يبدو أن تركيا وفي ظل المتغيرات والتوترات الكبيرة التي حدثت في الفترة الاخيرة، سعت وبشكل جاد الى تغير بعض خططها واجراءاتها السابقة بخصوصا علاقاتها مع جيرانها و بعض حلفائها السابقين، والتي توترت بشكل كبير بسبب السياسة الفاشلة التي اتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة التركية، الامر الذي اسهم بتفاقم المشكلات والازمات الداخلية والخارجية، حيث تتعرض تركيا اليوم وبحسب بعض المصادر، لتهديدات خطيرة بسبب اتساع رقعة الصراع المسلح في المنطقة يضاف الى ذلك تفاقم الاضطرابات الداخلية، فمحاولة الانقلاب العسكر الفاشل كما يقول مركز ستراتفور للدراسات الاستراتيجية، ساعدت في ازدياد مشكلات تركيا، لاسيما أن استقرارها الداخلي صار على المحك، حيث عطل الجيش في ذروة معركته ضد المتمردين والتهديدات الخارجية من المتشددين، كما تسببت محاولة الانقلاب وما تبعها من إجراءات في توتر العلاقة مع حلف الناتو وباقي الحلفاء، وهو ما اجبر الحكومة التركية على اعتماد خطط وسياسات جديدة بهدف تحقيق مصالحاها.
وتحاول تركيا في مثل هكذا اوضاع خطيرة، راب الصدع مع خصومها الاقليميين جاهدة لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل كما تمد يدها الى روسيا لاستعادة نفوذها من خلال العودة الى سياسة صفر مشاكل مع الجيران. وقد المح رئيس الوزراء بن علي يلدريم الى مقاربة جديدة لدى استلامه منصبه في ايار/مايو خلفا لاحمد داود اوغلو الاكاديمي السابق الذي خطط لسياسة خارجية اعتبر بعض المحللين انها جلبت لتركيا مشاكل اكثر من المنافع. واستقال داود اوغلو من منصبه تاركا وراءه ازمة دبلوماسية لا سابق لها مع روسيا وتخفيض للعلاقات مع اسرائيل ومصر وفشل في دفع الرئيس السوري بشار الاسد الى التخلي عن السلطة.
ويقول مراقبون ان تعيين يلدريم سمح لاردوغان بهدوء بالنأي عن ارث اوغلو وتجنيب تركيا الغرق في عزلة تتضمن مخاطر. واصلاح العلاقات مع الخصوم يرتدي ايضا اهمية خاصة في وقت تتعرض فيه علاقة تركيا مع الاتحاد الاوروبي لاضطراب شديد مع تهديد اردوغان باجراء استفتاء حول استمرار المحادثات مع هذا التكتل في محاولة للانضمام الى صفوفه. ويقول سونر كاغبتاي، مدير برنامج الابحاث التركية في معهد واشنطن ان مبادرات السياسة الخارجية لداود اوغلو انتجت "صفر اصدقاء تقريبا" في الشرق الاوسط، باستثناء قطر وحكومة اقليم كردستان العراق.
ويضيف "يبدو ان مهمة رئيس الوزراء التركي الجديد تتضمن اطلاق حملة باتجاه معاكس لازالة الخراب الناجم عن السياسة الخارجية التي اتبعتها الحكومة التركية . وقد صرح يلدريم الموالي لاردوغان انه لا يريد عداوات دائمة مع اسرائيل وسوريا وروسيا مصر. وكانت تركيا تتباهى في وقت سابق ببقائها وحيدة، كما قالها للمرة الاولى ابراهيم كالين المتحدث باسم اردوغان للدفاع عن سياسات الحكومة. من جهته، يقول ايكان اردمير، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ان "السياسة الخارجية المتهورة" كانت "فشلا محرجا" لتركيا بغض النظر عما تقوله انقرة. ويتابع ان انقرة، اداركا منها للنتائج الكارثية لعزلتها كانت مرغمة على التحول الى سياسة اي كان من الجيران نظرا لكونها مستميتة للدخول في علاقات تبادل مع البلدان المجاورة. وهناك قائمة من العلاقات المضطربة لانقرة بشكل مقلق، لكنها تحاول في ثلاث حالات على الاقل احراز تقدم.
العلاقة مع إسرائيل
وفي هذا الشأن أعلنت تركيا عن عودة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد ست سنوات من الشقاق. ومثل الاتفاق مع إسرائيل بعد التفاوض لسنوات تقاربا نادرا في الشرق الأوسط الذي تسوده الانقسامات مدفوعا باحتمال إبرام صفقات مغرية للغاز الطبيعي وبالمخاوف المشتركة من المخاطر الأمنية. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن البلدين سيتبادلان السفراء في أسرع وقت ممكن فيما قال نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق ستكون له "آثار هائلة" على الاقتصاد الإسرائيلي. وتأتي هذه التحركات بينما تعيد الحكومة التركية الجديدة التي تعج بحلفاء إردوغان تقييم سياستها الخارجية.
وتردت علاقات تركيا ليس فقط مع إسرائيل وروسيا بل ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية. وفي سوريا تحقق أسوأ كوابيس الأتراك إذ مكن الدعم الروسي الرئيس السوري بشار الأسد من البقاء في السلطة بينما استفاد مقاتلون أتراك تدعمهم الولايات المتحدة من الدعم الأمريكي في القتال ضد تنظيم داعش لتعزيز وضعهم في منطقة متاخمة للحدود التركية.
وقالت بريندا شيفر الأستاذة الزائرة بجامعة جورج تاون والزميلة بالمجلس الأطلسي "يبدو لي أن تركيا تعيد تقييم أولويات سياستها الخارجية. "في الحالتين تغلبت الواقعية السياسية على الاعتبارات العقائدية. لم تكن هناك أبدأ أي خلافات ثنائية بين تركيا وإسرائيل.. على العكس كانت هناك فقط مصالح مشتركة. نفس الشيء مع روسيا." وتداعت العلاقات بين إسرائيل ومن كانت يوما حليفتها المسلمة الوحيدة بعدما هاجمت البحرية الإسرائيلية قافلة مساعدات في مايو أيار 2010 كانت تسعى لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس وقتلت عشرة ناشطين أتراك ممن كانوا على متنها.
وطردت تركيا السفير الإسرائيلي وجمدت التعاون العسكري بعد أن خلص تقرير للأمم المتحدة في الحادث عام 2011 إلى تبرئة إسرائيل بدرجة كبيرة. وقلصت إسرائيل وتركيا تبادل المعلومات المخابراتية وألغيتا تدريبات عسكرية مشتركة. ويقول مسؤولون إن رأب الصدع في العلاقات مع إسرائيل زاد احتمال التعاون في النهاية لاستخراج احتياطيات الغاز الطبيعي التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات في مياه البحر المتوسط.
وقال نتنياهو إن ما حدث فتح الباب أمام إمداد إسرائيل لأوروبا بالغاز عبر تركيا. وتحدث نتنياهو بعد اجتماع في روما مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقال إن الاتفاق يمثل خطوة مهمة. وأضاف "ستكون للاتفاق آثار هائلة على الاقتصاد الإسرائيلي وأنا استخدم تلك الكلمة عن قصد." ورحب كيري بالاتفاق قائلا "نحن سعداء بوضوح في الإدارة. هذه خطوة كنا نريد أن نراها تتحقق." بحسب فرانس برس.
وأوضح نتنياهو أن الحصار البحري على غزة سيظل قائما رغم مطالبة أنقرة مرارا برفعه بموجب الاتفاق رغم أن المساعدات الإنسانية قد تستمر إلى غزة من خلال الموانئ الإسرائيلية. وقال نتنياهو "هذا من المصالح الأمنية العليا لبلدنا. لم أكن مستعدا لأي تنازل في هذا الشأن. هذه المصالح ضرورية لمنع حماس من حشد أي قوة بحيث تبقى كما كانت وكما هي." لكن يلدريم قال إن الحصار "في مجمله" على غزة رفع بدرجة كبيرة بموجب الاتفاق لتمكين تركيا من تسليم مساعدات إنسانية وإرسال بضائع أخرى غير عسكرية. وأضاف رئيس الوزراء التركي أن شحنة أولى تزن عشرة آلاف طن سترسل وسيبدأ العمل على الفور في معالجة أزمتي المياه والكهرباء في غزة.
اول رسالة
من جانب اخر وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رسالة الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مناسبة العيد الوطني الروسي، في بادرة تصالحية منذ اسقاط انقرة مقاتلة روسية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قرب الحدود السورية. والرسالة هي الابرز في سلسلة من المبادرات قامت بها انقرة بهدف رأب الصدع في العلاقات التي تدهورت الى ادنى مستوى. وقال مسؤول في الرئاسة التركية "نؤكد ان الرئيس وجه رسالة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مناسبة يوم روسيا الوطني". وقال اردوغان في رسالته بحسب شبكة "ان تي في"، "آمل في ان تصل علاقاتنا الى المستوى الذي تستحقه". ولم ينشر النص الكامل للرسالة.
وفي موسكو، اكد الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف ان الكرملين تلقى رسالة اردوغان عبر القنوات الدبلوماسية بحسب ما افادت وكالة الانباء ريا نوفوستي. وتدهورت العلاقات بين انقرة وموسكو بشكل سريع وغير متوقع في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعدما اسقطت طائرات "اف 16" تركية مقاتلة روسية وتفاقمت بسبب الخلاف على دور روسيا في الحرب في سوريا. وقالت تركيا ان الطائرة ظلت لثوان في اجوائها وتجاهلت التحذيرات، لكن روسيا اصرت انها اسقطت على الحدود السورية واتهمت انقرة "باستفزاز مدبر".
وفرضت روسيا منذ ذلك الحين عقوبات اقتصادية على انقرة ودعت الروس الى عدم زيارتها. وسعى اردوغان بعد الحادث الى لقاء بوتين على هامش قمة المناخ في باريس في كانون الاول/ديسمبر لكن الرئيس الروسي رفض. وقال المسؤول التركي ان رئيس الوزراء بن علي يلديريم وجه ايضا رسالة الى نظيره الروسي ديمتري مدفيديف بمناسبة العيد الوطني. ولم تشارك تركيا على مستوى وزاري في الاحتفال بمناسبة العيد الوطني لروسيا في السفارة الروسية في انقرة.
وتبنت السلطات التركية لهجة تصالحية تجاه روسيا واعرب اردوغان عن امله في اعادة العلاقات الى ما كانت عليه مع موسكو عندما كانت تربط البلدان علاقات تعاون قوية في مختلف المجالات دون ان يعكرها الخلاف حول النزاع في سوريا او ضم القرم. وتعتمد روسيا بشكل كبير على الغاز والنفط الروسيين وقبل الازمة كان البلدان يأملان زيادة المبادلات التجارية الى 100 مليار دولار بحلول سنة 2023. واقر اردوغان بان العلاقات مع موسكو وصلت الى "مرحلة القطيعة" بسبب ازمة الطائرة لكنه امل في عودتها الى ما كانت عليه.
وقال اردوغان في تعليقات نشرتها صحيفة حرييت مع بوتين، نهضنا بالعلاقات الثنائية الى مستوى متقدم جدا. حجم تجارتنا مع روسيا يفوق بكثير حجمه مع اميركا. من المحزن ان نرى مثل هذه العلاقات القوية تصل الى الوضع الراهن. وقال امل ان تتعافى علاقاتنا في وقت قصير وان نعود الى الايام الخوالي بعزم جديد. من جهته، اقترح وزير الخارجية مولود جاوش اوغلو تشكيل مجموعة عمل مشتركة لحل المشكلات العالقة. بحسب فرانس برس.
لكن تركيا لم تبد حتى الان رغبة في تلبية شرط روسيا بالاعتذار ومحاكمة المسؤولين عن مقتل الطيار الروسي. وقال المسؤول التركي ان الرسالة ينبغي ان ينظر اليها باعتبارها "دليل على حسن نوايا تركيا" وعبر عن الامل في ان ترد موسكو "بطريقة مسؤولة وبناءة". واثرت الازمة بشكل كبير على قطاع السياحة التركي مع تراجع اعداد السياح الروس في المنتجعات الجنوبية على البحر المتوسط.
مصر وسوريا
قامت تركيا بخطوات لانهاء خلافاتها مع كل من اسرائيل وروسيا في اطار مساعيها للتقارب الاقليمي، الا ان القيام بجهود مماثلة تجاه مصر وسوريا سيكون اكثر صعوبة على انقرة. وكانت انقرة خفضت مستوى علاقاتها مع مصر منذ اطاح الجيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013. وفي سوريا المجاورة، جعلت تركيا خروج الاسد من السلطة شرطا مسبقا لانهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ اكثر من خمس سنوات، والتي ادت الى لجوء نحو 2,7 مليون سوري الى تركيا.
الا ان تعيين بن علي يلديريم - الحليف المقرب من الرئيس رجب طيب اردوغان - رئيسا للوزراء في ايار/مايو اعتبر مؤشرا الى تبني نهج اكثر تصالحية في سياسة تركيا الخارجية بعد المواقف المتشددة لسلفه احمد داود اوغلو. وصرح يلديريم امام اعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم "سنواصل زيادة صداقاتنا من خلال مراعاة مصالح منطقتنا وبلادنا". وفي احدث مبادراتها الدبلوماسية، عادت تركيا الى مبدأ "لا مشاكل مع الجيران" في سياستها الخارجية والتي تبناها اردوغان اثناء توليه رئاسة الوزراء. الا ان هذا النهج تدهور ليتحول الى مبدأ "العديد من المشاكل مع الجميع" بحسب وصف المحللين، وذلك بعد تبدد امال تركيا بوجود انظمة مقربة منها بعد ما سمي ب"الربيع العربي".
وبعد بدء الاحتجاجات في سوريا في 2011 فتحت تركيا حوارا مع دمشق، الا ان اردوغان اصبح لاحقا خصما لدودا لبشار الاسد بعدما كان صديقه. وفي تصريح لافت، قال يلديريم "لقد طبعنا علاقاتنا مع اسرائيل وروسيا. وانا واثق بانها ستعود الى طبيعتها مع سوريا". الا انه لا يوجد اي مؤشر الى ان ذلك يؤذن بتغيير في سياسة تركيا تجاه الاسد، وبتغيير جذري في سياسة تركيا التي دعمت مقاتلي المعارضة في سوريا ولا تزال. ونشرت تقارير في الاسابيع الاخيرة عن احتمال ان تلين انقرة موقفها، رغم نفيها تكهنات الصحف بان الجزائر تتوسط في اجراء اتصالات بين انقرة ودمشق.
وقال ارون شتاين من مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط التابع لمجلس الاطلسي ان "تليين تركيا لموقفها تجاه الاسد" بدأ الصيف الماضي عندما اعلن اردوغان ان بامكان الاسد البقاء في الرئاسة لمدة ستة اشهر اثناء عملية الانتقال السياسي. واوضح ان "هذه السياسة تختلف عن اصرار تركيا السابق على تنحي الاسد في بداية اطار زمني يمتد ستة اشهر". وسابقا اصرت الحكومة التركية برئاسة احمد داود اوغلو على ان ايام الاسد اصبحت معدودة.
ولكن ائتلاف المعارضة السورية الذي يتخذ اسطنبول مقرا قال ان انقرة طمأنته الى دعمها الكامل. وصرح انس العبده رئيس الائتلاف السوري المعارض "لم يحدث اي تغير او تحول في سياستهم تجاه النظام السوري، او سياستهم تجاه الشعب السوري او الثورة". ويقول مراقبون ان جهودا دبلوماسية سرية، مثل تلك التي تمت مع اسرائيل، ربما تبدأ لرأب الصدع بين انقرة والقاهرة، رغم ان اردوغان استبعد حتى الان اي مصالحة مع النظام المصري. وتحرص السعودية على توثيق العلاقات بين القاهرة وانقرة، بعد ان اصبحت وبسرعة اقرب حلفاء تركيا عقب تولي الملك سلمان عرش بلاده في كانون الثاني/يناير 2015. ودعمت السعودية بقوة الاطاحة بمرسي ما ادى الى تضرر العلاقات بين الرياض وانقرة. بحسب فرانس برس.
وصرح مسؤول بارز في الحزب التركي الحاكم هذا الشهر ان انقرة سترسل قريبا وفدا الى مصر للمساعدة في تخفيف التوتر. واضاف سابان ديسلي "باذن الله سيحدث تحسن في العلاقات مع مصر كذلك". وعلق شتاين ان "السعودية تدفع تركيا ومصر الى اصلاح علاقاتهما منذ اذار/مارس 2015، وهو الشهر نفسه الذي اصلحت فيه السعودية وتركيا علاقاتهما". واضاف ان "تركيا بكل تاكيد تعدل سياستها الخارجية، الا ان اصلاح العلاقات مع مصر لا يزال عملية صعبة".
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن تركيا تهدف إلى تطوير علاقات جيدة مع سوريا والعراق مضيفا أن البلدين بحاجة إلى الاستقرار حتى تنجح جهود مكافحة الإرهاب. وقال "هذا هو هدفنا الأهم والذي لا يمكننا الرجوع عنه: تطوير علاقات جيدة مع سوريا والعراق وكل جيراننا حول البحر المتوسط والبحر الأسود." وتابع لكي تنجح المعركة ضد الإرهاب ينبغي أن يعود الاستقرار لسوريا والعراق. وأسس تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق من سوريا والعراق شبكة عبر الحدود في تركيا ألقيت عليها مسؤولية سلسلة من التفجيرات الانتحارية التي استهدف بعضها سائحين أجانب.
اضف تعليق