الحرب في سوريا أصبحت اليوم وبعد التطورات الميدانية المهمة أكثر تعقيدا، بسبب تعدد اطراف الصراع والجهات الداعمة، التي تسعى الى تحقيق اهدفها ومصالحها الخاصة في هذا البلد كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا ان تقسيم سوريا ربما سيكون هور السيناريو الاخير في هذا الصراع، وبما يخدم مصالح بعض الدول خصوصا بعد التحركات العسكرية التركية في سوريا، والتي اعقبت تقدم القوات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية، التي سعت وفي ظل هذه التطورات الى المطالبة بضرورة التركيز على محاربة تنظظيم داعش الارهابي، وتجنب الدخول في حروب جانبية.
حيث شهدت الفترة الاخيرة حدوث معارك بين القوات التركية وبعض وحدات المعارضة من جهة وبين الوحدات الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، يضاف الى ذلك المعارك المستمرة مع القوات الحكومية، وهو ما قد يصب في مصلحة تنظيم داعش الذي قد يسعى الى اعادة ترتيب نفسة من جديد.
من جانب اخر يرى بعض المراقبين ان التطورات الاخيرة، ربما قد تكون سببا في خلق صراع اقليمي وحرب خطيرة ستكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة. وسوف يتأثر بها مباشرة ما لا يقل عن 50 مليون إنسان، كما انها ستعززقوة الجماعات المتطرفة خصوصا مع وجود اطراف ودول ضعيفة.وقد أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وكما نقلت بعض المصادر، أن التدخل الأجنبي الواسع دائما ما يؤدي إلى وجود دائرة مغلقة أمام حل الصراع، لا سيما وأن نهاية الحروب الأهلية تكون عندما تستنفد الأطراف جميعا قوتها، وهناك حقيقة واحدة في الحرب الأهلية في سوريا لم تتغير أنها أصبحت أمر محبط وأن كل من يحاول حلها عبر مؤتمرات السلام والتدخلات الخارجية، بما في ذلك التطور التركي، يصطدم بواقع يظهر معاناة السوريين، ويؤكد أن القادم أسوأ مما هو قائم الآن.
وأضافت الصحيفة أن البحث الأكاديمي في الحروب الأهلية يكشف لماذا استمر النزاع خلال الحرب في سوريا حتى الآن؟، حيث هناك بعض العوامل التي من شأنها مد الحرب وتصعيد العنف وجعل الأمر أكثر صعوبة إذا ما كانت هناك أي محاولة لوضع حد لها، خاصة في ظل توافر كل هذه العوامل في سوريا. ويعتبر البعض أن التدخل الأجنبي يهدف إلى وضع حد للحرب، لكنه في الحقيقة بدلا من ذلك، فإنه يؤدي بها إلى طريق مسدود، حيث يكثف العنف ذاته، ويغلق كل الطرق المعتادة للسلام، كما أن هناك حقيقة تؤكد أن الحرب في سوريا جارية بين العديد من الأطراف، لا تصعب مهمة إيجاد حل.
وأوضح البروفيسور باربرا والتر من جامعة سان دييغو، وهو متخصص في الحروب الأهلية، أن النزاعات على مر التاريخ كانت ديناميكية ومختلفة عن تلك التي تشهدها سوريا، كما أنه تنتهي معظم الحروب الأهلية عندما يفقد جانب واحد سواء هزم عسكريا، أو أنه يستنزف السلاح الذي في حوزته، أو فقدان الدعم الشعبي، وحينها يضطر إلى الاستسلام، حيث أن نحو ربع الحروب الأهلية تنتهي في اتفاق السلام، وليس لأن أحد الجانبين قد استنفد قوته، وهذا الشيء قد يحدث في سوريا. وشددت نيويورك تايمز على أن كل قوة أجنبية تدرك أنها لا يمكن أن تفوز، ولكن تخشى من انتصار الجانب الآخر وأن يكون الوضع لا يطاق، فالمملكة العربية السعودية وإيران، على سبيل المثال، وفرت لهما سوريا ساحة معركة في صراعهما من أجل الهيمنة الإقليمية، وحال خسارة أحد الطرفين فإن وجهة نظره تهدد الأنظمة الخاصة به والمتحالفة معه.
منع الخلافات
في هذا الشأن سارعت الولايات المتحدة لإقناع حلفائها المتناحرين- تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية- بتركيز نيرانهم على تنظيم داعش بدلا من محاربة بعضهم بعضا وذلك عقب اشتباكات تهدد بإحباط استراتيجية الحرب الأمريكية في سوريا. وشنت تركيا- التي طالما اعتبرت المسلحين الأكراد أكبر تهديد لأمنها- حملة كبيرة في شمال سوريا شملت مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تضم مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية.
وقالت تركيا إن هجوما صاروخيا من منطقة تسيطر عليها الوحدات تسبب في مقتل أحد الجنود الأتراك. وقالت أيضا إنها قتلت 25 مسلحا كرديا. وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع (البنتاجون) "ندعو الجانبين إلى ألا يتقاتلا وأن يواصلا التركيز على قتال تنظيم داعش. وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إن استمرار تركيا في استهداف قوات سوريا الديمقراطية- التي تضم أيضا مقاتلين من العرب- من شأنه تقويض جهود تكوين "جبهة موحدة" ضد التنظيم.
لكن خبراء يقولون إن الهجوم التركي كشف مجددا عن الأهداف المختلفة بشكل كبير والمتضاربة عادة لحلفاء أمريكا في الصراع السوري الذي يشمل أطرافا كثيرة منها داعش. ويثير الهجوم تساؤلات أيضا حول ما إذا كانت تركيا ستحاول إحباط أي تقدم كبير جديد لقوات سوريا الديمقراطية بعد أسابيع فقط من إشادة البنتاجون بانتصار تلك القوات على داعش في بلدة منبج على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية.
وأشار كارتر إلى عدم حدوث أي تغيير في الاستراتيجية الأمريكية وأكد على أن قوات سوريا الديمقراطية وتركيا حليفان مهمان في سوريا. ويأمل البنتاجون أن تتمكن القوات المدعومة من الولايات المتحدة في نهاية المطاف من استعادة مدينة الرقة السورية من أيدي داعش. وقال كارتر "ندرك أن بينهم (تركيا والمقاتلين الأكراد) خلافات تاريخية لكن المصالح الأمريكية واضحة للغاية. فنحن.. مثلهم.. نريد قتال تنظيم داعش وندعوهم الآن: ‘لنبقي أولوياتنا واضحة هنا‘."
ويقول خبراء إن أفضل تصور لنزع فتيل التوتر يتمثل في قبول تركيا ضمانات أمريكية بانسحاب وحدات حماية الشعب شرقي نهر الفرات. وتريد تركيا منع القوات الكردية من مواصلة توسيع سيطرتها قرب حدودها وطالبت بانسحابها إلى الشرق من النهر. ووصف كارتر النهر بأنه حاجز طبيعي يفصل بين تركيا ووحدات حماية الشعب. وقال "ما يمكننا فعله ونفعله معهم هو توضيح الأماكن التي توجد بها عناصر وحدات حماية الشعب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والمناطق التي لا يوجدون بها." وأضاف أن مقاتلي وحدات حماية الشعب ينسحبون بالفعل.
وفي لفتة إلى تركيا أشاد كارتر بتقدم الجيش التركي ضد داعش لاسيما السيطرة على بلدة جرابلس. وقال بليز ميستال مدير قسم الأمن القومي لدى مركز سياسة الحزبين وهو مؤسسة بحثية أمريكية إن الولايات المتحدة تشهد عواقب استراتيجية اعتمدت بشدة على المقاتلين الأكراد لهزيمة داعش برغم الاعتراضات التركية الصريحة. وتقاتل تركيا تمردا كرديا على أراضيها. وحذر خبراء من أنه ليس واضحا ما إذا كانت أنقرة ستتراجع عن موقفها نظرا لأنه من المستبعد أن تختار الولايات المتحدة الانحياز إلى صف جماعة كردية مسلحة على حساب تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي.
وتستضيف تركيا منشآت مهمة للولايات المتحدة وللحلف منها قاعدة إنجيرليك الجوية -التي تقصف منها المقاتلات والطائرات دون طيار الأمريكية التنظيم في سوريا- ومواقع أمريكية لاعتراض الاتصالات ورادار للإنذار المبكر لنظام الدفاع الصاروخي الأوروبي التابع للحلف. وقال بروس ريدل خبير شؤون الشرق الأوسط لدى معهد بروكينجز والمحلل السابق لدى المخابرات المركزية الأمريكية "عندما يصل الأمر إلى (أحد الخيارين): هل نغضب الأتراك أم نغضب الأكراد السوريين.. فما من شك فيمن سيكون الخاسر. بحسب رويترز.
وتتصرف الولايات المتحدة بحذر بالفعل بعد اتهامات من أنقرة لواشنطن بالتباطؤ في التنديد بالانقلاب الفاشل في تركيا. وفي علامة على الحساسيات اتصل رئيس الأركان الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد بنظيره التركي يوم الأحد وقال كارتر في المؤتمر الصحفي إنه سيلتقي مع وزير الدفاع التركي فكري إيشق. وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما سيلتقي مع نظيره التركي طيب إردوغان في الرابع من سبتمبر أيلول.
من جانب اخر قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن التوغل العسكري التركي في شمال سوريا يهدد بتصعيد الصراع ودعا جميع الأطراف لإنهاء القتال والعودة إلى محادثات السلام من أجل البلاد. وقال أولوند في لقاء للسفراء الفرنسيين إنه بعد مرور عام تقريبا على بدء التدخل الروسي دعما للرئيس السوري بشار الأسد "اختارت تركيا اليوم نشر جيشها على أراض سورية للتصدي لداعش." وأضاف "هذه التدخلات المتعددة المتناقضة تنطوي على تهديد بتصعيد عام."
وقال إن هذا مفهوم بعد الهجمات التي عانت منها البلاد لكن تركيا تستهدف أيضا القوات الكردية التي تحارب تنظيم داعش بدعم من التحالف الذي تشارك فيه فرنسا. ومضى قائلا إن على روسيا ألا تتجاهل التقارير عن قيام القوات الحكومية السورية بهجمات بأسلحة كيميائية وطلب منها دعم دعوة فرنسا لمجلس الأمن الدولي لإدانة هذه الهجمات.
مسرحية درع الفرات
على صعيد متصل أرسلت وزارة الخارجية السورية، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومجلس الأمن، تتهم فيها تركيا بارتكاب "مجازر وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان"، ووصفت عملية "درع الفرات"، التي نفذت القوات التركية ضمنها هجمات استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة جرابلس السورية بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بأنه "غزو للأراضي السورية." وجاء في رسالة الخارجية أن "سلاحي الجو والمدفعية في الجيش التركي وبالتنسيق مع أدواته من التنظيمات الإرهابية المسلحة قاما باستهداف قريتي جب الكوسا والعمارنة جنوب مدينة جرابلس في محافظة حلب بالقصف عشوائيا، ما تسبب بمجزرة أدت إلى مقتل 35 مدنيا 20 منهم في قرية جب الكوسا و15 في قرية العمارنة، إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى من المدنيين السوريين،" حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
واستطرد مسؤولو الخارجية في الرسالة بأن ما وصفته بـ"الخروقات والاعتداءات والمجازر التي يقترفها النظام التركي في غزو الأراضي السورية" تُعد "اعتداءات وجرائم مدانة بكل المعايير الأخلاقية والقانونية وتشكل جريمة عدوان وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان سواء ارتكبها النظام الأردوغاني بشكل مباشر من قبل الجيش التركي وعديد قواته أو بشكل غير مباشر من خلال أدوات وعملاء إرهابيين يأتمرون بإمرة هذا النظام،" حسبما جاء في الرسالة. بحسب CNN.
ووصف المسؤولون السوريون عملية "درع الفرات" بأنها "مسرحية قام بها النظام التركي بدخوله مدينة جرابلس تمثلت بعدم إطلاق رصاصة واحدة ضد داعش،" وتابعوا بأن التنظيم انضم إلى الجيش التركي وعلقت أن ذلك "هو خير دليل على تعاون النظام التركي مع داعش،" على حد قولهم. ودعت دمشق الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى "إدانة هذه الجرائم الجبانة وإلى ممارسة الضغوطات كافة واتخاذ التدابير الفعالة التي تكفل عودة النظام الأردوغاني لرشده وتخليه عن رعاية الإرهاب واستخدامه كوسيلة للتدخل في الشأن الداخلي السوري،" وفق ما أفادته الرسالة
معركة حلب
الى جانب ذلك جاء القرار الروسي بشن غارات قصف جوي على سوريا من الأراضي الإيرانية رغم حساسيته السياسية وفشله في نهاية المطاف في إحراز نتائج إيجابية ليفضح حدود القوة الجوية الروسية لتصبح موسكو في حاجة لوضع استراتيجية جديدة لتدعيم أهدافها. وقال مطلعون على ما يدور في الجيش الروسي إن موسكو اختارت تنفيذ الطلعات الجوية من إيران وإن طهران وافقت على السماح بها لأن الطرفين كانا يواجهان صعوبات في تحقيق هدف مشترك يتمثل في سحق المعارضة في مدينة حلب.
وبدأت روسيا تنفيذ الضربات الجوية في سوريا دعما للأسد في 30 سبتمبر أيلول من العام الماضي انطلاقا من قواعد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة ومن سفن حربية في البحر. وفي الشهر الجاري وفي مواجهة مشاكل لوجستية في مواصلة حملة باهظة الكلفة خلال وقت تعاني فيه ميزانية الدولة من ضغط الإنفاق كثفت موسكو من قصف حلب فيما اتضح أنها غارات انطلقت الطائرات فيها من إيران. ويبدو أن الغارات على حلب لم تحقق شيئا يذكر باستثناء إثارة خلاف سياسي في إيران التي يحظر دستورها إقامة أي شكل من أشكال القواعد العسكرية الأجنبية على أراضيها.
وربما يقوي كون روسيا تحملت كل هذه المشاق لإنجاز أهدافها في حلب وفشلت رغم ذلك وضع من يعتقدون أن العملية الروسية في سوريا بلغت مداها وأن الوقت قد حان للبحث عن حل من خلال التفاوض. وقال مصدر على صلة وثيقة بوزارة الدفاع الروسية طلب عدم نشر اسمه "لدي إحساس وكأننا مثل حصان في السيرك يدور في دائرة منذ 30 سبتمبر عندما نشرنا طائراتنا لأول مرة هناك." وأضاف "قواتنا غير كافية وتنسيقنا مع الإيرانيين ليس على المستوى المطلوب. نحن بحاجة لتغيير شيء ما. ولا علم لي بما هو هذا الشيء."
وفي 16 أغسطس آب أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استخدمت للمرة الأولى قاعدة جوية في إيران انطلقت منها طائرات روسية لشن هجمات جوية في سوريا. وفيما تلى ذلك من أيام أقلعت طائرات توبوليف 22إم3 القاذفة الروسية ترافقها مقاتلات سوخوي من قاعدة نوجه الجوية بالقرب من مدينة همدان الإيرانية. وكان السماح لروسيا بإرسال طائراتها إلى قاعدة إيرانية قرارا له حساسيته السياسية فآخر مرة استخدمت فيها قوة أجنبية قاعدة جوية إيرانية كانت في الحرب العالمية الثانية. ووصف بعض المشرعين الإيرانيين ذلك بأنه انتهاك للدستور بينما قال وزير الدفاع حسين دهقان إن موسكو ارتكبت "خيانة الأمانة" عندما كشفت على الملأ عن هذا الترتيب.
ويوم 22 أغسطس آب أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن استخدام روسيا للقاعدة قد انتهى. أما في موسكو فقالت وزارة الدفاع إن الطائرات العاملة من القواعد الإيرانية أنجزت مهامها. ولم يرد متحدثون باسم وزارة الدفاع الروسية والمتحدثة باسم وزارة الخارجية على استفسارات عن أهدافها في حلب واستخدامها للقاعدة الإيرانية.
غير أن اندريه كليموف العضو المؤيد للكرملين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما قال إن كلفة العملية السورية ربما كانت عاملا من العوامل المؤثرة في هذا الصدد. وأضاف "نحن نحاول تنفيذ العملية في سوريا بمبالغ معينة. فوزارة الدفاع لديها نفقات أخرى. ولذلك نسعى لتحقيق الاستفادة القصوى من التكلفة والمسارات ذات الجدوى الاقتصادية الأكبر. وأي بلد عاقل سيفعل هذا الأمر نفسه."
وقال فاسيلي كاشين المحلل بمركز التحليل والتكنولوجيات في موسكو والذي يقدم المشورة للقطاع الدفاعي في روسيا إن رغبة روسيا في استخدام القاعدة "يرتبط بزيادة شدة النشاط العسكري في منطقة حلب." وأضاف "يبدو أن من رأي القيادات السورية والروسية والإيرانية أن اللحظة الحاسمة قادمة."
ويتفق ذلك مع أدلة أخرى على أن روسيا وحلفاءها كانوا يعملون على تصعيد جهودهم للسيطرة على حلب خلال الشهرين الأخيرين. وقد قال زعيم حزب الله اللبناني المتحالف مع إيران في 24 يونيو حزيران إن الحركة سترسل المزيد من مقاتليها إلى منطقة حلب. وأضاف أن المعركة على هذه المدينة لها أهمية استراتيجية. ومنذ ذلك الحين تحدث ناشطون في المعارضة وسكان في المنطقة عن زيادة في شدة الغارات على حلب بما في ذلك عمليات تتم من ارتفاعات عالية وهي ما يبين الفرق بين القصف الروسي وقصف الطائرات السورية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.
وقابل ذلك على الأرض هجوم من القوات الحكومية السورية أدت إلى محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. وتحدثت منظمات الإغاثة عن قفزة في الخسائر البشرية في صفوف المدنيين وحذرت من كارثة إنسانية بسبب نقص الإمدادات. وكانت القاعدة الإيرانية بمثابة أداة لوجستية مهمة في هذا التصعيد في حلب لأن قاذفات توبوليف الروسية من دونها ستضطر للطيران مسافة أطول إلى سوريا انطلاقا من روسيا والعودة إليها. وهذا معناه أن تحمل كميات أكبر من الوقود الأمر الذي يقلل حمولتها من القنابل ويقلل عدد الطلعات التي يمكن أن تنفذها بسبب طول وقت الرحلة.
وقال كاشين إن القواعد الجوية الخاضعة لسيطرة الحكومة في سوريا ليست صالحة لاستخدام طائرات توبوليف وإن تجهيزها سيكون باهظ التكلفة. وقال المصدر وثيق الصلة بوزارة الدفاع عن الصعوبات اللوجستية التي تواجه العملية الجوية الروسية "ليس لدينا الكثير من الطائرات." وخلال القصف المكثف شنت قوات المعارضة في حلب هجوما مضادا في منتصف الشهر الجاري وكسرت الحصار وأعادت فتح طرق الإمدادات. ويقول خبراء دفاعيون إن روسيا لديها القدرة العسكرية على تصعيد القصف في سوريا سواء كان بإمكانها استخدام القواعد الإيرانية أم لا. بحسب رويترز.
غير أن ذلك سيعني زيادة النفقات على روسيا التي تواجه صعوبات في سد الثغرات في ميزانيتها ومقبلة على انتخابات برلمانية الشهر المقبل وكذلك طول أمد العملية السورية عن الجدول الزمني الأصلي لدى الكرملين. ففي مايو أيار أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن "الجزء الرئيسي" من القوات المسلحة الروسية في سوريا سيبدأ في الانسحاب وقال إن القوات أنجزت بصفة عامة مهامها. لكن القصف استمر. وستزيد صعوبة تحقيق تقدم على الصعيد العسكري من جاذبية البحث عن حل عن طريق التفاوض في نظر الكرملين.
اضف تعليق