المناظرة الرئاسية الأولى التي خاضها مرشحا الرئاسة، الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون وشاهدها الملايين عبر قنوات التلفزيون الأمريكية، وهي أعلى نسبة مشاهدة على الإطلاق خلال 36 عاما، ما تزال محط اهتمام اعلامي واسع خصوصا وان هذا القاء المهم والمباشر، كان له كما يرى بعض المراقبين تأثيرات ونتائج مهمة بخصوص استطلاعات الرأي العامة والتوقعات المحتملة، في هذه المنظرة تبادل المرشحان الاتهامات النارية حول افتقار كل منهما لخطط مجدية في ما يتعلق بالمشاكل الاقتصادية ومحاربة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش، هذا بالاضافة الى قضية لوظائف والضرائب والسمات الشخصية وغيرها من الامور الاخرى، وبحسب استطلاع أجرته سي أن أن وشركة "أو آر سي انترناشونال" بعد المناظرة فقد اكد 62 في المئة من الناخبين الذين شاهدوا المناظرة يعتقدون أن هيلاري تفوقت فيها، بينما يعتقد 27 في المئة منهم أن ترامب هو المتفوق. أما الاستطلاع الذي أجراه مركز السياسة العامة مع 1002 من المشاهدين فوجد أن 51 في المئة من الناخبين يرون تفوق هيلاري، و40 في المئة يرون ترامب هو الفائز، بينما 9 في المئة لم يحددوا موقفهم.
ووصف ساسة ووسائل إعلام في الولايات المتحدة المناظرة التلفزيونية الأولى، وكما نقلت بعض المصادر بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بالـ"نارية". وربما كان ذلك، لأنها جاءت في وقت عصيب، يتهم فيه كل منهما الآخر بأنه لا يصلح لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الوقت الذي قالت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" إن المناظرة كشفت نقاط ضعف كل منهما أمام الآخر وأمام الشعب الأمريكي، فإن وسائل الإعلام هنا لعبت دوراً مهما في الضغط على ترامب لمصلحة كلينتون.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، فإن "كلينتون لم تكن في أحسن حالاتها في المناظرة، وفي بعض الحالات بدت كأنها أفرطت في التمرين. إذ كانت إجابتها عن العلاقات العرقية فيها الكثير من العقل والقليل جداً من العاطفة. وبالرغم من ذلك كانت أفضل بكثير من ترامب، وكانت كما هو متوقع، مستعدة للمناظرة واستخدمت سلسلة من الحقائق والأرقام لا للدفاع عن قضيتها فحسب، وإنما أيضاً لانتقاد ترامب". وأضافت الصحيفة أن كلينتون برعت في توبيخ خصمها في شأن الضرائب، وكان هجومها مؤثراً. وفيما يتعلق بنقطة ضعفها الكبرى، وهي استخدام بريدها الإلكتروني الخاص في وزارة الخارجية، فقد تجاوزت الأمر بسهولة، مقدمة اعتذاراً كاملاً، وتابعت المناظرة من دون ضجة كبيرة وكان هذا عملياً فوز لها على كل الجبهات".وقالت "واشنطن بوست" في افتتاحيتها: "ترامب لم يبد مستعداً بما فيه الكفاية لهذه المناظرة، فقد ظهر وهو قد عانى في التعامل مع أسئلة كان عليه أن يعرف أنها ستطرح عليه، من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن أياً من الطرفين لم يخسر قاعدته من المؤيدين بسبب أدائه، لكنها أوضحت أن المترددين لم يحسموا أمرهم بعد. وكتب المحللون السياسيون في الصحيفة كاثلين ديكر، وديفيد لوتير ودويل مكمانوس مقالاً تحليلياً جاء فيه أن ترامب سخر بلطف من بقاء كلينتون في المنزل خلال الفترة التي سبقت المناظرة، لكن نتائج أدائها أظهرت لماذا فعلت ذلك؛ مؤكدة أن كلينتون كانت أفضل إعداداً، وسعت لإيضاح ما ستفعله في حال فوزها من أجل إعطاء الناس أجندة إيجابية للنظر فيها".
بدورها، علقت مجلة "فورين بوليسي" على المناظرة بالقول: "يجب على كلا المرشحين أن يركزا على موضوع الديمقراطية ومخاطبة مخاوف الناس من الكثير من الأمور التي تعكر صفو حياتهم فيما إذا أراد ترامب أو كلينتون الفوز. فالمناظرة الأولى ليست نهاية المطاف، ولن تقدم الكثير من الانطباع لدى الناخب الأمريكي، لأن الكثيرين منهم يحملون انطباعاً أولياً عمن سيمثلهم في المرحلة المقبلة." أما صحيفة "واشنطن تايمز فقالت إن "الخلاف الذي ظهر بين ترامب وكلينتون في المناظرة هو ما يبين حقيقة الخلاف بين الناخبين الأمريكيين ورؤيتهم للأمور وكيفية تسييرها في بلادهم. فالخلاف كان حاداً ونارياً، وقد يتحول الخلاف بينهما في المناظرتين المقبلتين الى أكثر من ذلك؛ ما يعكس أن هناك توجهين رئيسين في الولايات المتحدة: توجه مع إصلاح النظام الداخلي، وتوجه مع إعطاء أولوية للعلاقات مع الدول الأخرى.
ترامب يتعثر
في هذا الشأن وقف دونالد ترامب الذي يصور نفسه على أنه المرشح المناهض للمؤسسة القديمة على مسرح المناظرة الرئاسية محاولا توصيل رسالته للجمهور بضرورة إجراء تغيير سياسي شامل والفوز بتأييد ملايين الناخبين الذين لم يحسموا آراءهم حتى الآن. غير أن ترامب المرشح الجمهوري بدا عاجزا عن الاستفادة من الفرصة التي سنحت له أمام جمهور شاشات التلفزيون الذي ذكرت بعض التقديرات أن عدده بلغ 100 مليون مشاهد. وبدلا من أن يقدم نفسه كعامل من عوامل التغيير أمضى ترامب معظم فترات المناظرة في تبادل إهانات شخصية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وسلط ذلك الضوء على المفارقة التي لازمت حملة ترامب الانتخابية. إذ تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين يتوقون للتغيير وأن غالبيتهم يعتقدون أن البلاد تسير في الطريق الخطأ. غير أن رعونة شخصية ترامب ونزوعه للمشاكسة وإثارة النزاعات أضعف رسالته في بعض الأحيان. وبدأ ترامب المناظرة بداية قوية والتزم بالفكرة الرئيسية التي دارت حولها حملته الانتخابية وتتمثل في تآكل الوظائف في قطاع التصنيع. لكنه سرعان ما فقد رباطة جأشه خاصة عندما شككت كلينتون في نجاحه في أعماله ورفضه الكشف عن إيراداته الخاضغة للضرائب واتهمته بالعنصرية والتعصب للرجال على حساب النساء.
ويصور ترامب في رسالته صورة قاتمة للولايات المتحدة إذ تتفوق عليها الصين في التجارة جورا ويتواصل فيها نزيف الوظائف لصالح المكسيك وتعاني من عصابات تهريب المهاجرين التي تجوب الشوارع في "منطقة حرب" بالمدن الداخلية وترتكب الجرائم. وقال ناخب لم يحسم رأيه من بويز بولاية أيداهو ويدعي روبرت آدمز إنه يعتقد أن رأي ترامب المتشائم في أمريكا رأي صحيح. وأضاف "أعتقد أن المدن الكبرى هي الجحيم." غير أنه بعد المناظرة رأى في المرشحين ترامب قطب صناعة العقار ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كلينتون خيارا "محزنا" للناخبين الأمريكيين وأنه يميل لمرشح التحرريين جاري جونسون.
ويظهر استطلاع للرأي أن الناخبين في حالة اكتئاب وأن 64 في المئة من الامريكيين يعتقدون أن البلاد تسير في طريق خاطيء. ويشمل هذا الرقم 87 في المئة من الجمهوريين و44 في المئة من الديمقراطيين. وعندما طلب من الناخبين اختيار أول كلمة تخطر على بالهم عندما يفكرون في بلادهم كانت أكثر الكلمات شيوعا "الإحباط" وتلاها "الخوف" ثم "الغضب". وجاءت واحدة من أقوى اللحظات التي ميزت مواقف ترامب في مناظرة عندما وصف كلينتون العضو السابق في مجلس الشيوخ بأنها "من الساسة العاديين" واتهمها بأنها لم تنجز شيئا خلال السنوات التي قضتها في الكونجرس والحكومة.
ومع تطلع الناخبين للتغيير تجد كلينتون نفسها مكبلة بسجل أعمالها الطويل وارتباطها الوثيق بإدارة أوباما. وبدلا من اقتراح تغيير سياسي شامل تعرض كلينتون رؤية لبلد يسير في الطريق الصحيح وإن كان بحاجة لبعض التغييرات لمعالجة اختلالات الدخل ولخلق الوظائف. وكان لرؤيتها الأكثر تفاؤلا أثرها على ناخبة أخرى لم تحسم رأيها وتدعى نانسي ويلهايت (61 عاما) من بورتلاند بولاية أوريجون إذا قالت "تبدو أكثر اتصالا بالواقع في نظري." وأوضح استطلاع أن نحو نصف الناخبين المحتملين في الولايات المتحدة يتطلعون للمناظرة لمساعدتهم في اختيار أحد المرشحين بصفة نهائية. بحسب رويترز.
وقال رون بونجين خبير الاستراتيجية بالحزب الجمهوري في واشنطن إن أداء ترامب في المناظرة سيطرح أسئلة في أذهان كثير من الناخبين الذين لم يحسموا آراءهم بعد فيما يتعلق بقدرته على قيادة البلاد. وقال بونجين "على دونالد ترامب إقناعهم بأنه سيكون بديلا آمنا وأعتقد أن مدى نجاحه في ذلك محل أخذ ورد." وقال كريستوفر ديفاين أستاذ العلوم السياسية بجامعة دايتون في أوهايو إن رسالة ترامب ضاعت في بعض الأحيان وسط الإغراق في مبالغات استدعت ردودا ساخرة من جانب كلينتون. وأضاف "فهو يحدد مشكلة يشعر الناس بالقلق حيالها لكنه في حماسه لإثبات وجهة نظره يتجاوز الحد ويطلق إدعاءات لا تستقيم. وعند هذه النقطة تفقد فعاليتها."
مناظرة رائعة
الى جانب ذلك قالت كلينتون (68 عاما) لمؤيديها بعد المناظرة "هل يساوركم شعور جيد الليلة؟ بالنسبة لي نعم. قدمنا مناظرة رائعة." وأعلن ترامب (70 عاما) فوزه للصحفيين في موقع المناظرة. وسعت المرشحة الديمقراطية دون هوادة لإثارة التساؤلات بشأن مزاج خصمها ومهارته ومعرفته في مجال الأعمال. واستغل ترامب الكثير من الوقت المخصص له أثناء المناظرة في القول إن كلينتون السيدة الأولى ووزيرة الخارجية السابقة لم تحقق الكثير في الحياة العامة وتريد مواصلة السياسات التي بدأها الرئيس باراك أوباما وأخفقت في تدعيم الطبقة الوسطى المبعثرة مع فقدان الوظائف لصالح التعهيد والمبالغة في التشريعات المنظمة للأعمال.
وأشار ترامب إلى أن تنصل كلينتون من اتفاق تجاري مع الدول الآسيوية لم يكن صادقا. وأضاف أن إدارتها لاتفاق نووي مع إيران وعنف تنظيم داعش كانت كارثية. وفي إحدى المناقشات الحامية بين المرشحين اتهمت كلينتون ترامب بترويج "كذبة عنصرية" بإشارته إلى أن أوباما أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي لم يولد في الولايات المتحدة. وكان أوباما المولود في هاواي قد نشر في 2011 نسخة تفصيلية من شهادة ميلاده لوضع حد للجدل. ولم يقل ترامب علنا إنه يصدق أن أوباما ولد في أمريكا إلا في الشهر الحالي.
وقالت كلينتون "لقد بدأ هو (ترامب) في الحقيقة نشاطه السياسي استنادا إلى هذه الكذبة العنصرية القائلة بأن أول رئيس أسود لنا ليس مواطنا أمريكيا. لم يكن هناك بالقطع أي دليل على هذا. لكنه أصر. أصر عاما بعد عام." وكرر ترامب اتهامه بأن حملة كلينتون لانتخابات الرئاسة أمام أوباما في 2008 هي التي بدأت ما سميت قضية "بيرثر" حول مكان ولادة الرئيس. وقال ترامب "لم يكن أحد يطالب بها.. لم يكن أحد يأبه كثيرا بشأنها... كنت أنا من دفعه لإخراج شهادة الميلاد وأعتقد أنني أبليت بلاء حسنا."
وفي محاولة لإثارة حنق ترامب قالت كلينتون إن المرشح الجمهوري يرفض الكشف عن دخله الخاضع للضرائب حتى لا يظهر للأمريكيين أنه لم يدفع شيئا يذكر للضرائب الاتحادية أو أنه ليس ثريا كما يقول. وقالت "لابد أنه يحاول إخفاء أمر مهم للغاية بل رهيب." ورد ترامب بالقول إن دفع القليل من الضرائب أمر مهم بالنسبة له كرجل أعمال. وقال "هذا يجعلني ذكيا." وأضاف "لدي دخل هائل" مشيرا إلى أن الوقت قد حان ليتولى إدارة البلاد شخص لديه دراية بأمور المال.
لكن كلينتون أول امرأة تفوز بترشيح أحد الحزبين الكبيرين بالولايات المتحدة أثارت غضب ترامب عندما تطرقت إلى الإهانات التي وجهها في الماضي للنساء. وقالت "إنه يحب مسابقات الجمال ويدعمها ويحضرها وسخر منها بوصفها ميس بيجي ثم بوصفها ملكة جمال ربات البيوت." وخلال المناظرة ألمح ترامب إلى أنه يود أن يقول شيئا لكنه أحجم عن ذلك. وقال للصحفيين فيما بعد إنه فكر في إثارة الفضيحة الجنسية للرئيس السابق بيل كلينتون زوج المرشحة الديمقراطية والذي حضر المناظرة مع ابنتهما تشيلسي. وأضاف "كنت سأقول شيئا قاسيا جدا لهيلاري وأسرتها وقلت لا يمكنني فعل ذلك. لا يمكنني فحسب. إنه أمر غير لائق وغير جيد."
وارتدت كلينتون سترة حمراء اللون بينما ارتدى ترامب (70 عاما) سترة سوداء ورابطة عنق زرقاء. ونادته هي باسم ترامب بينما ناداها هو الوزيرة كلينتون أغلب فترات المناظرة قبل أن يتحول إلى مناداتها باسمها الأول. وقرب نهاية المناظرة قال ترامب إن كلينتون "لا تملك القدرة على التحمل لتكون رئيسا" لكنه لم يتطرق إلى وعكتها الصحية والالتهاب الرئوي الذي أصابها. وأضاف "لا تملك المظهر ولا تملك القدرة على التحمل." بحسب رويترز.
لكن كلينتون ردت بالقول "ما إن يسافر إلى 112 بلدا ويتفاوض على اتفاق سلام ووقف لإطلاق النار وإطلاق سراح معارضين ... أو حتى يمضى 11 ساعة في الشهادة أمام لجنة بالكونجرس.. يمكنه حينها أن يتحدث معي عن القدرة على التحمل." وقالت "لدي شعور بأنني سألام على كل شيء." ورد ترامب بحسم "لم لا؟" ولم توجه الدعوة لمرشحين آخرين للرئاسة - هما جاري جونسون من حزب التحرريين وجيل ستاين من حزب الخضر - للمشاركة في المناظرة لأن كلا منهما لم يتمكن من الحصول على 15 بالمئة على الأقل في استطلاعات الرأي الوطنية وهي النسبة اللازمة للتأهل للمشاركة.
أداء كلينتون
على صعيد متصل رحبت الأسواق المالية العالمية بأداء المرشحة الديموقراطية إلى الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون خلال أول مناظرة رئاسية، إذ شهدت الأسهم والعملات ذات المخاطر العالية تحسنا بعدما أعتبر مستثمرون أنها تقدمت على منافسها الجمهوري دونالد ترامب. وانعكس تفوق كلينتون على منافسها في مناظرة استمرت 90 دقيقة، ايجابا في أبرز الاسواق الآسيوية، فيما شهدت أسواق أخرى نشاطا ملحوظا بعد تراجعات سابقة. وأقفلت سوق طوكيو بارتفاع ب0,8% في تحول واضح للنمط بالمقارنة مع الافتتاح على تراجع، فيما استعادت سوق سيدني النشاط بعد تراجع أولي.
وافتتحت بورصة هونغ كونغ تعاملاتها بارتفاع 0,5 في المئة، غبر أنها قفزت في فترة بعد الظهر لتقفل على ارتفاع بأكثر من من واحد في المئة. كما أقفلت بورصة شنغهاي على ارتفاع بـ0,6 في المئة بعد ضبابية خلال النهار. وجاء أداء سيول وبانكوك وسنغافورة ايجابيا ايضا. وعلق مايكل ماكارثي المحلل لدى "سي ام سي ماركس" لوكالة بلومبورغ نيوز قائلا إن "مستقبل الولايات المتحدة أصبح أكثر وضوحا بعد المناظرة وأعتقد أن هذا أحد العوامل" لانتعاش الأسواق الآسيوية. وأضاف "على الصعيد السياسي، لا شك في تقدم كلينتون لجهة النبرة والحضور. هذا تقييمي حتى الان".
على صعيد العملات الأجنبية، سجل الين العملة الملاذ تراجعا، بينما تحسنت عملات الاسواق الناشئة وغيرها من العملات اذ كان المستثمرون اكثر اطمئنانا ازاء العملات ذات المخاطر. كما تحسن البيزو المكسيكي بعدما تراجع بشكل قياسي وارتفع نحو 2 في المئة ليصل إلى 19,4391 في مقابل الدولار. وشهدت العملة المكسيكية تراجعا قبل المناظرة، نظرا إلى المخاوف من أن رئاسة ترامب قد تؤثر على العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدولة الجارة. بحسب بحسب فرانس برس.
وفي هذا السياق، قال رئيس الأبحاث الإقليمية في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية في سنغافورة كون غوه إنه "نظرا إلى أن البيزو المكسيكي كان العملة الأكثر حساسية لنتائج الانتخابات الأميركية، عاد إلى الصدارة مع رد فعل الأسواق المالية على المناظرة". وافق أنغوس نيكولسون، المحلل لدى "آي جي ليمتد" في ملبورن، على أن التغير السريع في الأسواق قد يكون انعكاسا للأداء الجيد لكلينتون. وأضاف في حديثه لوكالة بلومبرغ أن "ترامب يعتبر إلى حد كبير عاملا سلبيا للاسواق. وبالتأكيد فإن أداءه السيء في المناظرة سيعيد طمأنة الكثير من المستثمرين. لكن الوقت لا يزال مبكرا بعد".
ترامب وداعش
في السياق ذاته اتهمت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون منافسها الجمهوري دونالد ترامب بمساعدة متشددي تنظيم داعش في تجنيد المزيد من المقاتلين مع احتلال انفجارات قنابل في نيويورك ونيوجيزي موقع الصدارة في الحملة الانتخابية للمرشحين. وحاول كل من كلينتون وترامب استغلال الهجمات لاستعراض أوراق اعتمادهما في مجال الأمن القومي مع تجمع زعماء العالم وسط إجراءات أمنية مشددة في نيويورك لحضور الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحثت كلينتون في حديثها للصحفيين في وايت بلينز في نيويورك الأمريكيين على الهدوء واليقظة في نفس الوقت. واتهمت حملة ترامب في بيان البيت الأبيض بالتهوين من الخطر الذي يمثله تنظيم داعش. وجاء بيان الحملة في أعقاب وقائع انفجار القنابل والعديد من حوادث الطعن في وسط مينيسوتا مع اقتراب انتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني. وفي أخطر تلك الوقائع انفجرت قنبلة في ضاحية تشيلسي بمدينة نيويورك يوم السبت مما أدى إلى إصابة 29 شخصا والعثور على عبوة ناسفة أخرى على مسافة قريبة. وفي وقت سابق انفجرت قنبلة أنبوبية في سيسايد بارك في نيوجيرزي على مسافة أبعد إلى الجنوب. وجرى العثور على ست عبوات ناسفة أخرى في منطقة إليزابيث في نيوجيرزي إلى الغرب مباشرة من نيويورك.
وأصابت الوقائع التي حدثت بعد أيام من إحياء الذكرى الخامسة عشرة لهجمات 11 سبتمبر أيلول 2011 أكثر المدن الأمريكية سكانا بحالة من التوتر. وفي واقعة أخرى طعن رجل تسعة أشخاص في مركز تجاري بوسط مينيسوتا يوم السبت قبل أن يرديه شرطي في غير وقت خدمته قتيلا بالرصاص. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم واصفا الرجل بأنه "جندي" وقال مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) إنه يحقق في احتمال أن يكون الهجوم عملا إرهابيا. ولم يتسن لرويترز التحقق من إعلان المسؤولية.
واستشهدت كلينتون بتعليقات من المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) مايكل هايدن قال فيها إن متشددي داعش يستخدمون خطاب ترامب لاجتذاب المقاتلين. ونقلت عن هايدن قوله إن منافسها ضابط تجنيد للإرهابيين. ودعا ترامب أغلب فترات العام الماضي إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وفي 31 أغسطس آب قال إنه سيقوم إذا انتخب بوقف الهجرة من "أماكن مثل سوريا وليبيا" وسيأمر بوضع قائمة من المناطق والدول التي "يجب وقف الهجرة منها لحين وضع آليات تجقق مؤكدة وفعاله." بحسب رويترز.
وقالت كلينتون أن كلمات ترامب تساعد داعش لأنها تريد تجنيد المزيد من المقاتلين لقضيتها "بتحويلها إلى صراع ديني...هم يحاولون تحويل هذا إلى حرب ضد الإسلام." وردت حملة ترامب بالقول إنها تتحمل قدرا من المسؤولية عن العنف بعدم إقناع الرئيس الديمقراطي أوباما بترك قوة من الجنود الأمريكيين في العراق عندما كانت وزيرة خارجيته. وقال جيسون ميلر المتحدث باسم ترامب في بيان "تعليقات هيلاري كلينتون التي اتهمت فيها السيد ترامب بالخيانة لا يمكنها تصورها فحسب ولكنها أيضا محاولة لصرف الانتباه عن سجلها الرهيب فيما يتعلق بتنظيم داعش. إذا كانت كلينتون تريد حقا أن تجد السبب الرئيسي لوجود داعش فإنها بحاجة لأن تنظر نظرة طويلة ومتفحصة في المرآة."
اضف تعليق