q

السباق من أجل الوصول للبيت الأبيض ورئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ما يزال مستمرا ويحمل الكثير من المفاجآت والمتغيرات غير المتوقعة التي قد تسهم بقلب النتائج، خصوصا مع تصاعد لهجة التسقيط والاتهامات المتبادلة بين كل من دونالد ترمب وهيلاري كلينتون، وهو ما اسهم في حدوث تغيرات مهمة وكبيرة في استطلاعات الرأي، التي يمكن من خلالها تحديد شعبية وتقدم اي مرشح نحو البيت الأبيض.

ويرى بعض المراقبين وكما نقلت بعض المصادر، ان استطلاعات الرأي المتغيرة ليست اساسا في تحديد من سيكون وريث القادم للرئيس الامريكي باراك أوباما، فهناك مؤهلات مهمة يجب على الرئاسة الأمريكية ان يتمتع بها، منها الخبرة السياسية والكفاءة والخطابة التي تكون عاملا اساسيا في استقطاب الناخبين فضلا عن المال السياسي والتغطية الإعلامية. ويبدو أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2016 هي الأشرس في سباقات الرئاسة؛ إذ إن أي حدث أمريكي أو عالمي قد يقلب الموازين.

وفيما يخص اخر التطورات فقد اشار استطلاع راي جديد الى ان شعبية هيلاري كلينتون تهاوت الى مستوى قياسي حيث باتت تقريبا مكروهة بمستوى دونالد ترامب لدى الناخب الاميركي. ومع انها لا تزال في المقدمة في استطلاعات الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، فان المرشحة الديموقراطية نالت 59 بالمئة من الآراء المعارضة لها بين الناخبين المسجلين مقابل 60 بالمئة لمنافسها الجمهوري، بحسب استطلاع واشنطن بوست وايه بي سي نيوز. وتحظى كلينتون بنسبة تاييد تبلغ 38 بالمئة مقابل 37 بالمئة لترامب.

وعلى اجمالي الراشدين الاميركيين تحصل هيلاري كلينتون على نسبة رفض تبلغ 56 بالمئة ونسبة تاييد تبلغ 41 بالمئة. ويمثل ذلك تراجعا بست نقاط في ثلاثة اسابيع واسوا نتيجة لها خلال ربع قرن من الحياة العامة. غير ان ترامب ورغم تعزز موقفه، فان نتيجته اسوا منها وهو منذ فترة مكروه اكثر منها. وحصل على 63 بالمئة من الاصوات الرافضة له مقابل 35 بالمئة من الاصوات المؤيدة. لكن كانت نتيجته اسوا في حزيران/يونيو (70 بالمئة ضده و29 بالمئة معه).

وكلينتون وترامب هما تاريخيا اكثر مرشحين للرئاسة مكروهين لدى الناخب الاميركي. وقبلهما كان جورج دبليو بوش اكثر مرشح مكروه في تاريخ الانتخابات الرئاسية في 1992 بنسبة 53 بالمئة، بحسب الاستطلاع. وبعد مؤتمر الحزب الديموقراطي ارتفعت نتيجة هيلاري كلينتون لفترة وجيزة الى 48 بالمئة من الاصوات المؤيدة، لكن مسالة ادارة بريدها الالكتروني حين كانت وزيرة للخارجية وايضا ما دار عن علاقاتها بمؤسسة كلينتون التي يتهمها ترامب بانتظام بالفساد، عكست اتجاهها التصاعدي.

والامر المثير للقلق لدى كلينتون هو ان الارقام في تراجع بين الفئات التي كانت شديدة التاييد لها. فعند الناخبات تراجعت من 54 بالمئة الى 45 بالمئة وبين ذوي الاصول الاسبانية تراجعت من 71 بالمئة الى 55 بالمئة، بحسب الاستطلاع. وقبل 68 يوما من الانتخابات الرئاسية تبقى هيلاري كلينتون متقدمة بخمس نقاط على دونالد ترامب جامعة 42 بالمئة من نوايا التصويت مقابل 37 بالمئة، وفق معدل استطلاعات راي اعدتها مؤسسة "ريل كلير بوليتكس".

هدف جديد

على صعيد متصل باتت صحة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون مجالا جديدا لهجمات فريق خصمها الجمهوري دونالد ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية ولا يتردد البعض في عرض فرضيات مؤامرة مدهشة تنتشر على الانترنت بهذا الصدد. وردد ترامب مرارا في الايام الاخيرة اثناء تجمعات انتخابية ان منافسته لا تملك "الطاقة الجسدية والذهنية على الصمود" لتكون رئيسة، مع العلم ان كلينتون (68 عاما) تقوم برحلات وجولات بشكل متواصل منذ اشهر. وفي حين قضت قسما كبيرا من عطلة نهاية الاسبوع تجمع تبرعات، كتب المرشح الجمهوري على تويتر "اين هيلاري؟ انها نائمة".

وقام البعض في اوساط ترامب بالمزايدة اكثر وقال رودي جولياني رئيس بلدية نيويورك السابق لشبكة "فوكس نيوز" "اعتقد ان هيلاري متعبة. تبدو مريضة". وكان اكد في اليوم السابق ان "الصحافة لم تذكر بعض اعراض المرض لديها" مضيفا للشبكة التلفزيونية ذاتها "يكفي الدخول الى الانترنت (...) ادخلوا الى الانترنت واكتبوا كلمات هيلاري كليتنون مرض، وانظروا الى مقاطع الفيديو".

وكانت المتحدثة باسم حملة المرشح الجمهوري كاترينا بيرسون ذكرت اصابة كلينتون بـ"اعاقة في التعبير اللغوي" معتبرة انها "تاخذ الكثير من وقت الفراغ خلال الحملة". لكن طبيبة المرشحة الخاصة ليزا بارداك اكدت ان هيلاري كلينتون "بوضع جسدي ممتاز وقادرة على الخدمة كرئيسة للولايات المتحدة"، مشددة بصورة خاصة على انها لا تعاني من اي تبعات نتيجة اصابتها بارتجاج في الدماغ في نهاية 2012.

ونشرت شبكة "فوكس" تصريح جولياني على تويتر، حيث انضم الى صور تظهر كلينتون بوجه متعب او شاحبة، وكذلك مقطعا تهز فيه رأسها عدة مرات بشكل غريب. ولم يتردد بعض معارضيها في التحدث عن اصابتها بمرض باركينسون او بالصرع او حتى باضطرابات في الجهاز العصبي، مشيرين في بعض الاحيان الى عارض الارتجاج في الدماغ، وهم يرون في كل ما تفعل تاكيدا لنظرياتهم، سواء تعثرت وهي تمشي، او سعلت او جلست للحظة. وانضم موقع "برايبارت" المحافظ الذي عين رئيسه ستيف بانون مؤخرا مديرا عاما لحملة ترامب، الى هذه الشائعات ليؤكد في نهاية الاسبوع ان "صحة كلينتون تتحول الى مسالة كبرى في الحملة".

ورأى ان رسالة طبيبتها العام الماضي لم تكن سوى "واجهة". وكانت الطبيبة ليزا بارداك اكدت في تموز/يوليو 2015 ان هيلاري كلينتون في "حالة جسدية ممتازة" وهو ما كررته مؤخرا نافية الشائعات. واصيبت كلينتون في نهاية 2012 حين كانت لا تزال وزيرة للخارجية بفيروس معوي، واجتفاف، ثم ارتجاج في الدماغ بعدما اغمي عليها. وذكرت بارداك في رسالتها بانه تم الكشف عن كتلة دم متخثرة بين الدماغ والجمجمة وان هيلاري كلينتون بقيت لبضعة اسابيع تعاني من رؤية مزدوجة. لكنها اكدت ان كشفا طبيا روتينيا عام 2013 "اظهر زوال جميع مفاعيل الارتجاج بصورة كاملة، وذوبانا تاما لكتلة الدم المتخثرة". بحسب فرانس برس.

وقالت جان زينو الخبيرة السياسية في معهد "ايونا كولدج" في نيويورك ان مسالة صحة المرشحين للرئاسة مسالة "جدية وطبيعية. يريد الجميع التثبت من ان الشخص الذي يصوتون له قادر على انجاز العمل". وما يزيد من اهمية هذه المسالة ان دونالد ترامب (70 عاما) سيكون في حال انتخابه الرئيس الاكبر سنا الذي يدخل البيت الابيض، وان هيلاري كلينتون ستكون ثاني اكبر الرؤساء سنا بعد رونالد ريغان الذي كان عمره 69 عاما و11 شهرا عند دخوله البيت الابيض. لكنها رأت ان الهجمات حول صحة كلينتون لن تضر بها كثيرا ما لم يحصل اي عارض مفاجئ خطير. واوضحت "من الصعب القول بموضوعية ان ايا منهما يفتقر الى الطاقة على الصمود" مضيفة "لكن ذلك يسمح بالتصدي لمسالة الضرائب" في اشارة الى الجدل حول رفض ترامب نشر بيان مداخيله.

مؤسسة كلينتون الخيرية

من جانب اخر دعا المرشح الجمهوري دونالد ترامب المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون وزوجها الى اغلاق المؤسسة الخيرية المعروفة باسم مؤسسة كلينتون التي جمعت قرابة ملياري دولار منذ تأسيسها، ووصف منافسته في الانتخابات الرئاسية بانها امراة فاسدة ومرتشية. واضاف في بيان ان عائلة "كلينتون امضت عقودا في ملء جيوبها من خلال رعايتها المانحين بدلا من الأميركيين. من الواضح الآن ان مؤسسة كلينتون هي الاكثر فسادا في التاريخ السياسي". وتابع "يجب اغلاقها على الفور".

كما دعا المؤسسة خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الى "اعادة التبرعات للدول التي تمارس التمييز ضد المرأة ومثليي الجنس وغيرهم"، في اشارة الى السعودية وغيرها من الدول التي دفعت ملايين الدولارات للمؤسسة طوال السنوات التي تولت خلالها كلينتون وزارة الخارجية (2009-2013). وجمعت مؤسسة كلينتون التي أسسها الرئيس الديموقراطي السابق فور مغادرته البيت الابيض عام 2001 الاموال في الولايات المتحدة وخارجها، من الافراد والشركات والدول، ما مجموعه 218 مليون دولار عام 2014.

وقد اثارت هذه التبرعات تساؤلات حول احتمال تضارب المصالح عندما كان للمانحين ايضا مصالح للدفاع عنها امام وزارة الخارجية عندما كانت تتولاها هيلاري كلينتون. وتم اعتماد اجراءات مراقبة لكن ذلك لم يمنع بعض التبرعات من الافلات من الضوابط التي كان يفترض ان تمارسها الحكومة. كما تم العثور على رسائل مؤخرا من مقرب من بيل كلينتون في المؤسسة يسال فيها اثنان من المقربين من هيلاري عندما كانت وزيرة للخارجية ان يستقبل دبلوماسي اميركي في بيروت الملياردير اللبناني النيجيري جيلبير شاغوري، احد المانحين للمؤسسة. بحسب فرانس برس.

واعلن بيل كلينتون انه في حالة فوز زوجته في الانتخابات، فان المؤسسة ستتوقف عن قبول تبرعات من الخارج او من الشركات مؤكدا انه سيستقيل من ادارتها. وجدد روبي موك مدير الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون القول ان المؤسسة كانت تقدم العلاج لمكافحة الايدز الى اكثر من 10 ملايين شخص، كما انها خفضت تكاليف الادوية ضد الملاريا بنسبة 90%. واضاف لشبكة سي ان ان "اعلنت المؤسسة انها مستعدة، اذا انتخبت هيلاري رئيسا، لاتخاذ اجراءات غير مسبوقة من حيث الشفافية".

البرنامج الاقتصادي لترامب

في السياق ذاته هاجمت المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الاميركية هيلاري كلينتون البرنامج الاقتصادي لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، معتبرة ان اقتراحاته الضريبية تصب في الدرجة الاولى في مصلحة الاثرياء. ودافعت كلينتون ايضا عن المصالح التجارية للولايات المتحدة في مواجهة دول منافسة مثل الصين، علما بان المرشح الجمهوري ركز على التنديد باتفاقات التبادل الحر لاجتذاب العمال البيض الذين اضرت بهم العولمة.

وقالت كلينتون في وورن قرب ديترويت في ميشيغن حيث عرض ترامب خطته لخفض الضرائب، "هناك اسطورة مفادها انه سيستهدف الاثرياء والاقوياء لانه سيكون المدافع عن الفقراء. لا تصدقوا كلمة من ذلك". واضافت ان ترامب "سيمنح هدايا ضريبية بالاف مليارات الدولارات للشركات الكبيرة والاثرياء ومن يديرون وول ستريت"، معتبرة ان خطته "اعدت للاثرياء مثله". وتريد كلينتون في المقابل زيادة الضرائب على الاكثر ثراء.

لكن المرشحة الديموقراطية تعلم بان موقفها ضعيف وخصوصا في المناطق الصناعية القديمة انطلاقا من موقفها حيال التبادل الحر. وكان زوجها بيل وقع اتفاق التبادل الحر في اميركا الشمالية العام 1993 والذي يثير استياء كبيرا في عدد من المناطق. ورغم انها رفضت في تشرين الاول/اكتوبر الفائت الشراكة عبر المحيط الهادىء التي تفاوض باراك اوباما في شانها مع احد عشر بلدا، الا ان بعض اليساريين اخذوا عليها انها دافعت عن هذا الاتفاق في مراحل التفاوض. بحسب فرانس برس.

وهذا ما دفعها الى تبني لهجة شديدة حيال البلدان التي "تحاول استغلال الشركات والعمال الاميركيين"، لافتة خصوصا الى الصين. وقالت "حين تنتهك بلدان القواعد، لن نتردد في فرض تعرفات جمركية محددة الهدف". وبالنسبة الى الشراكة عبر المحيط الهادىء اوردت "انا اعارضها اليوم، ساعارضها بعد الانتخابات وبوصفي رئيسة". من جهته، كرر ترامب الخميس ان الاتفاق المذكور هو "اسوأ اتفاق تجاري يمكن ان يوقعه بلد في العالم".

تصرف مقصود

من جانب اخر فإذا لم تسمع الكثير عن رأي المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون في سلسلة من التصريحات الجدلية التي أطلقها منافسها الجمهوري دونالد ترامب وتسببت في تغطية على مدار الساعة في المحطات الإخبارية فهناك سبب لذلك وهو أنه تصرف مقصود. ومنذ أصبحت كلينتون المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي قامت بجولات في مصانع ألعاب وزارت صانعي ربطات العنق وعرجت على عيادات الصحة العامة وفي كل تلك المناسبات إذا ذكرت ترامب أصلا فهي عادة ما تذكره لتوضيح الفارق بين سياساتهما.

وإدانتها الحادة خلال تجمع لحملتها لتصريحات ترامب التي قال فيها إن المدافعين عن الحق في حمل الأسلحة يمكنهم منعها من ترشيح قضاة ليبراليين في المحكمة العليا الأمريكية هو مثال نادر لذكرها ترامب صراحة خلال السباق للبيت الأبيض لعام 2016. ويقول مساعدو كلينتون إن استراتيجيتها بسيطة وهي "دع ترامب يكون ترامب". واجه ترامب عثرات تفوق كثيرا أثر تصريحاته بشأن المدافعين عن حقوق حمل الأسلحة والتي اتهم وسائل الإعلام بعدما قالها بأنها أساءت تفسيرها عمدا.

فقد اختلف مع قادة في حزبه وتشاحن مع والدي جندي أمريكي مسلم قتل في العراق واتهم كلينتون التي كانت وزيرة خارجية سابقة والرئيس باراك أوباما بأنهما من "مؤسسي" تنظيم داعش. وقال إنه كان يسخر ويتهكم فحسب عندما قال ذلك التصريح الأخير. وقال بوب شروم الخبير الاستراتيجي في الحزب الديمقراطي والذي عمل مساعدا لمرشحي الرئاسة آل جور في عام 2000 وجون كيري في 2004 "هناك حكمة في السياسة وهي لا تمنع القطار من التحطم."

ويقول مستشارو كلينتون إنهم لا يرون فائدة تذكر من تتبعها لاتهامات ترامب الشخصية لها وهو الأمر الذي قد ينتج عنه اقتباسات رنانة لها تهيمن على محطات الأخبار. وهم سعداء أكثر بأنه متورط في الجدل بينما تركز كلينتون على السياسة. ورفضت حملة ترامب الإدلاء بتعليقات لتلك القصة لكن قطب العقارات اتهم وسائل الإعلام بالتحيز لصالح كلينتون. وأعاد نشر تغريدة كتبها أحد أنصاره على تويتر تقول إن "وسائل الإعلام الفاسدة" تهول عمدا من تصريحاته لمصلحة منافسته الديمقراطية.

وتراجع التأييد لترامب في استطلاعات الرأي وحثه قادة الحزب الجمهوري القلقون على التوقف عن الإدلاء بتصريحات نارية ارتجالية تتسبب في تغطية إعلامية موسعة وعادة ما تكون سلبية وتتسبب أيضا في تشتيت الجهود التي تحاول تسليط الضوء على ما يرونه نقاط ضعف عديدة لدى كلينتون. ويقول فورد أوكونيل وهو خبير استراتيجي جمهوري ومؤيد لترامب "إنه يجذب كل الانتباه له لكن على حساب نفسه". وأضاف إنه ليس من الكافي أن يهيمن ترامب على التغطية الإعلامية بل هو أيضا بحاجة "لكسبها في صفه".

ويتباهي ترامب بأن التغطية الإخبارية المكثفة التي يتسبب بها تعني إنه لا يحتاج لإنفاق مبالغ كبيرة على الإعلانات في حملته الانتخابية لكن المخضرمين في مضمار السياسة يقولون إنه يسرف في جذب الانتباه ويفوت فرصا للفوز بتأييد الناخبين الذين لم يقرروا من ينتخبون بعد. وعلى سبيل المثال أدلى ترامب بخطاب عن سياساته الاقتصادية كان الغرض منه مساعدة حملته على إعادة الزخم لها لكن الأمر تحول بسرعة إلى جدل بشأن تصريحاته المتعلقة بالمدافعين عن حقوق حمل السلاح.

وفي تلك الأثناء انشغلت كلينتون بالتودد لوسائل الإعلام المحلية في الولايات التي يجب أن تكسب تأييدها لتفوز بالرئاسة. وعادة تنتظر مجموعتها الصحفية القومية والتي نادرا ما تشكك في المرشحة لحين إجرائها لمقابلات مع وسائل الإعلام الإخبارية المحلية لتغطي حملتها. ولم تجر كلينتون الكثير من المقابلات في الآونة الأخيرة لوسائل إعلام قومية ونادرا ما تعقد مؤتمرات صحفية وهي استراتيجية يقول منتقدوها إنها محسوبة لتجنب إثارة أسئلة عن استخدامها لحساب بريد إلكتروني خاص خلال الفترة التي شغلت فيها منصب وزيرة الخارجية والعلاقة بين المؤسسة الخيرية لأسرتها (مؤسسة كلينتون) ووزارة الخارجية.

واعترفت كلينتون - التي تقول إنها أحد أكثر مرشحي الرئاسة شفافية في التاريخ - بأن استخدامها لخادم خاص للبريد الإلكتروني كان خطأ لكنها قالت إنها تعاملت مع كل المعلومات السرية بشكل ملائم. ونفت كلينتون أي صلات غير ملائمة بين مؤسسة عائلتها الخيرية ووزارة الخارجية. وفي المقابلات مع وسائل الإعلام المحلية من المرجح أكثر أن تواجه كلينتون أسئلة عن خلق فرص عمل والصحة العامة وزيادة الرواتب وهي من ضمن القضايا التي تحرص على مناقشتها في حملتها. بحسب رويترز.

وفي فلوريدا وهي ولاية محورية في معركة الرئاسة قال الجمهوري جاس كوربيلا إن التناقض بين التغطية المحلية لحملة كلينتون هناك وحملة ترامب كان صارخا. وقال "يبدو نهج حملة كلينتون أكثر انضباطا... التركيز في ذاك اليوم على حدث محدد هي تحضره وفي يوم آخر على رسالة محددة تريد إيصالها. بينما على جانب ترامب فالأمر المسيطر هو ما التصريح المجنون الذي قاله اليوم ورد الفعل عليه." وبعد زيارة كلينتون لأحد صناع ربطات العنق في كولورادو كان عنوان القصة الرئيسية على الصفحة الأولى لصحيفة دنفر بوست "كلينتون تتعهد بخلق ملايين الوظائف" وظهر ترامب أيضا على الصفحة الأولى لكن في قصة أصغر حجما تناولت "الحد من الخسائر" في حملته الانتخابية المضطربة.

اضف تعليق