اللبنانيين لضمان اكتمال النصاب القانوني اللازم للتصويت في البرلمان المؤلف من 128 عضوا. ومن المقرر عقد الجلسة البرلمانية المقبلة لانتخاب رئيس في 31 أكتوبر تشرين الأول.
ومن بين المعارضين لترشيح عون نبيه بري السياسي صاحب النفوذ وهو رئيس البرلمان ورئيس حركة أمل الشيعية وحليف حزب الله. ولم يصدر أي تعليق من حزب الله حتى الآن. وقاد الحريري (46 عاما) تحالف قوى "14 آذار" ضد تحالف حزب الله وحلفائه بما في ذلك عون بعد اغتيال والده رفيق الحريري في عام 2005. ولا يزال من أشد المنتقدين لحزب الله الذي يقاتل في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد.
ويلقى هذا الاقتراح الذي لم يكن يخطر في بال أحد حتى وقت قريب ضوءا جديدا على المأزق الذي يواجهه الحريري السياسي السني الأكثر نفوذا في لبنان جراء أزمة مالية تواجهها شركته للتطوير العقاري بالسعودية. وسعودي أوجيه هي المحرك المالي وراء التيار السياسي الذي تقوده عائلة الحريري وقد تضررت بشدة في الآونة الأخيرة جراء تباطؤ في قطاع البناء السعودي مرتبط بهبوط أسعار النفط مما أدى إلى خفض الإنفاق الحكومي مما أدى إلى تسريح موظفين من تيار المستقبل.
ويقول دبلوماسيون إن الحريري لم يعد يحظى بدعم في الملكة العربية السعودية والتي توجه اهتمامها هذه الأيام نحو منطقة الخليج وسوريا أكثر بكثير من لبنان. وقال سياسيان كبيران إن الحريري عبر عن نيته ترشيح عون وهو في الثمانينيات من العمر للرئاسة في إطار اتفاق تقاسم السلطة. وذكر مصدر ثالث وهو عضو في تيار المستقبل أن الحريري عبر عن نيته اتخاذ هذه الخطوة لكن أعضاء في كتلته البرلمانية عارضوها.
وقال فؤاد السنيورة رئيس الوزراء السابق ورئيس الكتلة البرلمانية لتيار المستقبل لصحيفة (ديلي ستار) إن الحريري أبلغ نواب تيار المستقبل بأنه قرر دعم ترشيح عون للرئاسة لكنه أضاف أنه لا يوجد "قرار نهائي بعد بهذا الشأن". وقال مصدر اخر شريطة عدم الكشف عن هويته إن الحريري سيعلن دعمه لعون "في غضون الأيام القليلة المقبلة" وقال المصدر "إن الحريري وعون سيعملان مع حلفائها لتأمين النصاب اللازم لعقد الجلسة الانتخابية".
وأدى التناحر الذي تفاقم بسبب الصراع الإقليمي إلى إصابة الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام بالشلل. وفي حين تجنب لبنان هذا النوع من الصراعات التي شهدتها سوريا المجاورة فان السياسيين المتناحرين فشلوا في حل المشاكل الأساسية في البلاد بما في ذلك إيجاد أماكن لجمع القمامة. وأصبح الحريري رئيسا للوزراء في 2009 لكن تمت الإطاحة بحكومته عام 2011 عندما استقال حزب الله وحلفاؤه. ومنذ ذلك الحين قضى معظم وقته في الخارج. بحسب رويترز.
ويواجه الحريري تحديا متزايدا من قبل حليفه السابق أشرف ريفي الذي ضرب على وتر سني حساس في خطاباته المتشددة ضد حزب الله وإيران. وانتقد ريفي أيضا الحريري لترشيحه العام الماضي سليمان فرنجية -حليف حزب الله- لشغل موقع الرئاسة الشاغر. لكن هذا الاقتراح فشل بسبب تمسك حزب الله بعون. ويتزعم عون اكبر كتلة مسيحية في البرلمان الذي تم انتخابه في 2009 عندما أجريت آخر انتخابات في البلاد. وأضحى عون حليفا لحزب الله منذ عام 2006.
وكان عون شخصية هامة إبان الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وقد تولى منصب قائد الجيش وترأس إحدى حكومتين متنافستين خلال السنوات الأخيرة من الحرب حتى أجبرته القوات السورية على مغادرة القصر الرئاسي إلى المنفى. وعاد إلى البلاد في 2005 بعد انسحاب الجيش السوري تحت ضغط دولي عقب اغتيال الحريري. وكان المنافس الأبرز لعون في زمن الحرب الزعيم المسيحي سمير جعجع قد وافق في وقت سابق من هذا العام على ترشيحه قائلا انه يريد إنقاذ لبنان من الأزمة السياسية.
خطر داعش
الى جانب ذلك في موقع عسكري تغطيه أكياس رملية قرب الحدود مع سوريا يراقب جنود لبنانيون من خلال منظار مثبت على حامل ثلاثي القوائم التلال التي يتحصن فيها المسلحون الجهاديون في جبهة منسبة من حرب سوريا الأهلية التي تسببت في تنفيذ تفجيرات داخل لبنان. وقال العميد اللبناني يوسف الديك إن هناك معارك متكررة بين الجيش ونحو 1000 أو 1200 متشدد متحصنين في التلال حول عرسال في جيب كبير من الأراضي على الحدود.
والمتشددون السنة هم أعضاء من تنظيم داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وهما من الجماعات التي تحارب الرئيس بشار الأسد. ويعتبرون الجبال على طول الحدود اللبنانية قاعدة استراتيجية كما يعتبرون أن لبنان يقع تحت سيطرة جماعة حزب الله الشيعية حليفة الأسد.
وقال العميد الديك "المواجهات مستمرة بالليل وبالنهار. أي تجمع أي تحرك أي شيء بنحس فيه بالليل أو النهار بنرمي على المسلحين بكل أنواع الأسلحة." وبالنسبة لجيش لبنان الذي ينظر له على أنه مؤسسة حيادية نادرة في بلد تمزقها الانقسامات الطائفية فإن محاربة هذا الوجود الجهادي في منطقة يغلب على سكانها المسلمون السنة يعني أيضا التحرك بحذر لتفادي تفجير أزمة سياسية داخلية جديدة.
وشهد لبنان سلسلة من الهجمات بالقنابل منذ بدء الحرب الأهلية السورية في 2011. وربطت قوات الأمن بعض هذه الهجمات بجماعات متشددة متمركزة في سوريا وتهدف إلى توسيع رقعة العنف الطائفي في المنطقة. وهؤلاء المتشددون هم مجرد وجه من الأوجه التي يهدد بها الصراع بزعزعة استقرار لبنان الهش بالفعل حيث يشهد النظام السياسي حالة من الشلل شبه الدائم وحيث لا تزال الانقسامات الطائفية التي رسمت معالم الحرب الأهلية على مدى 15 عاما قائمة.
وفي الطريق من بيروت إلى عرسال تقبع بيوت مهجورة حيث تنمو الأعشاب البرية من الثقوب التي أحدثتها القذائف القديمة في الجدران . وعلى مقربة يقف موقع عسكري سوري قديم شاهدا على الوجود العسكري السوري الذي استمر 30 عاما في لبنان. وانتهى هذا الوجود في 2005 لكن دمشق احتفظت بنفوذ كبير على جارتها الأصغر لأسباب منها تحالفها الوثيق مع جماعة حزب الله الشيعية ومن ثم كان لاندلاع الحرب الأهلية في سوريا أثر فوري على لبنان.
وفي البلدات الشيعية بسهل البقاع الخصب على الطريق المؤدي لعرسال تتراص الملصقات على جوانب المباني حاملة صور "شهداء" الجماعة. وتأييد الأسد أو معارضته مسألة سببت انقساما بين الأحزاب اللبنانية لأسباب منها الطائفي الأمر الذي فاقم المأزق السياسي الذي يعيشه لبنان. ويشعر كثير من السنة اللبنانيين بالاستياء من هيمنة حزب الله ويقولون إنه عزلهم عن السلطة ورسخ النفوذ السوري في لبنان. ويتهم البعض حزب الله بتأجيج الأزمة السياسية وبتعريض حياد الجيش للخطر.
وفي الأعوام الأخيرة أفضى هذا الغضب إلى احتجاجات وبعض الهجمات أحيانا على دوريات للجيش في المدن السنية. ويقول دبلوماسيون إن مثل هذه الحساسيات تعني أن الجيش أدرك أن عليه التحرك بحذر في حفظ الأمن بعرسال التي يغلب السنة على سكانها. وقال أنصار حزب الله إن مثل المخاوف جعلت يد الجيش مغلولة ومنعته من استئصال شأفة المتشددين بشكل أكثر نشاطا. لكن الدبلوماسيين يقولون إن شن حملة لسحق المتشددين سيكون أمرا صعبا لأنهم يختبئون في مواقع محصنة بشكل جيد.
وفي الموقع العسكري فوق عرسال تهب الرياح حاملة معها غبارا لا ينقطع يحرق العيون والأنوف. ويقول العميد الديك إن الجنود هنا يواجهون خطرا حقيقيا. فالمتشددون في التلال المواجهة يحملون بنادق هجوم وكذلك أسلحة متوسطة مثل قذائف المورتر والصواريخ المضادة للدبابات. ويهاجمون المواقع العسكرية فوق التلال ويستهدفون الدوريات داخل عرسال بسيارات ملغومة.
ويعتبر الجيش على نطاق واسع في لبنان مؤسسة تحتل مكانة فوق المشهد السياسي المنقسم لكن كبار ضباطه شخصيات ذات نفوذ. وتصور ملصقات على طول الطريق إلى عرسال قائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي تحت شعار "الرجل المناسب في المكان المناسب". ويحظى الجيش بدعم دول غربية بينها الولايات المتحدة والتي قدمت للجيش اللبناني هذا العام 220 مليون دولار في صورة معدات بينها أسلحة ثقيلة مثل تلك التي تظهر تحت الموقع العسكري فوق عرسال. وقدمت بريطانيا معدات للجيش اللبناني بقيمة أكثر من 60 مليون جنيه منذ 2012 بما في ذلك أبراج مراقبة حدودية قديمة كانت تستخدم في أيرلندا الشمالية.
وفي أغسطس آب 2014 عندما كان تنظيم داعش يتقدم بسرعة خاطفة في العراق وسوريا عبر متشددون موالون له ولجبهة النصرة - التي كانت آنذاك الذراع الرسمي للقاعدة - الحدود اللبنانية واحتلوا عرسال واعتبروا مخيماتها للاجئين قواعد لشن هجمات عبر الحدود. وبعد القتال العنيف استعاد الجيش اللبناني - وفي بعض المناطق حزب الله - السيطرة على البلدة والنقاط الاستراتيجية حولها لكن المتشددين ظلوا في التلال القريبة. ولا يزال التنظيم يحتفظ بتسعة جنود لبنانيين أسرى.
وعبر الحدود قطع تقدم الجيش السوري مدعوما من حزب الله الطريق على المتشددين من الشرق تاركا إياهم محاصرين في المنطقة الحدودية. وقال العميد الديك إن داعش وجبهة فتح الشام لا يزالان هناك. وأضاف وهو يقف خلف نصب من الأكياس الرملية المحاطة بأسلاك شائكة أن المتشددين يعيشون في كهوف وبيوت آيلة للسقوط وغيرها من المساكن المؤقتة مشيرا إلى أن ثلوج تغطي التلال بسمك متر أو أكثر خلال الشتاء.
ويتحمل هذه الظروف القاسية أيضا نحو 70 ألف لاجئ من الحرب يعيشون بمخيمات في عرسال وحولها وهم جزء من أكثر من مليون سوري نزحوا إلى لبنان. ورغم عدم ارتباط أي هجوم بالقنابل في لبنان بشكل مباشر باللاجئين فقد قال قائد الجيش قهوجي العام الماضي إن المخيمات تشكل خطرا أمنيا باعتبارها مخابئ محتملة. وقال العميد الديك إن الجيش نفذ مداهمات في مخيمات اللاجئين في عرسال في الشهور الأخيرة واعتقل "قادة إرهابيين" هناك. وتعج الطرق المؤدية للبلدة بنقاط التفتيش العسكرية حيث يفحص الجنود أوراق هوية السائقين. بحسب رويترز.
ويعتقد الجيش أن مثل هذه الإجراءات الاحترازية إلى جانب عملياته العسكرية وتغير الوضع في سوريا تقلص تدريجيا من خطر المتشددين. وقال العميد الديك "كل ما كانوا مطوقين (محاصرين) كل ما بيبطل يجيهن (يأتيهم) دعم لوجيستي وهادا الشي اللي عم يصير بالوقت الحاضر.. فيه عمليات تهريب من صوب سوريا للبنان بس عم (لكنها) تخف يوما عن يوم والضغط عليهن عم يزيد".
أزمة القمامة
من جهة اخرى تتراكم القمامة مرة أخرى في بعض شوارع بيروت بعدما منع المحتجون وصول الشاحنات إلى مكب القمامة مما أثار مخاوف من احتمال عودة أزمة القمامة التي واجهها لبنان الصيف الماضي وأثارت احتجاجات في الشوارع لم يسبق لها مثيل. وعودة أكوام القمامة من بين عدد من المؤشرات على كيفية بقاء النظام السياسي اللبناني الذي يعاني الشلل عاجزا عن العمل وهو أمر تفاقم جراء زيادة التوتر الطائفي الناجم عن الحرب الأهلية في سوريا. ولم تقر الحكومة ميزانية منذ 2005 كما أن لبنان بدون رئيس منذ أكثر من عامين.
وكانت السلطات أغلقت في يوليو تموز من العام الماضي المكب الرئيسي للقمامة من العاصمة بدون توفير بديل مما أدى إلى تراكم القمامة في أنحاء المدينة لشهور. وأدى ذلك إلى خروج احتجاجات ضخمة في وسط بيروت لم يسبق لها مثيل في كونها نظمت باستقلال عن الأحزاب الطائفية الكبرى التي تهيمن على الساحة السياسية في لبنان. وقوبلت خطط لمكبات بديلة وحتى لتصدير القمامة جميعها بالرفض من قبل السكان والساسة والنشطاء إلى أن جرى توفير مكبين مؤقتين في بيروت في نهاية المطاف.
لكن هاتين المنشأتين اللتين تنبعث منهما رائحة كريهة بجانب البجر بعيدان كل البعد عن الوفاء بالمعايير الخاصة بهذه المنشآت. فإحداهما تبعد 200 متر فقط عن مطار بيروت الدولي والأخرى مجاورة لحي برج حمود السكني والتجاري في وسط العاصمة. وفي أبريل نيسان من هذا العام بعثت نقابة الطيارين اللبنانيين برسالة إلى الحكومة تفيد بأن التخلص من مزيد من القمامة قرب المطار سيزيد خطر دخول الطيور التي تجذبها القمامة في المحركات الأمر الذي يعرض الطائرات للخطر.
ومع انتشار الرائحة الكريهة المنبعثة من مكب برج حمود إلى أحياء أخرى في حرارة الجو البالغة 30 درجة مئوية سعت الأحزاب السياسية المتنافسة إلى استنفار خيبة أمل سكان بيروت. وفي ظل غضبه من استمرار استخدام مكب برج حمود الذي تحاول السلطات تحويله إلى مكب صحي دائم للنفايات أغلق حزب الكتائب المسيحي مدخل المكب ومنع أعمال الإنشاء. وقال روجيه أبي راشد نائب رئيس الفرع المحلي للكتائب "الاعتصام من 20 يوما حتى نوقف (نوقف) ردم البحر بالنفايات ومشروع إنه يصير ساحل المتن (منطقة في لبنان) اللي (الذي) هو قلب لبنان يصير مزبلة لكل لبنان." وأضاف "هذا اللي مخلينا (يجعلنا) موجودين هون (هنا) ونقول للحكومة لازم تلاقي (تجد) حلا مستديما لموضوع النفايات مش حلول مؤقتة."
ومنعت بلدية برج حمود التي وعدت بالحصول على 25 مليون دولار من أموال التنمية من الحكومة مقابل استضافة المكب المطور شاحنات القمامة من دخول الموقع لغضبها من توقف أعمال الإنشاء. ولعدم قدرتها على التخلص من النفايات توقفت شركة سوكلين الخاصة لجمع القمامة عن جمع النفايات من أجزاء من بيروت ومنطقة جبل لبنان المجاورة. بحسب رويترز.
وقالت المتحدثة باسم سوكلين في رد على سؤال عن عدم استطاعة الشركة استخدام مكب مؤقت آخر قرب المطار لا يزال يعمل إنها "تنتظر خطة التخلص (من القمامة) من الحكومة." وقال رئيس لجنة المال والموازنة في البرلمان إنه لا يريد أن يصبح الساحل أو شوارع بيروت مكبا للنفايات وإن اجتماعا لاحقا سيعقد مع البلديات المعنية. بيد أنه بعد مرور أكثر من عام على الأزمة لا يرى سكان بيروت فرصة تذكر لحل قريب لها. وشهد لبنان منذ تموز/يوليو 2015 ازمة نفايات غير مسبوقة، خرج فيها الالاف من اللبنانيين في تظاهرات احتجاجية بعدما غرقت شوارع بيروت ومحافظة جبل لبنان في النفايات بسبب اغلاق مطمر الناعمة، وهو مطمر رئيسي جنوب بيروت كانت النفايات تنقل اليه.
اضف تعليق